بعد فيديو نشرته حماس.. نداء استغاثة من عوائل الرهائن الإسرائيليات لـ بايدن
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
وجهت عوائل الرهائن الإسرائيليات اللاتي ظهرن في مقطع فيديو نشرته كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، رسالة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، بعد صدور الفيديو.
وقالت عائلات المحتجزات اللاتي ظهرن في فيديو "القسام": “ندعو الرئيس بايدن إلى بذل كل ما في وسعه للإفراج عن الجميع”.
بدوره، قال راموس ألوني، والد دانيال ألوني الذي ظهر في الفيديو، إنه وزوجته شعرا “بالارتياح لأنها على قيد الحياة ونحن نراها، لأننا حتى اليوم لم نكن نعرف أي تفاصيل مؤكدة عنها”.
وفي وقت سابق من اليوم، نشرت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، أول لقطات مصورة لبعض الأسرى الصهاينة الذين احتجزتهم حماس في عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي.
وقالت إحدى الأسيرات وهي تصرخ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن من ندفع ضرائب تفضل أعمل على تحريرنا نحن موجودون هنا بشروط قاسية جدًا رجاء قم بتحرير أسراهم ليتم تحريرنا نحن".
وأضافت: "أنت تقتلنا، هل تريد أن تقتلنا كلنا؟ ألا يكفي أنك ذبحت الجميع، ألا أن يكفيك أن هناك مواطنين إسرائيليين قتلوا، أطلق سراحنا الآن".
وعبرت كتائب القسام عن استعدادها لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم خلال هجومها على إسرائيل في السابع من الشهر الجاري مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.
بدوره، علق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، علي فيديو الرهائن الإسرائيليات التي نشرته حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”.
وقال نتنياهو، إن “إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لإعادة الرهائن”، مشيرا إلي أن “ما نشرته حماس دعاية نفسية”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية حماس بايدن
إقرأ أيضاً:
غزة بعد الرهائن… نحو تهدئة أم تصفية؟
#غزة بعد #الرهائن… نحو #تهدئة أم #تصفية؟
د. #هشام_عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية
في عالم يتفنن في صناعة الأوهام، يبدو أن واشنطن وتل أبيب وجدا أخيراً الوصفة السحرية لحل القضية الفلسطينية: حفنة رهائن مقابل عشرات الآلاف من الشهداء، وتسليم السلاح، وخروج قادة المقاومة… باختصار: هدنة مقابل الاستسلام.
خمسون ألف شهيد، وأكثر من مئة ألف جريح، ومدينة كاملة مسحت عن وجه الأرض، كل ذلك يُختزل اليوم بمفاوضات تُدار على طاولة باردة، تُناقش تفاصيل “ما بعد حماس”. من يملك الجرأة أن يسأل: ماذا بعد الشعب؟
مقالات ذات صلة حين يكون العيد مُرّاً…! 2025/03/31الطرح الذي يُطبخ حالياً ليس مجرد تسوية، بل محاولة تفكيك جذور الصراع الفلسطيني عبر مسكنات قصيرة الأمد. يُطلب من حماس أن تلقي سلاحها، أن تغادر غزة، أن تُسلم رقبتها في مشهد يبدو أنه مستوحى من نهاية عصابات في أفلام مافيا رديئة الإنتاج، لا من حركة سياسية عمرها أكثر من ثلاثة عقود، تحكم أكثر من مليوني إنسان.
لكن السؤال الأعمق: هل السابع من أكتوبر كان صدفة؟ أم مؤامرة؟ أم كلاهما؟ هل فتح حماس للجبهة كان قراراً مستقلاً؟ أم جرى دفعها نحوه بذكاء شيطاني؟ تبدو العملية الآن وكأنها مصيدة نُصبت بعناية: فخ عسكري قاد لغزو كامل، وفخ سياسي يراد له أن ينهي القضية برمتها.
لا أحد يملك بعد المفاتيح الكاملة لهذا اليوم. حتى من خطط له، ربما لم يتوقع النتائج الكارثية بهذا الحجم. إسرائيل بدت وكأنها تلقت الضربة، ثم نهضت بتأييد دولي غير مسبوق، واستخدمت الحدث كذريعة لتدمير غزة، و”إعادة تشكيلها”.
وفي خلفية المشهد، تظهر الولايات المتحدة، لا كوسيط، بل كطرف أصيل. تضغط على الفلسطينيين، على العرب، على الجميع، لترتيب المنطقة بما يناسب مصالحها. التهدئة المطروحة الآن ليست إلا خطوة نحو فرض أمر واقع جديد: غزة بدون مقاومة، وربما لاحقاً بدون هوية.
لكن الغريب، أن العالم لا يسأل عن غزة المحروقة، بل عن الرهائن. لا يتساءل كيف يُقتل المدنيون تحت الركام، بل متى تخرج حماس؟ هنا بالضبط تدخل الكوميديا السوداء: شعب يُباد أمام كاميرات العالم، والمجتمع الدولي يناقش تفاصيل خروج قيادي أو تسليم بندقية.
هل يقبل الفلسطيني بهذا النوع من الحلول؟ ربما تُفرض عليه، كما فُرضت أوسلو قبلاً. لكن ما لم يفهمه صناع القرار في واشنطن وتل أبيب، أن الفلسطيني لا يستسلم، حتى لو صمت مؤقتاً. غزة ليست فقط مكاناً، بل فكرة، والفكرة لا تموت.
قد تكون الهدنة قريبة، وقد يُفرج عن بعض الرهائن، وقد يُدفع ببعض القادة للخروج… لكن من يخرج من ذاكرة الناس؟ من يخرج من وجدان أمة تُشاهد المجازر على الهواء مباشرة؟
السابع من أكتوبر كان صدمة… لكن الأهم، هو ما بعده. وما بعده يبدو حتى الآن أكثر رعباً من كل ما سبقه.
وفي نهاية هذا المشهد، تطل فكرة كانت قد طُرحت علناً خلال فترة إدارة ترامب: التهجير الجماعي لغزة. فهل ما زال هذا المشروع حيّاً؟ أم أن التهجير أُعيدت صياغته بشكل أكثر “أناقة”، عبر تهجير القادة لا السكان؟ وهل الهدف من الضغط الحالي هو خلق واقع جديد يتم فيه استبعاد حماس، مقابل الحفاظ على سكان غزة، ولكن تحت إدارة جديدة؟
تُطرح اليوم عدة سيناريوهات: هل ستُعاد غزة إلى السلطة الفلسطينية؟ أم تُدار من قبل لجنة عربية؟ أم توضع تحت إشراف دولي؟ أم تُسلم لحكومة تكنوقراط محايدة؟ كل هذه الاحتمالات تعكس تخبطاً في الرؤية، لا مشروعاً واضح المعالم.
غزة بعد التبادل، بعد مسلسل الرهائن، بعد الهدنة… إلى أين؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح الآن، لا فقط متى تخرج حماس، بل ماذا يدخل مكانها؟