ما قصة حي الزيتون في غزة؟.. فشل جيش الاحتلال في اقتحامه
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
شهد حي الزيتون في قطاع غزة، اليوم الاثنين، قصفا مستمرا من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من أجل اقتحامه وسط تصدٍ للمقاومة الفلسطينية التي أعلنت وقوع قوة مدرعة بجيش الاحتلال في كمين هندسي محكم شرقي حي الزيتون بغزة بعد الاستهداف بواسطة «الياسمين 150»، مؤكدة وقوع إصابات في صفوفها، في الوقت الذي يستهدف الاحتلال الإسرائيلي حي الزيتون بأحزمة نارية، ولكن ما هو حي الزيتون وما سر تسميته بهذا الاسم ولماذا تريد إسرائيل دخوله ؟.
فيديو كتائب القسام تستهدف آليتين صهيونيتين متوغلتين شرق حي الزيتون بقذائف "الياسين 105" محلية الصنع . pic.twitter.com/ab5OkwsUOz
— بلال نزار ريان (@BelalNezar) October 30, 2023 لماذا سُمي حي الزيتون بهذا الاسم؟يُعد حي الزيتون، هو أكبر أحياء مدينة غزة مساحة، وثاني أكبرها من حيث عدد السكان، ويقع الحي في قلب المدينة التلية القديمة، وسمي الحي بهذا الاسم لكثرة تواجد أشجار الزيتون فيه والتي ما زالت تغطي أغلب بقاع الحي حتى الآن، ويضم الحي شارعي عمر المختار وجمال الباشا الذين ظهر بعد الحرب العالمية الأولى وضم أسواقا تجارية أشهرها «سوق السروجية».
مساجد أثرية في الحيويضم الحي مساجد أثرية عدة مثل جامع الشمعة الذي اندثرت معالمه القديمة، ومسجد «العجمي»، وجامع «كاتب الولاية» الذي يضم مئذنة عتيقة مكتوب تحتها بأسطر منذ عام 735 ميلاديا، مكتوب عليها: «بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بعمارة هذه المئذنة مولانا المقر الأشرفي السيفي أفنان العلاني نائب السلطنة الشريفة بغزة المحروسة ابتغاءً لوجه الله في مستهل ذي الحرام سنة خمس وثلاثين وسبعمائة»، ويضم الحي أيضا كنيسة «بيرفوريوس» التي قصفت إسرائيل إحدى المباني التابعة لها في 17 أكتوبر الجاري، وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم حيث بنيت في القرن الخامس الميلادي، وشهد حي الزيتون قصفا إسرائيل سابقا في عام 2014 في الحرب على غزة التي استمرت 50 يوما.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل حي الزيتون حی الزیتون
إقرأ أيضاً:
جاردن سيتي.. ما لا تعرفونه عن الحي النادر
لم يكن حي" جاردن سيتي" في بدايته محاطًابالقصور الفخمة والفيلات ذات الطراز المتميز، وإنما كان برك ومستنقعات تحولت عبر الزمن إلى حدائق وبساتين شيدت حولها قصورًا للأمراء لتكون علامة فارقة فيما بعد في البناء المعماري للقاهرة الخديوية.
في السطور التالية نستعرض قصة حي جاردن سيتي النادر.
نشأة الحي
في البداية وقبل بناء قصور جاردن سيتي، كانت تلك المنطقة الواقعة بين منطقتي قصر الدوبارة وكورنيش النيل عبارة عن برك ومستنقعات، حولها السلطان الناصر محمد بن قلاوون خلال فترة حكمه الثالثة لمصر (1309- 1341 م) إلى ميدان سمي بالميدان الناصري، وغرس فيه الكثير من الأشجار وشق الطرق وسط المياه وشيد الحدائق التي عرفت باسم “بساتين الخشاب”، ثم افتتح الميدان عام 1318، وكانت تقام به عروض وسباقات الخيل التي كان الملك الناصر شغوفا بتربيتها.
بعد وفاة السلطان قلاوون، اُهملت المنطقة بالكامل، وعندما حكم الخديوي إسماعيل البلاد (1863) قرر تدشين حركة معمارية واسعة لتشييد قصور فخمة فاخرة على امتداد كورنيش النيل (ضمن مشروع القاهرة الخديوية)؛ من أشهرها “قصر الدوبارة” و” قصر فخري باشا” و”الأميرةشويكار”، وجميعها قصور خليطً من المعمار الإسلامي والباريسي والإيطالي.
ويعد عام 1906 هو بداية نشأة حي جاردن سيتي المعاصر، حيث قرر الخديوي عباس حلمي الثاني تأسيس الحي على هيئة المدن الحدائقية ذات الشوارع الدائرية كما كان شائعًا في مطلع القرن العشرين في أوروبا، وأصبحت جاردن سيتي امتدادًا عمرانيا للقاهرة الخديوية، شيدت فيها المباني بنفس الطرز المعمارية الموجودة في القاهرة الخديوية بين الطراز المعماري الفرنسي والإيطالي والإسلامي، وخُططت الشوارع ليكون كل شارع مخصص للوازم معينة؛ فكان هناك شارع للحرس وشارع للإسطبلات وشارع للخدم، والتي لا يزال معظمها يحتفظ باسمه حتى الآن مثل شارع النباتات وشارع البرجاس وشارع الخشاب وشارع الديوان وشارع الحديقة وشارع حوض اللبن، وكانت جاردن سيتي منطقة سكن الطبقات الأرستقراطية من الأمراء والسفراء.
معالم “ جاردن سيتي”
تتشابه عمارات حي “جاردن سيتي” إلى حد كبير من حيث التصميم الهندسي، فلا يزيد ارتفاع معظم الأبنية عن خمسة طوابق، ولا تقل مساحة أية شقة عن تسع أو عشر حجرات ممتدة المساحة، ومن أشهر عمارات الحي، “عمارات سيف الدين” الثلاث المملوكة للأمير سيف الدين، وعقب وفاته عام 1937 ورثتها أخته الأميرة شويكار، ثم كلفت المهندس الشهير “جوسيبي مازا” ببناء أربع بنايات متجاورة شبه منفصلة في شارع البرجاس أسمتها «عمارات إلهامي» تحية لزوجها الخامس «إلهامي حسين باشا”. و”سيف الدين” هي عمارات عملاقة وشديدة الاتساع لونها زهري مهيبة المعمار تشبه إلى حد كبير عمارة يعقوبيان، وكانت الفنانة ليلى مراد تسكن في إحدى تلك العمارات واستقرت بها في أواخر الخمسينات حتى وفاتها، وهذه العمارة لها بابان، الباب الأمامي يحمل رقم 68 شارع القصر العيني، ويعلوها كلمة ضخمة كتبت بالحديد المشغول أو الخشب المخروط، هذه الكلمة عبارة عن اسم “نادي القصة المصري”، وهي تعاني حاليا من الصدأ، أما الباب الخلفي للعمارة، فيحمل رقم 1 شارع حسن مراد (الفسقية) وهو من الشوارع الجميلة الهادئة في حي (جاردن سيتي) أرقى أحياء القاهرة.
هناك أيضا عمارة “وردة جاردن سيتي” التي كانت مملوكة للفنانة ليلى مراد وتقع في 6 شارع جمال الدين أبو المحاسن، وعمارة “شويكار” التي تم تشييدها بجوار قصر البرنسيسة شويكار في شارع معمل السكر بجاردن سيتي، وهي عمارة عملاقة لونها رمادي فاتح تمتاز بأعمدتها الكبيرة، تم تصوير العديد من الأفلام المصرية فيها، أهمها فيلم «النداهة» ليوسف السباعي، وفيلم أنف وثلاثة عيون لإحسان عبد القدوس وفيلم «البيه البواب» بطولة الراحل العبقري أحمد زكي.
"بلمونت”.. أول ناطحة سحاب في القاهرة
من أشهر عمارات حي جاردن سيتي أيضا عمارة “بلمونت”، وسميت كذلك نسبة إلى إعلان سجائر “بلمونت” أعلاها، تأسست تلك العمارة عام 1958 وهي أطول عمارة في الحي، حيث تضم خمسة وثلاثين طابقا، وكانت مملوكة لسمير زلزل وحرم ثابت ثابت، وهي من تنفيذ المهندس نعوم شبيب.
أطول عمارة في القاهرة حكايتها حكاية أثارت عمارة بلمونت جدلا عند بنائها، فقد أفاد الدفاع المدني بأنه لا يمكن إنقاذ السكان وقت الحريق لأن ليس لديه سلالم بهذا الطول، فيما أفاد مرفق المياه أنه لا يمكن ضخ المياه بالقوة المطلوبة لتصل إلى كل الأدوار، وكان وقتها الاعتماد على ضخ المياه وليس الطلمبات، كما أبدى المعماري الشهير ميشيل باخوم تحفظه على التصميم وتأثير الرياح والزلازل والرنين، لكن العمارة لازالت قائمة حتى الآن وتحدت كل المخاوف وتكلفت 300 ألف جنيه وكان الدور به شقتان وإيجار الشقة 30 جنيها.
كنيسة قصر الدوبارة
أحد المعالم المميزة لمنطقة جاردن سيتي هي كنيسة قصر الدوبارة التي تتسم بطابع معماري خاص، وهي تقع خلف مبنى مجمع التحرير، بنيت عام 1938 وتحتفظ بكل ركن فيها كما هو حتى اللحظة دون ترميم، ولها بابين، الأول يطل على 7 شارع الشيخ ريحان، والآخر على 5 شارع عبد القادر حمزة.
جاردن سيتي كما تراها الآن
بمرور الزمن تحولت معظم القصور بجاردن سيتي ليحل محلها الفنادق مثل قصر الوالدة باشا وقصر شريف باشا صبري الذي حل محله فندق الفورسيزون وقصر فؤاد سراج الدين باشا، وقصر النيل، وانتقلت إلى الحي أيضًا العديد من المباني الهامة منها مبنى وزارة الصناعة والتجارة، والهيئة العامة للتنمية الصناعية، ومبنى وزارة التموين والتجارة الخارجية والعديد من السفارات منها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية التي تقع خلف مبنى مجمع التحرير مباشرة، إضافة إلى سفارة بريطانيا وكندا، والعديد من فروع البنوك منها بنك كريدي أجريكول، وسيتي بنك والبنك العربي الإفريقي وبنك الائتمان الزراعي والبنك الأهلي وبنك التنمية المصري وباركليز بنك والمصرف المتحد باربيا، إلى جانب مبنى مجلسي النواب والشورى، ومباني أحياء منطقة وسط القاهرة (حي غرب، حي بولاق أبو العلا)، إضافة إلى مبنى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ومستشفى قصر العيني، وكل من مسرحي النهار والسلام.
من يملك جاردن سيتي؟
وعن مُلاّك الأراضي بحي جاردن سيتي، فحتى يومنا هذا يظل الفاتيكان هو مالك أوسع مساحة من الأرض في جاردن سيتي بحصة قدرها اثنتي عشرة قطعة متجاورة يحوزها باسمه. كانت هذه الأرض في الأصل مخصصة لإقامة دير ثم تُرِكت ليُنشَأ عليها مدرسة «المير دي ديو للبنات» في مطلع عشرينات القرن العشرين، وتحتل السفارة البريطانية المركز الثاني من حيث مساحة الأرض التي تمتلكها في جاردن سيتي، وإلى جانب المؤسسات الأجنبية التي امتلكت أوسع الأراضي في جاردن سيتي، فإن أكبر الملاك الأفراد كانوا ثلاثة مصريين وسوري، المصريون الثلاثة هم الأمير سيف الدين، ومدحت يكن، وعدلي يكن، والرأسمالي السوري عزيز بحري.
تقول الدكتورة سهير حواس عضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري: “جاردن سيتي تعد من أولى المناطق المغلقة على فئة معينة والتي استوحت “الكومبوندات” الفكرة منها، وهي بُنيت على طراز مدرسة التخطيط الجديدة التي كانت سائدة عالميًا في ذلك الوقت وهي المدن الحدائقية، كما أن المنطقة محمية طبقًا لقانون البناء الموحد رقم 119 لعام 2008، الباب الثاني الخاص باشتراطات التنسيق الحضاري، كما أن مبانيه المميزة والمسجلة ضمن الطراز المعماري المميز تخضع لقانون المباني رقم 144 لسنة 2006.”
وتضيف حواس: ” تضم منطقة جاردن سيتي العديد من القصور والفلل والسفارات والمبان الخاصة والتي يصعب معها التدخل بشكل مباشر للتطوير كما حدث مع منطقة وسط البلد خلال مشروع تطوير القاهرة الخديوية، حيث أن الأخيرة معظم مبانيها تملكها شركة مصر لإدارة الأصول العقارية وهي شركة حكومية، وشركة الإسماعيلية وهي شركة خاصة، إلا إن هناك العديد من السكان في جاردن سيتي المعتزين بوجودهم هناك باعتباره أحد الأحياء العريقة والقديمة في مصر، غير إن القصور تحول معظمها لمقرات بنكية أو حزبية.
جاردن سيتي eba99bd9-6884-409d-8287-fc45553ebd21 00e21581-438f-4345-af04-d374bae2a793 6e5431a1-0cd0-4ca1-8166-4bb8a7b44883 67fa0bb6-727d-4285-9796-a081f2790f2c 8942f879-67cd-4066-b99d-7ef2b0734798