«بينتقموا منًا في الولاد»| مصور صحفي لـ«البوابة نيوز»: منزلنا أصبح أطلال.. والكاميرا العدو اللدود للاحتلال
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
لم يكن الصحفيون والنساء والأطفال في غزة، بعيدين عن أطنان المُتفجرات التي تُمطرها غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 22 يومًا؛ فبعيدًا عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأهالي إثر قبضة الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر؛ فقد أُستشهد 35 صحفيًا في القصف الإسرايلي و3457 طفلًا و2136 امرأة من إجمالي 8306 شهيدًا (حسب وزارة الصحة الفلسطينية).
"القلم وعدسات الكاميرا العدو اللدود للاحتلال الإسرائيلي".. بتلك الجملة افتتح الصحفي الفلسطيني منذر الشرافي وأحد شهود العيان الذين يُوثقون مجازر الاحتلال الإسرائيلي في غزة حديثه لـ"البوابة نيوز".
قال "الشرافي": منذ التصعيد العسكري في غزة الذي أعقب عمليات طوفان الأقصى التي نفذتها المُقاومة الفلسطينية، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين بشكل مُبالغ فيه (فلا يمر يومًا إلا ويستشهد أو يُصاب صحفي أو أحد من أسرته) جراء القصف الإسرائيلي الغاشم؛ في محاولة حسيسة من الاحتلال ليُثني الصحفيين في غزة عن عملهم وكشف جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن مجازر الاحتلال ضد الصحفيين وعوائلهم تهدف أولًا وأخيرًا لكسر عين الحقيقة في قطاع غزة وتضليل الرأي العام العالمي عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وخاصة النساء والأطفال؛ مُشيرًا إلى أن عدسات المصورين وأقلام الصحفيين في غزة يعتبرها الاحتلال الإسرائيلي "بنادق آلية" لتوثيقها جرائم الاحتلال ضد الإنسانية.
ولفت إلى أن "الحقائق" هي أكثر الأشياء التي تُؤرق الاحتلال الإسرائيلي؛ فيحاول جاهدًا طمس الحقائق والتكتم على حجم الدمار والمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في غزة عبر استهداف الصحفيين وعوائلهم وتكسير الرُوح المعنوية لدى الإعلاميين؛ قائلًا: "أمنية الاحتلال الإسرائيلي أن تُقصف الأقلام عن جرائم غزة وتُهشم عدسات المصورين حتى لا يعرف أحد عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزل في غزة.
منزل الصحفي منذر الشرافيويوضح المصور الفلسطيني لـ "البوابة" قائًلا: "الصحفيين شأنهم شأن أي إنسان؛ إلا أن واجبهم في نقل الحقائق مُقدس يُحتم عليهم التواجد في قلب الميدان ووسط النيران لنقل الصورة كاملة وهي أكبر الأزمات التي تقف غُصة في حلق الاحتلال الإسرائيلي؛ "أكيد لو في صحفي استشهد له أخ أو أخت أو زوجة أو أولاد.. سيفقد عقله وتركيزه في نقل الحقائق وجرائم الاحتلال".
وقال "الشرافي" إنه ظل نحو 48 ساعة في صدمة وتأثر عمله الصحفي جراء استهداف الاحتلال الاسرائيلي لـ منزل أسرته بأكمله في منطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة. مُؤكدًا أن القصف الإسرائيلي لأسرته أثر بالسلب على معنوياته وعمله الصحفي ونقل الحقيقة إثرة صدمته وآلاف الفراق والأوجاع على استشهاد ابن عمه ونقل زوجته للعناية المركزة ومحاولات إنقاذ أبنائه من تحت الأنقاض.
صحفيون تحت قنص الاحتلال
لم يكن "الشرافي" فقط الذي تلقى نبأ استهداف منزله أثناء عمله الصحفي؛ فالمصور الصحفي الفلسطيني الصحفي محمد الفرا تلقى أيضًا النبأ المُفجع باستشهاد شقيقته وزوجها وأبنائهم جراء قصف غاشم للاحتلال الإسرئيلي على منزله بمنطقة خان يونس بقطاع غزة؛ وكأن الاحتلال الإسرائيلي يُعاقب "الفرا" على عمليه الصحفي ويتعمد حرمانه من شقيقته التي لم يرها منذ 24 عامًا.
كان أيضًا المصور الصحفي معتز عزايزة؛ من بين الصحفيين الذين انتقم منهم الاحتلال على توثيقهم لمجازر غزة؛ إذ تلقى عزايزة نبأ استشهاد 15 فردًا من أسرته في دير البلح أثناء تغطيته الصحفية؛ فلم يتبق من منزله سوى الأنقاض ولعبته المُفضلة؛ ليخرج في مقطع فيديو مُنهارًا على رحيل أسرته ضمن مجارز الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين مطالبًا بالحماية المدنية وموضحًا أنه مُصور مُستقل يوثق ما يجري في قطاع غزة وليس له علاقة بأي وسيلة إعلام أو جماعات مسلحة".
أما المراسل الصحفي وائل الدحدوح الذي لم يترك الميدان في غزة منذ طوفان الأقصى في الـ 7 من أكتوبر؛ تلقى خبر استشهاد نجليه "محمود وشام" وزوجته وحفيده ضمن 12 شهيدًا من عائلته جراء قصف مقر نزوحهم بمخيم النصيرات جنوب غزة عقب رحيلهم قسرًا من منزلهم من الشمال بغزة.
ووثقت "عدسات المصورين" التي يخشاها الاحتلال فاجعة "الدحدوح" بانتقام الاحتلال منه بسبب تغطيته الإعلامية المستمرة على الشاشات لتوثيق جرائم الاحتلال؛ ونقلت الكاميرا مقولة "الدحدوح" التي تفوه بها وهي في حالة من الانهيار والبكاء: "بينتقموا منًا في الولاد.. معليش.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
استشهاد 35 صحفيا.. والعشرات من ذويهم
ونشرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بيانًا صحفيًا أعلنت في بالأسماء والصور، عن استشهاد 35 صحفيًا في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي مُنذ بدء العدوان الغاشم في السابع من أوكتوبر؛ مُنددة بالجرائم المستمرة بحق الصحفيين والشعب الفلسطيني الصامد في وجه الاحتلال.
وبدوره أدان الاتحاد الدولي للصحفيين إعلان الجيش الإسرائيلي عدم ضمان سلامة الصحفيين في قطاع غزة، مؤكدًا أن القانون الدولي يتطلب من جميع الأطراف المتحاربة حماية المدنيين، وخاصة الصحفيين.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين: يجب على أولئك الذين يشنون الحرب أن يحترموا القانون الدولي، مهما كان النزاع المسلح فظيعًا، ومهما كان مميتًا بالنسبة للمدنيين. ومن غير المقبول على الإطلاق أن تحاول الحكومة الإسرائيلية إعفاء نفسها من مسئولياتها بشأن حماية الصحفيين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المصور الصحفي معتز عزايزة قطاع غزة الاحتلال الإسرائیلی الاحتلال ضد قطاع غزة صحفی ا فی غزة
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
#سواليف
يحاول #الاحتلال_الإسرائيلي منذ أكثر من شهر #تهجير سكان شمال قطاع #غزة قسرا، من خلال فرض #حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش #النازحين لغزة وإلى الجنوب.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من #الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم #جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من #الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى #رماد.
مقالات ذات صلة المسيّرات تتساقط على الأردن.. من أين تأتي؟ وكيف يواجهها؟ 2024/11/07وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة “إكس”: “هذه ليست #القنبلة_النووية التي سقطت على #هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع”.
كما علق أحد المدونين: “عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية”.
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????
#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP
أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: “صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك”.
وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: “جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود”.
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: “منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات”.
وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة “إكس” يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.
ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة “الأمن”.
إعلان
وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.
كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وقال المدون عفيف الروقي: “صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة”.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
إعلان
وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.