لم يكن الصحفيون والنساء والأطفال في غزة، بعيدين عن أطنان المُتفجرات التي تُمطرها غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 22 يومًا؛ فبعيدًا عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأهالي إثر قبضة الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر؛ فقد أُستشهد 35 صحفيًا في القصف الإسرايلي و3457 طفلًا و2136 امرأة من إجمالي 8306 شهيدًا (حسب وزارة الصحة الفلسطينية).

. يأتي ذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي التى لم تثن صحفيى غزة عن واجبهم في ميادين القتال ورغم قطع الإنترنت والكهرباء ومُلاحقتهم فإنهم لا يزالون يُفندون ويفضحون جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الغاشم.

الصحفي الفلسطيني منذر الشرافي

"القلم وعدسات الكاميرا العدو اللدود للاحتلال الإسرائيلي".. بتلك الجملة افتتح الصحفي الفلسطيني منذر الشرافي وأحد شهود العيان الذين يُوثقون مجازر الاحتلال الإسرائيلي في غزة حديثه لـ"البوابة نيوز".

قال "الشرافي": منذ التصعيد العسكري في غزة الذي أعقب عمليات طوفان الأقصى التي نفذتها المُقاومة الفلسطينية، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين بشكل مُبالغ فيه (فلا يمر يومًا إلا ويستشهد أو يُصاب صحفي أو أحد من أسرته) جراء القصف الإسرائيلي الغاشم؛ في محاولة حسيسة من الاحتلال ليُثني الصحفيين في غزة عن عملهم وكشف جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي. 

وأضاف أن مجازر الاحتلال ضد الصحفيين وعوائلهم تهدف أولًا وأخيرًا لكسر عين الحقيقة في قطاع غزة وتضليل الرأي العام العالمي عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وخاصة النساء والأطفال؛ مُشيرًا إلى أن عدسات المصورين وأقلام الصحفيين في غزة يعتبرها الاحتلال الإسرائيلي "بنادق آلية" لتوثيقها جرائم الاحتلال ضد الإنسانية. 

ولفت إلى أن "الحقائق" هي أكثر الأشياء التي تُؤرق الاحتلال الإسرائيلي؛ فيحاول جاهدًا طمس الحقائق والتكتم على حجم الدمار والمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في غزة عبر استهداف الصحفيين وعوائلهم وتكسير الرُوح المعنوية لدى الإعلاميين؛ قائلًا: "أمنية الاحتلال الإسرائيلي أن تُقصف الأقلام عن جرائم غزة وتُهشم عدسات المصورين حتى لا يعرف أحد عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزل في غزة.

منزل الصحفي  منذر الشرافي

ويوضح المصور الفلسطيني لـ "البوابة" قائًلا: "الصحفيين شأنهم شأن أي إنسان؛ إلا أن واجبهم في نقل الحقائق مُقدس يُحتم عليهم التواجد في قلب الميدان ووسط النيران لنقل الصورة كاملة وهي أكبر الأزمات التي تقف غُصة في حلق الاحتلال الإسرائيلي؛ "أكيد لو في صحفي استشهد له أخ أو أخت أو زوجة أو أولاد.. سيفقد عقله وتركيزه في نقل الحقائق وجرائم الاحتلال". 

وقال "الشرافي" إنه ظل نحو 48 ساعة في صدمة وتأثر عمله الصحفي جراء استهداف الاحتلال الاسرائيلي لـ منزل أسرته بأكمله في منطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة.  مُؤكدًا أن القصف الإسرائيلي لأسرته أثر بالسلب على معنوياته وعمله الصحفي ونقل الحقيقة إثرة صدمته وآلاف الفراق والأوجاع على استشهاد ابن عمه ونقل زوجته للعناية المركزة ومحاولات إنقاذ أبنائه من تحت الأنقاض.  

صحفيون تحت قنص الاحتلال 

لم يكن "الشرافي" فقط الذي تلقى نبأ استهداف منزله أثناء عمله الصحفي؛ فالمصور الصحفي الفلسطيني الصحفي محمد الفرا تلقى أيضًا النبأ المُفجع باستشهاد شقيقته وزوجها وأبنائهم جراء قصف غاشم للاحتلال الإسرئيلي على منزله بمنطقة خان يونس بقطاع غزة؛ وكأن الاحتلال الإسرائيلي يُعاقب "الفرا" على عمليه الصحفي ويتعمد حرمانه من شقيقته التي لم يرها منذ 24 عامًا. 

كان أيضًا المصور الصحفي معتز عزايزة؛ من بين الصحفيين الذين انتقم منهم الاحتلال على توثيقهم لمجازر غزة؛ إذ تلقى عزايزة نبأ استشهاد 15 فردًا من أسرته في دير البلح أثناء تغطيته الصحفية؛ فلم يتبق من منزله سوى الأنقاض ولعبته المُفضلة؛ ليخرج في مقطع فيديو مُنهارًا على رحيل أسرته ضمن مجارز الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين مطالبًا بالحماية المدنية وموضحًا أنه مُصور مُستقل يوثق ما يجري في قطاع غزة وليس له علاقة بأي وسيلة إعلام أو جماعات مسلحة". 

أما المراسل الصحفي وائل الدحدوح الذي لم يترك الميدان في غزة منذ طوفان الأقصى في الـ 7 من أكتوبر؛ تلقى خبر استشهاد نجليه "محمود وشام" وزوجته وحفيده ضمن 12 شهيدًا من عائلته جراء قصف مقر نزوحهم بمخيم النصيرات جنوب غزة عقب رحيلهم قسرًا من منزلهم من الشمال بغزة. 

ووثقت "عدسات المصورين" التي يخشاها الاحتلال فاجعة "الدحدوح" بانتقام الاحتلال منه بسبب تغطيته الإعلامية المستمرة على الشاشات لتوثيق جرائم الاحتلال؛ ونقلت الكاميرا مقولة "الدحدوح" التي تفوه بها وهي في حالة من الانهيار والبكاء: "بينتقموا منًا في الولاد.. معليش.. إنا لله وإنا إليه راجعون". 

استشهاد 35 صحفيا.. والعشرات من ذويهم 

ونشرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بيانًا صحفيًا أعلنت في بالأسماء والصور، عن استشهاد 35 صحفيًا في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي مُنذ بدء العدوان الغاشم في السابع من أوكتوبر؛ مُنددة بالجرائم المستمرة بحق الصحفيين والشعب الفلسطيني الصامد في وجه الاحتلال. 

وبدوره أدان الاتحاد الدولي للصحفيين إعلان الجيش الإسرائيلي عدم ضمان سلامة الصحفيين في قطاع غزة، مؤكدًا أن القانون الدولي يتطلب من جميع الأطراف المتحاربة حماية المدنيين، وخاصة الصحفيين. 

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين: يجب على أولئك الذين يشنون الحرب أن يحترموا القانون الدولي، مهما كان النزاع المسلح فظيعًا، ومهما كان مميتًا بالنسبة للمدنيين. ومن غير المقبول على الإطلاق أن تحاول الحكومة الإسرائيلية إعفاء نفسها من مسئولياتها بشأن حماية الصحفيين. 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المصور الصحفي معتز عزايزة قطاع غزة الاحتلال الإسرائیلی الاحتلال ضد قطاع غزة صحفی ا فی غزة

إقرأ أيضاً:

الصحفيين الفلسطينيين: الاحتلال الإسرائيلي لايزال يبيت النية لاستمرار عدوانه وجرائمه بحق شعبنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين تحسين الأسطل، "إن الاحتلال الإسرائيلي لايزال يبيت النية لاستمرار عدوانه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وارتكاب المزيد من حرب الإبادة الجماعية، لذلك يتحجج بمظاهر الأسرى". 
وأضاف الأسطل في مداخلة لقناة "النيل" للأخبار، اليوم السبت أن "الوضع الذي ظهر به المحتجزون الإسرائيليون المفرج عنهم طبيعي نتيجة لاعتقال دام ما يقرب من سنة ونصف السنة، ومن يتحمل مسئولية وضع الأسرى الفلسطينيين أو المحتجزين الإسرائيليين هي حكومة اليمين المتطرف التي رفضت كل المحاولات السابقة وعرقلة كل المحاولات التي تبذلها مصر من أجل وقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء معاناتهم".
وأضاف: أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يرفض ويعرقل كل المفاوضات السابقة من أجل الاستمرار في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وتدمير المدن وكل مناحي الحياة في قطاع غزة، ويريد للعالم أن يتقبل تلك الكارثة الإنسانية ويتعامل معها.
وشدد على أن من يتحمل مسئولية الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية في غزة وجرائم هدم المدن والمستشفيات والبنية التحتية وهدم مئات الآلاف من المنازل وتشريد آلاف الأسر، هي دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية التي وفرت السلاح لارتكاب تلك الجرائم التي نفذت بحق الأبرياء والمدنيين العزل.
وتساءل الأسطل "هل يستطيع رئيس الحكومة الإسرائيلية التحدث عن ما يلقاه أسرانا من جرائم في المعتقلات والسجون الإسرائيلية؟"، موضحا أن هناك أكثر من 15 ألف أسير فلسطيني يعيشون في ظروف غاية في الخطورة والصعوبة ويتعرضون لأقصى أنواع التنكيل التي لا يمكن قبولها.
وتابع: أن "الاحتلال اعتمد منذ اللحظة الأولى للعدوان على قطاع غزة على تنفيذ حملة لتضليل الرأي العام عن الجرائم التي ترتكب في غزة، وتبرير ما يحدث من قتل وتهجير قسري وتجويع، بالإضافة إلى تدمير أغلب المؤسسات الصحفية واستهداف الصحفيين في الميدان حتى لا ينقل حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ولكن نقابة الصحفيين الفلسطينيين عملت مع الطواقم الصحفية الموجودة في الميدان من أجل مواجهة الدعاية الإسرائيلية المغلوطة وتصحيحها".
وفي تصريح لـ"النيل" أيضا، أكدت عضو هيئة العمل الوطني والأهلي بالقدس رتيبة النتشة أن حجم الضغط على الحكومة الإسرائيلية يدفعها باتجاه الاستمرار في اتفاق وقف إطلاق النار، قائلة: "نحن اعتدنا على بعض التأخير بحجج مختلفة إسرائيلية وانتهاكات خلال الفترة السابقة، سواء كان بإطلاق النار أو تأخير الانسحاب من المحاور أو تفكيك النقاط العسكرية، ولذلك ربما يكون هناك بعض التأخير".
وأضافت: أن "حجم الضغط المتواجدة على الحكومة الإسرائيلية تدفع باتجاه الاستمرار في هذا الاتفاق، وبالأخص مع صورة المحتجزين الإسرائيليين اليوم الذين كانوا نوعا ما يعانون من بعض التعب، وليس كالمحتجزين السابقين الذين كانوا يتمتعون بكامل صحتهم وعافيتهم، وهذا ما أثار الكثير من الجدل في الشارع الإسرائيلي وأعاد القلق لعائلات المحتجزين، الذين خرجوا بمطالب واضحة للحكومة من أجل تسريع إتمام الاتفاق".

مقالات مشابهة

  • حماس: قرار تأجيل إطلاق الأسرى الصهاينة رسالة تحذير للاحتلال
  • شهيد في غزة.. وأمر جديد للجيش الإسرائيلي في الضفة
  • نقابة الصحفيين الفلسطينية: استشهاد 7 صحفيين جراء جرائم الاحتلال الشهر الماضي
  • جنود الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة «العدل الدولية».. «الذكاء الاصطناعي سيكشف المستور»
  • إلهام شاهين تكشف لـ البوابة نيوز تفاصيل دورها في مسلسل سيد الناس
  • حماس: انسحاب العدو من محور نتساريم انتصار لإرادة الشعب الفلسطيني (محدث)
  • حماس: انسحاب العدو من محور نتساريم انتصار لإرادة الشعب الفلسطيني
  • 6 شهداء شرقي لبنان جراء غارة للاحتلال الإسرائيلي.. خرق متواصل لوقف النار
  • الصحفيين الفلسطينيين: الاحتلال الإسرائيلي لايزال يبيت النية لاستمرار عدوانه وجرائمه بحق شعبنا
  • قاسم: المقاومة الفلسطينية كسرت الخطوط الحمراء التي حاول العدو فرضها