سألتنى صغيرتى وهى تبكى أمام عروستها المحطمة لماذا يا أبى؟ قلت والفزع فى قلبى وعيناى تبحثان فى أركان المنزل عن باقى أفراد الأسرة خوفا وهلعا ماذا حدث يا ابنتى؟ أمسكتنى بأناملها الصغيرة وهى تنتفض خوفا ورعبا وجذبتنى بخطوات ثقال إلى شاشة التلفاز لتشير بأصابعها: انظر يا أبى إلى شهداء الأطفال فى غزة! فزادت قلبى لوعة وحسرة واغرورقت عيناى بالدموع لمشاهد ليست بجديدة علىّ، فبحكم مهنتى طوال اليوم أبحث وأتابع.
وتاهت الحروف على لسانى وتسمرت قدماى وتلعثمت ووقفت عاجزا ماذا أقول لها؟ وكيف أشبع فضولها وأقنعها بما لست به مقتنعا؟ والأهم أن أزيل الخوف من قلبها وأرمم لها عروستها لتذهب إلى فراشها فى أمن وأمان.
ولا أخفيكم سرًا أننى ولأول مرة أقف أمامها عاجزا وكل ما استطعت القيام به أن أضغط بأصبعى بشدة على الريموت لأدير القناة، فكان رد فعلها أشد قسوة رمقتنى بنظرة بريئة حزينة كلها اتهام، وتفرستنى فى غيظ وغل من قدمى إلى رأسى وكأنى غريب عليها، وتركتنى مهرولة إلى أحضان أمها تبحث عن الأمان.
الحقيقة أن طفلتى البريئة ذات الأعوام التى تعد على أصابع اليد أطلقت قذيفة صاروخية ليس فى صدرى وحدى، ولكن فى صدور العرب والمسلمين حول العالم باتهام لن تمحوه الأيام ولن يغفره التاريخ، أو يتجاوزه الزمن، أو تنساه لنا الأجيال القادمة.
ذهبت إليها وانتزعتها من أحضان أمها وضممتها إلى صدرى بشدة وقلت لها فى صمت القبور: اهدئى يا صغيرتى لا تخافى، فقضيتنا ممتدة والقدس لنا وفلسطين عربية، وما ضاقت واستحكمت حلقاتها إلا وفرجت، وأن وعد الله حق فلا تبالى، فإن عصف بأمتنا الزمان وظهر بها أشباه الرجال فلنا مع الله وعد محتوم ولابد أن يأتى يوم ترد فيه المظالم وتعود الأرض وترجع لأمتنا الإسلامية التى قاربت على 2 مليار مسلم حول العالم هيبتها وكرامتها وعزتها.
واستجمعت قواى لأطيب بخاطرها بكلمات تفهمها حتى لو كانت كذبة بيضاء، وقبل أن أحدثها سمعت صوت أنفاسها مرتفعة وجسدها النحيل يرتعد ووجدتها راحت فى سبات عميق، لكنها بلا شك سوف تقضى ليلا طويلا وربما هاجمها كابوس بلون الدم وصوت الصواريخ والقنابل وصور الشهداء، فقرأت لها ما تيسر من كتاب الله ليحميها ويحفظها.
ونظرت إليها بعمق وتفكير عميق وقلت لها: يا ابنتى أنتِ أكثر منى ومن جيلى براءة وشجاعة وثورة حتى ولو كانت ثورة أطفال، فما أجمل ابتسامتك وما أقوى ثورتك التى أوجدت بداخلى تساؤلات كثيرة عجزت عن إجابتها.. فما أقسى العجز والعار فى عالم البقاء فيه للأقوياء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أطلقت قذيفة صاروخية فلسطين عربية
إقرأ أيضاً:
واشنطن تشعر بقلق عميق من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
قال متحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة "الحرة"، السبت، إن واشنطن "تشعر بقلق عميق" إزاء إعلان إيران أنها اختارت مسار التصعيد المستمر بدلا من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعلنت إيران، الجمعة، إنها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة، ردا على قرار تبنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.
وأضاف المتحدث أن استمرار إيران في إنتاج وتجميع اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة "ليس له أي مبرر مدني موثوق".
وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحول إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو-235) لاستخدامات عدة.
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، السبت، عن "قلقها الشديد" إزاء اعتزام إيران تشغيل مجموعة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة ضمن برنامجها النووي، وحثّت طهران على توثيق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وتابع المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان "واضحا في أن إيران يجب أن تتعاون بشكل كامل مع الوكالة من دون تأخير، من أجل حل الأسئلة المتعلقة بالتزاماتها القانونية التي ظلت عالقة لأكثر من خمس سنوات".
وذكر القرار الذي أقر الخميس في فيينا والذي له أبعاد رمزية في هذه المرحلة، إيران بـ"التزاماتها القانونية" بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي صادقت عليها في العام 1970.
وقام الدبلوماسيون الغربيون الخميس في فيينا بانتقاد صارم لإيران ونددوا بالتصعيد الإيراني فيما تحدثت السفيرة الأميركية لورا هولغايت عن نشاطات نووية "مقلقة للغاية".
وتنفي طهران أن تكون لديها طموحات نووية على الصعيد العسكري وتدافع عن حقها بامتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية ولا سيما في مجال الطاقة.
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران قال دبلوماسيون إن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يضم 35 دولة وافق، الخميس، على قرار يأمر طهران مجددا بتحسين التعاون مع المنظمة على وجه السرعة، ويطلب من الوكالة إصدار تقرير "شامل" يهدف إلى الضغط على إيران للدخول في محادثات نووية جديدة.وتلزم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الدول الموقعة، الإبلاغ عن موادها النووية ووضعها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأبرم اتفاق نووي بين طهران وست قوى كبرى في العام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.
وردا على انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب، بدأت طهران التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو برنامجها النووي وتوسّعه إلى حد كبير.
فزادت إيران مخزوناتها من اليورانيوم العالي التخصيب بشكل كبير ورفعت عتبة التخصيب إلى 60 في المئة، لتقترب بذلك من نسبة الـ90 في المئة اللازمة لصنع قنبلة نووية.