بوابة الوفد:
2024-09-19@02:23:05 GMT

قذيفة صغيرتى أشعلت ثورتى

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

سألتنى صغيرتى وهى تبكى أمام عروستها المحطمة لماذا يا أبى؟ قلت والفزع فى قلبى وعيناى تبحثان فى أركان المنزل عن باقى أفراد الأسرة خوفا وهلعا ماذا حدث يا ابنتى؟ أمسكتنى بأناملها الصغيرة وهى تنتفض خوفا ورعبا وجذبتنى بخطوات ثقال إلى شاشة التلفاز لتشير بأصابعها: انظر يا أبى إلى شهداء الأطفال فى غزة! فزادت قلبى لوعة وحسرة واغرورقت عيناى بالدموع لمشاهد ليست بجديدة علىّ، فبحكم مهنتى طوال اليوم أبحث وأتابع.

وتاهت الحروف على لسانى وتسمرت قدماى وتلعثمت ووقفت عاجزا ماذا أقول لها؟ وكيف أشبع فضولها وأقنعها بما لست به مقتنعا؟ والأهم أن أزيل الخوف من قلبها وأرمم لها عروستها لتذهب إلى فراشها فى أمن وأمان.

ولا أخفيكم سرًا أننى ولأول مرة أقف أمامها عاجزا وكل ما استطعت القيام به أن أضغط بأصبعى بشدة على الريموت لأدير القناة، فكان رد فعلها أشد قسوة رمقتنى بنظرة بريئة حزينة كلها اتهام، وتفرستنى فى غيظ وغل من قدمى إلى رأسى وكأنى غريب عليها، وتركتنى مهرولة إلى أحضان أمها تبحث عن الأمان.

الحقيقة أن طفلتى البريئة ذات الأعوام التى تعد على أصابع اليد أطلقت قذيفة صاروخية ليس فى صدرى وحدى، ولكن فى صدور العرب والمسلمين حول العالم باتهام لن تمحوه الأيام ولن يغفره التاريخ، أو يتجاوزه الزمن، أو تنساه لنا الأجيال القادمة.

ذهبت إليها وانتزعتها من أحضان أمها وضممتها إلى صدرى بشدة وقلت لها فى صمت القبور: اهدئى يا صغيرتى لا تخافى، فقضيتنا ممتدة والقدس لنا وفلسطين عربية، وما ضاقت واستحكمت حلقاتها إلا وفرجت، وأن وعد الله حق فلا تبالى، فإن عصف بأمتنا الزمان وظهر بها أشباه الرجال فلنا مع الله وعد محتوم ولابد أن يأتى يوم ترد فيه المظالم وتعود الأرض وترجع لأمتنا الإسلامية التى قاربت على 2 مليار مسلم حول العالم هيبتها وكرامتها وعزتها.

واستجمعت قواى لأطيب بخاطرها بكلمات تفهمها حتى لو كانت كذبة بيضاء، وقبل أن أحدثها سمعت صوت أنفاسها مرتفعة وجسدها النحيل يرتعد ووجدتها راحت فى سبات عميق، لكنها بلا شك سوف تقضى ليلا طويلا وربما هاجمها كابوس بلون الدم وصوت الصواريخ والقنابل وصور الشهداء، فقرأت لها ما تيسر من كتاب الله ليحميها ويحفظها.

ونظرت إليها بعمق وتفكير عميق وقلت لها: يا ابنتى أنتِ أكثر منى ومن جيلى براءة وشجاعة وثورة حتى ولو كانت ثورة أطفال، فما أجمل ابتسامتك وما أقوى ثورتك التى أوجدت بداخلى تساؤلات كثيرة عجزت عن إجابتها.. فما أقسى العجز والعار فى عالم البقاء فيه للأقوياء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أطلقت قذيفة صاروخية فلسطين عربية

إقرأ أيضاً:

ذوو أصغر شهيدة لبنانية: كانت تراجع دروسها فخطف البيجر عمرها

كانت الطفلة فاطمة عبد الله تراجع دروسها بعد عودتها من أول يوم دراسي في بلدة سرعين الفوقا بمحافظة البقاع شرق لبنان، متحمسة لعام جديد يملؤه الأمل رغم شبح الحرب الذي يخيم على البلاد.

لم تعلم فاطمة (8 أعوام) أن لحظات الأمل تلك ستنقلب إلى فاجعة بطرفة عين، فجأة انفجر جهاز الاتصال "البيجر" الخاص بوالدها وهي تحمله، ليخطف عمرها الذي لم يتجاوز عمر الزهور وينسف أحلامها البريئة.

فاطمة كانت واحدة من 12 ضحية فقدوا حياتهم، الثلاثاء، إثر تفجير آلاف من أجهزة "بيجر" اللاسلكية بحادثة نادرة مؤلمة هزّت لبنان والعالم، حيث يعيش الناس أصلاً في صراع مرير بسبب انتهاكات "إسرائيل" التي تهدد باجتياح لبنان.


أصدقاؤها وأقاربها يتذكرون فاطمة بقلوب مليئة بالحزن، ويصفونها بالطفلة الذكية المحبوبة التي كانت تحلم بمستقبل مشرق.

خالتها فاطمة (48 عاما) التي تحمل ذات الاسم، تحدثت للأناضول بحسرة كبيرة عن اللحظات الأخيرة لابنة أختها.

تقول إن فاطمة كانت تدرس بمفردها في المطبخ، بينما كان أخوها وأبواها خارج المنزل، وفجأة سُمع صوت انفجار من الداخل، ليدخلوا المنزل ويجدوا ابنتهم ملقاة على الأرض.

وتضيف وهي تحاول أن تستجمع قواها من ألم الفقد: "كانت فاطمة عائدة من أول يوم دراسي لها، مفعمة بالحماس، كانت متفوقة ومحبوبة من الجميع".

صديقها علي عبد الله، ذو السنوات التسع يتذكر أيضا اللحظات الأخيرة قبل وقوع الكارثة.

يقول: "فاطمة كانت جالسة على الكنبة (الأريكة) تدرس عندما رن جهاز البيجر، حملته لتوصله إلى والدها الذي كان خارج المنزل، لكنه انفجر بين يديها".

تحولت فاطمة إلى رمز للألم الذي يعانيه لبنان، وتفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع قصتها، وتداول ناشطون اسمها وصورها، حتى باتت الوجه الأبرز لضحايا التفجيرات.

واليوم ودعت بلدة سرعين الفوقا في البقاع (شرق) فاطمة في مراسم عزاء مؤثرة.

والأربعاء، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن من بين القتلى الطفل محمد بلال كنج، البالغ من العمر 11 عاما.

وحمّلت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن تفجير آلاف من أجهزة "بيجر"، وتوعدها الحزب بـ"حساب عسير"، ردا على مقتل 12 شخصا بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 جريح.

و"البيجر" جهاز اتصال إلكتروني لاسلكي صغير محمول يستخدمه مدنيون وعاملون بالمجال الصحي وغيرهم للتواصل داخل مؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، ويعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل نصية واتصالات وإشارات صوتية وضوئية.

وبخلاف جهاز "البيجر"، وقعت اليوم تفجيرات أخرى بأجهزة من نوع "أيكوم"، يجري استخدامه حصرا لعمليات الإسعاف التي تجري في جنوب لبنان والذي يشهد مواجهات عسكرية بين "حزب الله" و"إسرائيل" منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.


ومنذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

تجدر الإشارة إلى أن "إسرائيل" تحتل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين.

مقالات مشابهة

  • صفقة البيجر المشبوهة
  • ذوو أصغر شهيدة لبنانية: كانت تراجع دروسها فخطف البيجر عمرها
  • الموساد نفذها خوفًا من اكتشاف حزب الله الأمر: عن أجهزة "البيجر" التي كانت ورقة خفية في يد إسرائيل
  • رددها ترامب.. المرأة التي أشعلت شائعة أكل مهاجرين لقطط تعرب عن ندمها
  • رددها ترامب.. المرأة التي أشعلت فتيل شائعة أكل المهاجرين لقطط تعرب عن ندمها
  • الخطة الإسرائيلية كانت مختلفة.. شكوك اثنين من عناصر الحزب عجلت هجوم البيجر
  • هل كانت أجهزة نداء حزب الله عبوات ناسفة متحركة؟
  • الأسوة الحسنة
  • لبنان: جريحان من الدفاع المدني جراء قذيفة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا
  • لبنان.. جريحان من الدفاع المدني جراء قذيفة إسرائيلية في بلدة «طيرحرفا»