بوابة الوفد:
2025-01-31@12:43:46 GMT

صحوة جيل

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

إذا كانت تلك الحرب وهذه الجريمة الإنسانية التى ترتكبها عصابة محتلة تحت مسمى دولة ضد شعب أعزل على مرأى ومسمع من العالم أجمع قد أسقطت قناع الإنسانية عن العالم، فإن نتائج وآثار تلك النكبة البشرية صارت نقطة انطلاق لحالة من التوحد العالمى من قبل شعوب الكرة الأرضية ضد هذه البشاعة وتلك الجرائم فاندلعت جذوة النور وبارقة من أمل فى تغيير العديد من المفاهيم المغلوطة عما تعنيه المقاومة وماهية الاحتلال ومن هم أصحاب الأرض ومن هم المعتدون وماذا تعنى الحرية وهل العنصرية اقتصرت على جنوب أفريقيا أو قضية السود والبيض فى أمريكا أم أن العنصرية امتدت إلى الحكام والرؤساء والملوك الذين يرون أن الدم الغربى الأمريكى الإسرائيلى أرقى وأعظم من تلك الدماء العربية الفلسطينية وأن الرهائن أو القتلى من جانبهم يستدعى أن يتحرك رؤساء الغرب وأمريكا ويهرعون إلى قبلتهم المزيفة المعتدية وإلى حليفتهم السياسية وصنيعتهم العسكرية ويعلنون أنهم شركاؤهم فى كل ما سوف يقومون به من قتل ودمار وإبادة جماعية للشعب الفلسطينى الأعزل سواء فى غزة أو الضفة  الغربية ولا مانع من استعراض القوة والتلويح بالحرب الشاملة الكبرى إذا فكرت أى دولة كبرى فى مساعدة هؤلاء العزل الأبرياء سواء روسيا أم الصين أم إيران، أما البلدان العربية فقد أصابها الصم والعجز فلا نسمع إلا الشجب والتنديد والرفض والصراخ والعويل.

لكن شعوب وشباب العالم الغربى هناك يرفض منطق حكامه ورؤسائه وينتفض نحو قضية قديمة جديدة اسمها فلسطين هؤلاء الشباب الذين غرقوا فى العالم الافتراضى والألعاب الإلكترونية والحروب الوهمية على الشاشات والفضائيات وتخيلوا أن هذا العالم عادل وأن الحق ينتصر وأن القوة تحمى الضعيف والمظلوم وأن بلادهم المتقدمة لديها مبادئ وقوانين وأعراف إذا بهم يصدمون من هول وبشاعة الحقيقة ألا وهى أن القوة تزيد الظالم ظلما وكذبًا وأن جميع المنظمات الدولية وقوانينها تستخدم لصالح مصالح الرأسمالية العالمية من تتحكم فى مصائر البشر وأرزاقهم ومأكلهم ورواتبهم حتى أحلامهم ومستقبلهم.. هذا عالم ليس عادلا ولا متقدما بعد أن سقط قناع الإنسانية وانكشف المستور فإذا بهذا الشباب والجيل الجديد يلتف حول هدف نبيل وقضية إنسانية ويهب لرفض الزيف والكذب والدمار والعنصرية ويطالب بالحرية والمساواة والعدل والحياة لأطفال غزة وفلسطين.. وبينما يصحو ذلك الجيل فى الغرب نجد جيلًا آخر يكبر من ركام الأبنية المتهدمة وأشلاء الأهل ورفات الأب والأم ودماء الرضع وبقايا الأرحام وقد فقدت الأجنة.. جيل تلك المجزرة الجماعية التى تفوق ما حدث فى الهولوكوست جيل لن يخاف أحدا ولن يهاب موتًا أو دمارًا أو نيرانًا فالنار الموقدة بداخله للثأر وللبقاء سوف تحرق الكثير ممن كانوا معتدين أو ممن صمت وسكت وتابع وندد وشحب وعجز عن حمايتهم.. الجيل الجديد لفلسطين لن يكون مثل هؤلاء من المقاومة التى يسمونها فى الغرب إرهابا بينما هم الإرهابيون الذين يقطعون البحار والسماء ليدخلوا بلادنا يرهبوننا بأسطول وحاملة طائرات يضربون العراق وسوريا وليبيا ولبنان والآن فلسطين.. جيل النكبة الحالية جيل غير.. علينا أن ننتبه ونحذر ونعد العدة لما هو قادم.. إذا كانت دولة واحدة قد أنهكت وأرعبت العالم وحطمت كل القوانين والأعراف فإن صحوة ضمير العالم والشعوب قد تغير من التاريخ والجغرافيا، وفى ذات الوقت فإن ثأر غزة وفلسطين لم يعد مجرد جرح وإنما جيل جديد لن يفرط ولن يسامح مهما حدث.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جنوب أفريقيا غزة

إقرأ أيضاً:

دعوة ترامب ترحيل اليهود من فلسطين

بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..

منذ العام 1917 تشبث الصهاينة بوعد بلفور وعدوه نصاً مقدساً مرتبطاً بتحقيق الوعد التوراتي في إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين بناءاً على مجموعة من الخرافات التي نسجت عبر أزمنة متطاولة حتى تحقق لهم ذلك بإعلان الدولة عام 1948. وإذا ما كانت اليهودية ديناً فلا وطن للدين بل هو فكر وعقيدة متبعة عبر جغرافية متطاولة وواسعة ولا تحد بوطن ولا بمساحة زمنية أو مكانية لأن الدين متاح للبشرية وليس لفئة إجتماعية أو قومية بعينها . فالوعد الذي أطلقه وزير خارجية المملكة المتحدة بلفور لزعماء المنظمات الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود لا يمتلك الشرعية القانونية لأنه وعد يعطي من خلاله المحتل البريطاني أرضاً لا يملكها لمجموعات من الشتات المقيمين في مناطق مختلفة من العالم ليجتمعوا في ما سمي أرض الميعاد وهي دولة قائمة وفيها سكان مسلمون ومسيحيون وحتى يهود يعيشون سوية ولديهم معابدهم وكنائسهم ولا يوجد ما يشير إلى تغلب مجموعة دينية على أخرى لأن فلسطين التاريخية هي موطن لديانات متعددة وحضارات قديمة لم ترتبط بفئة بعينها وتحقق لها أفضلية على حساب الآخرين ، واليهود ليسوا قومية بالمطلق بل هو دين يمكن أن يعتنقه العربي والتركي والفارسي والجرماني والإنكليزي والفرنسي ، وإدعاء إن اليهود قومية غير صحيح فهناك الأسود والأبيض وهم كبقية أتباع الديانات يعيشون في مناطق مختلفة من العالم .
كانت فرضية إقامة دولة لليهود في أفريقيا قرب الهضبة الإثيوبية المزدهرة والتي بني فيها اليوم سد عظيم على نهر النيل قبل دخوله الأراضي السودانية سمي بسد النهضة الذي تخشى مصر من أن يتحول إلى قنبلة لتدمير الإقتصاد المحلي ويمكن أن يقلل كمية المياه الواردة إلى السودان ومصر و ربما يمنعها تماماً في حالات الجفاف والتغيرات المناخية وفي حال قلت كمية المياه الواردة إلى السد من أفريقيا ، وقد أستبعدت هذه الفكرة مع بقاء الإهتمام بإثيوبيا قائماً فالمعلومات تشير إلى أن إسرائيل من الداعمين لبناء السد وقد أستثمرت في مساحات واسعة من الأراضي القريبة منه ومع إستمرار الحديث عن تأثير صهيوني في السياسة الإثيوبية بهدف إضعاف ومحاصرة مصر . وكانت هناك فكرة لإقامة دولة يهودية في الأرجنتين بأمريكا الجنوبية ولم تستغل لكن اللافت أن الثقل اليهودي في كامل القارة الأمريكية يتركز في الأرجنتين التي تعاني من تراكم الديون الخارجية وعدم القدرة على السداد ما سمح بتوغل سياسي ومالي وإقتصادي متنوع لليهود ومعهم واشنطن وتمكنهم من التحكم في الإقتصاد الأرجنتيني بالكامل مع فقدان بوينس ايرس لقدرة المنافسة والتأثير والعجز الكامل عن تسديد الديون المترتبة عليها بل إنها أعلنت إفلاسها وعدم القدرة على التسديد .
لايحق لأحد أن يدعي الحق في وطن يجمع أتباع دين بعينه من مختلف بلدان العالم ويحشرهم في بلد آخر وبالقوة القاهرة ومن خلال إبادة السكان الأصليين كما فعل الصهاينة في حروب ظالمة ومتوحشة ضد المسلمين في فلسطين ولبنان والأردن وسوريا ومصر وفي أكثر من حرب منذ العام 1948 والعام 1967 والعام 1973 والعام 1982 وفي العام 2006 وفي العام 2024 وقت العدوان الأخير على غزة وبيروت ما تسبب بمقتل الآلاف من الأبرياء ومن الأطفال والنساء العزل مع تجويع السكان ومنع الماء والدواء عنهم وتدمير المستشفيات والمدارس وكل مظاهر الحياة الطبيعية فلا يحق للعراقيين أن يطالبوا بفلسطين لأن أبا الأنبياء إبراهيم من الناصرية ولا يحق للسعودية المطالبة بالنجف وكربلاء لأن الإمام علي وولده الحسين عليهما السلام من مكة ولا يحق لأهل الناصرية المطالبة بالكعبة لأن إبراهيم الذي بناها ولد في أور جنوب العراق بل لابد من التعايش والتسامح ومن الحق هو ترحيل اليهود إلى إثيوبيا أو الأرجنتين أو إلى أي مكان في العالم لأن فلسطين ليست لهم بل هي للفلسطينيين بغض النظر عن الدين والمذهب واللون . Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

مقالات مشابهة

  • تل أبيب تشن حربًا على المنظمات الإنسانية فى فلسطين
  • سياسات «ترامب» تزيد التوتر فى العالم!!
  • الرئيس المقاول
  • ملتقى التأثير المدني: ضرب هيبة الدَّولة اغتيالٌ للإنقاذ
  • مصر دولة الحقوق والحريات.. الحكومة تستعرض في جنيف تقريرها الشامل لتحسين أوضاع مواطنيها
  • الإمارات.. 35 عاماً من مكافحة «الأمراض المهملة» حول العالم
  • الإمارات.. 35 عاماً من مكافحة "الأمراض المهملة" حول العالم
  • الإمارات.. 35 عاماً من مكافحة الأمراض المهملة حول العالم
  • دعوة ترامب ترحيل اليهود من فلسطين
  • طقس العراق اليوم.. أجواء صحوة ومعتدلة في النهار باردة ليلا