جرائم عدة ارتكبتها إسرائيل في عدوانها على أهالي قطاع غزة وفقا لمواثيق اتفاقية جنيف الرابعة وكذلك القانون الإنساني الدولي دفعت إلى بدء التجهيز لتقديم إدانات دولية ضد الاحتلال الإسرائيلي بسبب هذه الجرائم.

وأوضح الحقوقي عصام شيحة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن اتفاقيات جنيف الأربع وخاصة الاتفاقية الرابعة، تلزم الدولة المحتلة بمراعاة حياة المدنيين وتسهيل حياتهم لكن إسرائيل لم تلتزم بهذا الأمر.

وقال "شيحة" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" إن إسرائيل دولة قائمة بالاحتلال لكنها لم تلتزم بتوفير هذه الالتزامات التي فرضتها اتفاقية جنيف، حيث فرضت حصارا على قطاع غزة بشكل كامل ومنع دخول المساعدات الأساسية من أدوية ومياه وغذاء إلى قطاع غزة ما يعرض حياة نحو مليوني شخص للخطر.

وأدان عصام شيحة قصف الاحتلال للمستشفيات والكنائس والمساجد حيث إن هذه الأماكن محمية بقوة القانون واتفاقيات حقوق الإنسان، فضلا عن أن التهجير القسري الذي تحاول إسرائيل تنفيذه بحق أهالي قطاع غزة جريمة أيضا مخالفة للقانون والاتفاقيات الدولية.

ونصت المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة على أن لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات.

رضا عبد العزيز، الباحث المتخصص في حقوق الإنسان، سلط الضوء على الجرائم التي ترتكب في حق فلسطين وشعبها.

وفي ورقة بحثية، عرف "عبد العزيز" جريمة الإبادة الجماعية وفق القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في المادة 6 حول الإبادة جماعية.

وأوضح أن "الإبادة الجماعية" تعني أيا من الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي، أو الجزئي لجماعة قومية، أو إثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه:
- قتل أعضاء الجماعة.
- إلحاق ضرر بدني أو عقلي جسيم بأعضاء الجماعة.
- إخضاع الجماعة عمدا لظروف معيشية يقصد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.
- فرض تدابير ترمي إلى منع الولادات داخل الجماعة.
- نقل أطفال الجماعة قسرا إلى جماعة أخرى.

هل يمكن مقاضاة إسرائيل؟

وقعت فلسطين وإسرائيل، والولايات المتحدة على اتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وهي أول معاهدة لحقوق الإنسان تعتمدها اللجنة المعنية بحقوق الإنسان بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتضع اتفاقية الإبادة الجماعية واجبا على جميع الموقعين البالغ عددهم 153 دولة لمنع والمعاقبة على الإبادة الجماعية.

ولا تجرم الاتفاقية ارتكاب الإبادة الجماعية فحسب، بل تجرم أيضا التحريض ومحاولات ارتكاب وكذلك التواطؤ في الإبادة الجماعية.

وفي 3 مارس 2021، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، عن فتح التحقيق في الوضع في دولة فلسطين، وذلك في أعقاب قرار الدائرة التمهيدية الأولى في 5 فبراير 2021 بأن المحكمة يمكنها ممارسة اختصاصها الجنائي في هذه الحالة، وبأغلبية الأصوات، ويمتد النطاق الإقليمي لهذه الولاية القضائية إلى غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. 

وإذا منعت إسرائيل محققي المحكمة الجنائية الدولية من التواجد على الأرض، فيمكن أخذ شهادات الشهود في بلدان أخرى أو في لاهاي بهولندا بدلًا من ذلك.

وتجهز لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب برئاسة ملفا متكاملا عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل واستهداف النساء والأطفال، لفضخ الكيان الصهيوني أمام العالم. 

وقال النائب طارق رضوان، رئيس اللجنة، إن استهداف قوات جيش الاحتلال الصهيوني لكنيسة الروم الأرثوذكس في غزة وسقوط شهداء ومصابين أمر مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية.

وأكد أن أحد أهم مبادئ القانون الدولي الإنساني هو حماية المدنيين حيث يجب على جميع الأطراف الاحترام وحماية المدنيين في جميع الأوقات وتجنب استهدافهم.

ويعتبر استهداف المدنيين جريمة حرب وانتهاكا للقانون الدولي، حيث يجب اتخاذ جميع التدابير الممكنة للحفاظ على سلامة المدنيين وتجنب وقوع أضرار لهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة جرائم ضد الانسانية جرائم حرب المحكمة الجنائية الدولية جيش الاحتلال الإسرائيلي تهجير أهالي غزة حصار غزة حقوق الإنسان اتفاقية جنيف الإبادة الجماعیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

طولكرم - 5 شهداء وقصف متكرر

استشهد 5 أشخاص بينهم امرأتان (53 و30 عاما)، اليوم الثلاثاء،24 ديسمبر 2024 ، فيما أُصيب آخرون، أحدهم أُصيب بجراح حرجة، وبينهم طفل في العاشرة من عمره، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبقصف من مسيّرة، خلال اقتحام مخيم طولكرم ومخيم نور شمس في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلن إطلاق عمليّة عسكريّة، الليلة الماضية.

وأعلن الهلال الأحمر استلام طواقمه شهيدين جراء القصف الأخير على مخيم طولكرم، فيما أعلنت وزارة الصحة في وقت سابق استشهاد الجريحة براء خالد حسين علي (30 عاما) متأثرة بإصابتها الخطيرة عصر اليوم في قصف الاحتلال على مخيم طولكرم.

وأقر الجيش الإسرائيلي في بيان قصف مسيّرة له في مخيم نور شمس، وادعى أنه استهدف مسلحين.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمه تعاملت مع 3 إصابات شظايا جراء قصف في مخيم نور شمس، وجرى نقلهم إلى المستشفى.

وأكّدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أن هناك "شهيدة ومصاب في غارة من مسيرة إسرائيلية على مخيم طولكرم"، لتؤكد بعد ذلك بوقت وجيز، ارتفاع عدد المصابين إلى 4.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، "وصول شهيدة، وإصابة حرجة جدا، لمستشفى الشهيد ’د. ثابت ثابت’ الحكومي، نتيجة قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في مخيم طولكرم".

وقالت مصادر محلية، إن "مسيرة إسرائيلية قصفت موقعا في المخيم"، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال "تحاصر مستشفيات مدينة طولكرم".

واندلعت اشتباكات مسلّحة، فيما عزّز جيش الاحتلال قوّاته.

وقالت "كتائب القسام - طولكرم" "نواصل منذ ساعات الفجر الأولى التصدي لقوات الاحتلال في محاور القتال، وحققنا إصابات مؤكدة".

وذكرت "كتائب شهداء الأقصى - طولكرم"، أنها "فجرت عبوة ناسفة شديدة الانفجار في جرافة عسكرية إسرائيليةـ على مدخل مخيم نور شمس في طولكرم".

وفي بيان لاحق، ذكرت الوزارة، أنه "منذ فجر اليوم الثلاثاء، وصل إلى مستشفى د. ثابت ثابت الحكومي الشهيدة خولة علي عبد الله عبده (53 عاما) نتيجة قصف على مخيم طولكرم، والشهيد فتحي سعيد عودة عبيد (18 عاما) نتيجة إصابته فجرا بالرصاص في البطن والصدر".

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن "طائرة مسيرة للاحتلال قصفت تجمعا لمواطنين في حارة الحمام بمخيم طولكرم، ما أدى إلى استشهاد مواطنة مسنة، وإصابة 3 آخرين بجروح، بينهم طفل (10 سنوات) وإصابة لشاب (29 عاما) بجروح خطيرة، ونقلوا إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت".

وقبل ذلك، قالت مصادر طبية فلسطينية إن الفتى فتحي سالم استشهد برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم طولكرم.

واقتحمت قوات الاحتلال مخيم طولكرم في عملية واسعة، تزامنا مع سماع انفجارات متتالية ناجمة عن تفجير عبوات محلية استهدفت القوة المقتحمة.

وعملت قوات الاحتلال خلال الاقتحام على تجريف الطرقات، والبنى التحتية، وتدمير بعض المحلات على الشارع الرئيسي، وإزالة الشوادر التي أعدها المقاومون لحمايتهم من طائرات الاستطلاع.

وعقب ذلك، أعلن عضو الأمانة العامة لاتحاد المعلمين، عصام الشيخ علي، تعليق الدوام في مدارس طولكرم المدينة وضواحيها، نظرا لاستمرار اقتحام قوات الاحتلال للمدينة، حفاظا على أمن وسلامة الطلبة والمعلمين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن قواته "شرعت الليلة وفجر اليوم، في عملية خاصة في طولكرم"، مضيفا أن "جنودا من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الشاباك، وقوات الشرطة، شاركت في العلمية في طولكرم، وقضت على مسلح في معارك وجها لوجه، وتعمل في المنطقة لمكافحة ’الإرهاب’"، على حد تعبير المتحدث العسكري.

وتأتي العلمية، بحسب المتحدث العسكري، كجزء من الحملة لمصادرة الوسائل القتالية والأسلحة، حيث صادرت قوات الأمن الإسرائيلية أسلحة شملت بنادق ومسدسات، واعتقلت مطلوبين اثنين، كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال الليل 18 فلسطينيا وصادرت أسلحة في مختلف أنحاء الضفة الغربية.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • محاكمة علي كوشيب: بارقة أمل لضحايا الإبادة الجماعية في دارفور
  • رئيس مهرجان السينما الفرنكوفونية : استقبال طلبات التقدم لمسابقة "أفضل سيناريو" لإنتاج فيلم حول حرب الإبادة الجماعية حتى ٣١ يناير
  • تجديد اتفاقية العمل الجماعية للعاملين بمجموعة تيتان مصر للأسمنت
  • إسرائيل تصر على لعبة “إرهاب يعبر الأغوار”.. لماذا؟ الأردن في عمق “الابتزاز” ومخاطر التهجير
  • التجمع المسيحي بالأراضي المقدسة: المسيحيون في قلب معركة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي
  • منع دخول المساعدات.. سلاح إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • طولكرم - 5 شهداء وقصف متكرر
  • باحث: نتنياهو يستغل المفاوضات لتمرير الإبادة الجماعية في غزة
  • بالصور.. شمال غزة يسطّر فصلًا جديدًا من البطولة في مواجهة الإبادة الجماعية
  • لمحاكمتها بتهم الإبادة الجماعية..بنغلاديش تطالب الهند بتسليم الشيخة حسينة