إعداد: صبرا المنصر إعلان اقرأ المزيد

منذ أكثر من عشرين يوما يتابع العالم باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي كمّا هائلا من المشاهد التي تتضمن صورا صادمة في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية التي اندلعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي، وفق حصيلة رسمية، فيما أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني، 3457 منهم أطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة الإثنين.

للحديث عن تأثير هذه الصور الصادمة على نفسية الإنسان وكيف يمكنه أن يحمي نفسه من تأثيرها، حاورت فرانس24 الطبيبة النفسية في فرنسا هالة كرباجي.

فرانس24: ما هو تأثير الصور العنيفة على نفسية الإنسان؟ 

الطبيبة هالة كرباجي: قبل كل شيء أريد أن أركز على نقطة معينة، وهي أنه من الطبيعي جدا أن يتأثر الإنسان عندما يشاهد صور عنف يسلط على أشخاص آخرين، والتأثر يدل أننا لا زلنا نحمل حسّا إنسانيّا، نتفاعل مع آلام الآخرين مهما كانت هويته أوبلده ومهما كان دينه أو عرقه. 

كما أنه من غير الطبيعي ألا نشعر بالتأثر حين نشاهد صور العنف أو أن نعتبر ما يحدث أمرا عاديا في حين أن هناك أشخاص يموتون.

اقرأ أيضافرنسا: فلسطينيون "يخافون من التعبير عن رأيهم والتعاطف مع ضحايا غزة"

لذا من الطبيعي والعادي أن تحصل لدينا ردود فعل لأننا نشعر بالتعاطف عندما نشاهد صور عنف تمس أي طرف كان، أو عندما نشاهد صور أذى يحصل لأشخاص مهما كانوا فإننا نتأثر، وهو أمر صحي لأن لدينا تعاطفا مع الضحايا، وهذا يعني أن حياة الإنسان لها قيمة لدينا. 

لكن من المؤكد أن هذا الأمر يؤثر علينا على المدى البعيد، فالتعرض للكثير من الصور العنيفة والمتكررة يجعل هذا الأمر اعتياديا بالنسبة إلينا، ونصل إلى مرحلة أننا لا نعود نشعر بشيء.

ما هي الأعراض التي يمكن أن تظهر؟

التعرض المتكرر لهذه الصور يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأعراض كمشاكل النوم والأرق والقلق، وحالات اكتئاب أيضا وإحساس بالعجز أي أن المرء يشعر أنه غير قادر على التأثير أو فعل شيء... وهو خلف الشاشة. ومشاهدة هذه الصور تولد هذه الأعراض لا سيما لدى الشباب والمراهقين الذين هم أكثر هشاشة فذلك يخلق لديهم أيضا اضطرابات سلوكية وشعورا بالخوف إضافة إلى التعلق بآبائهم ويخافون أن يحصل لهم شيء، كما يصبحون غير قادرين على التركيز في دراستهم.

كما يفقد الإنسان أيضا الشعور بالأمان، حيث يصبح متأهبا وقلقا بأن شيئا ما سيحصل له أينما كان.

كما أن هذه الصور يمكن أن توقظ صدمات كامنة بداخلنا، لا سيما لدى أولئك الذين عايشوا الحروب والاضطرابات أو تفجيرات... سيتجدد لديهم الشعور وبشكل أقوى بذكرياتهم وتجاربهم، إذا كانوا معرضين باستمرار لهذه الصور والمشاهد العنيفة.

كيف يمكن للإنسان أن يحمي نفسه في هذه الحالة؟ 

قبل كل شي يجب أن نذّكر أنفسنا ونستوعب أنه من الطبيعي التعاطف مع القضايا الإنسانية وأنه من الطبيعي أن نشعر بالخوف. 

ونحاول ألا نكون معرضين لوقت طويل لهذا الكم الهائل من هذه الصور، نحاول أن نحمي أنفسنا قليلا. والهدف ليس أن نبتعد كليا عن الواقع وألا نعرف ما الذي يحصل في العالم وإنما الهدف أن نقول مثلا سأتابع عشر أو عشرين دقيقة فقط في اليوم لأخذ مسافة عن عنف هذه المشاهد.

أحاول أن أتابع الموضوع من خلال القراءة والاستماع أكثر من مشاهدة الصور والفيديوهات، لنحمي أنفسنا من الأعراض التي تحدثنا عنها. 

ونحاول أن نتكلم أكثر عما نشعر مع أشخاص نثق فيهم لنعبر عن الغضب الذي نشعر به تجاه ما يحصل في العالم، نتحدث عن الخوف عن الإحساس بعدم الأمان. 

الهدف ليس أن نصم آذاننا عما يحدث في العالم، لكن الهدف أن نكون أكثر وعيا بما نشعر تجاه ما يحصل في العالم.  

وعلينا أن نحاول أن نواصل حياتنا بطريقة طبيعية نقتصر فيها على عشر دقائق، أو عشرين دقيقة على أقصى تقدير في اليوم، نتابع خلالها المعلومات المكتوبة والمسموعة ونحاول بعد ذلك أن نمارس العادات التي كانت في السابق تساعدنا على الخروج من حالات الضيق. 

كما أنه من المهم جدا أن نحافظ على علاقاتنا الاجتماعية، لنتحدث عما نشعر به. 

ونحاول أيضا أن نحمي أبناءنا بقدر الإمكان من هذه الصور، نحاول أن نجنبهم مشاهدة مقاطع العنف والصور الصادمة، لأن ذلك سيؤثر عليهم كثيرا. وأن نفسر لهم إذا طلبوا ما يحصل في العالم من أحداث، طبعا ليس قبل السبع سنوات. ونحاول أن نطمئنهم ونؤكد لهم أنهم بأمان.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل للمزيد فلسطينيون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس یحصل فی العالم من الطبیعی هذه الصور أنه من

إقرأ أيضاً:

الدفعة الأكبر ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. تفاصيل

سلمت كتائب "القسام" و"سرايا القدس"، السبت، 3 أسرى إسرائيليين بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأمريكية والروسية إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

جاء ذلك ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وبدأت مراسم التسليم بوصول مركبة إسرائيلية سوداء تقل الأسرى الإسرائيليين الثلاثة إلى موقع التسليم، حيث أفاد مراسل الأناضول أن هذه المركبة استولت عليها "القسام" يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقبل بدء عملية التسليم، وقع ممثل "القسام" وأحد طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر محضر تسليم الأسرى، بعد تدقيق الأخير للأسماء.

وضمن مراسم التسليم، سلمت كتائب "القسام" أحد الأسرى الإسرائيليين الثلاثة ساعة رملية كتب عليها "الوقت ينفد"، لتسليمها إلى الحكومة الإسرائيلية.

كما سلمت الأسرى الثلاثة صورا لخارطة فلسطين التاريخية.

من جانبها أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، السبت، عن المئات من الأسرى الفلسطينيين بينهم 10 من الضفة الغربية المحتلة، عبر حافلة تتبع الصليب الأحمر الدولي، ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ودفعة اليوم من الأسرى هي الأكبر حتى الآن في إطار الدفعة السادسة، وشملت 36 فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد، و 333 ممن اعتلقتهم بعد السابع من اكتوبر في قطاع غزة.كما سيتم إبعاد 24 منهم المحكومين مؤبد إلى خارج قطاع غزة.

ووصل الأسرى إلى قصر رام الله الثقافي بمدينة رام الله (وسط)، حيث كان مئات الفلسطينيين في انتظارهم، وسط رفع الأعلام، والهتاف لغزة والمقاومة.

ورفع الأسرى المفرج عنهم إشارة النصر ولوحوا بأيديهم وسط الحضور الجماهيري.

وبدا الأسرى بهيئة صحية سيئة، حيث سيخضعون لفحوصات طبية أولية من طواقم طبية، تتبع وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر.

وتعد هذه الدفعة السادسة من الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل، والتي شملت الإفراج عن 369 أسيرًا، منهم 333 من غزة، ممن اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى 36 من أسرى المؤبدات.

وكانت الدفعة الخامسة من الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل، تمت السبت الماضي، وشملت الإفراج عن 183 أسيرًا، 42 منهم من الضفة، وثلاثة مقدسيين، و138 من غزة، من بينهم 111 اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.

فيما الدفعة الرابعة من الأسرى تمت مطلع فبراير/ شباط الجاري، وشملت 18 أسيرا من ذوي المؤبدات، و54 من ذوي الأحكام العالية، و111 من أبناء قطاع غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر 2023.

بينما كانت الدفعة الثالثة في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، وشملت تحرير 110 أسرى، بينهم 32 محكوما بالسجن المؤبد، و48 يقضون أحكاما مختلفة، و30 أسيرا من الأطفال والنساء.

أما الدفعة الثانية فكانت في 25 يناير الماضي، وشملت 200 أسير فلسطيني، منهم 121 محكوما بالسجن المؤبد، و79 بأحكام مختلفة، بجانب 70 أسيرا أبعدتهم إسرائيل إلى خارج فلسطين.

فيما كانت الدفعة الأولى في 19 يناير الماضي، وشملت 90 أسيرة وطفلا فلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، لتكون هذه الدفعة هي البداية المؤثرة لمسار التحرير ضمن صفقة التبادل.

وتشمل صفقة "طوفان الأحرار" في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرًا فلسطينيًا، حيث تمتد هذه المرحلة على مدى ستة أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • تكايا أم درمان تسهم في تخفيف آثار الحرب الإنسانية
  • إعلام إسرائيلي: عجزنا عن هزيمة حماس وجيشنا مستنزف أكثر مما مضى
  • قمصان وساعة.. حماس وإسرائيل يتبادلان الرسائل
  • صفقة الرهائن بين حماس وإسرائيل.. رسائل متبادلة بين الطرفين
  • أول تعليق من ترامب بعد عملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
  • فيديو.. آثار تعذيب على سجين فلسطيني أفرجت عنه إسرائيل
  • الدفعة الأكبر ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. تفاصيل
  • المقاومة تُسلِّم الأسرى للصليب الأحمر وإسرائيل تعلن تسلُّمهم
  • استعدادات في غزة لعملية التبادل السادسة بين حماس وإسرائيل
  • القسام ستفرج عن 3 أسرى وإسرائيل عن 369 أسيرا فلسطينيا