صحيفة عبرية: سلطنة عمان ألغت اتفاقية مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية عبر أجوائها
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الإثنين، عن قيام سلطنة عمان بإلغاء اتفاق سابق يسمح للطائرات الإسرائيلية بعبور أجواء السلطنة؛ احتجاجاً على استمرار جرائم الاحتلال في قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة العبرية، في تقرير لها، أن السلطنة إمكانية مرور رحلات جوية إسرائيلية عبر أجوائها، ألغت اعتباراً من أمس الأحد، بعد أقل من 8 أشهر من السماح لها بذلك.
وكانت وزارة الخارجية العُمانية قد نددت، في بيان أصدرته السبت، بالتصعيد الإسرائيلي المستمر وسياسة العقاب الجماعي، والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها الغاشمة على قطاع غزة.
واعتبرت الوزارة، في بيانها، ما يمارسه جيش الاحتلال "جرائم حرب"، تشجبها القوانين والأعراف الإنسانية والدولية كافة، وحذرت من مغبة العمليات العسكرية البرّية التي يعتزم جيش الاحتلال القيام بها، والتي تنذر بآثار كارثية خطيرة على المنطقة والعالم، وعلى فرص السلام والاستقرار.
اقرأ أيضاً
كاتب أمريكي يطالب بمبادرة من واشنطن والرياض لدفع سلطنة عمان نحو التطبيع مع إسرائيل
وفي السياق، نقلت صحيفة "أثير" العُمانية عن وزير الخارجية، بدر البوسعيدي، قوله: إن "حماس حركة مقاومة، وليست منظمة إرهابية"، وذلك خلال لقاء مع عدد من الصحفيين الأوروبيين.
يأتي ذلك فيما لفتت "هيئة البث الإسرائيلية" إلى أن شركة الطيران الإسرائيلية "العال" توقفت عن السفر في أجواء الخليج العربي بعد إنذارات أمنية.
وجاء في مزاعم الهيئة: "في هذه المرحلة، توقفت شركة طيران العال عن الطيران على الطريق السريع إلى تايلاند، وتنفذ تحويلاً لا تمر من خلاله فوق المملكة العربية السعودية ودول الخليج"، مشيرة إلى أن ذلك "سيؤدي إلى تمديد مدة الرحلة إلى نحو 12 ساعة بدلاً من 8 ساعات".
وأردفت: "يبدو أن هذا التحويل جرى بسبب تحذيرات محتملة بعدم السفر على طريق قريب نسبياً من دول عربية معادية".
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 24 يوماً، غارات جوية وحشية على غزة تستهدف المدنيين من النساء والأطفال في الأحياء السكنية داخل القطاع المحاصر.
وأدى القصف الجوي والصاروخي إلى قتل 8306 فلسطينيين، بينهم 3457 طفلاً و2136 سيدة، حسب وزارة الصحة في غزة المحاصرة.
اقرأ أيضاً
سلطنة عمان وإسرائيل.. اتصالات دون تطبيع والسبب السعودية وإيران وفلسطين
المصدر | الخليج الجديد + هآرتسالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: سلطنة عمان إسرائيل غزة بدر البوسعيدي الاحتلال الإسرائيلي حماس سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
نهاية الأمل للسودانيين في سلطنة عمان
في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان بسبب الحرب والتهجير القسري، وجد العديد من السودانيين في سلطنة عمان ملاذًا لهم، حيث كانوا يأملون في بناء حياة جديدة بعيدًا عن المعاناة. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت هذه الآمال تتلاشى تدريجيًا، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات العمانية، والتي كانت بمثابة ضربة قوية لجميع الذين كانوا يطمحون إلى استقرار حياتهم هناك.
لقد شهدت الفترة الأخيرة توقف جميع انواع التأشيرات للسودانيين، وهو ما أثر بشكل كبير على كل من كان يسعى لتحقيق أحلامه في عمان. لا سيما أن القرارات شملت أيضًا توقف الالحاق العائلي، وهو ما فاقم معاناة العديد من الأسر السودانية التي كانت قد بدأت في رحلة لم شمل أفرادها بعد تهجيرهم قسرًا بسبب الحرب. هذه الإجراءات كانت بمثابة خيبة أمل جديدة لكل من كان يتطلع إلى لم شمل أسرته وإعادة الحياة إلى طبيعتها في أرض جديدة.
تعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها عمان بمثابة ضربة قوية لمجتمع السودانيين المقيمين في السلطنة، حيث شملت المقيمين لعدة سنوات قبل الحرب، وهو ما يزيد من عمق توهان السودانيين الذين كانوا قد استقروا هناك لفترات طويلة. العديد منهم دفعوا ثمن الاستقرار في بلد آخر، لكنهم تفاجؤوا بأن حياتهم العملية والشخصية أصبحت في مهب الريح بعد هذه القرارات المفاجئة.
أحد القرارات الأكثر تأثيرًا كان توقف اجراءات السجلات التجارية حتى للذين سددوا الرسوم واستلموا شهادة السجل التجاري، مما عطل العديد من المشروعات التي كانت تعتمد على استمرار هذه الإجراءات. هذه الإجراءات كانت قد بدأت وفقًا للنظام، ولكن تم ايقاف اجراءاتهم عند هذا الحد، ما تسبب في حالة من تضرر كبير لأصحاب المشاريع الذين كانوا يراهنون على هذه الفرص لتحسين أوضاعهم الاقتصادية بعد ما عانوا من ويلات الحرب في وطنهم.
بالإضافة إلى ذلك، تم توقف اجراءات استقدام الزوجة والابناء، وهو ما جعل العديد من الأسر السودانية التي كانت قد بدأت الاستثمار في عمان غير قادرة على لم شمل أفرادها. هؤلاء كانوا قد بدأوا إجراءات الاستقدام بتفاؤل، على أمل أن تبدأ حياتهم في عمان بشكل جديد ومثمر، لكنهم وجدوا أنفسهم اليوم عالقين في حلقة مفرغة من الإجراءات المتوقفة التي وضعتهم أمام واقع مرير.
ومنذ بدء الحرب، اتجه السودانيون للاستقرار بالعديد من الدول، حيث سعوا إلى إنشاء مشاريعهم واستثماراتهم في محاولات لتأمين حياة أفضل بعيدًا عن النزاع. الجدير بالذكر أن للسودانيين إسهامات واضحة في بناء العديد من دول الخليج، إذ استعانت بهم هذه الدول في الماضي لدورهم البارز في التأسيس والبناء في قطاعات متعددة.
وفي ظل هذه القرارات، لم تقم السفارة السودانية بأي خطوات ملموسة للتوضيح أو معالجة الموقف، مما زاد من حالة الغموض التي تحيط بالموضوع. حتى الآن، لم تصدر السفارة أي بيانات رسمية تشرح تفاصيل الأسباب الكامنة وراء هذه الإجراءات أو تقدم حلولًا للمتضررين. هذا الصمت دفع العديد من السودانيين إلى الشعور بأنهم تُركوا يواجهون مصيرهم المجهول وحدهم، مما زاد من معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية.
وفي النهاية، لم يتوقف الأمر عند هذه القرارات وحدها. لم يتم استرداد المبالغ للذين بدؤا اجراءاتهم وتوقفت بسبب القرارات، مما زاد من الضغط المالي على العديد من الأسر التي كانت قد بدأت بالفعل في دفع رسوم لهذه الإجراءات. هذا الموقف أضاف معاناة جديدة للمقيمين الذين كانوا يعولون على تلك المبالغ لإكمال مشروعاتهم وتطوير حياتهم.
كل هذه القرارات، التي جاءت في وقت كان يعاني فيه السودانيون من آثار الحرب والنزوح، ساهمت في تضرر كبير للعديد منهم، وأدت إلى زيادة معاناتهم النفسية والاجتماعية. ومع ذلك، تبقى الأسئلة دون إجابة: هل ستستمر هذه القيود على السودانيين في عمان؟ وهل ستتغير هذه القرارات في المستقبل؟ ما يزال الكثيرون يترقبون في أمل أن يعيد الأفق المستقبلي فرصًا جديدة للعديد من الأسر التي كانت قد تعلق آمالها على هذه الدولة كمصدر للأمان والاستقرار.
إنضم لقناة النيلين على واتساب