بوابة الفجر:
2025-02-03@06:12:22 GMT

المساعدات الدولية لفلسطين والتنمية

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

في أعقاب توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1993، عُقد مؤتمر دولي في واشنطن لضمان الملاءة المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية المنشأة حديثًا، وشملت الأهداف الرئيسية في ذلك الوقت تمويل التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والمساهمة في استقرار منطقة الشرق الأوسط وإدخال الأسواق المحررة مع العمل، بالإضافة إلى الحفاظ على المؤسسات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان.

 

ووفقا للأرقام التي جمعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بلغت المساعدات المقدمة للفلسطينيين أكثر من 40 مليار دولار بين عامي 1994 و2020، وذهب الجزء الأكبر من هذه المساعدات (35.4%) لدعم موازنة السلطة الفلسطينية، في حين تم تخصيص الباقي لدعم مختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية. 

وجاء الجزء الأكبر من المساعدات (ما يقرب من 72%) من عشرة مانحين: الاتحاد الأوروبي (18.9%) والولايات المتحدة (14.2%) والمملكة العربية السعودية (9.9%) وألمانيا (5.8%) والإمارات العربية المتحدة (5.2%) والنرويج (4.8%) والمملكة المتحدة (4.3%) والبنك الدولي (3.2%) واليابان (2.9%) وفرنسا (2.7%).

لا مفر من حقيقة أن الضفة الغربية تتمتع بمؤشرات هامة على تحسن الظروف المعيشية والبنية التحتية، حيث تم تمهيد الطرق التي كانت ذات يوم مسارات ترابية وعرة على مدى العقود الثلاثة الماضية، وقد وصلت معدلات التطعيم القياسية للأطفال إلى ما يقرب من 100%، ويذهب الفتيان والفتيات إلى المدارس ويقرأون بمستويات قياسية.

وعلى الرغم من أن النمو الاقتصادي في فلطسين كان إيجابيا على فترات خصوصا مع ارتفاع قيمة دولار شيكل إلا أن الاقتصاد الفلسطيني يعاني بشدة على جميع الجبهات، فقد عاني من عجز مستمر في الميزانية وعجز تجاري ومدخرات محلية سلبية، وكانت هذه المشاكل الثلاث الكبرى قائمة على الرغم من التدفق المرتفع للمساعدات الأجنبية.

ما هو الأثر الذي تتركه المساعدات الدولية؟

لقد أثرت مسألة تأثير المساعدات الدولية في فلسطين على السياسيين والناشطين والفلسطينيين العاديين، فمنذ التوقيع على اتفاقيات أوسلو يبدو أن لا أحد يعرف ما هو الهدف طويل المدى من المساعدات في فلسطين، الأمر الذي يدعي للتساؤل عما إذا كانت المساعدات تهدف إلى دعم بناء المؤسسات من أجل حل الدولتين أم توفير عقود من التمويل الطارئ للسكان الذين يعانون من العنف والحرمان المستمرين، فعلى الرغم من استمرار المساعدات فإن أقل من نصف الأسر الفلسطينية كانت تتمتع بالأمن الغذائي في عام 2020، بينما في الوقت نفسه يستمر الفقر في التزايد والبطالة لا تزال مرتفعة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى ذلك، أفاد البنك الدولي في شهر مايو الماضي أنه على الرغم من كل الجهود المبذولة لمعالجة العجز المالي للسلطة الفلسطينية فإن السلطة لا تزال مدينة للقطاع الخاص وصندوق التقاعد والاقتراض المحلي.

إن قسمًا كبيرًا من المساعدات التي يتلقاها الفلسطينيون من العالم العربي والمجتمع الدولي تحكمها إما سياسات التضامن أو الاعتبارات السياسية التي تركز على واقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

في ضوء هذه الاعتبارات، من الضروري تقديم بعض التعليقات المهمة عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الدولية للشعب الفلسطيني، وخاصة الجزء المخصص للموازنة العامة للسلطة الفلسطينية:

أولًا: إن قسمًا كبيرًا من المساعدات التي يتلقاها الفلسطينيون من العالم العربي والمجتمع الدولي تحكمها إما سياسات التضامن أو الاعتبارات السياسية التي تركز على واقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي حسابات الدول المانحة فإن التركيز على دعم السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من الاستمرار في ضمان السلام والاستقرار يفوق بكثير أهمية خطط التنمية التي يمكن أن تستخدم المساعدات بشكل أفضل، ونتيجة لذلك، فإن معظم الفلسطينيين لا يشعرون بقدر كبير من الانتماء إلى الجهات المانحة الدولية، التي نادرًا ما يستفيدون من مساعداتها بشكل مباشر. 

ثانيًا، يتم الوعد بالمساعدات الأجنبية من دون ضمانات بتسليم الأموال، ويؤثر عدم الاستقرار هذا على قدرة السلطة الفلسطينية على التنبؤ بمصدر هذه المساعدات وحجمها واستخدامها الموجه، مما يجعل إدارة المالية العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قابلة للتنبؤ بها على نحو متزايد، وبالتالي يعيق جهود السلطة الفلسطينية لإنشاء وتنفيذ مبادرات التنمية.

ثالثًا: حتى عندما تشكل التنمية الاقتصادية أولوية بالنسبة للمانحين الدوليين، فإن الطبيعة المتزايدة التعقيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي تجعل تنفيذ مشاريع التنمية أمرًا صعبًا، وهذا بدوره يدفع الجهات المانحة إلى تخصيص معظم مساعداتها لمعالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة ومعالجة العجز في ميزانية السلطة الفلسطينية. 

رابعا: وهو الأهم، فإن واقع احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والسيطرة السياسية والاقتصادية التي تمارسها على المؤسسات الفلسطينية يؤدي بدلا من ذلك إلى تحويل جزء كبير من المساعدات المخصصة للفلسطينيين إلى الاقتصاد الإسرائيلي، مما يجعل الأموال عديمة الفائدة للفلسطينيين أو السلطة الفلسطينية أو الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام. 

لقد تم إدراك أن العوامل الرئيسية التي تؤثر على النمو ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي هي الاستقرار السياسي والاستثمار والصادرات، فعندما يكون الاستقرار السياسي مقبولًا، كما حدث في الأعوام 1994 -1999 زاد الاستثمار والصادرات، ولكن عندما كان الاستقرار السياسي منخفضًا كما حدث في الأعوام 2000- 20002انخفض الاستثمار والصادرات بشكل حاد، وبالتالي انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ولوحظ أيضا أنه على الرغم من ارتفاع مستوى المعونة في السنوات ما بين عامي 2000 و2003 إلا أن النمو كان سلبيا وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ويظهر هذا السلوك الاقتصادي بوضوح أن المساعدات ليست العامل الرئيسي في تعزيز النمو المستدام.

مساعدات بلا تنمية

وفي ضوء هذا التحليل لطبيعة المساعدات الدولية المقدمة للفلسطينيين والغرض منها وحجمها وتأثيرها، لا بد من استخلاص استنتاج مفاده أنه منذ إنشاء السلطة الفلسطينية، فشلت المساعدات الدولية في تحقيق تطلع الفلسطينيين إلى وضع مسار للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، ويعود هذا الفشل إلى الجمود الذي وصلت إليه عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وإلى تكرار التطورات السياسية والأمنية الدراماتيكية، وتستمر هذه العوامل في دفع المانحين الدوليين إلى التركيز على الإغاثة ومعالجة الاختلالات والتشوهات التي نشأت نتيجة فشل السياسات، بدلًا من العمل على تحقيق التنمية الحقيقية التي يسعى الفلسطينيون إلى تحقيقها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الشرق الأوسط البنك الدولي منظمة التعاون الاقتصادي السلطة الفلسطينية المساعدات الدولیة السلطة الفلسطینیة من المساعدات على الرغم من

إقرأ أيضاً:

بيان القاهرة: العمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في غزة

سرايا - أكّد بيان صادر عن اجتماع عربي في العاصمة المصرية القاهرة، العمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءاً من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبما يسمح للمجتمع الدولي بمعالجة الكارثة الإنسانية التي تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي.

وعقد السبت، في العاصمة المصرية القاهرة اجتماع وزراي عربي بمشاركة الأردن، ومصر، والسعودية، وقطر، والإمارات، وفلسطين، وجامعة الدول العربية.

وشارك في الاجتماع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ورئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووزير خارجية السعودية سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي، ووزير دولة في الإمارات خليفة بن شاهين المرر، وأمين سر اللجنة التنفيدية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وصدر بيان عن الاجتماع أكّد دعم الجهود المبذولة من قبل (مصر، وقطر، والولايات والمتحدة) لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بكامل مراحله وبنوده، وصولاً للتهدئة الكاملة.

ودعا البيان، إلى استدامة وقف إطلاق النار، بما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل، وذلك بشكل ملائم وآمن، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل والرفض التام لأي محاولات لتقسيم قطاع غزة.

إقرأ أيضاً : بيان القاهرة يؤكد الدور المحوري للأونروا والرفض القاطع لأي محاولات لتجاوزهاإقرأ أيضاً : الاحتلال يعترف بفشله في اغتيال قائد كتيبة الشاطئ بحماسإقرأ أيضاً : 6 دول عربية ترفض مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #الإمارات#مصر#ترامب#قطر#الأردن#مجلس#السعودية#القاهرة#العمل#غزة#الاحتلال#أحمد#حسين#فيصل#محمد#رئيس#الوزراء#القوات#القطاع



طباعة المشاهدات: 816  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 01-02-2025 04:13 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
مغامرة كادت تودي بحياتهما .. متزلجان يتسببان في كارثة ثلجية وينجوان بأعجوبة من الموت مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر - (فيديو) بعد مقتل العراقي حارق المصحف .. شريكه يطل مرعوباً "دوري آت" موظف بدار الأوبرا يلقي نفسه في النيل .. رسالة أبكت المصريين "جريمة مروعة في عمّان" .. 7 فتيات يعتدين... لأول مرة .. عائلة الشهيد محمد الضيف تكشف هويتها... قضية شقيقتيِّ الموقر .. قاضي جنايات سابق لسرايا:... اجتماع عربي يضم الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية السبت مصدر أمني لـ"سرايا": توقيف 7 فتيات اعتدين... بيان القاهرة يؤكد الدور المحوري للأونروا والرفض...الاحتلال يعترف بفشله في اغتيال قائد كتيبة الشاطئ بحماس6 دول عربية ترفض مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين750 مستثمراً يقدمون طلبات لاستئجار مقاطع بالمنطقة...الإفراج عن أسرى فلسطينيين محررين من السجون...مشهد أحرج "إسرائيل" .. هيثم حواجري يُسلم...مقتلع أظافر أطفال درعا .. كيف اعتقل ابن خالة الأسد؟هيئة الأسرى الفلسطينيين: وثقنا انتهاكات الاحتلال...وزير الخارجية الإيراني: مهاجمة مواقعنا النووية... فنانة مصرية تفجر قنبلة .. وتكشف أجرها بمقلب رامز جلال فنانة مصرية تفجر قنبلة .. وتكشف أجرها بمقلب رامز جلال هنا الزاهد: يجذبني الرجل الأكبر مني بـ 10 سنوات طارق العريان "ينتقم" من أصالة .. ويحذف... القبض على مغني الراب التونسي "سمارا "... الوحدات يلتقي الحسين إربد في ذهاب كأس السوبر غدا الأحد التعمري باقٍ في مونبلييه بعد رفض عرض الأهلي المصري بـ 6 ملايين يورو وزير الرياضة السعودي يشيد بمحمد صلاح ويحسم الجدل حول انضمامه لدوري روشن مفاجأة .. بيكيه يعود إلى منزل شاكيرا ويرعى طفليهما رونالدو يكشف جانباً جديداً من علاقته بميسي ماسك يضرب ثانية .. ومساعدوه يقيدون موظفي الحكومة الأميركية تفاصيل صادمة .. أم مصرية تنهي حياة رضيعها بطريقة وحشية بسبب كراهية الإنجاب السويد تُفرج عن خمسة مشتبه بهم في قضية مقتل سلوان موميكا بالفيديو .. مشهد مرعب للسماء وهي "تُمطر عناكب"! تناول الجبن والزبدة فقط لمدة أشهر .. فانتهى به الأمر مع بقع غريبة! مسؤول بريطاني يسرق ممتلكات عسكرية من أجل عشيقته! بحلول عام 2100 .. 9 مدن ستغمرها المياه بحسب الذكاء الاصطناعي! الثلوج تغلق طرقا وسط وغرب الجزائر بالفيديو .. شاهد لحظة إصطدام الطائرتين في واشنطن تركيا .. شاورما تنقذ حياة مسافر الانتحار

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • السلطة الفلسطينية وخيار سموتريتش الثالث
  • ما الذي تناقشه السلطة الفلسطينية في الدوحة ..!
  • المساعدات الإنسانية لغزة والتنمية.. رسائل مهمة من محافظ شمال سيناء مع أحمد موسى
  • مخططات العدو الصهيوني تصطدم بالإرادة الحرة للشعب الفلسطيني
  • بيان القاهرة: العمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في غزة
  • إدارة ترامب تدرس ضم وكالة التنمية الدولية إلى وزارة الخارجية
  • تعرف على حجم المساعدات التي وصلت لغزة بعد وقف إطلاق النار
  • وكالة: ترامب يسعى لتجريد وكالة التنمية الدولية من استقلاليتها
  • ترامب يخطط لضم وكالة التنمية الدولية لوزارة الخارجية
  • حزب الإصلاح والتنمية: رفض تصفية القضية الفلسطينية عقيدة وطنية لدى المصريين