بين نتنياهو وأبو عبيدة.. ما هي نبوء إشعياء ولعنة العقد الثامن؟
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
سلطت صحيفتا "لاكروا" الفرنسية و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الضوء على نبوءتين تحدث عنهما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والمتحدث العسكري لحركة حماس، المعروف بـ "أبو عبيدة"، بشأن مستقبل الاحتلال الإسرائيلي والدولة العبرية.
وذكرت "لاكروا"، في تقرير لها، أن "نبوءة إشعياء" تحدث عنها نتنياهو خلال خطاب متلفز يوم الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لتبرير تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائلا: نحن أبناء النور بينما هم أبناء الظلام وسينتصر النور على الظلام".
وتشير هذه الكلمات إلى سفر إشعياء، وهو نص رئيسي من العهد القديم، يتحدث عن سبي الشعب اليهودي إلى بابل وعودتهم، بالإضافة إلى إعادة بناء الهيكل في القدس، وهو حسب غالبية الدراسات الكتابية، عمل جماعي، نصفه تقريبا كتبه النبي إشعياء، ويتكون من 66 فصلا، ويتناول نهاية منفى الشعب اليهودي، وإعادة بناء الهيكل في القدس، ونهاية الزمان.
واستمد نتنياهو تشبيهه من مقطع من الفصل التاسع من سفر إشعياء يقول إن "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما قد أشرق. وعلى سكان أرض الظلمة أشرق نور"، وكأن إسرائيل هي أهل النور الذين يجب أن ينتصروا على أهل الظلام أي فلسطين، في السياق الجيوسياسي الحالي.
وانتقدت عالمة الكتاب المقدس، آن ماري بيليتييه، ما وصفتها بـ "الإشارة المبتذلة" لنتنياهو، وقالت إن الذي يسير في الظلام في سفر إشعياء ليس "العدو" المجاور، بل الشعب اليهودي نفسه، الذي يمر "بكل تأكيد بمحنة سياسية وروحية"، مشددة على أن معنى النص لا يدعم ما ذهب إليه نتنياهو، خاصة أن هذا الكتاب معقد للغاية و"لا يمكن فهمه إلا في ضوء السياق التاريخي في ذلك الوقت".
وشبهت الصحيفة الفرنسية استخدام نتنياهو لمثل هذه الإشارة التوراتية باستخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قول عيسى المسيح إنه "لا يوجد أحد لديه حب أعظم من الشخص الذي يبذل حياته لأصدقائه"، خلال الاحتفال بالذكرى الثامنة لضم شبه جزيرة القرم.
اقرأ أيضاً
بدون أهم عنصر فيها.. نتنياهو يردد نبوءة بيريز عن شرق أوسط جديد
وفي المقابل، لوّح أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، في كلمته الأخيرة بتحقيق ما سماه "لعنة العقد الثامن"، قائلا: "زمن انكسار الصهيونية قد بدأ، ولعنة العقد الثامن ستحلّ عليهم، وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدًا".
و"لعنة العقد الثامن" نظرية تاريخية مقلقة للإسرائيليين، تفيد بزوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الثمانين لتأسيسها، أي عام 2028، وأشار إليها، العام الماضي، إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وأبدى مخاوفه منها في مقال كتبه لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقال باراك: "على مر التاريخ اليهودي لم تعمر دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين، فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الدولتين تفككتا في العقد الثامن"، محذرًا من الانقسامات الداخلية، ومطالبًا الإسرائيليين بحساب النفس خوفًا من تحقيق هذه النبوءة.
وأشار إلى أن المشروع الصهيوني الحالي، هو المحاولة الثالثة في التاريخ، مضيفا: "وصلنا إلى العقد الثامن الذي بشّر في الحالتين ببداية تفكك السيادة، نحن كمن استحوذ عليهم الهوس، وذلك بتجاهل صارخ لتحذيرات التلمود، ونعجل النهاية".
لم ينفرد باراك وحيدًا بهذه المخاوف، إذ شاركه كتاب ومحللون أبدوا قلقهم أيضًا من قرب زوال إسرائيل، وكتب، آري شافيت، الكاتب والصحفي الإسرائيلي، محذرًا: "لن يكون هناك بيت رابع، إسرائيل هي الفرصة الأخيرة للشعب اليهودي".
وأضاف: "أصبح الإسرائيليون العدو الأكبر لأنفسهم في العقد الثامن. يمكن مواجهة التحديات الأمنية، لكن تفكك الهوية لا يمكن التغلب عليه".
وسبق أن أبدى نتنياهو أيضًا مخاوفه من التمزق اليهودي في تصريحات عام 2017، داعيا إلى الاستعداد لمواجهة "أخطار وجودية" في العقود المقبلة.
اقرأ أيضاً
إيهود باراك متخوفا من زوال إسرائيل: نمر بنقمة العقد الثامن
المصدر | الخليج الجديد + وسائل إعلامالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نتنياهو أبو عبيدة لعنة العقد الثامن نبوءة إشعياء حماس إسرائيل غزة إيهود باراك العقد الثامن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: “إسرائيل” ستتحرك بقوة ضد الحوثيين
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن “إسرائيل” ستواصل التحرك ضد جماعة الحوثي في اليمن، متهما إياها بتهديد الملاحة العالمية والنظام الدولي.
وأضاف في بيان مصور، بثّه مكتبه، بعد يوم من سقوط صاروخ أطلق من اليمن على منطقة تل أبيب مما تسبب في عدد من الإصابات الطفيفة، “مثلما تحركنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فسوف نتحرك بقوة أيضا ضد الحوثيين”.
يأتي ذلك وسط حديث مسؤولين أمنيين إسرائيليين أمس السبت عن استعداد تل أبيب لشن هجوم آخر في اليمن، يتضمن مشاركة دول أخرى، وذلك بعد فشل منظومتها الدفاعية في التصدي أمس السبت لصاروخ باليستي آخر أُطلق من اليمن وسقط في تل أبيب مخلفا 30 مصابا وأضرارا بعشرات الشقق في المنطقة.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي يستعد للرد على الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي خلال الأيام الأخيرة، لكنها تواجه صعوبة في جمع معلومات استخباراتية تمكّنها من الوصول إلى مستودعات صواريخ الحوثيين في اليمن.
وأضافت الصحيفة في تقرير أن شعبة الاستخبارات بجيش الاحتلال الإسرائيلي تركّز نشاطها على رصد مجموعة من الأهداف العسكرية والإستراتيجية للحوثيين في اليمن.
وقالت إن “الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية يعترفان بأن مشكلة محاربة منظمة إرهابية مثل الحوثيين معقدة بشكل خاص، بسبب صعوبة جمع معلومات استخباراتية عن رؤساء القبائل على رأس المنظمة، وكذلك صعوبة الوصول إلى مستودعات الصواريخ، وعدم الاكتفاء بقصف المنشآت في الموانئ وبراميل الوقود”.
وأوضحت الصحيفة أن الصاروخ الذي فشلت “إسرائيل” في اعتراضه السبت، وسقط في تل أبيب (وسط)، هو من طراز مطور لصاروخ “خيبر” إيراني الصنع، وقالت إنه تم خفض كمية المادة المتفجرة في رأس الصاروخ، مقابل إضافة المزيد من الوقود الصلب لتحسن مدى طيران وسرعة الصاروخ مباشرة، بعد خروجه من الغلاف الجوي.
وفي وقت سابق اليوم قال سلاح الجو الإسرائيلي، في نتائج تحقيق بشأن فشله في اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون، إن الصاروخ سقط في تل أبيب بسبب خلل في الصاروخ الإعتراضي، وليس في منظومة الدفاع الجوي نفسها، وفق القناة الـ12 الإسرائيلية الخاصة.
وقال سلاح الجو الإسرائيلي إن “المخاوف من أن يكون الصاروخ الحوثي مزودا برأس حربي قادر على المناورة جرى استبعادها”، وذلك بعدما برزت مخاوف بأن الرأس الحربي للصاروخ كان رأسا حربيا مناورا، أي أن محركها يغير المسار، ما يجعل مهمة كشفه واعتراضه صعبة، وفق المصدر ذاته.
لكن وفق التحقيق الأخير، فإن خللا حدث في صاروخ “حيتس (آرو/السهم)” الذي تم إطلاقه لاعتراض الصاروخ الباليتسي في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي، حسب القناة الـ12.
لماذا يشكل الحوثيون تحدياً لم تواجهه المخابرات الإسرائيلية من قبل؟.. صحيفة عبرية تجيب