جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-06@22:24:09 GMT

"الخاوي" ونجاحاته

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

'الخاوي' ونجاحاته

 

د. يوسف الشريف **

كنتُ قّد تَكَلَمتُ في مَقَالي السَابِق عَن أَثَر آلام الآخرين ومدى تعايشنا معه، ووعدتكم في لقائيّ هذا أن أتناول موضوع نجاحات الغير وفاعليته في حثنا على التفوق ومجاراته.

الناجح دائمًا مُنتَقَد، ربما أكون مُبالغًا في هذه العبارة، ولكن ألا ترى معي أن من ينجح نعوّل كثيرًا على حظِه الذي أنجَحَهُ أو التِركة التي وَرَثَها من أبيه أو السَرِقَة الكَبيرة التي أغنته فجأة، أو المُصيِبَة التي عَمَلها لكي يصل إلى هذا المستوى، أو الخيانة التي ارتكبها لتقوده إلى أعلى المراتب، أو بأحسن الأحوال النفَاق الذي تَغَنىَ به لعلية القوم لكي يدعموه، أما هو بحد ذاته فهو "خرطي"، و"خرطي" في لجهتنا العامية تعني أمورٌ عدة منها كَثيرُ الكّذِب أو صاحب الكلام الفاضي أو الشخص الخاوي الذي ليس له قيمة تُذكَر أو الرديء.

أنا لن أقف في محل الدفاع عن أحد هؤلاء الناجحين، فأعمالهم تتحدث عنهم وتؤيد خلاف هذه المزاعم، وإن كان هناك بعض هؤلاء ممن تَصدُق عليهم الأوصاف التي ذُكِرَت- وناقل الكُفرِ ليس بكافرٍ- فأنا أنقل ما يتداوله عموم الناس وليس كلهم بالطبع، فأقول وإن كان هناك بعض هؤلاء فلا شك بأن الزمان كفيلٌ بقلع العباءة عن أمثاله ليسقط سريعًا وتكون مملكته خاوية هاوية على عروشها فعُمرِها قصيرٌ لأن صاحِبُها قليلُ خبرة وتدبير.

وأتساءل؛ لماذا لم نتأثر بهذه النجاحات ونَعمَل مِثلَها، واكتفينَا فقط بنقدِها وانتقادِها، لماذا لم نتأثر بتفوق أولئك الأشخاص ونبحث عن مصدر السعادة في حياتهم؟!

ستقول إن المال مصدَرُ سعادَتِهِم، وأنا أوافق هذا الرأي، وقد كتَبتُ مقالًا من جملةِ مقالاتي في العقدين الماضيين بعنوان "لا. لا. كم نحتاج المال"، لكن مهما كان للمال جانبٌ رئيسٌ في السعادة، قد يكون للمال أيضًا أثرٌ سلبي على حياة الإنسان إن لم يُحسِن استخدامِه أو أنه غَلَبَ الكَسب على بقية مكوِنات حياتِه الأُسَرِيَة أو الاجتماعيَة أو الأخلاقيَة والدينيَة.

السعادة أيها الإخوة والأخوات مُتَمَثِلةٌ في المحاولات وتعددها إلى أن تصل للهدف، السعادة في الرضا والقناعة دون اليأس من البَذل والاجتهاد، السعادة تَكمُن في قلوبٍ مؤمنةٍ بالسعي وفتح أبواب جديدة لنفسك وغيرك من بعدك لتكون نِجمًا يُهتَدى به، دعك من الإحباط والمُحبِطين، أنظُر إلى النجاحات وأصحابها بِعَين المُتَشَوِق لبلوغ هذا الهدف، افرح لهؤلاء ولا تَحقِد أو تَنتَقِد، دع الخلق للخالق، أنتَ لديكَ هدفٌ آخر هو بلوغ هذه المكانة فاعمل من أجلها.

على فكرة.. نحن لا نُنكِر فقط على أصحاب المال؛ بل ربما لو نَجَحَ أي رياضي في مجاله يتهمه الكثير بتعاطي المنشطات، ولو نجح أديبٌ في كتاباتِه قيل عنه إنه يسرِقُ الأفكارَ، ولو نجح عامل النظافة في عملِه ووجدوه يهتم بعمل وفَرِحٌ به قيل عنه إنه يجمع أشياءً ثمينة من القمامة وإلا ما كان بهذه البهجة والسعادة.

عمومًا.. دعك من هؤلاء المُحبِطين وتصاحب مع العقول النيّرة، حتى أنتَ إن كُنتَ من هؤلاء المُحبِطين فاخلع هذه العباَءَة وابحَث لكَ عن ثوبٍ جديدٍ تَلبِسُهُ، وليست مشكلة أن توصم بأنك "خرطي" لكن الأهم هو نجاحك وسعادتك.

** محامي وكاتب إعلامي

instagram: dryalsharif

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حين ينقلب الولاء لله ورسوله وأوليائه إلى عبودية للشيطان

المعتصم محمد العزب

إن أخطر ما يواجهه الإنسان في مسيرة حياته هو تزييف الحقائق، وتشويش البوصلة الداخلية التي تهديه إلى سواء السبيل. فإذا اختل معيار الولاء، وانحرف مسار البوصلة، تحول الإنسان إلى أدَاة طيعة في يد قوى الشر، يخدم مصالحها دون وعي، ويعادي من يجب أن يكون حليفًا له وفي صفه.

إن بعض الناس، الذين لم يصحّحوا ولاءهم لله ورسوله وأولياء الله، والذين لم يرسخوا في قلوبهم حبَّ الحق والعدل والمسؤولية، يسهل عليهم الانزلاق إلى خدمة الصهاينة، ومعادَاة أعداء أمريكا وإسرائيل. يصبحون وقودًا لنار الباطل، وأدوات لتنفيذ مخطّطات تهدف إلى تدمير الأُمَّــة وتمزيق وحدتها.

وقد وصف الله تعالى هؤلاء في كتابه الكريم بأبلغ تصوير، فقال عنهم: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَو تَتْرُكْهُ يَلْهَث} (الأعراف: 176). هذا هو حالهم، لا يهدأون ولا يستقرون، سواء حُمِّلوا بالمسؤولية أم تُركوا وشأنهم، فهم دائماً في حالة لهث وراء الدنيا الزائلة، وتلبية لرغبات النفس الأمارة بالسوء.

إنهم ينشدون إلى الدنيا التي هي زائلة، وإلى الملذات الفانية، ويبيعون آخرتهم بعرض قليل من الدنيا. ينسون أن الحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة، وأن السعادة الأبدية لا تتحقّق إلا بطاعة الله ورسوله، والوقوف في وجه الظالمين والمستكبرين.

ومنهم من هو كالـ {حِمَارٍ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}.

يحملون أفكارًا ومعلومات لا يفقهون معناها، ولا يدركون خطورتها، ويستخدمهم الصهاينة لتمرير مخطّطاتهم الخبيثة، وهم لا يعلمون شيئاً. إنهم كالبهائم، يساقون إلى، حَيثُ يريدون، دون أن يكون لهم رأي أَو إرادَة.

يثقفوهم الصهاينة ضد أولياء الله، ويصورون لهم الحق باطلًا، والباطل حقًا، فينقادون إليهم طائعين، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتحقيق. إنهم كالـ (الحمار)، يحمل أثقالًا لا يدري ما فيها، ولا يعرف قيمتها.

وكلاهما، الحمار والكلب، على نفس القدر من البؤس والشقاء. فرغم ما قد يتمتع به الكلب من ذكاء ووفاء، إلا أنه يبقى منبوذًا أكثر عند الناس، لأنه يمثل الخسة والدناءة. وهكذا هم هؤلاء الذين يبيعون ضمائرهم للصهاينة، فإنهم وإن حقّقوا بعض المكاسب الدنيوية، إلا أنهم يبقون منبوذين في أعين الشرفاء، وملعونين في الدنيا والآخرة.

وكذلك هم أُولئك الصهاينة المتسترون بعباءة “العمل لأمريكا، الذين يبيعون أوطانهم ويخونون أمتهم، مقابل قليل من الدولارات. إنهم لا يختلفون كَثيراً عن الكلاب والحمير، فهم مُجَـرّد أدوات في يد قوى الشر، تستخدمهم لتحقيق أهدافها الخبيثة.

إن هؤلاء جميعاً قد فقدوا بوصلة الولاء الصحيحة، وانحرفوا عن طريق الحق، فاستحقوا غضب الله ولعنته. إنهم عبرة لمن يعتبر، ومثل لمن يتعظ.

فلنحرص جميعاً على تصحيح ولائنا لله ورسوله وأولياء الله، ولنتمسك بالحق والعدل، ولنقف في وجه الظالمين والمستكبرين، ولنكن جنودًا لله في أرضه، حتى ينصرنا الله ويؤيدنا، ويجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة.

مقالات مشابهة

  • مكافأة أمريكية.. 15 مليون دولار مقابل معلومات عن هؤلاء
  • «محمد بن راشد للإسكان» تحتفي بشركاء فريق السعادة
  • لماذا يغيب هؤلاء ؟
  • ‏⁧‫محاسبة عسيرة قادمة وباتت على الابواب‬⁩!
  • مؤسسة حياة كريمة تطلق قافلة السعادة بمحافظة القليوبية بالتعاون مع جامعة بنها
  • حين ينقلب الولاء لله ورسوله وأوليائه إلى عبودية للشيطان
  • هؤلاء ممنوعون تناول العرقسوس في رمضان
  • كيف تصنع السعادة . . !
  • ثقافة القليوبية تُشارك في «قوافل السعادة» بجامعة بنها
  • جمال شعبان: الصبر يجعل هرمونات السعادة ترتفع بالمخ