"الخاوي" ونجاحاته
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
د. يوسف الشريف **
كنتُ قّد تَكَلَمتُ في مَقَالي السَابِق عَن أَثَر آلام الآخرين ومدى تعايشنا معه، ووعدتكم في لقائيّ هذا أن أتناول موضوع نجاحات الغير وفاعليته في حثنا على التفوق ومجاراته.
الناجح دائمًا مُنتَقَد، ربما أكون مُبالغًا في هذه العبارة، ولكن ألا ترى معي أن من ينجح نعوّل كثيرًا على حظِه الذي أنجَحَهُ أو التِركة التي وَرَثَها من أبيه أو السَرِقَة الكَبيرة التي أغنته فجأة، أو المُصيِبَة التي عَمَلها لكي يصل إلى هذا المستوى، أو الخيانة التي ارتكبها لتقوده إلى أعلى المراتب، أو بأحسن الأحوال النفَاق الذي تَغَنىَ به لعلية القوم لكي يدعموه، أما هو بحد ذاته فهو "خرطي"، و"خرطي" في لجهتنا العامية تعني أمورٌ عدة منها كَثيرُ الكّذِب أو صاحب الكلام الفاضي أو الشخص الخاوي الذي ليس له قيمة تُذكَر أو الرديء.
أنا لن أقف في محل الدفاع عن أحد هؤلاء الناجحين، فأعمالهم تتحدث عنهم وتؤيد خلاف هذه المزاعم، وإن كان هناك بعض هؤلاء ممن تَصدُق عليهم الأوصاف التي ذُكِرَت- وناقل الكُفرِ ليس بكافرٍ- فأنا أنقل ما يتداوله عموم الناس وليس كلهم بالطبع، فأقول وإن كان هناك بعض هؤلاء فلا شك بأن الزمان كفيلٌ بقلع العباءة عن أمثاله ليسقط سريعًا وتكون مملكته خاوية هاوية على عروشها فعُمرِها قصيرٌ لأن صاحِبُها قليلُ خبرة وتدبير.
وأتساءل؛ لماذا لم نتأثر بهذه النجاحات ونَعمَل مِثلَها، واكتفينَا فقط بنقدِها وانتقادِها، لماذا لم نتأثر بتفوق أولئك الأشخاص ونبحث عن مصدر السعادة في حياتهم؟!
ستقول إن المال مصدَرُ سعادَتِهِم، وأنا أوافق هذا الرأي، وقد كتَبتُ مقالًا من جملةِ مقالاتي في العقدين الماضيين بعنوان "لا. لا. كم نحتاج المال"، لكن مهما كان للمال جانبٌ رئيسٌ في السعادة، قد يكون للمال أيضًا أثرٌ سلبي على حياة الإنسان إن لم يُحسِن استخدامِه أو أنه غَلَبَ الكَسب على بقية مكوِنات حياتِه الأُسَرِيَة أو الاجتماعيَة أو الأخلاقيَة والدينيَة.
السعادة أيها الإخوة والأخوات مُتَمَثِلةٌ في المحاولات وتعددها إلى أن تصل للهدف، السعادة في الرضا والقناعة دون اليأس من البَذل والاجتهاد، السعادة تَكمُن في قلوبٍ مؤمنةٍ بالسعي وفتح أبواب جديدة لنفسك وغيرك من بعدك لتكون نِجمًا يُهتَدى به، دعك من الإحباط والمُحبِطين، أنظُر إلى النجاحات وأصحابها بِعَين المُتَشَوِق لبلوغ هذا الهدف، افرح لهؤلاء ولا تَحقِد أو تَنتَقِد، دع الخلق للخالق، أنتَ لديكَ هدفٌ آخر هو بلوغ هذه المكانة فاعمل من أجلها.
على فكرة.. نحن لا نُنكِر فقط على أصحاب المال؛ بل ربما لو نَجَحَ أي رياضي في مجاله يتهمه الكثير بتعاطي المنشطات، ولو نجح أديبٌ في كتاباتِه قيل عنه إنه يسرِقُ الأفكارَ، ولو نجح عامل النظافة في عملِه ووجدوه يهتم بعمل وفَرِحٌ به قيل عنه إنه يجمع أشياءً ثمينة من القمامة وإلا ما كان بهذه البهجة والسعادة.
عمومًا.. دعك من هؤلاء المُحبِطين وتصاحب مع العقول النيّرة، حتى أنتَ إن كُنتَ من هؤلاء المُحبِطين فاخلع هذه العباَءَة وابحَث لكَ عن ثوبٍ جديدٍ تَلبِسُهُ، وليست مشكلة أن توصم بأنك "خرطي" لكن الأهم هو نجاحك وسعادتك.
** محامي وكاتب إعلامي
instagram: dryalsharif
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نادين نجيم تكشف عن أسرار في حياتها الشخصية خلال ضيافتها في "صاحبة السعادة"
كشفت الفنانة اللبنانية نادين نجيم في حلقتها مع برنامج “صاحبة السعادة” عن أسرار في حياتها الشخصية والمهنية وتجاربها الصعبة وحياة الحرب، وعبرت عن محبتها وتقديرها الكبير للشعب المصري، الذين تعتبرهم مصدر دعم لها.
وصرحت نادين نجيم إن الأفلام المصرية أثرت عليها وتربت على مشاهدتها: “اتربيت على الأفلام المصرية، بس مكنتش عارفة إن جوايا موهبة التمثيل كبرت، وكنت بدي أدرس الطب علشان أكون طبيبة أو حكيمة، بعدين غيرت هدفي في آخر لحظة ودرست إدارة أعمال، ما كان ببالي إني أفوت مجال التمثيل أو الفن نهائيًا، قدمت على ملكة جمال لبنان 2007 بس مش علشان أدخل الفن بس لأني حبيت أخوض التجربة”.
وأما عن طفولتها قالت الفنانة نادين نجيم: "من وأنا وصغيرة كنت بشوف حالي أصحابي واقعد أقلد مشاهد من أفلام مصرية وكانت اللهجة المصرية مظبوطة معايا، في الوقت ده وحتى الآن بحب ميرفت أمين وسعاد حسني كانوا أيقونة، وبحب لشريهان فوزيرها كلها كنت حافظاها، كنت أزعل لما اقدر ألحق أشوف فوازير شريهان، لأنها كانت تتعرض وقت امتحانات في رمضان، وفي آخر السنة عملوا حفلة طلبوا مني أعرض حاجه من فوازير رمضان".