البوابة نيوز:
2024-12-24@05:10:33 GMT

وماذا بعد مؤتمر الإفتاء العالمي؟

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

القضيةُ الفلسطينيةُ كانت حاضرة بقوة فى أعمال المؤتمرنحيى الرئيس السيسى على دوره المهم فى الوقوف بكل صرامة أمام مخطط تصفية القضية بتهجير الشعب الفلسطينى خارج أراضيهدور مصر محورى من خلال دعمها المستمر لحق الشعب الفلسطينى فى المقاومة من أجل استرداد أرضه ومن أجل الحياة فى أمن وسلام وطمأنينة كما تحيا بقية شعوب العالم

لاقى المؤتمر العالمى الثامن للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم الذى عُقد تحت عنوان «الفتوى وتحديات الألفية الثالثة» نجاحًا ملفتًا للأنظار؛ وتناقل الباحثون والعلماء والمفكرون أخبارَ فاعلياته ومبادراته ونتائجَ ورش عمله وتوصياته، وتحدَّث المؤثِّرونَ عن محاوره التى عالجت التحديات التى تواجه المجتمعات الإنسانية على الجانب الأخلاقى والاقتصادى والبيئي، وانعكاسات التقدم التكنولوجى وتوسُّع استخدام تقنية الذكاء الاصطناعى على المجتمعات البشرية والآثار المترتبة على ذلك، بجانب آليات مواجهة تصاعد خطاب الكراهية وتداعياته.

ولا عَجَبَ أن كان لمؤتمرنا هذا الأثرُ الكبيرُ؛ فإنه مع أهميةِ ما ناقشه فى جلساته قد عُقِد فى ظروفٍ استثنائيةٍ فى ظلِّ العدوانِ الغاشمِ على الشعب الفلسطينى الذى استمرت معاناته على مدار عقود من الممارسات الوحشية ومحاولات التهجير.

ولقد كانت القضيةُ الفلسطينيةُ حاضرةً بقوة فى أعمال المؤتمر؛ حيث أكد المؤتمر على أصالة القضية الفلسطينية وترسُّخها فى وجدان الأمة الإسلامية شعوبًا وحُكامًا، وأن قضية فلسطين كانت ولا زالت حيةً تلتف حولها قلوب الأمة العربية والإسلامية جميعها.

كما ثمَّن المؤتمر الدور المحورى لجمهورية مصر العربية ودعمها المستمر لحق الشعب الفلسطينى فى المقاومة من أجل استرداد أرضه، ومن أجل الحياة فى أمن وسلام وطمأنينة كما تحيا بقية شعوب العالم؛ موجهًا الشكرَ والتقديرَ لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى على دوره الهام فى دعم القضية الفلسطينية والوقوف بكل صرامة وشجاعة أمام مخطط تصفية القضية بتهجير الشعب الفلسطينى خارج أراضيه، وعلى بيانه الواضح الجلى فى هذا الشأن.

إن النجاحَ الذى تُحققه الأمانةُ العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فى تناولِ أهمِّ قضايا الأمة خاصةً والإنسانيةِ عامةً فى مؤتمرها العالمى السنوى لم يعُد أمرًا مستغربًا؛ فللعام الثامن على التوالى تستطيع الأمانةُ أن تؤكد جدارتها فى تنظيم مؤتمرها السنوي، وأن تخرجَ به على النحو اللائق بقلب العالم العربى والإسلامى جمهورية مصر العربية تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وإن ذلك الجهد المتواصل من الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم على مدار السنوات السابقة لم يكن غايته عقد مؤتمرٍ تلو مؤتمرٍ لطرح قضايا هامة ومناقشتها فقط؛ بل طالما كان كل مؤتمر من تلك المؤتمرات الثمانية نقطةَ انطلاقٍ نحو تعاملٍ حقيقى مع القضايا المطروحة فيه وتحقيق الأهداف التى وضعها والتوصيات التى خرج بها؛ ولذلك كانت نهايةُ جلساتِ المؤتمر الثامن للأمانة هى بداية العملِ الجاد لتحقيق أهدافِ المؤتمر وتنفيذِ توصياته، وهذا بالفعل ما بدأت الأمانة العامة فى فعله؛ فقد سارعت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم إلى اتخاذ خطوات هامة نحو تفعيل نتائج جلسات وورش عمل المؤتمر التى عُقدت على هامشه بخصوصِ مواصلةِ الاهتمام بقضيةِ تأهيل القيادات الدينية للقدرةِ على المساهمةِ المستمرةِ فى عملية مكافحة الإرهاب والتطرف، ومواصلة مواجهة خطاب الكراهية والعنف والإقصاء، بالإضافة إلى التطوير المستمر لعملية تحليل الخطاب المتطرف وتفكيكه استكمالًا لاستراتيجية المواجهة الفكرية الشاملة.

كما بدأت الأمانةُ العامة فى ضوء التوصيات الصادرة عن المؤتمر إلى اتخاذ خطوات حقيقية نحو بناء القدرات للمؤسسات الإفتائية وتطوير بنيتها على كافة الجوانب، بجانب تطويرِ أدواتِ وقنواتِ التواصلِ والتنسيق المستمر بين هيئات ودور الإفتاء فى العالم؛ لكون هذا التكامل والتعاون الدائم أحد الأهداف المستمرة التى تسعى إلى تحقيقها.

وإذا كان الذكاءُ الاصطناعى يُعبر عن قمة التقدمِ التكنولوجى فى الوقت الحاضر، لاسيما مع دخول تلك التقنية جميعَ مجالاتِ الحياةِ ومناحيها لدرجة مزاحمتها العنصر البشرى فى بعض وظائفه، فإن الأمانة العامة قد أولت اهتمامها بقضايا التقنية الحديثة عمومًا، ومستقبل الصناعة الإفتائية فى ظل التطور المتلاحق لتلك التقنيات، ومدى قدرة المؤسسات على الاستفادة منها فى تطوير عملية الإفتاء، وقبل كل ذلك تعامل الفتوى مع النوازل الكثيرة المتعلقة بتقنية الذكاء الاصطناعى واستشراف القضايا الإفتائية التى قد تتزاحم فى الفترات المقبلة.

وفى ظل توصيات المؤتمر وضعت الأمانة خططها للتواصل مع كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى لتفعيل وتعزيز الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعى وسائر التقنيات التكنولوجية الحديثة فيما يخص الفتوى والإفتاء، ووضع الآليات لتعميم ذلك على سائر المؤسسات الإفتائية فى العالم.

إن الأمانةَ العامةَ تُدرك ضرورةَ التوافق والتكامل بين عمل المؤسسات الإفتائية وجهود الحكومات الوطنية لتحقيق الفاعلية المرجوة فى علاج القضايا الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ولذلك فمع نهاية أعمال المؤتمر لابد من التأكيد على ضرورة الدعم المتواصل لكافة الجهود التى تبذلها الحكومات والدول فى قضايا مكافحة الإرهاب والتحديات البيئية والأخلاقية والاقتصادية، والجهود التنموية بشكل عام.

لقد احتضنت مصرُ أعمال هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات والأحداث التى تناقش قضايا أمتنا العربية والإسلامية، وأظهرت فى خلال ذلك كله إرادةً قويةً فى تبنِّى القضايا المحورية للأمة؛ وذلك من واقع مكانتها كنقطةَ التقاءٍ ولمٍّ للشمل العربى والإسلامي، فإنها طالما كانت فى موقع مسئولية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية؛ بل تجاه قضايا الإنسانية جمعاء؛ ذلك أن مصر ستظل حاضنة الحضارات وموطن الوسطية والاعتدال.

د.شوقي علام: مفتى الجمهورية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الفتوى مفتي الجمهورية الشعب الفلسطيني مصر تهجير الشعب الفلسطيني مكافحة الإرهاب غزة المقاومة الذکاء الاصطناعى الشعب الفلسطینى الأمانة العامة من أجل

إقرأ أيضاً:

معهد الجزيرة للإعلام يعلن موعد تنظيم مؤتمر الذكاء الاصطناعي

أعلن معهد الجزيرة للإعلام موعد إطلاق النسخة الثانية من مؤتمر الجزيرة " الذكاء الاصطناعي في الإعلام"، الذي سيُعقد يومي 11 و12 يناير/كانون الثاني المقبل في فندق شيراتون الدوحة.

ويهدف المؤتمر -المنظم في إطار التزام المعهد بدوره الريادي في استشراف مستقبل الإعلام- إلى مناقشة أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي، وتأثيراته على صناعة الإعلام، واستعراض تطبيقاته المتقدمة التي تسهم في التثبت من الأخبار، وتحليل البيانات، وتعزيز الإنتاج الإعلامي، بما يعكس الدور المهم للتكنولوجيا في تشكيل ملامح الصحافة الحديثة.

وقالت مديرة معهد الجزيرة للإعلام، إيمان العامري، إن المعهد بتنظيمه هذا المؤتمر "يسعى إلى خلق مساحة للحوار الجاد بين خبراء التكنولوجيا والمؤسسات الإعلامية، حول الاستخدام المسؤول والفعال للذكاء الاصطناعي، بما يضمن المحافظة على القيم الصحفية الجوهرية، والتكيف مع المستجدات التقنية".

وأضافت أن هذا المؤتمر "يعد فرصة تجمع بين النقاش العميق والتطبيق العملي، ويشتمل على جلسات علمية ومناظرات عن القضايا الأخلاقية والمهنية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ورش عمل تطبيقية، تتيح للمشاركين استكشاف أحدث التطورات العملية في هذا المجال."

إعلان

وحول أهداف المؤتمر، أشارت العامري إلى أنه يسعى إلى "استكشاف التطبيقات المتطورة للذكاء الاصطناعي في الإعلام، ومعالجة التحديات الأخلاقية والقانونية التي تفرضها هذه التقنيات، بالإضافة إلى تبادل التجارب والخبرات بين المؤسسات الإعلامية لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة."

وذكرت مديرة معهد الجزيرة للإعلام أن "الجزيرة دائما في طليعة المؤسسات التي تستشرف المستقبل، وتستثمر في التقنيات الحديثة، لتطوير العمل الصحفي وتعزيز جودة المحتوى، والارتقاء بالممارسات الإعلامية".

المؤتمر سيناقش تأثيرات الذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلام (شترستوك)

ويتضمن مؤتمر الذكاء الاصطناعي في الإعلام جلسات حوارية وورشا متخصصة، تجمع نخبة من الخبراء العالميين، إلى جانب متحدثين من شركات تقنية كبرى، منها مايكروسوفت وغوغل و"آي بي إم" وسيسكو.

وستركز جلسات المؤتمر على استعراض أحدث الأدوات الذكية المستخدمة في جمع الأخبار، والتحقق من المعلومات، وكشف التزييف العميق، بالإضافة إلى عرض تجارب عربية وعالمية ناجحة في توظيف الذكاء الاصطناعي في مهنة الصحافة، ومن هذه التجارب: تجربة الجزيرة ورويترز وواشنطن بوست وأسوشيتد برس و"أخبار بلا حدود" (No border News).

وسيناقش المؤتمر قضايا ذات أبعاد مستقبلية، مثل التحيز الخوارزمي وتأثيره على نزاهة المحتوى الإعلامي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على العاملين في مجال الصحافة، وسبل بناء الثقة بين الجمهور والمحتوى المنتج باستخدام أدوات ذكية، وستتاح الفرصة للحاضرين للاستفادة من ورش العمل التي تسلط الضوء على استخدامات الذكاء الاصطناعي في تطوير مهنة الصحافة.

ويدعو معهد الجزيرة للإعلام الصحفيين والخبراء الأكاديميين وكل المهتمين بالتقنيات الحديثة إلى المشاركة في هذا الحدث المتميز الذي يمثل منصة فريدة لاستكشاف أحدث الابتكارات التكنولوجية، وفرصة للتعرف على التجارب العالمية الناجحة في دمج الذكاء الاصطناعي في الصحافة، وتبادل الأفكار والرؤى حول مستقبل الإعلام في ظل التحولات التقنية المتسارعة.

مقالات مشابهة

  • نظير عياد: نقوم بإعداد مجموعة من المفتين للرد على قضايا استقطاب الشباب
  • معهد الجزيرة للإعلام يعلن موعد تنظيم مؤتمر الذكاء الاصطناعي
  • الإفتاء تعلن البيان الرابع لحصاد إنجازاتها خلال 2024
  • الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم 2024.. موسوعات علمية ووثائق دولية وأدلة إرشادية
  • «الإفتاء»: مجلدات المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية وصلت إلى 102 في 2024
  • أصدرت أكبر موسوعة علمية للفتوى.. الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء تستعرض إنجازاتها خلال 2024
  • داعية إسلامي: الخيانة سلوك مدمر وعلينا تحري الأمانة في التعامل مع قضايا وطننا
  • "القومي لحقوق الإنسان" يطلق مؤتمر اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • عالم بـ«الأوقاف»: علينا تحري الأمانة في التعامل مع قضايا وطننا
  • المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية