فنتازيا الحرب “المليجيشية” فى السودان، ما بين السؤال والتساؤل: قد تنتهي الحرب، ولكن، متى ستبدأ الحياة !
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
مدار أوّل: "يا كلِّ طابات الكُرة الأرضية .. يا مدبوغة دم .. مصبوغة بي ظُلم الفتي الأفريكي .. وأمريكي الحكم.... قوماك .. نعم .. سودان بلدنا نِعم .. نِعم ... نقلع لغم .. نزرع، بُكان الآه ، نغم.. " ((محمد الحسن سالم حميد))
-1-
أكتب صباح اليوم الإثنين 30 أكتوبر 2023، أي بعد ستة أشهر وإسبوعين – بالتمام والكمال – على الحرب "المليجيشية"، بين (الجيش والدعم السريع) تلك الحرب الكارثية، التي انفجرت "معاركها الضارية" فى سماء وأرض عاصمة البلاد – الخرطوم - صباح يوم 15 أبريل 2023، بين دوي المضادات الأرضية وأصوت المقذوفات المدمرة والحارقة من الطائرات الحربية، فى مشهدٍ كارثيٍ أليم، لم يعتاد عليه سكان الخرطوم، وقد ظنوا أنّها مدينة "آمنة ومطمئنة"، وبعيدةً - كل البعد – عن "النزاع المسلّح"، و"الدمار الشامل"، أو لنقل "النزاع الداخلي" "واسع النطاق" فى لغة القانون الدولي الإنساني !.
-2-
ثمّ سرعان ما انتقلت "جرثومة" الحرب القاتلة، إلى دارفور الكُبري، رُغم أنّ دارفور "الفيها مكفّيها"، وقد أخذت نصيبها، بل وأكثر، فى الحروب والنزاعات المسلحة، وتمدد "فايروسات" الحرب، لتصل شمال كردفان، لتصبح أجزاء كبيرة من البلاد منطقة "نزاع مسلّح"، وتتحوّل البقية الباقية، إلى مناطق يفِرُّ إليها الناجون والناجيات من ويلات الحرب، ولهيبها الحارق، يحمل الرجال والنساء، والشباب والشابات، والأطفال والطفلات، والأشخاص ذوي الإعاقة، معهم/ن – وبين طيات جوانحهم/ن "صدمات" الحرب، والحزن الكثيف على مفارقة الديار، بسبب الهروب والفرار من الموت، وهذا "الهروب والفرار" من الموت بسبب الحرب، هو ما يُسمّي فى لغة وأدبيات ((القانون الدولي الإنساني)) "التهجير القسري"، ليصبح المدنيون فى المناطق الجديدة "نازحين"، ويتحوّلوا إلى "لاجئين"، إذا ما أتاحت لهم الظروف والأقدار أن يعبروا "الحدود" إلى بلدٍ آخر، ليواجهوا ويواصلوا – من هناك، وحتّى إشعار آخر – رحلة الخوف من المستقبل، ومشاوير البحث عن الحماية، والأمن والإطمئنان، الذي لم يعد بالضرورة واضحاً لهم/ ن أجمعين !.
-3-
ستظل االذاكرة الفردية والجماعية للسودانيون والسودانيات، حيّةً وباقية، تذكُر بحزنٍ كثيف، يوم الخامس عشر من شهر أبريل 2023، وتوصفه بأنّه اليوم الذي لم تعُد – أو ما عادت - فيه شوارع وطرقات الخرطوم "سالكة وآمنة"، كما اعتاد الناس أن يتجوّلوا في وسطها وأطرافها، يقضون صباحاتهم/ن، ونهاراتهم/ن، فى "الكفاح السلمي" من أجل "سُبل كسب العيش"، ويستريحون فى أُمسياتها الوديعة، بين الأهل والأحباب، ورحاب الأصدقاء والصديقات، يتسامرون، قبل "اندلاع" - أو لنقل - "انفجار" قنبلة الحرب الموقوتة، المدمرة، الفاجرة، واللعينة، لتحيل سماء وأرض عاصمة البلاد إلى ساحة "حرب مُدن"، وميدان قتال شرس بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وهذا حديث يطول!.
-4-
هذه الأيام، وبعد ستة أشهرٍ ونيف، تجري فى مدينة جدة فى المملكة العربية السعودية، الجولةً الثانية من (مفاوضات جدّة) المنتظرة، وقد وصل وفدا التفاوض يوم الخميس 26 أكتوبر الجاري، وبدأت الجولة التفاوضية بحضور ممثلين لطرفي الحرب "المليجيشية" (الجيش والدعم السريع)، وهي مفاوضات تحيطها السرية الكاملة – هذه المرّة – حيث يضرب "الوسطاء" و"الميسّرون" عليها سياجاً مُحكماً من التكتُّم التام على ما يدور فى قاعات التفاوض، وهذا مما يفتح الباب واسعاً لانتشار الشائعات والأخبار المضللة والكاذبة، ورغم هذا المناخ المعتم، وغياب المعلومات، ينظر - معظم - الناس بأمل كبير فى أن يؤدّي استئناف الماوضات هذه المرّة إلى إحترام الإلتزامات التي سيوقّع عليها الطرفان!.
-5-
فيما اكتفت الخارجية السعودية، ببيانات رسمية مقتضبة، جاء فيها، "استأنف طرفا النزاع فى السودان، مفاوضاتهما فى مدينة جدة السعودية، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ ستة أشهر والتي أودت بحياة أكثر من تسعة آلاف شخص"، ألمح مسؤولون أمريكيون إلى أنّ هذه الجولة التي أُستؤنفت يوم الخميس، جاءت بهدف التوصل لـ"وقف اطلاق نار"، لكن، من السابق لأوانه، مناقشة "حل سياسي دائم"، فيما أشار مسؤول فى وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنّ "الجولة الجديدة ستركز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتحقيق وقف لإطلاق النار، واجراءات أُخري لبناء الثقة"!.
-6-
وما عادت أخبار حرب السودان "المنسية"، تجد مكاناً لها فى قنوات الأخبار وشاشات التلفزيونات، وقد انتقلت عدسات كاميرات الفضائيات الدولية والإقليمية بصورة خاصة، إلى (غزّة) حيث تدور حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، ضد الشعب الفلسطيني، وسط صمت عالمي مخجل، وأسيف!.
-7-
اليوم، وبعد ستة اشهر وإسبوعين من الحرب "المليجيشية"، مازالت ذاكرة سكان وساكنات الخرطوم تسترجع تصريحات السفارة الامريكية بالسودان، وهي تقول "إنّها تُراقب الوضع فى الخرطوم، والمناطق المحيطة بها عن كثب، وإنّه لا خُطط لها، لإجلاء مواطنيها فى الوقت الحالي، وإنّها تحثّهم على البقاء فى منازلهم حتّى ِشعار آخر" (المصدر: الجزيرة 16 أبريل 2023)، ولكن، سرعان ما قررت – وتمكنت – الحكومة الامريكية، من إجلاء مواطنيها بعد إسبوعين من الحرب فى 30 أبريل 2023، وقد صدر بياناً رسمياً من الخارجية الأمريكية، وتحديداً، من مكتب المتحدث بإسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، بتاريخ 29 أبريل 2023، أكدت فيه "وصول قافلة نظمتها الحكومة الامريكية تضم مواطنين أمريكيين وموظفين سودانيين ومواطني دول حليفة وشريكة إلى بورتسودان يوم 29 أبريل" (نص البيان منشور فى موقع السفارة الأمريكية فى مصر)، ثمّ توالت الدول فى إجلاء بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها، من منطقة النزاع الداخلي المسلح، وهو – بلا شك - حق مشروع، واستحقاق دستوري يتوجب أن توفي به الحكومات لمواطنيها، فى أزمنة الحروب والنزاعات الداخلية والخارجية!.
-8-
نعم، مازالت الذكرة السودانية حيّة وستظل متقدة، وهي تسجّل وتسترجع تصريحات طرفي النزاع، وهما منخرطان فى حرب شرسة ومدمرة على الأرض، توازيها وتدعمها وتؤجج نيرانها حرب إعلامية أُخري، تُنشر فيها قليل من الحقائق، وكثير من البروباقاندا والدعاية الحربية، وهي حرب إعلامية مدفوع لها بسخاء، تدور رحاها فى مواقع إليكترونية أغلبها مجهول المصدر والتمويل، وتمتليء بأخبارها الزائفة، فضاءات الميديا الإجتماعية، وتتواصل فيها حرب المعلومات المضللة والمغلوطة والكاذبة، ويسود فيها خطاب الكراهية، والتحشيد – وبخاصة للشباب - للإنضمام لطرفي الحرب، ليصبحوا وقوداً لحربٍ ليس لهم فيها ناقة، ولا جمل، كما يقولون !.
-9-
مرّت أشهر الحرب الستة ونيف، ببطء زماني كئيب، وضيق مكاني شديد، وهاهي الأعين السودانية المُسهدة، تنتظر نتائج الجولة الثانية من مفاوضات جدّة، وتتساءل القلوب والعقول المحبة للسلام، تُري هل ستنجح المفاوضات – هذه المرة – فى وقف الحرب، وتمكين مرور الإغاثة الإنسانية، والسماح للصحافة الحرّة والمستقلة، والصحفيين والصحفيات من التنقل بحرية، هي مكفولة لهم بـ(القانون الدولي لحقوق الإنسان)، و(القانون الدولي الإنساني)، للقيام بواجب التغطية الصحفية للنزاع المسلح، دون إعاقة، أو استهداف!.
-10-
دعونا نتفاءل – ولو قليلاً – وندعو لنجاح جولة المفاوضات الحالية فى تحقيق ما صرّح به صراحةً، أوألمح إليه، الوسطاء، وهو بإختصار "ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتحقيق وقف لإطلاق النار، واجراءات أُخري لبناء الثقة"، ثمّ دعونا نختم بالقول – وحتّى إشعار آخر - سيبقي السؤال الصعب والمشروع: متي يتحقق ما يسعي له الوسطاء فى مفاوضات جدّة، وليتهم أفصحوا لنا أكثر عن ماذا يعنون بالـ"اِجراءات الأخري، لبناء الثقة"، والسؤال المشروع – أيضاً – ما هي مسؤلية طرفي الحرب القانونية والأخلاقية ، وهل ألتزما بما اتفقا عليه فى السابق، وهل سيلتزمان - هذه المرة - بما سيتم الاتفاق عليه، أم سيضربا به، عرض الحائط، وماهي مسئولية الوسطاء والعالم أجمع فى جلب الطرفين إلى جادة الطريق ؟!. وعموماً، سيبقى – من قبل ومن بعد - التساؤل الكبير الذي ظلّ – وسيظل - يؤرّق أصحاب وصاحبات العقول الشجاعة، والأذهان الجريئة والمتقدة، دافعاً حقيقيّاً وقوياً لمعرفة الجواب، الذي يمكن تلخيصه فى التالي: "قد تنتهي الحرب، ولكن، متي ستبدأ الحياة" ؟!.. وشتّان ما بين السؤال والتساؤل.. فهل نعى الدرس يا هؤلاء !.
جرس أخير: "وأنت تُعِدُّ فطورك .. فكّر بغيرك .. لا تنس قُوت الحمام.. وأنت تخُوض حُروبك .. فكِّر بغيرك .. لا تنس من يطلبون السلام .. وأنت تُسدّد فاتورة الماء.. فكّر بغيرك .. من يرضعُون الغمام.. وأنت تعود إلى البيت .. بيتك .. فكّر بغيرك .. لا تنس شعب الخيام.. وأنت تنام وتُحصي الكواكب.. فكّر بغيرك.. ثمة من لم يجد حيّزاً للمنام .. وأنت تُحرّر نفسك بالإستعارات، فكّر بغيرك .. من فقدوا حقّهم فى الكلام.. وأنت تفكّر بالبعيدين، فكّر بنفسك.. قُل: ليتني شمعةٌ فى الظلام .. "((محمود درويش))
فيصل الباقر
faisal.elbagir@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القانون الدولی أبریل 2023 وأنت ت
إقرأ أيضاً:
“حماس وإسرائيل: مفاوضات خلف الأبواب المغلقة”
” #حماس و #إسرائيل: #مفاوضات #خلف_الأبواب_المغلقة “
د. #هشام_عوكل / أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولي
في السابع من أكتوبر2024، انفجرت واحدة من أكثر الحروب تعقيداً بين إسرائيل وحركة حماس، لتضيف فصلاً جديداً إلى كتاب الصراعات الشرق أوسطية مملوء بالدماء والعبث. هذه الحرب لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل مسرحاً تتقاطع فيه المصالح المحلية والإقليمية والدولية، حيث تتحكم الجغرافيا في قرارات السياسة، وتدير القوى الكبرى خيوط اللعبة من بعيد.
البداية: حرب أم هروب إلى الأمام؟
قد تبدو الحرب خياراً استراتيجياً للطرفين، لكن الحقيقة أكثر عبثية. حركة حماس، المحاصرة في غزة منذ سنوات، وجدت نفسها في مواجهة خيارين: الاستسلام لواقع قاتم أو إشعال فتيل أزمة تُذكر العالم بالقضية الفلسطينية. أما إسرائيل، المحكومة بحكومة يمينية متطرفة، فقد رأت في الحرب فرصة لإعادة ضبط الأمن الداخلي، حتى لو كان ذلك على حساب آلاف الأرواح.
لكن لماذا الآن؟ هل جاءت الحرب كهروب من الأزمات الداخلية؟ حكومة نتنياهو تعيش أزمة ثقة غير مسبوقة، بينما تعاني حماس من حصار قاتل وأزمة تمويل. وبينما يحترق المدنيون، يتحرك اللاعبون الإقليميون والدوليون ، حيث تختلط الحسابات الاستراتيجية بالأوهام السياسية.
عبثية الأهداف: من الرابح؟
مع نهاية كل حرب، يتسابق الطرفان لإعلان النصر، لكن الواقع يكشف أن الجميع خاسر. حماس أطلقت آلاف الصواريخ، وأثبتت قدرتها على إرباك الجيش الإسرائيلي، لكنها دفعت ثمناً باهظاً من دماء أهل غزة ومنازلهم. أما إسرائيل، فقد استعرضت قوتها العسكرية، لكنها عجزت عن تحقيق أمنها الداخلي، ودفعت بحكومتها نحو المزيد من الانقسام.
في المشهد العام، يبدو أن الطرفين دخلا هذه الحرب دون استراتيجية خروج واضحة. ماذا حققا؟ حماس رفعت راية المقاومة تحت الأنقاض، وإسرائيل أعادت تعريف “الأمن” بتحويل غزة إلى كومة من الركام.
التضامن الدولي: نفاق في زي إنسانية
أما المجتمع الدولي، فقد أظهر كعادته براعة في إصدار البيانات: “ندين العنف”، “نطالب بضبط النفس”، و”ندعو لوقف إطلاق النار”. أميركا تقف كالعادة في صف إسرائيل، بينما تُلقي أوروبا كلمات جوفاء عن السلام. أما غزة، فلا تجد سوى وعود عربية معتادة بإعادة الإعمار، دون أن تصل تلك الوعود إلى الأرض.
إعلان وقف إطلاق النار: هدنة أم استراحة محارب؟
بعد اكثر من اربع عشرة شهرا من القصف والدمار، أُعلن وقف إطلاق النار مؤقت بين الطرفين ، ولكن من يضمن استمراره؟ التاريخ يُخبرنا أن مثل هذه الاتفاقات تُخترق قبل أن يجف حبرها. قد ترى حماس في الهدنة فرصة لإعادة ترتيب أوراقها، بينما قد تستغل إسرائيل الفترة لاستعادة أنفاسها والتخطيط لجولة جديدة.
الأسئلة هنا تبدو أكثر عبثية من الحرب نفسها:
هل يمكن الوثوق بحكومة إسرائيلية تقودها شخصيات يمينية متطرفة؟
هل يستطيع العالم أن يلجم إسرائيل؟ أم أن أميركا ستقف كالعادة تلوّح بيد، وتسلّم الأسلحة باليد الأخرى؟
وماذا لو قررت إسرائيل بعد تحرير المخطوفين أن تغزو غزة مرة أخرى؟
ما بعد الحرب: مستقبل غامض
في غزة، يُعاد تدوير الركام إلى أحلام جديدة. أسمنت مهرب وأموال قطرية ووعود بإعادة الإعمار، لكن تحت الحصار، يبدو المستقبل كأنه سجن مفتوح. أما إسرائيل، فهي تواجه أزمة داخلية أكثر تعقيداً: شعب غاضب، وحكومة فقدت ثقة شعبها.
الفراغات السياسية:
إيران، التي كانت لفترة طويلة الداعم الكبير للحركات المقاومة، قد تجد نفسها محاصرة في “شقة” ضيقة. مع الضغوط المتزايدة، هل ترقص إيران على أنغام السياسة الغربية وتتخلى عن أصدقائها في المنطقة.
وفي الوقت الذي تحاول إيران فيه استغلال كل فراغ تتركه القوى الكبرى، تركيا تتطلع لتكون البديل في القضية الفلسطينية وسوريا . والولايات المتحدة مشغولة بإعادة وضع “قواعد اللعبة” نحو خلق ازمات جديدة بالقارة الأوروبية
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو أننا سنشهد عرضاً كوميدياً عن التنافس مع الصين. هل سيخفف ترامب الضغط على إيران ويعطيها “استراحة محارب”، أم سيستخدمها ورقة مساومة في حربه الاقتصادية مع بكين
الحرب بين إسرائيل وحماس ليست سوى فصل في مسرحية الشرق الأوسط الكبرى، حيث يُعاد تدوير الدماء والأوهام. وقف إطلاق النار قد يكون استراحة قصيرة قبل جولة جديدة من الصراع. غزة ستبقى جرحًا مفتوحًا، وإسرائيل ستظل تسعى وراء “أمنها” المزعوم.
وفي النهاية، تُترك المنطقة في مواجهة نفس الأسئلة: هل يُمكن أن تتحقق عدالة حقيقية؟ أم أن الجغرافيا ستبقى تُعيد إنتاج المأساة؟ ربما تكون الإجابة في الجولة القادمة… التي لن تتأخر طويلاً