أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير نُشر اليوم الاثنين أن دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل يواجه ضغوطًا متزايدة. هذا التطور يأتي في وقت يحذر فيه مؤيدو بايدن المخلصون من داخل حزبه الديمقراطي من سُبُل تنفيذ الرد الإسرائيلي على هجوم حماس في 7 أكتوبر الجاري.

الصحيفة أوضحت أن بايدن يتجنب الانضمام إلى المطالب بوقف إطلاق النار المقدمة من قبل ديمقراطيين آخرين، وأيضًا يتجنب التعليق على كيفية تنفيذ إسرائيل لمرحلة جديدة في الصراع.

كما أشارت إلى أن الديمقراطيين المؤيدين لبايدن انتقدوا سرعة تقديم المساعدات الإنسانية وانقطاع الاتصالات وارتفاع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين، وأبدوا مخاوف بشأن وضوح وقابلية للتحقيق في أهداف إسرائيل أثناء شنها هجوم بريًا كبيرًا.

وكانت مجموعة تضم أكثر من عشرين عضوًا من مجلس الشيوخ الأمريكي، بما فيهم كريس مورفي وكريس فان هولين والسيناتور جيف ميركلي، دعت الرئيس الأمريكي إلى العمل على توصيل المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة، خلال الأزمة الإنسانية الحالية.

وكتب السيناتور الأمريكي كريس مورفي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "إذا كانت الولايات المتحدة ستتحمل جزءًا كبيرًا من تكاليف النزاع في غزة، يجب بالتأكيد أن نلتزم بضمان نجاح الخطة. ليس من الحكمة تمويل خطة قد لا تؤدي إلى نتائج إيجابية".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الانتقادات التي تأتي من داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي تمثل تحديًا جديدًا للرئيس بايدن، الذي كان يتمسك بعلاقة قوية مع إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها. وهذا يعني أنه يتعين على بايدن تحمل مسؤولية كيفية تنفيذ رده على الأحداث الجارية.

مسؤولو الإدارة الأمريكية أكدوا أنهم يلوحون بإصبع اللوم نحو إسرائيل، ويشاركون مخاوف مماثلة تلك التي أعرب عنها زملاؤهم الديمقراطيين. ومع ذلك، يقومون بتبادل الآراء بشكل أكثر دبلوماسية وحذرًا في السرية. على سبيل المثال، صرح جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بقوله: "قد قمنا بممارسة الضغط على إسرائيل بشأن مسائل مثل تصميم الأهداف والتوافق بين الوسائل والأهداف، بالإضافة إلى التفاصيل التكتيكية والاستراتيجية المتعلقة بالعملية. ومع ذلك، تمت هذه المناقشات خلف الأبواب المغلقة، ولن أكشف هنا عن طبيعة تلك المحادثات بالتفصيل".

وأوضح سوليفان أيضًا قائلًا: "نعترف بأن الوضع في الميدان معقد للغاية، حيث تبذل حركة حماس قصارى جهدها لزيادة التعقيدات، ومع ذلك، لا يمكن تجاهل مسؤولية إسرائيل في تجنب إصابة المدنيين".

وفيما يتعلق بالتصريحات النائبة الديمقراطية من واشنطن براميلا جايابال، والتي تعتبر حليفة لليبراليين وقد دعمت محاولة إعادة انتخاب الرئيس بايدن، أبدت قلقها من أن الرئيس بايدن يمكن أن يخرج عن المسار الصحيح في تعامله مع الناخبين الأمريكيين عمومًا، والشباب الناخبين خصوصًا، الذين يعتبرون مجموعة هامة لضمان إعادة انتخابه.

وقالت جايابال: "أنا بالتأكيد قلقة بشأن الأسلوب الذي يتبعه الرئيس بايدن في التعامل مع هذا الأمر. أريد أن يكون الرئيس بايدن هو الرئيس القادم، وعليه أن يدعونا إلى تحقيق مستوى أعلى من الأخلاق في السياسة والقرارات التي يتخذها".

وختمت (واشنطن بوست) تقريرها بالإشارة إلى استطلاع جديد أجرته مؤسسة "غالوب" الأمريكية المتخصصة في استطلاعات الرأي، والذي أظهر أن الرئيس بايدن يواجه بعض التحديات في جمع الدعم من أعضاء حزبه، حيث انخفض معدل قبوله بين الديمقراطيين بنسبة 11%، مما يشكل أدنى تصنيف له داخل حزبه منذ توليه منصب الرئاسة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بايدن الفلسطينيين إسرائيل الرئیس بایدن

إقرأ أيضاً:

واشنطن تدعم إسرائيل بعد قصفها الضاحية وتطالب بنزع سلاح حزب الله

أعلنت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بعد قصفها ضاحية بيروت الجنوبية لأول مرة منذ أشهر بذريعة الرد على إطلاق صاروخين من جنوبي لبنان، على الرغم من نفي حزب الله مسؤوليته عن الإطلاق.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن من "حق" إسرائيل الرد في لبنان على إطلاق من سمتهم إرهابيين صواريخ نحوها.

وأضافت بروس أن على الحكومة اللبنانية مسؤولية نزع سلاح حزب الله وما وصفتها بالمنظمات الإرهابية لمنع هجمات مشابهة في المستقبل.

وكانت مقاتلات إسرائيلية قصفت أمس الجمعة مبنى في الضاحية الجنوبية للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأسفر القصف الجوي عن مصابين وأضرار مادية، وأدى لإغلاق مدارس وصعوبة في حركة السير، وتحدث الجيش الإسرائيلي عن استهداف منشأة لتخزين الطائرات المسيّرة تابعة لحزب الله بالضاحية الجنوبية.

وجاءت الغارات الإسرائيلية بعيد إطلاق صاروخين على مستوطنة كريات شمونة، وسبقها قصف إسرائيلي على قريتين في الجنوب اللبناني أوقع 5 قتلى وجرحى.

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمزيد التصعيد مع لبنان، وقال إن إسرائيل لن تسمح بأي إطلاق نار على بلداتها مهما كان وستواصل فرض وقف إطلاق النار بالقوة ومهاجمة أي مكان في لبنان يهدد أراضيها.

إعلان

وأضاف نتنياهو في منشور على منصة إكس أن "على من لم يستوعب الوضع الجديد في لبنان أن يدرك ذلك ويفهمَ التصميم الإسرائيلي من خلال ما حدث"، مضيفا أن "المعادلة تغيرت وأن إسرائيل لن تسمح بأي إطلاق نار على بلداتها مهما كان".

في المقابل، نفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريح باتجاه الجليل الأعلى، وأكد التزامه بوقف إطلاق النار، متهما إسرائيل بافتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان على لبنان.

دعم سياسي وعقوبات

في غضون ذلك، قال موقع أكسيوس الإخباري إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعربت عن دعمها لرد إسرائيل على إطلاق الصواريخ من لبنان، وأكدت أنه يتعين على الحكومة اللبنانية منع الخروقات.

ونقل الموقع عن مورغان أورتيغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط قولها إن إسرائيل تدافع عن مواطنيها ومصالحها عندما ترد على هجمات صاروخية يشنها من وصفتهم بالإرهابيين من لبنان.

وأضافت أورتيغوس أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله وجميع الجماعات الإرهابية الأخرى، وأن واشنطن تتوقع من الجيش اللبناني أن يمنع أي هجمات إضافية.

كما نقل أكسيوس عن مسؤول أميركي رفيع أن نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط أجرت محادثات صعبة مع المسؤولين اللبنانيين، وأكدت أن خرق وقف إطلاق النار جاء من الجانب اللبناني وليس من إسرائيل.

وذكر الموقع أن أورتيغوس أجرت أيضا محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، وأكدت دعم بلادها لإسرائيل لكنها أشارت إلى أن واشنطن تسعى لتجنب تصعيد إضافي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وفي خطوة متزامنة، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة تستهدف 5 أشخاص و3 كيانات على صلة بحزب الله.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية استمرار واشنطن في زعزعة المنظومة المالية التي بناها حزب الله لحرمانه من الأموال أو استخدام النظام المالي الدولي.

إعلان

شمال الليطاني

وقد أعلن الجيش اللبناني أنه تمكن من تحديد موقع إطلاق الصواريخ في منطقة "قَعقعية الجسر" شمال نهر الليطاني، مشيرا إلى أن إسرائيل صعّدت اعتداءاتها على لبنان متذرعةً بإطلاق الصاروخين.

وقال إن الجيش الإسرائيلي استهدف مناطق في الجنوب وصولا إلى بيروت في انتهاك متكرر لسيادة لبنان وخرق لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأكد الجيش اللبناني أنه مستمر في اتخاذ التدابير اللازمة ومواكبة التطورات عند الحدود الجنوبية بغية ضبط الوضع.

وفي السياق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لبناني أن موقع الإطلاق يبعد 15 مترا فقط من نهر الليطاني، الذي كان من المقرر أن ينسحب حزب الله إلى شماله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

ماكرون (يمين) وعون نددا بالغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز) خروق مستمرة

ومن باريس، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن قصف إسرائيل للضاحية الجنوبية هو استمرار لخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار.

وناشد عون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أصدقاء لبنان في باريس وواشنطن التدخل لمساعدة بلاده على تطبيق القرارات التي تحفظ لها استقرارها، مشيرا الى انتشار الجيش في جنوب البلاد وقيامه بمهامه هناك.

وبشأن الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل، قال الرئيس اللبناني إن حزب الله لم يقدم على إطلاق هذه الصواريخ، مشيرا إلى صعوبة التحقق من هوية مطلقها.

من جهته، قال الرئيس ماكرون إن الغارات الإسرائيلية على بيروت غير مقبولة.

وأضاف أنه ليس لدى فرنسا أي معلومات ولا أدلة عن مسؤولية حزب الله عن إطلاق الصواريخ لتبرير الضربات الإسرائيلية، وأوضح أنه سيتصل بالرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لبحث هذا الموضوع.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يشيد بالتدخل الأمريكي ضد الحوثيين..ويؤكد دعم واشنطن القوي
  • واشنطن بوست: منظمات الإغاثة تكافح لتوفير احتياجات آلاف النازحين في الضفة الغربية
  • إدارة ترامب تُنهي خدمات معظم موظفي معهد السلام الأمريكي في واشنطن
  • سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة تلتقي السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام
  • واشنطن بوست: حرب ترامب على الجامعات تضع الولايات المتحدة في خانة الاستبداد
  • الطيران الأمريكي يحقق في حادث جوي كاد أن يؤدي إلى تصادم قرب واشنطن
  • واشنطن تدعم إسرائيل بعد قصفها الضاحية وتطالب بنزع سلاح حزب الله
  • جميل عفيفي: لولا الدعم الأمريكي لانهارت إسرائيل بعد 80 يومًا من الحرب
  • فضيحة مدوية.. تسريب خطة التعامل مع وفاة بايدن أثناء ولايته
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي: ترامب ملتزم بحماية جرينلاند ومصالح واشنطن في القطب الشمالي