شوارع غزة حمام دم من اجل الحرية
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
رام الله - غزة " وكالات ": حذرت أوساط حقوقية، اليوم الإثنين، من تحول شوارع غزة إلى "حمام دم" مع توسيع قوات الاحتلال الاسرائيلية هجومها البري في إطار حربها على القطاع المستمرة منذ 24 يوما.
وأبدى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان صحفي اليوم أن هناك مخاوف جسيمة على حياة وسلامة المدنيين الفلسطينيين في الهجوم البري واسع النطاق الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة منذ عدة أيام بموازاة الهجمات الجوية المستمرة منذ السابع من الشهر الجاري.
وجدد التأكيد على أن قوانين الحرب تلزم جيش الاحتلال الإسرائيلي بحماية المدنيين وأولئك الذين لا يستطيعون الفرار من مناطق العمليات العسكرية بما في ذلك إطلاق النار المميت على المدنيين بما يرتقي إلى جرائم حرب.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة في 28 من الشهر الجاري، فيما أعلن صباح اليوم الاثنين عن توسيع نطاق عملياته البرية فضلا عن شن 600 هجوم على أهداف في القطاع خلال 24 ساعة الماضية.
ووثق فريق المرصد الأورومتوسطي تسجيل حالات لتشقق جلدي عميق، في أيادي وأجساد مواطنين وعمال إنقاذ فلسطينيين لدى ملامستهم الجثث والركام، بسبب المواد الكيميائية الخطيرة، في الصواريخ والقذائف الإسرائيلية.
وشدد على أن القانون الدولي الإنساني ينص على أن حماية المدنيين واجبة في جميع الحالات وتحت أي ظرف، ويعتبر قتل المدنيين جريمة حرب في كل من النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، وقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.
ودعا إلى تحرك عاجل من أطراف المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة المتدحرجة والمقتلة الجماعية المتواصلة، وإنفاذ جهود تحقيق العدالة للضحايا من خلال تعزيز آليات المساءلة القانونية ووقف واقع الإفلات من العقاب الذي يعد السبب الرئيسي لكل ما يجرى في الأراضي الفلسطينية منذ سنوات طويلة.
خروج 25 مستشفى عن الخدمة
من جهة اخرى، أفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، بارتفاع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 8306 جراء هجمات قوات الاحتلال إسرائيلي المتواصلة منذ 24 يوما.
وذكر الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي في مجمع الشفاء الطبي في غزة، أن من بين إجمالي الشهداء 3457 طفلا و2136 امرأة بالإضافة إلى 21048 مصابًا.
واتهم القدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ 908 "مجازر" بحق المدنيين في قطاع غزة.
وأوضح أن قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي أخرج 25 مستشفى عن الخدمة فيما تم استهدف 25 سيارة إسعاف، موجها مناشدة لسكان غزة التوجه للمشافي للتبرع بالدم بسبب عدم توفر كميات كافة منه لإنقاذ المصابين.
وجدد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة دعوة للسلطات المصرية إلى فتح دائم وكامل لمعبر رفح مع قطاع غزة من أجل إدخال الإمدادات الإنسانية والطبية والوقود اللازم لضمان تشغيل المولدات الكهربائية في المرافق الطبية والمدنية.
استشهاد 5 فلسطينيين برصاص الاحتلال
في هذه الاثناء، استشهد خمسة فلسطينيين اليوم الإثنين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينتي جنين والخليل في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "حصيلة العدوان على جنين فجر اليوم الاثنين أربعة شهداء وخمس إصابات بينها إصابتان خطرتان".
وعدّدت أسماء "الشهداء"، وهم أمير عبد الله شربجي (25 عاما) ونورس إبراهيم زيدان بعجاوي (28 عاماً) ووئام إياد أحمد الحنون (27 عاماً) وموسى خالد جيارين (23 عاماً).
وأكدت الوزارة في بيان لاحق "استشهاد الشاب فؤاد إسماعيل محمود أبو صبحة (23 عاما) برصاص الاحتلال الإسرائيلي على مدخل يطا جنوب الخليل".
وقال الجيش إن قواته في جنين "عثرت على عبوات ناسفة جاهزة للاستخدام كانت مزروعة تحت الطرق لمهاجمة القوات" الإسرائيلية.
وأضاف إن قواته "قامت بعمليات مكافحة إرهاب" في يطا "لاعتقال مطلوبين مشتبه بهم".
وأفاد شهود في مدينة جنين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل بآليات عسكرية في المدينة بعد منتصف الليل، وحاصر مستشفى إبن سينا وسط المدينة حيث وقعت اشتباكات بين الجيش ومسلحين فلسطينيين.
ووفقا للشهود، تمركز قناصة فوق المباني المحيطة بالمستشفى، وهدم الجيش جزءا من السور المحيط بالمستشفى.
وقال القائم بأعمال محافظ جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس إنه تم تجريف طرق داخلية، و"إن الجيش أزال تمثالا حديديا لحصان وصادره".
كما أعلنت وزارة الصحة الإثنين استشهاد الشاب أحمد نوفل (23 عاما) متأثراً بإصابته برصاص مستوطنين إسرائيليين قبل أيام في رأس كركر شمال غرب رام الله".
من جهة أخرى، استشهد اليوم فلسطينيا بنيران قوات شرطة الاحتلال بعد ان قام بطعن شرطيا من قوات حرس الحدود في القدس الشرقية المحتلة، وأصابه بجروح.
وكانت الشرطة قالت في بيان إن أحد سكان "القدس الشرقية وصل مسلحا بسكين إلى محطة وقود ماندلباوم في القدس وطعن جنديا من حرس الحدود في الجزء العلوي من جسده". ثم أكدت استشهاد الفلسطيني بعد مطارته، ردا على سؤال لفرانس برس.
واستشهد أكثر من 120 فلسطينيا في الضفة الغربية في أعمال عنف وعمليات للجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة في الدولة العبرية.
وبدأت قوات الاحتلال منذ الجمعة توسيع نطاق عملياتها البرّية وذلك ضمن ردّها على الهجوم المباغت الذي قتل خلاله أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.
واستشهد في القصف الإسرائيلي المدمّر على قطاع غزة 8306 أشخاص، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر البحر
من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية بافلوس ماريناكيس اليوم الاثنين أنّ أثينا "تبحث مع حلفائها" الأميركيين وفي الأمم المتحدة إمكانية إيصال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة عن طريق البحر.
وقال المتحدث رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي إن "اليونان تدرس مع جميع حلفائها، وبينهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة، إيصال مساعدات إنسانية عن طريق البحر إلى المدنيين" في غزة.
وأضاف "إنه إجراء صعب ومعقد جداً، وليس لدينا أي تفاصيل أخرى في الوقت الحالي".
وتزايدت الدعوات منذ امس للسماح بمرور المساعدات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة، الذي يشهد "اشتباكات عنيفة"، بحسب حماس، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الجمعة خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والواقعة في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط، تؤيد "فتح ممرات إنسانية" و"هدنة إنسانية إذا لزم الأمر".
نداء لوقف النار بين الاحتلال وحماس
من جهته، أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس اليوم الإثنين نداء شخصياً لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة حماس، معتبرا أن الحرب "لا تجلب سوى الخراب والرعب والدمار".
وكتب تيدروس على موقع "اكس" (تويتر سابقًا) "نداء متواضع لوقف إطلاق النار والسلام... عندما كنت طفلاً محاصراً في ظل الحرب، كنت أعرف عن كثب رائحتها وأصواتها ومشاهدها".
والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية متحدر من منطقة تيغراي في إثيوبيا التي شهدت نزاعات دامية خلال عقودٍ وصولا الى الأشهر الأخيرة. وهو المسؤول الوحيد الذي خبِر الحرب شخصياً خلال طفولته من بين جميع كبار مسؤولي الأمم المتحدة الذين دعوا حتى الآن إلى وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحماس.
وكتب "أتعاطف بشدة مع العالقين حالياً في وسط النزاع، وأشعر بألمهم كما لو كان ألمي".
وقال تيدروس إن "الحرب لا تجلب إلا الخراب والرعب والدمار. ولا شيء آخر".
وأضاف "في هذه اللحظة الحرجة، دعونا نتغلب على الانقسامات ونسلك طريق السلام. إن إظهار الشجاعة بشكل حقيقي يكمن في اختيار السلام. أدعو قادة العالم إلى الاتحاد وقيادة العالم نحو السلام. اختاروا السلام".
"حماية" الفلسطينيين من "المستوطنين المتطرفين"
في هذه الاثناء، دعت الحكومة الألمانية اليوم الاثنين الاحتلال الاسرائيلي إلى "حماية" الفلسطينيين من "المستوطنين المتطرفين"، و"مساءلة المسؤولين" عن أعمال عنف ارتكبت في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية سبستيان فيشر، ردا على سؤال في مؤتمر صحافي حول هذا الموضوع، إنه "يدين بوضوح أعمال العنف هذه التي أدت إلى مقتل عدة مدنيين فلسطينيين".
وأضاف "باعتبارها قوة احتلال في الضفة الغربية، يتوجب عليها ضمان أمن السكان الفلسطينيين وسلامتها".
وتابع "يجب أن يتم ضمان بقاء الأسر الفلسطينية حيث تقيم منذ عقود، وألا يتم إجبارها على ترك أماكن إقامتها الاعتيادية خوفا على حياة أفرادها وسلامتهم الجسدية".
ويخيم توتر في الضفة الغربية المحتلة حيث استشهد منذ اندلاع الحرب أكثر من110 فلسطينيين معظمهم خلال مداهمات شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية أو هجمات مستوطنين، وفق وزارة الصحة في رام الله.
وكان الوضع في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 متوترا بالأساس قبل اندلاع الحرب مع تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلية عمليات توغل متواصلة وتصاعد هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، فيما يعيش في الضفة الغربية المحتلة نحو 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة المحتلة جیش الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال الیوم الإثنین الیوم الاثنین إطلاق النار وزارة الصحة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الخروق الإسرائيليّة مستمرة جنوب نهر الليطاني وانحسار احتلال الناقورة
تستمرّ الخروق الإسرائيليّة في المساحة الممتدة جنوب نهر الليطاني وفي القرى الّتي لا تزال تشهد انتشارًا لقوات جيش العدو، والّتي تتعمّد نسف وتفجير المزيد من الوحدات السكنيّة والأحياء وكان آخرها في كفركلا وحانين، وقطعت طريق عام بنت جبيل – عيترون بمكعبات إسمنتية بعد قطعها سابقاً بسواتر ترابية.
واشارت مصادر سياسية لـ”البناء” الى احتمال ان يزور الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين لبنان قبل رأس السنة لاستكمال البحث في الأوضاع الجنوبية.
وكتبت" النهار": دخل انتشار الجيش التدريجي في الخيام يومه الحادي عشر من دون أن يبلغ أطرافها الجنوبية والشرقية بسبب استمرار وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في سهل سردا والماري والمجيدية والوزاني. فيما لا يزال انسحاب قوات الاحتلال من سائر القطاعات رهن الانتظار. وبحسب المصدر، فإن ضباط الجيش طالبوا العدو الإسرائيلي في اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي بالانسحاب دفعة واحدة من القطاع الغربي.
وفي هذا السياق، سُجّل أمس انسحاب لافت لغالبية الآليات والجرافات من الأحياء الداخلية لبلدة الناقورة، واقتصر وجود الاحتلال على عدد من الجنود الذين تمركزوا في أنحاء مختلفة في محيط مقر قيادة اليونيفل. لكنّ قوات العدو أبقت على السواتر الترابية التي قطعت بها مدخل البلدة الغربي.
وأفرجت إسرائيل أمس، عبر معبر رأس الناقورة، عن سبعة معتقلين لبنانيين كانت قد اختطفتهم بعد وقف إطلاق النار. وكان جنود الاحتلال اقتادوا الأشقاء أحمد وجعفر وقاسم حيدر من مثلث الجبين - طيرحرفا خلال محاولتهم الدخول إلى بلدتهم طيرحرفا صباح اليوم الأول لانتهاء العدوان في 27 تشرين الثاني الماضي. وفي الرابع من كانون الأول الجاري، خطف الجنود بين الوزاني والماري كلاً من علي جمال ورفعت ويوسف الأحمد خلال محاولتهم سوق مواشيهم إلى بلدتهم الوزاني. كذلك أفرج العدو عبر موقع العباد في حولا، عن مهدي شموط الذي خطفته قوات الاحتلال في وادي الحجير ليل الثلاثاء الماضي خلال انتقاله من النبطية إلى بلدته برعشيت، علماً أن إسرائيل لم تعترف سوى باختطاف الأشقاء حيدر ولم تقر باختطافها الباقين. وبحسب مصدر متابع، فإن أهالي المحرّرين لم يحصلوا على أي معلومة من اليونيفل أو الجيش اللبناني عن مصير أبنائهم الذي ظل غامضاً حتى تبلّغهم من الصليب الأحمر الدولي أمس بإطلاق أبنائهم. وبعد تلقّيهم الفحوصات الطبية، نُقل المحرّرون إلى ثكنة الجيش في صيدا للتحقيق معهم.
إلى ذلك، نفّذ العدو تفجيرات جديدة في كفركلا ويارون وأطراف مجدل زون. وقطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عصر أمس طريق عام بنت جبيل- عيترون بمكعّبات إسمنتية، بعدما كانت قطعته سابقاً بسواتر ترابية.