هل بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته البرية الواسعة في قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
بنيامين نتنياهو يؤكد: "هذه هي حربنا الثانية من أجل الاستقلال .. مازلنا في البداية فقط".
عندما غزا الجيش الأمريكي العراق في 20 مارس/آذار 2003، لم تترك الصحف في مختلف أنحاء العالم مجالاً للتساؤل عما يحدث. "الحرب"، هذا هو العنوان الرئيسي، الذي احتل نصف صفحة في يومية "سان فرانسيسكو كرونيكل". بينما عنونت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية : "هجوم كبير انطلق".
ولكن الأمر يبدو مختلفاً مع الهجوم البري الإسرائيلي على غزة. فالهجوم الذي توقع كثيرون حدوثه لم يحصل في الأيام التي تلت الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص. فيما قتل نحو 8005 فلسطينيين في غارات انتقامية، وفقاً للسلطات الصحية التابعة لحماس.
وحركة حماس هي حركة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنف كمنظمة إرهابية من قبل إسرائيل وألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها.
وفي الأيام القليلة الماضية قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جيش بلاده يتوسع في غزة، وإن "المرحلة الثانية" من الحرب قد بدأت. ولكن لا يزال من غير الواضح: هل هذه هي بداية العملية البرية واسعة النطاق التي أعلنتها إسرائيل في الأيام التي تلت هجوم حماس؟
عمليات توغل محدودة بدلاً من الغزو واسع النطاق
اليوم الإثنين (30 أكتوبر/تشرين الأول) دخلت دبابات إسرائيلية حياً على أطراف مدينة غزة، وقطعت الطريق الرئيسي بين شمال القطاع وجنوبه، فيما وسعت الدولة العبرية في الأيام الأخيرة نطاق عملياتها على الأرض. وأشار شهود، كما تنقل وكالة فرانس برس، إلى إن الدبابات وصلت أطراف حي الزيتون في مدينة غزة. وقال أحدهم "قاموا بقطع شارع صلاح الدين (الذين يربط الشمال بالجنوب) وهم يطلقون النار باتجاه أي سيارة تمرّ هناك". فيما رفض الجيش الإسرائيلي تأكيد وصول دباباته إلى أطراف مدينة غزة.
وكانت إسرائيل أنذرت سكان شمال قطاع غزة بضرورة التوجه نحو الجنوب لتجنب عملياتها العسكرية التي تتوسع في الشمال. ولم يمتثل الجميع لهذه التحذيرات، إذ بقي عشرات الآلاف في المنطقة. وكثفت إسرائيل منذ الجمعة نطاق عملياتها البرّية، وأعلنت زيادة عديد قواتها على الأرض.
فيرونيكا بونيشكوفا، الخبيرة العسكرية والأمنية في شؤون إسرائيل والشرق الأوسط في جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة، توضح لـ DW لماذا تعتقد أن نتنياهو كان "متردداً تماماً في هذه اللحظة" في وصف هجوم نهاية الأسبوع بأنه غزو واسع النطاق: "من وجهة نظري، أعتقد أن هذه [العملية البرية] تهيئ الظروف لما قد يتبعها"، لكنها أضافت أنه في هذه المرحلة من الصعب معرفة ما قد يتبعها مستقبلاً. وتضيف: قد يكون هذا بداية لسلسلة من الغارات الصغيرة، مع التخطيط لغزو كبير في المستقبل، أو قد لا يحدث هذا الغزو على الإطلاق.
وأوضحت بونيشكوفا أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أي منذ أن أعلن نتنياهو لأول مرة عن خططه لشن غزو بري واسع النطاق، وهي أمر اعتبره الكثيرون حتمي، تغيرت المعنويات، حتى بين حلفاء إسرائيل.
فلقد أوصت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وهي حليف قوي لإسرائيل، في المحادثات الدبلوماسية التي أعقبت الهجمات، بأن يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بشن عمليات توغل وهجمات أصغر على غزة بدلاً من الاجتياح الشامل المعلن، على حد قول فرونيكا بونيشكوفا.
وأضافت أن المشاعر بين السكان الإسرائيليين تغيرت منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، مشيرة إلى استطلاع للرأي أجري في وقت سابق من هذا الأسبوع أشار إلى أن السكان "لا يؤيدون غزواً واسع النطاق كما كانوا قبل أسبوعين".
وسيأتي السؤال الصعب بعدها حول كيفية نجاح الجيش الإسرائيلي في "تدمير" حماس دون تعريض حياة أكثر من 200 رهينة اختطفتهم الحركة للخطر.
يساعد كل عامل من هذه العوامل في تفسير ما قالته بونيشكوفا على أنه محاولة من جانب الجيش الإسرائيلي لخوض هذه المعركة، على الأقل في البداية، من خلال عمليات توغل على نطاق أصغر بدلاً من غزو دراماتيكي كامل. وتضيف الخبيرة العسكرية أن هذا ما قد يحصل، حيث نرى الجيش يقوم بهذه التوغلات على نطاق ضيق على مدى عدة أسابيع أو حتى أشهر. و"هذا بالنسبة لي يشير إلى أن ما سيحدث، أيّاً كان، سيستغرق وقتاً طويلاً".
مظاهرات لبعض ذوي الرهائن لدى حماس للمطالبة بجعل مسألة تحريرهم أولوية
تقارير من الحدود
وفي هذه المرحلة، لا يزال من غير الواضح عدد القوات الإسرائيلية التي تم إرسالها إلى غزة. وقد ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هغاري، في مؤتمر صحفي يوم الأحد، إن الجيش " يقوم تدريجيا بتوسيع النشاط البري ونطاق قواتنا في قطاع غزة"، مضيفاً: "سنبذل كل ما في وسعنا من الجو والبحر والأرض لضمان سلامة قواتنا وتحقيق أهداف الحرب".
وجاءت تصريحاته بعد أن شهدت ليلة السبت تقارير واسعة النطاق عن تفجيرات ليلية. وعنها قالت ريبيكا ريترز مراسلة DW على الأرض في إسرائيل: "هنا يمكنك أن ترى وتسمع أجزاء من المرحلة الثانية تحدث أمام أعيننا وآذاننا... نشهد قصفاً مدفعياً متواصلاً إلى حد ما [...] بالإضافة إلى غارات جوية على مسافة بعيدة... ومن المؤكد أننا نسمع الطائرات المقاتلة تحلق في سماء المنطقة من حين لآخر". وأضافت ريبيكا ريترز من موقعها، يمكن للمرء سماع إطلاق نار كثيف وخفيف من الأسلحة الرشاشة، مما يوحي بأن الجيش الإسرائيلي ومسلحي حماس قريبون نسبياً من بعضهم. وأشارت إلى أنه "فيما يتعلق بالمرحلة الثانية، لا نعرف بالضبط ما يعنيه ذلك من الناحية العسكرية".
ونشر الجيش الإسرائيلي معلومات يوم الأحد أشارت إلى إصابة اثنين على الأقل من جنوده.
وبعد التوغل الذي حصل يوم الإثنين، وأعلن عنه الجيش الإسرائيلي، نفى المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة حماس، توغل الجيش الإسرائيلي في الأحياء السكنية في غزة. وقال المكتب الإعلامي، في بيان صحفي: "لا يوجد أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع". وأضاف أن "ما جرى على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات وجرافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك". وذكر البيان أنه "لا يوجد حالياً أي تواجد لآليات الجيش الإسرائيلي على شارع صلاح الدين، وعادت حركة المواطنين لطبيعتها عليه".
يتفق معظم الخبراء بالرأي أن العملية العسكرية في غزة ستستغرق بعض أسابيع وقد تصل لشهور
"إنها البداية فقط"
وعقب الأنباء الأولية عن الهجوم البري يوم الجمعة، كتب جوناثان بانيكوف من برنامج الشرق الأوسط في مركز أبحاث "المجلس الأطلسي": "لا يزال هناك سؤال مفتوح حول حجم ونطاق الهجوم البري". "هل يمثل هذا بداية غزو بري واسع النطاق؟ أم أنها مجرد تحضير لعملية أكثر تركيزاً وأصغر حجماً؟. في الأيام المقبلة قد يتم الكشف عن قرار إسرائيل بشأن نوع العملية التي ستنفذها".
وعلى الرغم من أن الكثير لا يزال غير واضح في هذه المرحلة، يبدو أن الخبراء متفقون على شيء واحد على الأقل: من المحتمل أن تكون الجهود العسكرية الإسرائيلية الرامية "للقضاء على حماس" طويلة - "تقاس بأسابيع أو أشهر، وليس أيام"، كما كتب جوناثان بانيكوف، متفقاً في ذلك مع فيرونيكا بونيشكوفا، الخبيرة العسكرية والأمنية في إسرائيل والشرق الأوسط في جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة.
ويبدو أن نتنياهو يؤكد ذلك بنفسه حيث صرح مساء السبت: "هذه هي حرب الاستقلال الثانية .. مازلنا في البداية فقط".
كلير روت/ف.ي
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الغزو البري لغزة العملية العسكرية الاسرائيلية في غزة حركة حماس إسرائيل وحماس قطاع غزة الجيش الإسرائيلي أخبار غزة أخبار إسرائيل بنيامين نتنياهو أنفاق حماس شارع صلاح الدين حزب الله إيران رهائن قتلى جرحى الغزو البري لغزة العملية العسكرية الاسرائيلية في غزة حركة حماس إسرائيل وحماس قطاع غزة الجيش الإسرائيلي أخبار غزة أخبار إسرائيل بنيامين نتنياهو أنفاق حماس شارع صلاح الدين حزب الله إيران رهائن قتلى جرحى الجیش الإسرائیلی واسع النطاق فی الأیام قطاع غزة لا یزال فی هذه
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يشدد إجراءاته العسكرية شمال الضفة الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم /الاثنين/، من إجراءاتها العسكرية في محافظات شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا عند مدخل قلقيلية الشرقي المؤدي إلى المدينة، وأعاقت حركة مرور المركبات؛ ما تسبب في أزمة مرورية خانقة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال أغلقت مدخل قرية كفر لاقف شرق قلقيلية، بحاجز عسكري، ومنعت مرور المركبات، ونصبت حاجزا عسكريا "طيارا" عند مدخل بلدة حبلة، المدخل الجنوبي لمدينة قلقيلية؛ ما تسبب في أزمة مرورية.
كما اقتحمت تلك القوات قريتي إماتين وفرعتا شرق قلقيلية، وداهمت عددا من منازل الفلسطينيين، ومحلات تجارية، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة.
وفي طولكرم، أغلقت القوات بوابة جسر جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم بشكل مفاجئ، أمام الداخلين، والخارجين منها، ومنعت المركبات من المرور.
كما نصبت تلك القوات حاجزا عسكريا طيارا على طول الشارع الواصل بين بلدتي كفر جمال وجيوس في منطقة الكفريات جنوب طولكرم الواصل لمحافظة قلقيلية، ومنعت حركة مرور المركبات منه.
وبالتزامن مع ذلك، أغلقت قوات الاحتلال مداخل قرى وبلدات محافظة سلفيت، حيث نصبت عددا من الحواجز عند مدخل سلفيت الشمالي واغلاق بلدة ديراستيا، وأغلقت البوابة الحديدية المقامة عند مدخل بلدة كفل حارس، وأغلقت البوابة الحديدية المقامة بالقرب من بلدة قراوة بني حسان، والمؤدية إلى القرى والبلدات الغربية من المحافظة، كما أغلقت مدخل بلدة دير بلوط ورافات غرب سلفيت.
وفي نابلس، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على حواجز دير شرف، والمربعة، وعورتا، وبيت فوريك، وتقوم بعمليات تفتيش دقيق للمركبات، خاصة للداخلين إلى مدينة نابلس.
وجاءت هذه التشديدات، بعد مقتل 3 إسرائيليين، وإصابة 6 آخرين في عملية إطلاق النار في قرية الفندق شرق محافظة قلقيلية.