فريدمان لإسرائيل: لا تضيعي في أنفاق حماس في غزة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان؛ إسرائيل من أن "تضيع" في أنفاق حركة حماس بغزة، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في قطاع غزة، داعيا إسرائيل للقبول بوقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى ليتاح لها التفكير بمستقبل العملية العسكرية بهدوء.
وفي مقال له في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "رجاء.
وحينها، لم ينتقم سينغ عسكريا من باكستان أو معسكرات لشكر طيبة في باكستان، حيث كان يرى أن أي رد عسكري "سيخفي بسرعة مدى فظاعة الهجوم على المدنيين والسياح الهنود، وأن حقيقة هجوم إرهابي من باكستان على الهند مع تورط رسمي من الجانب الباكستاني كانت ستضيع". كما كان الأمر سيتحول إلى "ردة فعل عادية" واشتباك آخر، وسيوحّد الباكستانيين خلف جيشهم، هذا علاوة على التكاليف الاقتصادية للحرب، كما يشير الكاتب.
ومع الفارق بين الحالتين، كما يرى فريدمان، فإنه بعد هجوم حماس (طوفان الأقصى) في 7 تشرين الأول/ أكتوبر "تحول الرد الإسرائيلي بسرعة إلى كونه وحشية الهجوم الإسرائيلي المضاد على المدنيين في غزة؛ الذين انتشرت حماس بينهم".
ورأى الكاتب أن "الضربة الإسرائيلية المضادة الضخمة خففت من رعب (مقاتلي) حماس، وجعلتهم بدلا من ذلك أبطالا في نظر البعض، كما أجبرت حلفاء إسرائيل العرب الجدد ضمن اتفاقيات أبراهام على إبعاد أنفسهم عن الدولة اليهودية".
ويشير الكاتب إلى أنه مع استدعاء حوالي 360 ألفا من قوات الاحتياط في إسرائيل، فإن من المرجح أن يتراجع الاقتصاد الإسرائيلي إذا استغرق الأمر أشهرا، فمن المتوقع أن يتقلص الاقتصاد الإسرائيلي بأكثر من 10 في المئة على أساس سنوي للأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام.
ومع تأكيد تعاطفه مع الخيارات التي لجأت إليها الحكومة الإسرائيلية، إلا أن فريدمان دعا "إلى رد إسرائيلي أكثر دقة ومدروس بعناية"، مشيرا إلى أن العملية كان يجب أن تركز على "إنقاذ رهائننا" و"القبض على قتلة الأطفال وكبار السن وقتلهم"، كما قال.
لكن حكومة نتنياهو، وكما يقول فريدمان، سارعت على الفور إلى المضي في خطة لـ"محو حماس من على وجه الأرض"، وفق ما صرح به وزير الدفاع يوآف غالانت.
لكن بعد مرور نحو ثلاثة أسابيع قتلت إسرائيل أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الضحايا المدنيين الإسرائيليين، وألحقت دمارا بغزة أكبر مما لحق بإسرائيل، مع تعهدها بالسيطرة العسكرية على غزة، وهي عملية يرى فريدمان أنها توازي بناء على نسبة السكان؛ سعي الولايات المتحدة لاحتلال نصف المكسيك في مثل هذا الوقت القصير.
وفي حين أشار إلى تصريح نتنياهو بأنها ستكون "معركة طويلة وصعبة لتدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس، وإعادة الرهائن إلى الوطن"، تساءل فريدمان عن خطة نتنياهو الكاملة.
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم متأكدون من أمرين، وهما أن حماس لن تحكم غزة مرة أخرى، وأن إسرائيل لن تحكم غزة ما بعد حماس، وأنه سيتم وضع ترتيبات تشبه ما تعرفه الضفة الغربية حاليا، بحيث تتولى إدارة فلسطينية مسؤولية الحياة اليومية في غزة مع السيطرة الأمنية والعسكرية لإسرائيل. وهي خطة يصفها فريدمان بأنها "غير مكتملة".
وعلاوة عن السؤال عمن مِن الفلسطينيين سيتولى المهمة، يتساءل فريدمان عمن سيدفع فاتورة السيطرة الإسرائيلية على القطاع مرة أخرى، وهو أمر يمكن أن يرهق الجيش والاقتصاد الإسرائيليين لسنوات قادمة.
كما يتساءل الكاتب عن كيفية "إدارة عملية معقدة للغاية" مثل هذه، بينما لا توجد ثقة كافية في نتنياهو. وقال إنه "ليس لدى نتنياهو فريق يدعمه من القادرين على طرح الأسئلة الصعبة، بل لديه فريق من الأشخاص الذين طُلب منهم اتخاذ خيارات مؤلمة طويلة المدى مع معرفتهم بأن رئيس وزرائهم شخص ذو أخلاق منخفضة للغاية بحيث سيلومهم على كل ما يسير بشكل خاطئ ويستأثر بالفضل كله بشأن أي شيء يسير بشكل صحيح". وأشار إلى اللوم الذي وجهه نتنياهو لأجهزة الاستخبارات بشأن الفشل في توقع هجوم حماس، قبل أن يضطر للتراجع ويحذف تغريدته بهذا الصدد.
وقال فريدمان إن الرؤية في واشنطن هي أن إسرائيل لا تملك خطة قابلة للتنفيذ لتحقيق النصر، كما لا تملك قائدا يمكنه التعامل مع ضغوط وتعقيدات هذه الأزمة.
ونبه إسرائيل إلى ضرورة أن تعرف "أن تحمّل حليفتها الأمريكية لحصيلة القتلى المدنيين الكبيرة في غزة بسبب عملية عسكرية مفتوحة؛ محدود، وفي الواقع قد نقترب خلال وقت قريب من هذا الحد".
وأضاف: "يجب على إسرائيل أن تبقي الباب مفتوحا لوقف إنساني لإطلاق النار ولتبادل الأسرى، مما سيسمح أيضا لها بالتوقف والتفكير بدقة في الاتجاه الذي تسير إليه في عمليتها العسكرية المتسرعة في غزة، والثمن الذي يمكن أن تدفعه على المدى الطويل".
ووفق فريدمان، فإنه يمكن أيضا لمثل هذا التوقف "أن يتيح لسكان غزة تقييم ما ألحقه هجوم حماس على إسرائيل ورد فعل إسرائيل المتوقع تماما؛ بحياتهم وعائلاتهم ومنازلهم وأعمالهم".
وقال: "حصلت حماس على الكثير من التفهم ولم تواجه ما يكفي من الأسئلة الصعبة"، مضيفا: "استخدمت حماس معظم مواردها وبنت أنفاقا هجومية"، ليخلص إلى القول: "رجاء.. إسرائيل لا تضيعي في تلك الأنفاق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة إسرائيل حماس غزة إسرائيل حماس غزة وقف إطلاق النار اسر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تستبعد صفقة جزئية والمعارضة تتهم نتنياهو بإفساد المفاوضات
أكد قيادي كبير في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء أن الحركة لا تزال تعد ردها على مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في قطاع غزة.
وقال القيادي محمود مرداوي إن "رد الحركة ما زال في طور الإعداد ونؤكد أنه لا مكان لأي صفقة جزئية"، مضيفا أن "سلاح المقاومة لن يخضع لأي مفاوضات وهو يقع في قلب الإجماع الفلسطيني لدى الفصائل".
وكانت قناة "القاهرة الإخبارية" قد أعلنت الاثنين أن مصر سلمت حماس مقترحا إسرائيليا لوقف مؤقت لإطلاق النار وبدء مفاوضات تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتنتظر رد الحركة الفلسطينية عليه.
"توجيهات" نتنياهويأتي ذلك في حين أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجيهات لفريقه المفاوض بمواصلة الخطوات للدفع باتجاه الإفراج عن المحتجزين في غزة.
وجاء في بيان لمكتبه أن "رئيس الوزراء أصدر توجيهات بمواصلة الخطوات للمضي قدما في الإفراج عن رهائننا"، مضيفا أنه أجرى تقييما للقضية مع فريق التفاوض وقادة المؤسسة الأمنية.
واتهمت المعارضة الإسرائيلية نتنياهو بالتضحية بحياة الأسرى وإفساد صفقات إطلاق سراحهم من أجل بقائه السياسي، معتبرة أن هذا الفشل بالكامل مسؤولية الحكومة.
إعلانويتناقض ما أعلن عنه مكتب نتنياهو مع إصرار الأخير، على مواصلة حرب الإبادة في غزة، متجاهلا عرائض وقعها عسكريون ومدنيون، تطالبه باستعادة الأسرى، ولو مقابل وقف الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية الأربعاء أن نتنياهو "عقد اجتماعا هاتفيا، بمشاركة كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، وبينهم رونين بار رئيس (جهاز الأمن العام) الشاباك، على خلفية جهود الوسطاء للتوصل إلى صفقة".
وأضافت أن "الاجتماع بحث المستجدات والتقديرات حول الاتجاهات المحتملة للمضي قدما للتوصل إلى صفقة لإعادة المختطفين".
كما ادعت القناة الإسرائيلية أن "المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس تجري على قدم وساق، لكن كل طرف يحدد شروطه بشكل حاد ودقيق، مما يجعلها مفاوضات معقدة".
وتفيد تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنه "خلال نحو أسبوعين سيتضح ما إذا كانت هذه الجهود ستقود للتوصل إلى صفقة أم لا"، وفق القناة.
وزادت بأن "نقطة الخلاف المركزية تتعلق بطلب إسرائيل نزع سلاح غزة، الذي يُطرح لأول مرة كشرط للتوصل إلى صفقة، وهو ما ترفضه حماس بشدة".
المعارضة تتهممن ناحية أخرى، اتهمت المعارضة الإسرائيلية نتنياهو بالتضحية بحياة الأسرى وإفساد صفقات إطلاق سراحهم من أجل بقائه السياسي.
جاء ذلك في بيانين على منصة إكس الأربعاء، نشرهما زعيما حزبي "الديمقراطيين" يائير غولان، و"هناك مستقبل" يائير لبيد، تعليقا على نشر سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي بارون بارسلافسكي.
وقال غولان "علامة حياة لبارسلافسكي من الأسر مرة أخرى تمزق القلب من الألم، كل فيديو هو دليل آخر على أن نتنياهو يتخلى عن شعبه من أجل حكمه".
وأضاف "نتنياهو يضر بالأمن ويفسد الصفقات، ويخوض حربا بلا هدف أو نهاية، ويضحي بأرواح البشر من أجل بقائه السياسي".
إعلانوذكر غولان أن أحدا من وزراء حكومة نتنياهو لم يكلف نفسه عناء الاتصال بعائلة بارسلافسكي، وتابع "سنناضل من أجل إطلاق سراح المختطفين، ولن نرتاح حتى يعود آخر واحد منهم".
بدوره، علق زعيم المعارضة يائير لبيد على مقطع الفيديو، وقال "اليوم تلقينا دليل حياة آخر من جحيم غزة".
وأضاف "لكن حكومة إسرائيل تحارب جهاز الشاباك بدلا من أن تحارب لإعادة الأسرى إلى ديارهم. هذا الفشل هو بالكامل مسؤولية حكومة 7 أكتوبر".
يشار إلى أن تل أبيب تقدر وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ الخميس الماضي، تتوالى عرائض مطالبة باستعادة الأسرى ولو بإنهاء الحرب على غزة، وذلك من عسكريين بالجيش الإسرائيلي، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة ومتقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة، قبل أن ينضم لتلك العرائض مدنيون وشرطيون سابقون.