أبو عايشة: الدولة تولي اهتمامًا غير مسبوق لتحقيق التنمية والنهضة في سيناء
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أكد النائب عبده أبو عايشه عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تولي اهتماما غير مسبوق من أجل تحقيق التنمية والنهضة في سيناء، قائلا: إنها تتبنى مسارين متوازيين نحوها.
ونوه ابو عايشه في تصريحات صحفية للمحررين البرلمانيين اليوم بأن مصر وطوال 10 سنوات عملت في سيناء، عبر ملفين شديدي الاهمية وهما مواجهة الارهابيين والجماعات المسلحة التي استوطنت سيناء، حتى تم تطهيرها تماما، والملف الثاني، بدء تنمية شاملة وواسعة في سيناء، وتطوير البنية التحتية وإقامة العديد من المشروعات التي تعود بالنفع على أهالي سيناء.
ونوه عضو مجلس الشيوخ، بقيام مصر بإطلاق مبادرة حياة كريمة، التي تستهدف تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين من أجل الارتقاء بحياة الأهالي، فضلا عن تخصيص مليارات الجنيهات من أجل تنمية أرض الفيروز عير هذه المبادرة وغيرها. مضيفا: الدولة تضع سيناء على رأس أولوياتها ولم تدخر يوما جهدا في سبيل تنميتها.
وشدد أبو عايشه، أنه في سبيل جهود الدولة لمحاربة آفة الإرهاب والقضاء عليها، فقدت مصر الكثير من أبنائها الذي ضحوا بالغالي والنفيس دفاعا عن أرض سيناء الحبيبة ولا تزال. وسقط مئات الشهداء دفاعا عن قطعة غالية من أرض مصر.
واختتم أن سيناء تمثل العمق الاستراتيجي للدولة المصرية، وعلى مدار تاريخها تعرضت لحروب كثيرة، ومصر بقيادة الرئيس السيسي جادة تمامًا وحاسمة في رفض تهجير الفلسطينيين اليها او اي مساومات بخصوصها. فالأمن القومي المصري خط أحمر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجلس الشيوخ سيناء فی سیناء
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.
ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية والجماعات السلفية ، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب