أفاد مسؤولان أمريكيان بأن قوة الرد السريع التابعة لمشاة البحرية الأمريكية، تتحرك باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط، وسط مخاوف من تحول الصراع في غزة إلى صراع إقليمي، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.

ومنذ السابع من أكتوبر، عززت أمريكا تواجدها العسكري في الشرق الأوسط؛ تخوفًا من اتساع رقعة الصراع، مع تصاعد الأحداث في غزة.

وبحسب "سي إن إن"، قال المسؤولان، إن الوحدة الاستكشافية السادسة والعشرين لمشاة البحرية، على متن السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس باتان"، كانت تعمل في مياه الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة، وهي مُتواجدة حاليًا في البحر الأحمر، ومن المتوقع أن تمر إلى شرق البحر المتوسط قريبًا.

تحرك القوة الأمريكية، يجعلها أقرب إلى لبنان وإسرائيل، في وقت تتصاعد فيه حدة الأحداث، وفي وقت حثت في أمريكا مواطنيها على مغادرة لبنان.

وبحسب "سي إن إن"، فإن أحد أبرز الأدوار التقليدية لوحدة مشاة البحرية، هو إخلاء المدنيين، ويأتي التحرك بعد تصريح للبيت الأبيض، الثلاثاء، قال فيه إنه "من غير الحكمة"، عدم التخطيط لإجلاء محتمل للمواطنين الأمريكيين في الشرق الأوسط وخاصة من إسرائيل ولبنان، إلا أن مُنسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي، جون كيربي، قال إنها لم تدخل مرحلة التنفيذ.

إرسال القوة الأمريكية إلى شرق المتوسط، يأتي بعد تحذيرات من أن "هناك خطرًا كبيرًا"، من أن تمتد الحرب بين إسرائيل والمقاومة إلى صراع أوسع، على الرغم من جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإبقاء القتال محصورًا في غزة.

900 جندي
الخميس الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن ما يقرب من 900 جندي أمريكي وصلوا بالفعل إلى الشرق الأوسط؛ لتعزيز حماية القوات الأمريكية وسط تصاعد التهديدات.

وبحسب المتحدث باسم الوزارة، باتريك رايدر، تشمل القوات المرسلة إلى الشرق الأوسط عناصر من الدفاع الجوي وبطاريات "باتريوت" و"أفينجر"، مؤكدًا أنها لن تذهب إلى إسرائيل، بل تهدف إلى دعم جهود "الردع الإقليمية"، وتعزيز حماية قوات أمريكا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القاهرة الاخبارية صراع إقليمي الشرق الأوسط الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الهدف الحقيقي لمشروع الشرق الأوسط الجديد

علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
كان الهدف الأعلى والرئيس وراء إنشاء أم الكبائر (إنجلترا) لحلف بغداد عام 1955، والمتكوِّن من: إنجلترا وتركيا والعراق وإيران وباكستان، هو محاربة العروبة والمد القومي العربي بزعامة الخالد جمال عبد الناصر، رغم عنوانه الناعم والمُعلن حينها، وهو محاربة المد الشيوعي!
شجَّع هذا الحلف حينها عدنان مندريس رئيس الوزراء التركي على إحياء الحلم العثماني بالتمدُّد على حساب الجغرافية العربية، والمطالبة عام 1957 بمدينتي حلب والموصل؛ بزعم أنها أراضٍ تركية! الأمر الذي دفع بالزعيم عبدالناصر إلى التعجيل بالوحدة مع سوريا عام 1958؛ لحماية وحدة ترابها الوطني من الأطماع التركية. ولهذا السبب، لم يتحمس الزعيم جمال عبدالناصر كثيرًا مع دعوات مُحاربة الانفصاليين السوريين وإعادة الوحدة عام 1961، كما لم يتحسَّر على انفصال سوريا عن مصر؛ لأن الهدف الأسمى للوحدة تحقَّق وهو حماية وحدة التراب السوري من أطماع الغازي التركي.
وبقيام ثورة "14 يوليو 1958" بالعراق بقيادة عبدالكريم قاسم ورفاقه وسقوط الحكم الملكي، دُقَّ أول أسفين في نعش حلف بغداد الإنجليزي؛ حيث توالى الخروج من الحلف تباعًا، حتى أعلنت أم الكبائر وفاته رسميًا عام 1979، دون طقوس جنائزية أو مراسم، خاصة بعد قيام الثورة وانتصارها في إيران. وشجَّع الغرب الاستعماري- وما يزال- كل حركة أو دعوة انفصالٍ في الوطن العربي، خاصةً إذا كانت ضد العروبة، لهذا سمعنا عن حقوق الأقليات في الوطن العربي تعلو فوق كل صوت، وتزداد وتيرتها، وتتسع عامًا بعد عام وبشكل ملحوظ. ولم يقتصر الأمر على هذا؛ بل تواترت التقارير والبحوث المُزيَّفة والمُشكِّكة في العرب والعروبة، بدءًا من تحاليل الحمض النووي "دي إن إيه" تُشكِّك الكثير منها في منسوب عروبة هذا الشعب العربي أو ذاك، وصولًا الى التشكيك الجدلي بأن عربية القرآن الكريم ما إذا كانت منسوبة الى العرب أم قوة البيان. وما بين هذا وذاك تتوالى برامج التهافت على تدريس اللغات الأجنبية في المناهج التعليمية العربية بصورٍ مُقلقة ومُزعجة وعلى حساب الانتقاص وإهمال اللغة العربية، وامتد ذلك الى تفضيل اللغة الاجنبية على العربية في شروط التوظيف. وبهذا الهوس تبيَّن أن تعلُّم اللغات الاجنبية لم يعد في خانة العلم؛ بل أصبح من الهُوِّيات اللُغوية البديلة عن العربية، وهنا مَكمن الفخ والخطر. كما إن إعلان الحرب الضروس على التعليم "التقليدي" في الوطن العربي والمتمثل في الكتاتيب والزوايا والمحضرة يضع ألف سؤال وسؤال عن السبب وراء ذلك السُعار. والسبب بسيط جدًا، وهو أن ذلك التعليم يُعزِّز من الثوابت والهويات والخزين اللغوي، إلى حدٍ يُهدِّد مُخططات الأعداء ويُحصِّن الأجيال الى حدٍ كبير.
وانتزاع جغرافيات عربية من الوطن العربي اليوم، يأتي في سياق مُخطط "الشرق الأوسط الجديد"، كما إن دعوات التطبيع والإبراهيمية وأخواتها، تأتي في ذات السياق، والدعوات المدمرة للعروبة ومشتقاتها. يُضاف عليها دعوات المُتأسلمين المُتكرِّرة لعودة الخلافة- وتحديدًا العثمانية- وهي ليست نُصرةً للإسلام؛ بل مُعاداة صريحة للعروبة ومشتقاتها، لكنها مُبطَّنة بلحنِ الإسلام والأمة الإسلامية. وجميع المؤشرات السابقة والأفعال اليوم تدُل على هدفٍ واحدٍ ووحيدٍ لمشروع "الشرق الأوسط الجديد"، وهو تحطيم العروبة ومشتقاتها من هُوِيَّات لُغوية وقومية، وبالنتيجة سقوط التاريخ والدين والحضارة والمصير المشترك، وإحلال الهشاشة والتفاهة مكانها، وتفرُّد من يرغب بالانفصال عن الوطن تحت أي مسمى أو ذريعة.
حين شاور الرئيس الفرنسي شارل ديجول مستشاريه عن الرابط الاستعماري الذي يمكنه ربط شعوب مستعمراته بفرنسا بعد منحها "الاستقلال"؟ توالت المشورات عليه، لكنه لم يقتنع بأيٍّ منها؛ حيث قال لهم: "اللغة الفرنسية كفيلة ببقاء فرنسا في مستعمراتها السابقة بعد رحيلها؛ فأحرصوا على تشجيعها ودعمها"، وكان لهم ذلك!
قبل اللقاء.. حين كانت اللغة العربية في مكانتها الطبيعية توحَّد العرب والمسلمون من جميع الأعراق والطوائف والأديان والجغرافيات على لسان العرب، فارتقت الحضارة العربية الإسلامية وسادت العالم.
وبالشكر تدوم النعم.
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • جورج مارشال أهم الشخصيات العسكرية الأمريكية.. لماذا عارض تأييد إسرائيل؟
  • الولايات المتحدة تستهدف مواقع للحوثيين في اليمن
  • ما الهزات السياسية الارتدادية المقبلة في الشرق الأوسط؟
  • بريطانيا تتعهد بتقديم مساعدات لتلبية احتياجات الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا
  • القيادة تعزّي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق
  • الهدف الحقيقي لمشروع الشرق الأوسط الجديد
  • الأمم المتحدة: الشرق الأوسط يشهد تصعيدًا خطيرًا للأعمال العدائية بين إسرائيل والحوثيين
  • توترات الشرق الأوسط تعزز الإقبال على الملاذ الآمن
  • القاهرة الإخبارية: مقتل 40 جنديا في العملية الأخيرة بجباليا شمال غزة
  • أدت لتأخر وإلغاء آلاف الرحلات الجوية.. عواصف ثلجية وأعاصير تضرب أجزاء واسعة من الولايات الأمريكية