هلع في ألمانيا .. طلاب المدارس يثورون ضد إسرائيل رغم وحدة الدولة والإعلام لدعم تل أبيب "تفاصيل الظاهرة بالكامل"
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
رغم الموقف الرسمي المعلن من قبل الحكومة الألمانية من الدعم الكامل لإسرائيل في الحرب الدائرة الآن بقطاع غزة، والتبرير المعلن للجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي مع المدنيين داخل القطاع، عبر مقولة "حق الدفاع عن النفس"، بل وكذلك الحشد الإعلامي الكبير بوسائل الإعلام الألمانية ضد الفلسطينيين وحماس، ومناصرة إسرائيل، ورغم كل ذلك كشفت الصحف الألمانية أن طلاب الدولة يؤيدون غزة، وأن هناك كارثة داخل المدارس يعجز المدرسون في التعامل معها، وكثير من الطلاب قاموا بتحدى القواعد وأحضروا أعلاما لفلسطين ومظاهر أخرى لتأييد غزة، وما أسمته الصحف الألمانية برموز لمعاداة السامية.
"من النهر إلى البحر .. سنحرر فلسطين" .. هكذا كان هو الشعار الأكثر انتشارا بين طلاب المدارس الألمانية، وليس الأمر قائما على طلبة المهاجرين، ولكنه توسع ليشمل آلاف الطلاب الألمان، وفي المقابل انتشر الرعب بين الطلاب ذوي الأصول اليهودية، وأن المدارس أصبحت بالفعل شبه خالية منهم، وذلك بعد حرص أهاليهم على عدم إرسالهم إلى المدارس، حتى المدارس المعروفة بأنها مدارس يهودية، أصبحت شبه خالية وسط مخاوف من التعدي عليهم، وهنا نرصد تفاصيل ما نشرته صحيفة فوكس الألمانية حول الظاهرة.
الطلاب عاطفيون ... وفوجئت بظاهرة المعاداة للسامية
"لقد صدمت وتفاجأت" .. هكذا أبلغ العديد من مدرسي المدارس الألمانية عن تلك الظاهرة، حيث رصدت السلطات الألمانية، أن العديد من المدرسين قد أبلغوا عن كراهية اليهود في الفصل الدراسي وأن الأمر أصبح له جاذبية كبيرة بين الطلاب، وتقول باولا رانفت معلمة في برلين وتقوم بتدريس السياسة والتاريخ، إن معاداة السامية أصبحت ظاهرة صادمة في الفصول الدراسية الألمانية".
وأوضحت رانفت، أن الطلاب عاطفيون للغاية ويظهرون مشاعرهم بغضب، والمدرسين أصبحوا منهكين لا يعرفون كيف يواجهون تلك الظاهرة، فقبل عامين، في مدرستي القديمة في برلين شارلوتنبورغ، كانت حصة السياسة تدور حول الشرق الأوسط، وتحدث الطالب الذي كان يرتدي سلسلة فلسطين حول رقبته وحرض بوعي ذاتي ومن جانب واحد ضد إسرائيل، ولكن الآن الطالب أصبحوا آلاف الطلاب.
أعلام فلطسين داخل المدارس .. واليهود غادروها
وبحسب ما نقلته الصحيفة الألمانية، فإنه منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، تدهور الوضع في المدارس الألمانية: فالطلاب شديدو الانفعال، والعدوانيون في بعض الأحيان، يلتقون بمعلمين يشعرون بعدم الاستقرار ولا يعرفون كيفية التعامل مع الأمر، وفي العديد من المدارس، يأتي الطلاب إلى المدرسة حاملين الأعلام الفلسطينية ويظهرون تضامنهم مع غزة، ويهيجون ضد إسرائيل ويشعرون بأنه يُساء فهمهم عندما يتم حظر رموزهم.
وفي المقابل، لم يعد الطلاب اليهود يجرؤون على الذهاب إلى المدرسة لأنهم يخشون العداء اللفظي وحتى العنف، وعلى سبيل المثال، ظلت المدارس اليهودية في برلين شبه فارغة في بعض الأيام، وأفادت العائلات اليهودية أنها لم تعد قادرة على إرسال أطفالها إلى المدرسة بسبب الخوف.
الطلاب يتبعون معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل
وتأتي معاداة السامية الحديثة بأشكال مختلفة، وأكثرها شيوعًا هو معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل، وهذا لا يعترف به المعلمون في كثير من الأحيان، حيث يتم الخلط بينه وبين انتقاد السياسات الإسرائيلية التي يمكن توجيهها أيضًا إلى دول أخرى بحسب وصف لصحيفة الألمانية.
ومعاداة السامية المرتبطة بإسرائيل، على النقيض من معاداة السامية الكلاسيكية، ليست رواية تقليدية ضد اليهود، بل تحمل اليهود في جميع أنحاء العالم المسؤولية عن سياسات إسرائيل وتستخدم الأصفار والرموز المحولة التي تعتمد على الصور النمطية المعروفة المعادية للسامية، حيث إن نزع الشرعية عن الدولة اليهودية الوحيدة هو أمر معاد للسامية بالنسبة للقوانين الألمانية، حيث تفرض تلك القوانين على الدولة حماية إسرائيل وتقر مسؤولية جميع المواطنين الألمان على تحقيق ذلك، بغض النظر عن المكان الذي يأتي منه آباؤهم.
من النهر إلى البحر فلسطين ستتحرر .. شعار يجتاح أوروبا
وعن موقف المدرسين، تتحدث الصحيفة عن وجهة نظر الدولة، وأنه في المواقف التي يحرض فيها الطلاب ضد إسرائيل كما هو موضح أعلاه، يجب أن تلزم الدولة على المدرسين بالتوضيح والتصريحات الشارحة، وأنه يجب على الطلاب أن يفهموا على الفور أن هذا الشكل من معاداة السامية لا مكان له في الفصول الدراسية الألمانية.
ولكن الملفت للنظر، هو أن الصحيفة تحدثت عن الشعار الذي اجتاح أوروبا، وانتشر بمدارس ألمانيا، وهو " من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر"، وهو شعار يتم استخدامه بشكل متكرر حاليًا، وهنا طالبت الصحيفة من الدولة ضرورة تناول هذا الشعار وشرح معناه المعادي للسامية للطلاب، ومطلب هذا الشعار هو أن تمتد فلسطين من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط ، وهذا يعني إبادة إسرائيل الكاملة، ويبدوا أن قوة انتشار الشعار بين طلاب ألمانيا دفع الصحيفة بأن تطالب الدولة برسم الخطوط الحمراء هنا من قبل المعلم.
تواصلوا مع اليهود ومدارس إسرائيل.. صراخ لإنقاذ المستقبل
وينتهى التقرير بحالة من الصراخ، حيث حذرت الصحيفة من خطورة الوضع الحالي بألمانيا على مستقبل الأجيال القادمة، وأنه يجب أن يكون هناك تفاعل من معظم المعلمين لمواجهة تلك الظاهرة بثقة كما يحدث مع المعاداة للمثليين والجنسية والعنصرية في الحياة المدرسية اليومية، ويستنتجون العواقب المناسبة، ويجب أن يكون المعلمون قادرين على الرد على التعليقات المعادية للسامية بأي شكل من الأشكال بنفس الطريقة.
واقترحت الصحيفة الألمانية من أجل تحقيق ذلك، أنه يجب أن يكون المعلمون مستعدين لمثل هذه المواقف في تدريبهم، وهذا يشمل معرفة أساسية بتاريخ الصهيونية وتاريخ إسرائيل، ويتضمن ذلك فهماً بأن إسرائيل، مثل أي دولة أخرى، يحق لها الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم، وتم تقديم مقترحات بمشاريع خارجية مثل "لقاء يهودي" حيث يمكن أن تكون المفتاح الأول هنا، فاليهود يأتون إلى المدارس للتحدث مع الطلاب. يتم التركيز هنا بشكل متعمد على الحياة اليهودية النابضة بالحياة وليس على التاريخ.
وفي صراخ ينم عن عمق الظاهرة وجهت الصحيفة نداء إلى جميع المعلمين: "ابحث عن المدارس الشريكة في إسرائيل وقم بتمكين طلابك من التبادل الذي ستدعمه من حيث المحتوى. هذه هي الطريقة الوحيدة للطلاب للحصول على انطباعهم الخاص عن إسرائيل. ستعيش هناك وتكتسب تجارب جديدة، وتكوّن صداقات مدى الحياة وتتعرف على الحياة اليهودية النابضة بالحياة في العائلات الإسرائيلية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معاداة السامیة ضد إسرائیل إلى البحر یجب أن
إقرأ أيضاً:
حزب الاتحاد: الشائعات تنشط وقت الأزمات.. وهدفها تعميق أزمة الثقة بين الشارع والحكومة
أكد يوسف صقر، أمين مساعد الشباب بحزب الاتحاد، خطورة الشائعات التي تنشط في الأزمات على وجه التحديد، لتستهدف أركان الدولة المصرية بما يعمق من أزمة الثقة بين الشارع والحكومة؛ مشددًا على ضرورة مواجهة تلك الظاهرة بالتصدي لها من خلال سياسة الشفافية والوضوح التي يجب أن تنتهجها الحكومة.
وقال "صقر"، في تصريحات صحفية اليوم، الأربعاء، إن حزب الاتحاد وإدراكًا منه لخطورة الشائعات على مستقبل الدولة المصرية واستقرارها ودورها في تكدير السلم العام، عمد إلى تدشين مشروع "الوعي"؛ ونظم في صدد هذا المشروع عدد كبير من الندوات بهدف الرد على الشائعات التي تتماس مع قضايا هامة في الشارع المصري، وخاطب الندوات المواطن بكل شفافية بما يضعه أمام الحقيقة دون تخوين أحد.
ولفت أمين مساعد الشباب بالاتحاد إلى أهمية المبادرة التي أطلقها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام "إمسك مزيف"، في مواجهة الشائعات وأهمية التنبؤ بها، مشيرًا إلى دور الإعلام في أيضاح الحقيقة للمواطن واقتحام الأزمات التي تهم الشارع لكونها السبيل الأمثل لمواجهة الظاهرة.
وذكر يوسف صقر أن الشائعات تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، وتزداد خطورتها في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات وخطورتها التي يتوسع تأثيرها ليصل إلى الدولة المصرية وحدودها على جميع محاورها الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن ذلك يجب أن تتزايد معه المواجهة لكل ما ينشر من معلومات مغلوطة عن مصر وأمنها القومي.