اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن حجم التوغل الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية، يشير إلى تراجع قادة الاحتلال عن طموحهم في القضاء كلياً على حركة حماس، والاستعاضة عنه بإضعاف بنيتها وتصفية قادتها، لتجنب تداعيات فتح جبهة جديدة شمالاً مع "حزب الله" اللبناني.

وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، أن مسؤولين سابقين وحاليين يرون التراجع الظاهر للاحتلال عن تنفيذ اجتياح بري واسع النطاق لغزة يشير إلى وجود خليط معقد من العوامل المتداخلة، أهمها أن الاحتلال الإسرائيلي يريد استغلال تفوقه في القوة النارية على حماس لأقصى درجة، وتقليل الخسائر البشرية في صفوفه، مع محاولة تفادي جلب أطراف أخرى للحرب.

وعلى مستوى تكتيكي، نقل التقرير عن مصدر مطلع على خطط الاحتلال العسكرية، أن وجود أعداد قليلة من القوات البرية في الميدان يسمح بمنح غطاء جوي قريب لها، وهو ما يحاول الاحتلال القيام به عبر التوغل في أجزاء من شمالي قطاع غزة، بعدما أمضت حركة حماس سنوات في إعداد خطوطها الدفاعية.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين تأكيدهم أن المواجهات ستكون حامية في غزة، بما أن حماس تدربت على القتال داخل المدن وأنشأت شبكة ضخمة من الأنفاق، تسمح لمقاتليها بالتنقل ونقل الأسلحة بدون رصدهم، فضلا عن ترسانتها من الأسلحة المضادة للدبابات والمتفجرات.

واعتبرت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي تلقّى إشارة أولى بخصوص المعارك التي تنتظره أمس الأحد، حينما استطاع مقاتلو حماس مباغتة عناصره غرب موقع إيرز شمال قطاع غزة، واستهداف آلياته، والإجهاز على عدد من الجنود بداخلها.

وفي السياق، قال إيال حالوتا، الذي ترأس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي حتى وقت قريب: "الشيء الأكثر سوءا من ميدان المعركة داخل المدن هو ميدان المعركة في أنقاض المدن. هناك أماكن عديدة يستطيعون الاختباء فيها وتنفيذ مداهمات مباغتة".

وأضاف: "حينما يصبح الجيش الإسرائيلي ثابتا في مكانه، فذلك يجعله ضعيفاً أكثر، ولهذا السبب تراهم دائماً في حركة بطيئة ولكن متواصلة، مع حرص شديد على تأمين المناطق المتواجدين فيها".

اقرأ أيضاً

بينهم 2136 سيدة.. 8306 شهداء في غزة جراء القصف الإسرائيلي

يأتي ذلك فيما يهدف الرفع التدريجي في عدد القوات الإسرائيلية المتوغلة لغزة "إلى تفادي سيناريو دخول "حزب الله" على خط المواجهات" بحسب الصحيفة البريطانية، مشيرة إلى أن تخصيص وحدات أقل بغزة قد يعني أن الاحتلال الإسرائيلي بوسعه إرسال قواته بسرعة إلى الشمال في حال دخل "حزب الله" في الحرب.

ونقل التقرير عن مسؤول غربي قوله: "تساورهم مخاوف من أن يرى حزب الله وإيران الاجتياح البري نقطة شرارة لتصعيد من نوع ما، ولهذا لم يسموها اجتياحاً برياً".

من جهة أخرى، يرى مراقبون آخرون أن مستوى ودرجة التوغل البري الأولي تعطي إشارة على أن إسرائيل تهدف إلى تحقيق طموح أقل من القضاء على حركة حماس.

وقال دبلوماسي غربي للصحيفة: "يبدو أن طموحهم ما دون إنهاء وجود في غزة. يبدو أنهم استعاضوا عن ذلك بالرغبة في ضرب البنية العسكرية لحماس وقتل القيادات"، مضيفاً "لكن الجواب الحقيقي هو أنهم لم يحددوا بعد ما هو هدفهم النهائي، ربما لأنهم لم يضعوه بعد".

وفيما يشير إلى حالة التخبط هذه، نقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي سابقا، إيهود أولمرت، قوله "الوقت أقصر بكثير مما نتصور"، في إشارة منه إلى غياب هدف نهائي لدى مجلس الحرب الإسرائيلي.

وأشار إلى الدعم غير المشروط التي تقدمه الولايات المتحدة للاحتلال، قائلا: "حتى اللحظة أعطتنا (الولايات المتحدة) هدايا. في المستقبل، قد يعطوننا أوامر".

اقرأ أيضاً

توغل محدود لآليات إسرائيلية شرق غزة.. والمقاومة تجبرها على التراجع

المصدر | الخليج الجديد + نيويورك تايمز

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حماس حزب الله لبنان إيرز حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي يطالب إسرائيل بدعم جهود حل الصراع في غزة

أكد البنتاجون إن وزير الدفاع الأمريكي حث نظيره الإسرائيلي على دعم الجهود الدبلوماسية لحل الصراع في غزة، بحسب ما  أفادت قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها.

بدء المرحلة الثالثة في الحرب الإسرائيلية على غزة إعلام عبري: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة قد تستمر لثلاثة أسابيع

وأفادت تقارير إسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة،" قد تستغرق ثلاثة أسابيع".

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، عن مصادر، تقول إنها قريبة من المفاوضات الجارية بين حركة حماس وإسرائيل، أن "تلك المفاوضات قد تستغرق وقتا يصل إلى ثلاثة أسابيع، رغم الإيجابية التي تسود المفاوضات والرد المقبول من حماس".

وتأتي هذه المعلومات في وقت يغادر فيه ديفيد بارنياع، رئيس جهاز الـ"موساد" الإسرائيلي، اليوم الجمعة، تل أبيب متوجها إلى دولة قطر، لاستكمال مباحثات ‏صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس الفلسطينية.


وذكرت جيلي كوهين، مراسلة هيئة البث الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، عبر صفحتها الرسمية على "إكس"، أن "رئيس الموساد سيسافر من تل أبيب إلى الدوحة، لعقد اجتماعات جديدة مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني".

رئيس الموساد يسافر من تل أبيب إلى الدوحة


وأوضحت كوهين أن "بارنياع سيطير إلى قطر، بمفرده دون بقية أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض، وهما رونين بار، رئيس جهاز الشاباك، والجنرال احتياط نيتسان ألون، اللذان سيبقيا في إسرائيل دون المغادرة معه إلى الدوحة".

فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الخميس، إن "جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) تلقى عبر الوسطاء في مصر وقطر، رد حركة حماس على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أوضحت أن "حركة حماس أرسلت للوسطاء بأنها لن تمضي قدما بالمفاوضات الدائرة حول إتمام صفقة تبادل الأسرى والرهائن مع تل أبيب دون ضمانات بانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزةط، وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني، أن "مطلب حركة حماس ليس من المرجح أن تقبله إسرائيل".

 

 

مقالات مشابهة

  • صفقة التبادل .. مطالب إسرائيلية لحماس ومسؤول أمريكي يزور الدوحة
  • صفقة التبادل.. مطالب إسرائيلية لحماس ومسؤول أميركي يزور الدوحة
  • وزير الدفاع الأمريكي يطالب إسرائيل بدعم جهود حل الصراع في غزة
  • صحيفة بريطانية: واشنطن تستشعر فرصة كبيرة في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • ماذا تبلغ نصرالله مؤخراً؟ صحيفة إسرائيلية تكشف
  • نصرالله يبحث مع وفد من حماس "مستجدات المفاوضات" بشأن غزة  
  • تعديلات هدنة غزة تعيد الأمل للتفاوض
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين
  • خبير استراتيجي: الاحتلال الإسرائيلي يمارس حربا نفسية ضد اللبنانيين
  • ليبرمان يدعو إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني من ضمن أهداف الحرب