دعوات إسرائيلية لإخلاء مستشفيات بغزة.. عراقيل تجعل المهمة مستحيلة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
مع تواصل القصف الجوي وتقارير عن تقدم بري للقوات الإسرائيلية داخل غزة، تحذر منظمات دولية ومسؤولون صحيون بالقطاع من خطورة دعوات الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي إلى بعض المستشفيات.
ويشدد عاملون في القطاع الصحي بغزة، تحدث معهم موقع "الحرة"، ومسؤولون بمنظمات دولية على الصعوبات والعراقيل الكبيرة التي تجعل من تنفيذ عمليات الإخلاء التي يدعو إليها الجيش الإسرائيلي "مهمة مستحيلة"، وذلك في ظل الأوضاع الصحية والإنسانية التي يعيشها القطاع المحاصر.
ويقول المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، محمد الفتياني، لموقع "الحرة"،إن 22 مستشفى داخل قطاع غزة أخطرت بدعوات للإخلاء، مشيرا إلى أن تنفيذ "المطالبات مستحيلة"، لأن هذه المراكز الصحية "تعج بآلاف الجرحى والمصابين"، بالإضافة إلى آلاف النازحين الذين يلوذون إليها طلبا للحماية.
وكان آخر هذه الدعوات ما كشفت عنه جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني التي قالن إن الجيش الإسرائيلي وجه إنذارات "شديدة اللهجة" بضرورة إخلاء مستشفى القدس التابع لها في وسط قطاع غزة، كاشفة عن قصف محيطه بشكل "متواصل" ما تسبب بأضرار في أقسامه.
وأضافت الجمعية في بيان أن الجيش الإسرائيلي "يتعمد إطلاق صواريخ مباشرة بجوار مستشفى القدس بشكل متواصل، بهدف إجبار الكادر الطبي والنازحين والمرضى على إخلائه، ما ألحق اضرارا بالغة في أقسام المستشفى، وعرّض الأهالي والمرضى للاختناق".
واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، يدروس أدهانوم غيبريسوس، أن التقارير المتعلقة بتهديد المستشفى تثير "قلقا بالغا".
وأضاف عبر منصة "إكس": "نكرر، من المستحيل إخلاء المستشفيات المكتظة بالمرضى دون تعريض حياتهم للخطر".
The @PalestineRCS report of evacuation threats to Al-Quds hospital in Gaza is deeply concerning.
We reiterate - it’s impossible to evacuate hospitals full of patients without endangering their lives.
Under International Humanitarian Law, healthcare must always be protected.
في المقابل، حاول موقع "الحرة" التواصل مع المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إيلا، عبر رسالة نصية، للحصول على تعليق حول ذلك، لكنها طلبت إعلام وحدة المتحدثين باسم الجيش بذلك.
بدورها، أكدت وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي رغبتها على التعليق بالاتهامات التي تتحدث عن تعرض حياة الجرحى والمرضى للخطر من خلال القصف أو دعوات الإخلاء، لكنها لم ترسل حتى تاريخ نشر هذا التقرير أي تعليق.
وتتهم إسرائيل حماس بإخفاء أسلحة في المستشفيات وبتواجد مقاتلين لها فيها، الأمر الذي تنفيه الحركة الفلسطينية.
ومن هذا المنطلق، يشدد الفتياني على أن "المسؤولين الصحيين يخشون من مثل هذه الاتهامات على سلامة المرضى والمصابين، خاصة وأن تنفيذ أوامر الإخلاء لا يمكن أن يحصل مع تواجد مئات الأشخاص بغرف العناية المركزة، والذين يعتمدون في البقاء على قيد حياتهم على أجهزة التنفس الاصطناعي والمراقبة الصحية الدقيقة".
ويشير المتحدث ذاته إلى أن "مستشفى القدس مثلا، يضم أكثر من 400 مريض ومصاب، إضافة إلى حوالي 12 ألف من النازحين المدنيين وأكثر من مئة من العاملين الصحيين".
"صعوبات وتعقيدات"ويكشف الفتياني أن عمليات الإخلاء الفورية التي تدعو إليها القوات الإسرائيلية "معقدة وتعترضها صعوبات جمة"، مشيرا إلى أنها تحتاج جهودا لوجستية عالية وتوفير أماكن بديلة للمرضى والمصابين، وأيضا وسائل لنقل آلاف النازحين.
ويلفت المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني إلى الصعوبات التي تعترض أيضا نقل الملفات الطبية والإدارية الخاصة بالمستشفيات، إضافة إلى تجهيزات غرف الأشعة والمختبرات وغيرها والتي يستدعي تنقيلها وقتا وفرقا فنية متخصصة.
وإلى حدود يوم الجمعة الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية، إن 23 من 35 مستشفى في قطاع غزة لا يزال يعمل بشكل جزئي.
والأحد، دخلت 33 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، الأحد، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر حسبما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وذكر المكتب الأممي أن هذه أكبر قافلة تدخل القطاع الفلسطيني المحاصر منذ الاستئناف المحدود لتسليم المساعدات الإنسانية في 21 أكتوبر.
وقال المكتب في تقريره اليومي عن الحرب بين إسرائيل وغزة "على الرغم من أن هذه الزيادة مرحب بها، إلا أن هناك حاجة إلى حجم أكبر بكثير من المساعدات بشكل منتظم لتجنب مزيد من التدهور في الوضع الإنساني المتردي، بما فيها الاضطرابات المدنية".
وشدد التقرير على أن "الإدخال الطارئ للوقود لتشغيل المعدات الطبية ومرافق المياه والصرف الصحي أمر بغاية الضرورة على وجه التحديد".
وعلاوة على كل ما سبق، يضيف الفتياني "ألا مكان آمن بقطاع غزة، من شماله إلى جنوبه"، موضحا أنه "لا توجد أيضا بدائل يمكنها استقبال المرضى، حيث لا يمكن أن تجعل من أي مكان مستشفى بين عشية وضحاها، خاصة في ظل غياب مستشفيات ميدانية بالقطاع".
ويوضح الفتياني أن "لا خيار أمام السلطات الصحية والأطقم الطبية سوى أن تواصل عملها وتقدم خدماتها في المستشفيات، ومحاولة الضغط على المؤسسات الأممية الدولية لتأمينها وتفادي استهدافها".
"عمل انتحاري"وتعليقا على تكرر ضربات بمحيط عدد من المستشفيات يشير المسؤول الصحي إلى خطورة هذه الهجمات، مؤكدا أن "محيط مستشفى القدس تعرض لقصف عنيف أحدث أضرارا وفوضى مع تسرب غبار وشظايا إلى داخله، ما تسبب في اختناقات وبعث الرعب في صفوف النازحين والمرضى والعاملين".
ويشير المتحدث ذاته إلى "خطورة هذه الضربات التهديدية، بالنظر إلى أن المستشفيات تضم أجهزة لتوليد الأوكسيجين وبعض خزانات الوقود، التي يمكن أن يؤدي انفجارها إلى اندلاع نيران وحرائق قوية".
اختصاصي العظام في مستشفى المعمداني، فضل نعيم، يرى من جهته أن دعوات الإخلاء التي تصل عدد من المستشفيات "جريمة في حق الإنسانية"، مشيرا إلى أن "استهدافها أو التهديد بذلك أمر مرفوض في كل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية".
ويضيف نعيم في تصريح لموقع "الحرة"، أن دعوات الجانب الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات أو قصفها ومحيطها تمثل "تعديا غير مقبول وتستدعي تحركا دوليا".
ويشير نعيم إلى عدم تلقي المستشفى المعمداني الذي تعرض لضربة قبل أسبوعين، نفى الطرفين علاقتهما بها، أي دعوات لإخلائه.
وتابع أن "الاستجابة للمطالبات التي تصل المستشفيات الأخرى مستحيلة، كونها مأهولة بآلاف المرضى والمصابين، الذين يعد نقلهم عملا انتحاريا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی مستشفى القدس قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
فلسطينيون يشيعون جثامين أقاربهم بعد ضربة إسرائيلية على خان يونس بغزة
القاهرة غزة "رويترز" "د ب أ": تجمع أقارب فلسطينيين قتلوا في هجوم إسرائيلي على خان يونس حول جثثهم الملفوفة بأكفان بيضاء لتشييعها إلى مثواها الأخير.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن ما لا يقل عن 20 شخصا، بينهم أطفال، قُتلوا عندما أصابت ضربة مدرسة تؤوي عائلات نازحة في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه استهدف مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) كانوا يقومون بعمليات من مجمع كان في السابق مدرسة تديرها الأمم المتحدة. وأضاف أن المجمع كان يستخدم كمعسكر تدريب للتحضير والتخطيط لهجمات ضد القوات الإسرائيلية.
وانتحبت النساء بينما حمل الرجال جثامين أقاربهم على نقالات طبية ووضعوها على الأرض لأداء صلاة الجنازة.
وقالت منال طافش، التي كان شقيقها وأبناؤه بين الشهداء "صارت الضربة وهما في المدرسة... في خان يونس. احنا نازحين، نازحين من رفح. جينا في مكان آمن لكن ما فيه مكان آمن".
وتَواصل القصف الإسرائيلي اليوم وقال مسؤولو صحة إن غارات على أنحاء متفرقة من القطاع أودت بحياة 10 فلسطينيين على الأقل.
وقال مسعفون إن أربعة قتلوا في غارة جوية على بيت لاهيا بشمال غزة حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات منذ أكتوبر في حين قتل ثلاثة في قصف مدفعي إسرائيلي وقع بالقرب من مقبرة بمخيم النصيرات بوسط القطاع، وثلاثة آخرون في رفح بالجنوب.
واشتعل فتيل الحرب بعد هجوم شنه مسلحون من حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وأدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى غزة.
وردا على ذلك أطلقت إسرائيل هجوما جويا وبريا لا يزال متواصلا على غزة وتقول السلطات في القطاع الذي تديره حماس إنه أدى لمقتل نحو 45 ألفا، غالبيتهم من المدنيين، ونزوح جميع السكان تقريبا وتدمير مناطق شاسعة من القطاع الساحلي.
مساعي الهدنة
وتجددت قبل أسابيع مساع من مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة، تتضمن كذلك صفقة بشأن الرهائن، لكن لم ترد أنباء عن حدوث انفراجة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تحدث مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير بشأن الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن.
وقال نتنياهو في بيان الأحد "ناقشنا الحاجة إلى إكمال انتصار إسرائيل وتحدثنا بإسهاب عن الجهود التي نبذلها لتحرير رهائننا".
أغلبيتهم أطفال ونساء
أعلنت مصادر طبية، اليوم ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45 ألفا و25، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
وأضافت المصادر ذاتها، أن "حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 106 آلاف و962 جريحا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض".
وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر، أسفرت عن استشهاد 52 مواطنا، وإصابة 203 آخرين."