بدء فعاليات المؤتمر العالمي للرابطة الدولية للنفايات الصلبة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
كتب ـ سليمان بن سعيد الهنائي:
تصوير ـ سعيد بن خلف البحري:
بدأت أمس فعاليات المؤتمر العالمي الـ(39) للرابطة الدولية لإدارة النفايات الصلبة والذي تنظِّمه الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة» خلال الفترة من الثلاثين من أكتوبر وحتى الأول من نوفمبر القادم، برعاية معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني بحضور عدد من أصحاب المعالي والمسؤولين.
وألقى سعادة الدكتور منصور بن طالب الهنائي رئيس هيئة تنظيم الخدمات العامة كلمة قال فيها: إنَّ المؤتمر العالمي للرابطة الدولية للنفايات الصلبة يُعدُّ الحدث الأكبر عالميًّا في قطاع الاستدامة البيئية بفضل استقطابه خبراء ووفودًا من مؤسَّسات مختلفة من دول العالم لبناء مستقبلٍ أكثر استدامة لكوكب الأرض.
وأشاد الدكتور بالدَّوْر الذي يُولِيه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ من اهتمام واسع بالاستدامة البيئية، حيث وضعت سلطنة عُمان خططًا للالتزام بالاستدامة البيئية ضِمن مستهدافات رؤية عُمان 2040، واعتماد جلالته ـ حفظه الله ـ العام 2050م للوصول إلى الحياد الصفري في سلطنة عُمان، مبينًا أنَّ ما حققته سلطنة عُمان من أهدافً وغايات سامية نحو جعل بيئتها أكثر استدامة وازدهارًا، وعملت على إيجاد مستقبلٍ أكثر اخضرارًا.
وأشار إلى أنَّ استضافة سلطنة عُمان النسخة الحالية من المؤتمر العالمي ألـ(39) للرابطة الدولية للنفايات الصلبة لِتكونَ بمثابة منصَّة عالمية تجمع المختصين في إدارة النفايات الصلبة وقادة الصناعة، وصنَّاع السياسات من أجل تبادل الخبرات والمعارف وتعزيز الابتكار في قطاع الاستدامة البيئية.
وعلى الصعيد ذاته، ألقى المهندس أحمد بن حمد الصبحي رئيس مجلس إدارة الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة كلمة أوضح فيها عن أهمية المؤتمر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الابتكار وأهم المبادرات التي تُسهم في الاقتصاد الدائري.
من جانبه أكَّد زياد الشيحة الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات سرك، على أهمية المؤتمر العالمي الأكبر من نوعه في إدارة النفايات الصلبة، واهتمام المملكة العربية السعودية في مجال إدارة النفايات لتحسين وإيجاد اقتصاد فعَّال وتحسين جودة الحياة.
وأضاف أنَّ مجموعة شركات سرك دخلت في 12 نوعًا من أنواع النفايات بما فيه تدوير النفايات بكافَّة أنواعها مثل: الإطارات، والمخلفات الحيوانية والإلكترونيات والطائرات والخشب؛ لإنتاج منتجات صديقة للبيئة وتحسينها وإيجاد الاقتصاد الدائري.
يتخلل برنامج المؤتمر 6 جلسات حوارية في مجال حول حماية صحة الإنسان وجودة البيئة والحدِّ من تغيُّر المناخ وقيادة كفاءة الموارد والاقتصاد الدائري واعتماد التقنيات الحديثة، وتحويل القطاع نحو الاقتصاد الدائري والتعزيز والشمول الحكومي، والصحة والسلامة المهنية في قطاع النفايات، إلى جانب إقامة معرض للشركات المشاركة في المؤتمر.
وشمل المؤتمر تقديم عرض مرئي حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية لمبادرات إعادة التدوير وخفض توليد النفايات وتطوير الأُطر التنظيمية والسياسات المتعلقة بالسلامة والصحة والبيئة والتغيُّر المناخي تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المؤتمر العالمی للرابطة الدولیة إدارة النفایات
إقرأ أيضاً:
مؤرخة أمريكية: نتنياهو يستقوى بدعم اليمين العالمي في مواجهة الضغوط الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
خطاب الأوساط الترامبية يسعى لخلق معركة مصطنعة بين العالم اليهودي المسيحي والإسلام ويستخدم صراع الشرق الأوسط لخدمة أهداف داخلية
"رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقوى بدعم قوي ضمن ائتلاف غير رسمي يربط بين زعماء اليمين فى العالم".. هكذا تحدثت الفيلسوفة والمؤرخة الأمريكية سوزان شنايدر، نائبة مدير معهد بروكلين للبحوث الاجتماعية فى نيويورك والباحثة الزائرة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، والمتخصصة في شئون الشرق الأوسط.
تعليقًا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، قالت سوزان شنايدر، فى حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، على وجه الخصوص، يحظى بالدعم الكامل من الزعماء المحافظين على مستوى العالم. وتابعت، لشرح رؤيتها، قائلة: لنلاحظ أولًا أن الرئيس الأمريكى جو بايدن، المنتهية ولايته، اعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية "فاضحًا". ومع ذلك، فإن ازدراء المحكمة الجنائية الدولية سوف يزداد عندما يحتل الرئيس المنتخب، الجمهوري دونالد ترامب، البيت الأبيض، خاصةً أنه في جميع أنحاء العالم، من المجر إلى الأرجنتين مرورًا بالهند، هناك العديد من القادة على رأس الدول الذين يزدرون هذا القرار. إنهم ينتمون إلى ائتلاف ناشئ يشكل يمينًا عالميًا، ومن أبرز شخصياته دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
مؤتمر سنوى
وللحق مكون أيضًا من مفكرين وإعلاميين يعتبرون عند البعض مؤثرين جدًا، أبرزهم بشكل خاص الإسرائيلى يورام هازوني الذي كان قريبًا من نتنياهو، ولكنه قبل كل شيء مؤسس المؤتمر الوطني المحافظ، الذي يعقد كل عام منذ عام 2019 في أوروبا أو الولايات المتحدة. ويجمع هذا الحدث بعض الشخصيات الأكثر تأثيرًا داخل اليمين المتطرف، مثل نائب رئيس الولايات المتحدة المستقبلي، جي دي فانس، ومقدم البرامج التليفزيونية تاكر كارلسون، وفيكتور أوربان، والملياردير بيتر ثيل.
إن حجم هذه الشبكات يبين لنا أننا وصلنا إلى وضع متناقض حيث أصبح القوميون المتطرفون، اليوم أكثر أممية من اليسار. ويجد نتنياهو تأييدًا واسعًا بينهم لتشويه سمعة المحكمة الجنائية الدولية وتصويرها على أنها هيئة دولية لا يحق لها التدخل في شئون دولة ذات سيادة.
وبالفعل، يعد الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي مقترحات لمعاقبة القضاة المشاركين في إصدار هذا القرار. كما هدد السيناتور ليندسي جراهام بفرض عقوبات على أي دولة تنفذ قرار المحكمة الجنائية الدولية، التي ليست الولايات المتحدة عضوًا فيها. ومن المؤكد أن نتنياهو سيزور أمريكا بعد وقت قصير من تولي ترامب منصبه في يناير 2025 لتسليط الضوء على قوة تحالفهما وتجاهلهما للقانون الدولي.
حلفاء مقربون
وأضافت المؤرخة الأمريكية: كان نتنياهو حريصًا بشكل خاص، لسنوات عديدة، على تعزيز هذه العلاقات المميزة مع الزعماء القوميين، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في جميع أنحاء أوروبا. والمجر هي الحليف الأقرب لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي. وقد رأينا مثالًا على ذلك في شهر فبراير الماضى، عندما حاولت المجر منع تبني قرار أوروبي يدعو إلى وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط. وهذه العلاقة قديمة، حيث أصبح أوربان ونتنياهو أقرب بعد لقائهما الأول في عام 2005، عندما كانا في المعارضة. ثم في عام 2015، تم إرسال أحد أعضاء الليكود إلى المجر لتنسيق العلاقات بشكل أفضل مع حزب فيدس بزعامة أوربان. وفي عام 2017، استعان رئيس الوزراء المجري أيضًا بخدمات مستشار سياسي أمريكي، أوصى به نظيره الإسرائيلي، من أجل إطلاق حملة ذات إيحاءات معادية للسامية ضد جورج سوروس، ذلك أن هذا الملياردير والمحسن هو عدو هذين الزعيمين لأن مؤسسات المجتمع المفتوح التابعة له تدعم جمعيات حقوق الإنسان.
وفي عام 2019، ساعد نتنياهو أوربان على الاقتراب من اليمين الأمريكي. وتوسط بالفعل نيابة عنه للسماح له بلقاء دونالد ترامب. واليوم يدفع فيكتور أوربان له الثمن، ويدعم بشكل كامل العمليات التي تنفذها إسرائيل في غزة. وردًا على مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، دعا أيضًا نتنياهو لزيارة المجر، على الرغم من أن بلاده من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية.
ولذلك فإن هذا التجاهل للقانون الدولي، باسم السيادة الوطنية، سوف يستمر، حتى أن دولًا مثل فرنسا تبدي بعض التردد في تنفيذ مذكرة الاعتقال التي تستهدف رئيس الوزراء الإسرائيلي.
معركة وجودية
إن الخطاب الذي نسمعه في الأوساط الترامبية، وحتى بين بعض الديمقراطيين، يجعل من إسرائيل قاعدة أمام الحضارة الغربية، حسبما تقول سوزان شنايدر. ومن وجهة النظر هذه، فإن معركة وجودية مصطنعة يمكن أن تدور رحاها بين العالم اليهودي المسيحي والإسلام. وكما فعلت الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر، فإن هذا الاتجاه يرى أن إسرائيل محقة في الاعتماد على القوة، والتصرف من جانب واحد، واحتقار الأمم المتحدة.
يُستخدم يوم 7 أكتوبر بشكل عام من قبل اليمين العالمي لخدمة خطاب معادٍ للإسلام. ومن شأن هذه الهجمات أن تثبت أن التعايش مع المسلمين مستحيل، وهو أمر يمثل خطرًا على العالم. وارتفعت مقولة شاذة تزعم أنه "سوف يتم تدمير الغرب إذا استقبل "هؤلاء الناس"، وتحولت الأمور إلى "هم" أو "نحن".
تعمل دوائر المحافظين بنشاط على ربط معارضة حركة الحرب بحركة الووكيسم التي تنشط بشكل كبير في الجامعات، والتى تحولت إلى حركة تسعى لخلق الانشقاق ووضع أفراد المجتمع في صراع ضد بعضهم البعض، كما لو كانت عصابة تعمل على تقويض الولايات المتحدة. وبهذه الطريقة، يتم استخدام الصراع في الشرق الأوسط لخدمة أهداف داخلية.
سوزان شنايدر