جريدة الوطن:
2024-12-23@23:20:48 GMT

رأي الوطن : الإرهاب صناعة صهيونية

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

تسعى المزاعم الصهيونيَّة الَّتي يريد كيان الاحتلال الصهيونيِّ تصديرها للعالَم أجمع إلى الربط بَيْنَ حركات المقاومة الفلسطينيَّة مِثل حماس والجهاد الإسلامي وكافَّة أطياف المقاومة، وبَيْنَ تنظيم «داعش» الإرهابيِّ، رغم أنَّ القانون الدوليَّ وميثاق الأُمم المُتَّحدة يكفل حقَّ المقاومة المُسلَّحة لتلك الحركات ضدَّ القوَّة الغاشمة القائمة بالاحتلال، ويهدف العدوُّ الصهيونيُّ من وراء هذا الربط إلى تبرير الجرائم الَّتي يرتكبها بحقِّ أبناء فلسطين العُزَّل.

وللأسف هناك قوَّة غربيَّة تتبنَّى هذا الربط الخبيث، وتسعى بما تملكه من قوَّة إعلاميَّة ودعائيَّة إلى تضليل العالَم أجمع بتلك المزاعم، حتَّى يتسنَّى لها مساندة ودعم كيان الاحتلال الصهيونيِّ، خصوصًا وأنَّ عمليَّة طوفان الأقصى قَدْ أثبتَتْ هشاشة هذا الكيان رغم ما يمتلكه من عتاد وسلاح وقوَّة باطشة. وما يزيد الأسف أنْ نجدَ مَنْ ينساق وراء المزاعم الصهيونيَّة متناسين أنَّ حركات المقاومة الفلسطينيَّة على اختلافها تهدف في المقام الأوَّل إلى الدِّفاع عن النَّفْس والحُرِّيَّة والكرامة والعِرض والأرض وصدِّ الظلم واستعادة الحقوق المغتصبة كافَّةً من قِبَل العدوِّ الصهيونيِّ الَّذي يرتكب أبشع الجرائم دُونَ سندٍ قانونيٍّ دوليٍّ أو عُرفٍ إنسانيٍّ. فالفصائل الفلسطينيَّة هي حركات تحرُّر وطنيٍّ غير قائمة على أيديولوجيَّة معيَّنة، ولا تحمل أيَّ تطلُّعات وأفكار متطرِّفة كجماعات إرهابيَّة مِثل «داعش» الذي يسعى إلى فرض رؤيته الأيديولوجيَّة الإجراميَّة بقوَّة السِّلاح وإرهاب المَدنيِّين العُزَّل كما شهدنا ذلك في العديد من البُلدانِ العربيَّة كسوريا والعراق. بل إنَّ الأقرب لنموذج «داعش» وما يحمله التنظيم من أفكار عنصريَّة، هو الكيان الصهيونيُّ الَّذي يسعى إلى سرقة أراضي الغير وتوطين اليهود من كافَّة بُلدان المعمورة، على حساب صاحب الحقِّ والأرض من أبناء فلسطين، فضلًا عن أنَّ حقيقة مَنْ أنشأَ تنظيم «داعش» وبقيَّة التنظيمات الإرهابيَّة ليست سرًّا، وإنَّما باتَتْ مكشوفةً ومعلومةً لدى الجميع بأنَّ الاستخبارات الصهيوـ أميركيَّة ـ غربيَّة هي المنشئ والمُكوِّن لتفكيك مفهوم القُطْر العربيِّ وزرع الفِتن الطائفيَّة والمذهبيَّة وتفتيت النسيج الاجتماعيِّ، وهذا ما هو مشاهد وثابت الآن.
إنَّ ما تحمله حركات التحرُّر الوطنيِّ الفلسطينيَّة من أفكار يهتمُّ في المقام الأوَّل بتحرير أرض فلسطين المحتلَّة، فحماس والجهاد وفتح وبقية الفصائل ـ على الرغم من مرجعيَّتها ـ تظلُّ حركات مقاومة يقُودُها فلسطينيون وطنيون تمامًا مِثل منظَّمة التحرير الفلسطينيَّة، الَّتي كان لها باعٌ كبير في المقاومة المُسلَّحة في الستينيَّات من القرن الماضي، على العكس من تنظيم «داعش» الإرهابيِّ، الَّذي تقوم أفكاره على مَحْوِ الحدود الوطنيَّة، وتجاهل العُمق الوطنيِّ، ومحاربة الهُوِيَّة الوطنيَّة واستبدالها بأفكاره الرجعيَّة الَّتي سعى إلى فرضها بالقوَّة والإرهاب، مُطْلِقًا العنان للرعب في الدوَل الَّتي انطلق مِنْها، ونفَّذ هجمات في دوَل إسلاميَّة أخرى، وهي أفكار في الأساس تَعُودُ إلى المُنشئِ والمُكوِّن. إنَّ المزاعم الصهيونيَّة والغربيَّة الزائفة والخبيثة، الَّتي تسعى إلى وصْمِ المقاومة الفلسطينيَّة المشروعة بصبغة الإرهاب، وأمام قوَّة الحقِّ الفلسطينيِّ، قَدِ انكشفت لدى مُعْظم قادة العالَم، حيث أعلنت العديد من الدوَل وعلى رأسها سلطنة عُمان على لسان معالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجيَّة، أنَّ «حماس» حركة مقاومة وليست منظَّمة إرهابيَّة، بحسب ما يُروِّجه الاحتلال الصهيونيُّ وبعض الدوَل الغربيَّة. فبحسب تعريف الإرهاب وفق القانون الدوليِّ، هو الاستخدام غير القانونيِّ للعنف لترويع السكَّان لحملهم على الانقلاب على حكومتهم وتسهيل تغيير النظام. ومن هذا التعريف فإنَّ الكيان الصهيونيَّ بموجب القانون الدوليِّ هو قوَّة احتلال، ما يعني أنَّه في وضع هجوميٍّ، وبالتَّالي لا يُمكِنه التذرُّع بالدِّفاع عن النَّفْسِ ضدَّ الفلسطينيِّين في غزَّة الَّذين يُحاصِرهم، وعِندما يتجلَّى أنَّ العنف الصهيونيَّ يهدف إلى ترويع السكَّان لإسقاط حكومة حماس، فالكيان المحتلُّ يندرج تحت تعريف الإرهاب، وهو الأقرب إلى أفكار «داعش» من حركات التحرُّر الوطنيِّ الفلسطينيَّة.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

برلماني: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة رسالة حاسمة لتعزيز الوعي الوطني

أكد النائب كريم السادات، عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى أكاديمية الشرطة جاءت كرسالة واضحة للمصريين بضرورة التكاتف والعمل الجاد للحفاظ على استقرار الوطن ومواجهة التحديات التي تواجه الدولة، لافتة إلى أن الرئيس  تحدث عن كل ما يشغل بال المصريين بشأن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، وأثلج صدورهم بأن بلادهم في أيدي أمينة وقيادة رشيدة وحكيمة.

وأشار السادات في تصريحات صحفية له اليوم، إلى أن الرئيس تحدث بصراحة وشفافية حول القضايا الراهنة، وفي مقدمتها الشائعات التي يتم ترويجها بشكل مستمر بهدف إثارة البلبلة وزعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، موضحا أن مواجهة هذه الشائعات تتطلب وعي شعبي كبير ودور فعال من جميع الجهات لمكافحتها، مشيرا إلى أن التصدي لها يعزز استقرار الوطن ويحافظ على مكتسباته.

وأضاف السادات أن حديث الرئيس عن البناء المخالف والتعديات على الأراضي الزراعية يعكس حرص القيادة السياسية على الحفاظ على موارد الدولة وصون حقوق الأجيال القادمة، لافتا إلى أن التعديات على الأراضي الزراعية تعد خطرا حقيقيا على مستقبل الأمن الغذائي في مصر، مؤكدا أن التكاتف بين الحكومة والمواطنين ضروري لوضع حد لهذه الممارسات.

وثمن السادات تأكيد الرئيس على أهمية هيئة الشراء الموحد ودورها في ضبط الأسواق وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، مؤكدا أن هذه الخطوة هي نموذج للتخطيط الجيد والإدارة الحكيمة للموارد بهدف تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، مؤكدا أن مصر تواجه تحديات كبيرة، لكنها قادرة على تجاوزها بفضل وعي شعبها ودعمه المستمر لقيادته السياسية، فحديث الرئيس كان دعوة صريحة لجميع المصريين للعمل بجدية للحفاظ على مكتسبات الوطن ومواجهة أي محاولات للتخريب أو الإضرار بمصالحه.

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة: الكيان الصهيوني يخفي خسائره حفاظا على صورة جيشه
  • مقاومة مخيم جنين توجه رسالة للشعب الفلسطيني "نعم نحن خارجون عن القانون"
  • عملية أمنية معقدة للقسام تسفر عن تصفية قوة صهيونية وتحرير محتجزين فلسطينيين
  • اللواء ابراهيم: الحوار الوطني الآلية الوحيدة لحماية سيادتنا وشعبنا ومؤسساتنا
  • المقاومة تفجر عبوة بآلية عسكرية صهيونية في بيت حانون شمال القطاع
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة رسالة حاسمة لتعزيز الوعي الوطني
  • صمود غزة يفتك بـ “اقتصاد الكيان الصهيوني”
  • رئيس"الوطني الفلسطيني": مجزرة الاحتلال بحق عائلة في جباليا جريمة وحشية
  • المقاومة تتصدى لاقتحام قوات العدو الصهيوني بلدة السيلة الحارثية في جنين
  • السوداني:أنا أبن الحشد ومشروع المقاومة