جريدة الوطن:
2024-11-08@09:47:51 GMT

شذرات : إلَّا الاستثنائية

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

شذرات : إلَّا الاستثنائية

ما زالت أداة (إلَّا) الاستثنائيَّة تُستخدم في خضمِّ الأحداث السَّاخنة الحاليَّة وما قَبلها خلال السنوات الماضية، فالمستثنى معروف دائمًا بأنَّه خارج دائرة الحُكم العامِّ الوارد قَبله، والحُكم العامُّ بذاتِه أنواعُه عديدة ومتنوِّعة، إنِ استطعتَ أنْ تُحصيَها فحاسَّتك الحسابيَّة جيِّدة بالطبع، وإن لَمْ تستطعْ فسنعذرك؛ لأنَّها لا تُحصى ولا تُعدُّ، وبَيْنَ هذا المستَثنى ومَنْ يستثنيه دائمًا علاقة مشتركة ومصالح مترابطة قَدْ تكُونُ ظاهرة وأغْلَبُها مخفي في ملفات محصَّنة.


مهما حاولنا أن ننمِّقَ الحديث ونزيِّنَه ونعطيَه صبغة عامَّة، ومهما كتَمْنا مشاعرنا وحبسناها في جوفنا؛ فلا يُمكِننا ذلك حين نشاهد على شاشات التلفاز مآسيَ ودمارًا وتنكيلًا بمَدنيِّين يُفترض أنَّهم محميُّون بحُكم القوانين الدوليَّة، ماذا تراني كتبت (القوانين الدوليَّة)؟! نعم صحيح هي بذاتها الَّتي سُطِّرت على أوراق الأُمم المُتَّحدة، وتُحاكم بها دوَل وترفعها الأيادي في مناسبات واجتماعات عديدة، ولكن في حالة الهجوم البربري على المَدنيِّين في قِطاع غزَّة فإنَّ ملزمات هذه القوانين تُترك جانبًا ولا تُمَسُّ إلَّا بعد أنْ يتمَّ القضاء على الأطفال والنساء والشيوخ المسالمين، لَمْ أنتبهْ لقَدِ استخدمتُ (إلَّا) كما يستخدمها صُنَّاع الأكاذيب في اجتماعاتهم، أعتذر عن ذلك، سأرجع قليلًا إلى القوانين الدوليَّة الَّتي لا تُبرِّر أيَّ احتلال دَولة لدَولة أخرى مهما كان السَّبب والمُبرِّر لذلك، وفرضت في بنودها حقَّ البلد المحتلِّ مقاومة الاحتلال بأيِّ شكلٍ أو وَجْهٍ يراه مناسبًا، ولَنْ أخوضَ في الحديث عن ذلك لأنَّ القوانين الدوليَّة ـ ومِنْها القانون الدولي الإنساني ـ متوافرة ويُمكِن لأيِّ شخص قراءتها في أيِّ وقت يشاء. ما شدَّني كثيرًا في الأيَّام القليلة الماضية أنَّ منظَّمة الأُمم المُتَّحدة الَّتي فرَضتْ هذه القوانين وتُحاسِبُ المخالِفين عليها وقفَتْ عاجزةً عن إنقاذ المَدنيِّين في قِطاع غزَّة، وكأنَّ مشهد الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة على حدود معبر رفح وهو يطالب بفتح المَعْبَر لدخول المساعدات لشَعب غزَّة مُخزٍ وغير منطقي البتَّة. ولكن نعذره حقيقة فهو يعلَمُ جيِّدًا أنَّ هذا المستثنى لَنْ يستطيعَ أحَد أنْ يوقفَه مهما تزايدت وعلَتِ الأصواتُ وتغيَّرتِ النبراتُ، فالمستثنى ما زال يُعربد ويُهلك الحرْثَ والنَّسْلَ والجميع يشاهد فحسب.

على جميل النعماني
alijameel1000@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: القوانین الدولی

إقرأ أيضاً:

خطة الصليب الأحمر اللبناني لثلاث سنوات

كتبت" النهار": الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، الذي فاز أخيراً في انتخابات عضوية اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم، أشار إلى أن الصليب الأحمر اللبناني "جاهز لوجيستياً لحرب طويلة، لأن السياسة التي يعتمدها تقضي بوضع خطة استباقية لكل ما يمكن أن يحصل من حروب وكوارث، ويعمل على توفير كل المتطلبات من دون أن يواجه خطر انقطاع المعدات والمستلزمات الطبية". وأكد أن "لا خوف من أي تقصير من الجمعية في أي مجال، علماً أن لديها خطة إستراتيجية واضحة لضمان استمرارية عملها خلال ثلاث سنوات مقبلة".
 
أضاف: "ننسق مع الجيش اللبناني واليونيفيل والمجتمع المحلي، لكي نستطيع تنفيذ العمليات وتقديم المساعدات على أكمل وجه. وأطمئن الجميع إلى أن قدراتنا البشرية على أتمّ الجهوزية مهما طالت الحرب، وكذلك تجهيزاتنا اللوجيستية ومعداتنا الميدانية. ولدينا خطط احترازية لمواجهة الكوارث على أنواعها".
 
وإذ لاحظ أن الوضع "بات أصعب بكثير من ذي قبل"، شدد على "الاستمرار في مسيرتنا بتأن أكثر ومسؤولية أكبر. نحن ننسق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر واليونيفيل، ونعلمهما بكل تحركاتنا عند التنقل على الحدود، لتوفير مسار آمن وتأمين حماية المتطوعين. لم نوقف عملياتنا حتى في أصعب الظروف، ولن نوقفها، علماً أن القصف مؤذ جداً وقد تضرر عدد من سياراتنا. تشنّ إسرائيل يومياً غارات عديدة فتسقط إثر ذلك إصابات، وفي كثير من الأحيان تكون الأعداد كبيرة، مما يصعّب مهمات عناصرنا الذين يعملون في ظل أوضاع أقل ما يقال فيها إنها خطِرة للغاية".
 
وعن تقويمه وضع متطوعي الصليب الأحمر العاملين في ظروف صعبة جداً، قال: "الوضع خطِر، وخصوصاً أن عملنا يتم خلال حرب ضارية ووسط معارك قاسية، بحيث لا يمكننا الدخول أحياناً لإجلاء الضحايا والمصابين قبل إجراء الاتصالات الضرورية لذلك. لكننا نحاول المستحيل للقيام بمهماتنا ومساعدة المصابين ونقلهم إلى أقرب مستشفى. في المسارات الصعبة، نسعى إلى توفير الحماية قبل دخول الجبهات المشتعلة، تفادياً لكارثة قد تحصل وتكلفنا الكثير. ونحاول عدم تعريض عناصرنا لخطر الإصابة أو الموت".
 
وهل هذه المرحلة هي الأخطر والأصعب؟ جزم بأنها "الأصعب بلا أدنى شك. لقد عايشت الكثير من الحروب والانفجارات والقتل والدمار. لكن الظروف المؤلمة التي نجتازها حالياً هي الأصعب. نحن في الصليب الأحمر سنظل نحاول مهما كلفنا الأمر من تضحيات، وسنستمر في تأدية مهماتنا مهما بلغت الصعوبات".
 
وعن مدى خطورة العمليات التي ينجزها الصليب الأحمر في المناطق الحدودية، قال إن "عمليات الإنقاذ على طول خط الأزرق الحدودي أصبحت معقدة للغاية، وهو ما يزيد صعوبة تأمين ممرات آمنة لإجلاء الجرحى والشهداء. الوضع في تلك المناطق بات حساساً جداً، وخصوصا مع تزايد الصعوبات في الوصول إلى بعض القرى والبلدات المتضررة جراء القصف، إلا أن فرق الصليب الأحمر لا تزال مستمرة في تنفيذ مهماتها الإنسانية".
 

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن الدولي يعقد مشاورات مغلقة حول الوضع في جنوب السودان
  • حسين فهمي: مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يولد من جديد
  • مصيدة التسلل الاستثنائية التي نصبها برشلونة لخصومه
  • بحضور السوداني والمشهداني.. ائتلاف إدارة الدولة يعقد اجتماعاً مهماً
  • رئيس الوزراء يكشف كواليس مراجعة صندوق النقد الدولي الرابعة على الاقتصاد المصري
  • نعيم قاسم يعد بـالنصر: صامدون مهما طالت الحرب
  • خطة الصليب الأحمر اللبناني لثلاث سنوات
  • اليوم.. انطلاق فعاليات «معرض الشارقة الدولي للكتاب»
  • قرارات ملزمة لبلدية الغبيري في هذه الظروف الاستثنائية.. ما هي؟
  • البيت الأبيض: يوآف جالانت كان عاملا مهما في الدفاع عن إسرائيل