قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر للوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، إنه حينما تكون المناسبة تخريج دفعة من فرسان العلم وصناع الحضارة، فإننا نهدي الإسلام محرابا جديدا، ونهدي العلم منارة، ونهدي الحضارة صرحا يؤكدها، ونسيجا يبعث النشاط في خلاياها، مؤكدة أنه ما عرفت الحياة أجمل من التفوق، ولا أجل من الامتياز والتفرد، وقد صبرتم وصابرتم وثابرتم حتى جنيتم التفوق؛ فهنيئا لكم التخرج.

وأكدت مستشار شيخ الأزهر للوافدين خلال تخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين تحت مسمى "شهداء غزة" تضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق، أن الأزهر تاريخ ورسالة وقومية ومنارة، أكبر من معطيات الأقلام، وأعمق من خواطر العقول والأفكار؛ فلم يكن الأزهر معهدا علميا فحسب، ولكنه مصدر إشعاع فكري، ومبعث حضارة مادية وروحية، وقلعة حصينة للعربية، وحسبه ما سجله له التاريخ من التوفر على حفظ تراث الإسلام؛ بدراسة علومه، وصيانة لغته، ونشر دعوته، فتفرد الأزهر بالإمامة في الدين، والزعامة في المعرفة، وأصبح الحرم الآمن الذي لجأ إليه العلماء فتأثروا به وأثروا فيه، وأصبح الكعبة العلمية التي يقصدها طلاب العلم من كل فج عميق.

وأضافت الصعيدي أن هذا المشهد المهيب الذي نراه الآن، ليتلاقى مع مشهد الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام، يتلاقى معه في جوهره وقصده الذي أعلنه رسول الله ﷺ في خطبة الوداع: «إنما المؤمنون إخوة».. إخوة رغم اختلاف جنسيتهم وثقافتهم ولغاتهم وبلدانهم؛ فوضع أعظم دستور للتآخي، والتلاحم، والتراحم، والتعاون، والوحدة، وأعلنه لهم في مشهد مهيب يباهي الله بهم ملائكته؛ فلم يكن القصد فقط مجرد أن يطوف المؤمنون بالبيت، وأن يقفوا في عرفات؛ لأن الله يعبد في كل مكان، ويجيب الداعي في كل مكان، وإنما الجوهر هو اجتماعهم في زمان واحد، ومكان واحد؛ ليشهدوا منافع لهم.

وتابعت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين أننا نجتمع اليوم مع طلابنا الوافدين قبل أن يغادروا إلى أوطانهم المختلفة، وقبل أن يتفرق بعضهم عن بعض، ويتفرقوا عنا - نجتمع لنذكرهم بوصف رسول الله ﷺ الذي يجمعنا جميعا: «إنما المؤمنون إخوة» في وقت نحن بحاجة إلى إعداد العدة لنسج خيوط الشخصية الإسلامية ثوبا واحدا، فترجعون إلى بلادكم وقد تحقق قول الله فيكم: «وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون».

وبيّنت الدكتورة الصعيدي أن إقامة هذه المناسبة في هذه الظروف التي تمر بها الأمة اليوم لتؤكد أن مصر ستظل بلد الأمن والاطمئنان، وأرض السلام الشامل، والأمان الكامل، ستظل أرض إغاثة الملهوف وطمأنة الخائف، وستظل ملاذ العالم كله، كلما أصابه خطب أو دهمه عدوان؛ فالقدر قد وضعها هذا الموضع الخطير على خريطة العالم؛ حيث تبوأت مكانة إقليمية ودولية متميزة، أتاحت لها القيام بدور مؤثر وفاعل، وحيث تقع مركز اتصال بين آسيا وإفريقيا، ترسل من أشعتها هنا وهناك، تنشر العلم والمعرفة وتعيد للشعلة ضوءها الوهاج وللمعرفة مكانها المرموق، إنها الشمس التي لا ينقطع عطاؤها ولا يخفت ضوءها.

ولفتت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين أن الأزهر  سيظل عنوانا على أصالة مصر في إسلامها وعروبتها، وعلى جهادها الدائم في الذود عن حياض الإسلام وأمجاد العروبة، وسيظل يحقق الآمال التي علقت عليه في حفظ تراث الإسلام، وفي حمل لواء الدعوة إليه، وتصحيح الأفهام فيه؛ لتظل مصر التي هو جزء من تاريخها مميزة بأستاذيتها في حفظ القرآن الكريم، ودراسة علوم الشريعة وأصول الدين واللغة العربية، وفي حمل رسالة الإسلام، وجديرة بتقدير العالم الإسلامي؛ إذ يعد الأزهر قلب الإسلام النابض، وحافظ تراثه الخالد، ولسان دعوته الصادق، ومنارة أمره الهادية.

واختتمت مستشار شيخ الأزهر للوافدين، أن  مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين واحد من صروح الأزهر، فلقد نشأ نشأة ناهضة، وبدأ بداية رائدة، وضم العديد من الوحدات ليكون قويا فتيا جديرا بالرسالة والأمانة التي حملها، وإننا لنتطلع إلى أن يعيننا الله على أن نجدد روح الأمة وقيمها من خلال عقول تعرف أهمية صناعة المعرفة، وتكون قادرة على بناء مشروع حضاري للأمة، وهذا هو المطلوب اليوم؛ لأن الظلم المركب الذي نعيش فيه، والنور المركب الذي نحيا به، يتطلب جهدا بشريا مجتمعا على كلمة سواء.

جانب من اللقاءجانب من اللقاءجانب من اللقاء

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مستشار شيخ الأزهر للوافدين مرکز تطویر تعلیم الطلاب الوافدین مستشار شیخ الأزهر للوافدین

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوات للتسامح في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا

يحيي العالم، اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، اليوم الإثنين، وسط دعوات لتعزيز التسامح والتفاهم بين الشعوب، في ظل استمرار التحديات التي يواجهها نحو ملياري مسلم حول العالم بسبب ظاهرة الكراهية ضد الإسلام.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور حمادة شعبان، عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال استضافته في برنامج «صباح البلد»، أن مصطلح "الإسلاموفوبيا" يتكون من كلمتين: "الإسلام" و"الفوبيا" (الخوف المرضي)، إلا أن الاستخدام الشائع للمصطلح قد يكون غير دقيق، حيث أن من يعاني من فوبيا حقيقية عادة ما يهرب من مصدر خوفه، بينما في حالة الإسلاموفوبيا، يتحول الخوف إلى كراهية وعدوانية ضد المسلمين ومعتقداتهم.

وأشار شعبان، إلى أن المصطلح ظهر في الصحافة العالمية وليس من العالم العربي، فيما تم اعتماد اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا في 15 مارس 2019، تخليدًا لذكرى الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، وأسفر عن مقتل 51 شخصًا أثناء أداء صلاة الجمعة.

واستشهد عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بحديث الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في اليوم العالمي، حيث قال إن الإسلاموفوبيا ليست مجرد خوف مرضي، بل هي عداوة مستترة تستهدف المسلمين، قد تتجسد في الاعتداءات المادية والمعنوية، والهجمات على دور العبادة والمقدسات الإسلامية.

اقرأ أيضاًوزير الأوقاف: ظاهرة الإسلاموفوبيا باتت تشكل تهديدًا واضحًا للسلم الاجتماعي والتعايش الإنساني

«حكماء المسلمين» يحذر من تصاعد «الإسلاموفوبيا» في انجلترا وأيرلندا الشمالية

الأزهر يرحب بقرار الأمم المتحدة لتعيين مبعوث خاص معني بمكافحة الإسلاموفوبيا

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الإسكندرية يشارك الطلاب الوافدين مائدة الإفطار
  • رئيس جامعة الأزهر: الربا داء مستشرٍ لكشف زيف المستحلّين
  • الإفتاء تهنئ شيخ الأزهر بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه منصبه
  • رمضان الصاوي: العلم والعقل لا يستغنيان عن بعضهما فكلاهما مكمل للآخر
  • عالم أزهري: ضياع الأمانة بين الناس من علامات الساعة
  • مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: غزوةُ بدر الكُبرى هي نَصرُ الفُرقان الخالد
  • ممدوح: الإسلام يحفز على البحث العلمي والتأمل في الكون
  • الجندي: الأزهر يولي اهتمامًا كبيرًا بعلوم الفضاء لدعم التكامل بين العلم والإيمان
  • في اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوات للتسامح في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا
  • مدير الجامع الأزهر: نواصل تقديم وجبات الإفطار للوافدين لتعزيز روح الإخاء في رمضان