هل يجوز نشر الإسلام بالقوة ؟ سؤال يكثر البحث عن جوابه، خاصة في ظل ما يشاع من أن الإسلام انتشر بحد السيف، وهي أكذوبة فندها الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

هل يجوز نشر الإسلام بالقوة ؟ 

وقال علي جمعة إن الصحابة الكرامة على نهج رسولهم الأمين ﷺ ، واقتفوا أثره، فإذا كان النبي ﷺ قرآنا يمشي على الأرض فإن أصحابه كانوا سنة تمشي على الأرض، وعلى ذلك تبعهم التابعون، ومن بعدهم حتى وصل إلينا الدين غضًا سمحًا.

وتابع: واصل الصحابة الكرام مسيرة نبيهم ﷺ في نشر الإسلام، والدعوة إلى الله على بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وكانوا لا يلجئون إلى القتال إلا إذا فرض عليهم من قوى العالم المتجبرة.

وشدد على جمعة أن المسلمون لم ينشروا دينهم بالسيف، وقد شهد بذلك المنصفون من أبناء الحضارة الغربية، فهذا المستشرق الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب - وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام في عهده ﷺ وفي عصور الفتوحات من بعده - : (قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة... ، ولم ينتشر القرآن إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها ، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل ما زاد عدد المسلمين على خمسين مليون نفس فيها).

وأكمل: نسجل شهادة الكاتب الغربي الذي يدعى (توماس كارليل) ، حيث قال في كتابه «الأبطال وعبادة البطولة» ما ترجمته :« إن اتهامه ـ أي سيدنا محمد ـ بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم ؛ إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس ، أو يستجيبوا له ، فإذا آمن به من يقدرون على حرب خصومهم ، فقد آمنوا به طائعين مصدقين ، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها

وأكد علي جمعة أن من يقرأ التاريخ ويلاحظ انتشار الإسلام على مر العصور يعلم أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، بل انتشر بطريقة طبيعية لا دخل للسيف ولا القهر فيها، وإنما بإقامة العائلات بين المسلمين وغيرهم وعن طريق الهجرة المنتظمة من داخل الحجاز إلى أنحاء الأرض.

شيخ الأزهر للمقاومة الفلسطينية: استمدوا قوتكم من قرآنكم أمام جيش إرهابي منزوع الرحمة هل يجب التلفظ بالنية في الوضوء والصلاة وإزالة النجاسة؟.. علي جمعة يوضح أكذوبة الإسلام انتشر بالسيف

في حين، انتقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين مقولة : أن الإسلام انتشر بالسيف، ووصفها بأكذوبة يدحضها الواقع و التاريخ وسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- كما أن كلمة السيف لم ترد في القرآن الكريم وليست من مفرداته.

وقال الإمام الأكبر إن كتاب الله نزل في مجتمع تقوم فلسفته الاقتصادية والاجتماعية وعلاقاته على السيف ومنطق السيف، ومع ذلك لا يشير إلى السيف على الإطلاق بل أدوات القتال كلها لم يرد منها إلا الرمح مرة واحدة في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ"، وقد ورد (الرمح) هنا للتحذير من قتل الصيد في حالة أن تكون محرمًا وفى حالة أن تلقاه في الحرم، وليس للتحريض على قتال المشركين.

وأوضح أن لفظ الحرب ذكر في القرآن الكريم بمشتقاتها 6 مرات في مقابل ذِكر السلام 146 مرة، وهذا يدل على أن مفردات القرآن الكريم تكره الحرب وتكره ذكر أدواتها، مشيرًا إلى أنه مع كثرة أسماء السيف في اللغة العربية وزيادتها عن ألف اسم كما في "تاج العروس"، لم تُذكر أي من هذه الأسماء في القرآن الكريم لا مفردة ولا مثناة ولا مجموعة.

وبين فضيلة الإمام الأكبر في برنامج (الإمام الطيب) الذي تمت إذاعته خلال شهر رمضان على التليفزيون المصري وعدد من القنوات الفضائية الأخرى، أن الحديث الذي يَتذرَّع به الذين يدعون أن الإسلام انتشر بالسيف: "بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري، ومَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهو منهم" فقد رواه الإمام أحمد في مسنده الذي يشتمل على أحاديث صحيحة و حسنة و ضعيفة بل وأحاديث موضوعة.

كما يتعارض متن الحديث مع أكثر من مائة آية في القرآن الكريم تؤكد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث بالسلام، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وقال-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ" ومَن قال هذا الكلام لا يمكن أن يقول بعد ذلك : "بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف..".

أعرب الطيب عن أسفه لاستخدام كثير من جماعات العنف المسلح مفردات دار الإسلام ودار الكفر أو دار الحرب في خطابها التي تروج فيه للعنف، رغم أن هذه المفردات تأتى في إطار القراءة في كتب التراث التي تقسم العالم أو المعمورة -على حد تعبير بعض المستشرقين- إلى دارين.

أكد الامام الأكبر أن القرآن الكريم والسنة المطهرة و أقوال الصحابة الكرام لم يرد فيها مثل هذا التقسيم، بل جاء -هذا التقسيم- من الأحكام التي أنشأها واقع معين، ولذلك يجب التفريق بين الأحكام التي أنشأها فقه الواقع وبين فقه النص، إذ فقه الواقع دائما لا يعتمد على نص؛ لأنه مرتبط بحادثة معينة.

ونوه بأن العلاقات الدولية كانت في فوضى في ذلك الوقت والحروب كانت تنطلق من منطق "إن لم أقض عليك سوف تقضى عليَّ" وهذا المنطق أضر بالمسلمين؛ لأن الجميع آنذاك كانت يتربص بالإسلام، وفي هذا الجو نشأت هذه التسمية (دار الإسلام ودار الحرب) لكن الواقع تغير وانقلب رأسًا على عقب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نشر الاسلام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر القران الكريم فی القرآن الکریم نشر الإسلام أن الإسلام علی جمعة

إقرأ أيضاً:

مشاركة مئات الطلاب في مسابقة القرآن الكريم والثقافة الإسلامية بكفر الشيخ

أشاد اللواء علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ حرص الطلاب بكافة المراحل التعليمية، وأولياء أمورهم على المشاركة في مسابقة القرآن الكريم والثقافة الإسلامية، التي تنظمها مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ، وحرصهم على حفظ كتاب الله، والتمسك بديننا الحنيف الوسطي، مطالباً المشاركين، والذين سيتم تصعيدهم بالفوز بالمراكز الأولى على مستوى الجمهورية.
وتفقد وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ الدكتور علاء جودة، ماراثون التصفيات النهائية لمسابقة القرآن الكريم والثقافة الإسلامية بمدرسة الشهيد هشام بركات الثانوية بنات، والتي تستمر حتى 2 يناير المقبل، تحت إشراف توجيه عام التربية الإسلامية وإدارة العلاقات العامة وإدارة الإعلام بالمديرية.
وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ الدكتور علاء جوده، أن المسابقة تنقسم إلى ثلاثة مستويات المستوى الأول القرآن الكريم كاملا بالإضافة إلى الأربعين النووية وتفسير ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم الثامن والعشرون والتاسع والعشرون، والثلاثون، والثاني حفظ عشرين جزءا من أول سورة يونس حتى آخر سورة الناس بالإضافة إلى الأحاديث من 1_20 من الأربعين النووية وتفسير الجزأين التاسع والعشرين والثلاثين.
أما المستوى الثالث حفظ عشرة أجزاء من أول سورة القصص حتى آخر سورة الناس مع حفظ الأحاديث العشر الأولى من الأربعين النووية بالإضافة إلى تفسير الجزء الثلاثين
وأجرى وكيل الوزارة عدد من الحوارات مع الطلاب المشاركين، بحضور أحمد ريحان، موجه عام التربية الإسلامية، ورئيس اللجنة، وفوزي الطنوبي، مدير إدارة العلاقات العامة بالمديرية،  وعمرو عباده، موجه بمديرية التربية والتعليم، وهاني حمدان، مدير غرفة عمليات المديرية، والمشرف على إعلام المديرية، واستمع جودة لبعض الطلاب المشاركين في المستويات الثلاث .
وأشاد بالمشاركة المتميزة للتعليم الفني وحرص طلابه على حفظ كتاب الله ، مقدماً الشكر للجنة التحكيم التي تحرص على إعطاء كل طالب حقه وأن ترفع للوزارة الأجدر والأحق بتمثيل المحافظة في المنافسات على مستوى الجمهورية، مطالبين بالحضور بضرورة أن يكون لنا نصيبا في أوائل الجمهورية وهذا ما عهدناه منكم.
كما أشاد وكيل الوزارة على إدارة مدرسة هشام بركات، برئاسة علاء عبد الرسول، واللجنة المنظمة على حسن الترتيب والتنظيم الذي خلق أجواء ملائمة للتنافس وأماكن مخصصة للانتظار حتى يحين دور المتسابق، ووعد بتكريم الطلاب الأوائل الذين سيتم تصعيدهم على مستوى الجمهورية.
وتشكلت اللجنة المشرفة على إجراء الاختبارات من ابراهيم على خليفة، موجه أول بديوان عام مديرية التربية والتعليم، وحمدي عبده ابراهيم حواس، معلم أول بمدرسة القرضا، والدكتور محمد فريد عبد الفتاح، معلم خبير بمدرسة علي عبد الشكور للغات، وصفاء أحمد حسنين أبو العطا، موجه بديوان المديرية، وأشرف اسماعيل كريم، معلم بمدرسة عبدالله النحاس، ونصر سيد أحمد حميدة، موجه عام، و رفاعي محمد رفاعي أبو القاسم، إداري بالديوان، وماجدة على عسكر،  معلم أول بمدرسة الشهيد عامر .

مقالات مشابهة

  • هل ذُكرت كلمة وطن في القرآن الكريم؟ أمين الفتوى يجيب
  • «إسلامية دبي» و«تعاونية الاتحاد» تكرمان حفظة القرآن الكريم
  • حكم الدعاء بعد ختم القرآن الكريم
  • هل ذُكرت كلمة وطن في القرآن الكريم؟.. أمين الفتوى يُجيب
  • الشيخ خالد الجندي يوضح أهمية تربية الأبناء على القرآن الكريم
  • مشاركة مئات الطلاب في مسابقة القرآن الكريم والثقافة الإسلامية بكفر الشيخ
  • مظاهر اهتمام القرآن الكريم بالمساجد وبيان فضلها
  • "أثر اللغة العربية في فهم القرآن الكريم" أمسية علمية بأوقاف الفيوم
  • علي جمعة: من حق الأم عدم إرضاع الطفل وعلى الزوج استئجار أخرى له
  • أذكار النوم من القرآن الكريم والسنة