قال فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، أعبر عن اعتزازي لوجودي بينكم في هذه المناسبة الطيبة، التي تغمر نفوسنا بالفخر، لما نرى فيها من وجوه مشرقة، تؤكد أن العلم والحكمة ما زالت تجري في دماء الأمة وعروق أبنائها، وأن عاقبة الصبر على العلم والتحصيل والمذاكرة والمدارسة فرحة تملأ القلب، وتنير الوجه.

وأوضح وكيل الأزهر خلال تخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين والتي أُطلق عليها دفعة "شهداء غزة" عرفان بالجميل وتضامنا مع الدماء الزكية التي سالت، أنه مع هذه اللحظات الغامرة بهذه الوجوه المشرقة فإن الألم يعتصرنا لما يحدث لأبنائنا وأطفالنا الأبرياء في غزة جراء تلك المجازر الصهيونية التي لا تعرف للرحمة طريقا ولا للسلام عنوانا، وسيبقى الأمل يملأ قلوبنا ما دام صمود الحق في وجه الباطل، وما دامت العقول واعية بالتاريخ، وما دامت القلوب مؤمنة بالله وسنته في خلقه.

وأضاف وكيل الأزهر أن اليوم لدينا سفراء جدد من أبناء الأزهر، تعتمد منهج الأزهر الشريف بوسطيته واعتداله وشموله، وتنقله للعالم أجمع من خلال أبناء مصر من الطلاب الوافدين، مضيفا نعتز بكم جزءا أصيلا من مصر حتى وإن عدتم لبلادكم فإنكم باقون في قلوبنا وحتما ستعودون يوما لاستكمال الدراسة أو ضيوفا أعزاء على وطنكم وأنتم تتقلدون أرفع المناصب في وطنكم الأم.

وتابع الدكتور الضويني أنه إذا كنتم قد قضيتم وقتا في ربوع الأزهر الشريف فأخذتم من عقول رجاله وقلوبهم وعلومهم، فلا بد من أن تحملوا رسالة الأزهر في قلوبكم، وأن تظهر تلك الرسالة في أعمالكم وعلاقاتكم، والأزهر الشريف كما لا يخفى عليكم مؤسسة تعليمية دعوية تقوم على أداء مهمة جليلة، ألا وهي الحفاظ على القرآن الكريم وسنة رسوله ﷺ، واللغة العربية، ولكي يقوم الأزهر بهذه الأدوار المتعددة، فإنه يسعى بخطوات جادة وواثقة نحو تطوير التعليم الأزهري وتطوير المناهج الدراسية بما يتواكب مع متطلبات العصر ورفع المستوى العلمي للطلاب، وتنويع فعالياته بما يجعل العنصر الأزهري متفاعلا مع الحياة وما يدور فيها من حراك.

ولفت الدكتور الضويني أنه من تأمل خطوات الأزهر في الفترة الأخيرة أدرك أن الأزهر الشريف يضطلع بمهام جسام ومسئولية عظمى في الدفاع عن الإسلام ومحاربة الأفكار الشاذة والمتطرفة، والتي تترجمها تلك الهجمات الحمقاء على الثوابت الدينية والثقافية داخليا وخارجيا، وهوما يوجب علينا جميعا أن ندعم الأزهر الشريف بقوة حتى تصل رسالته للعالم أجمع.

وأكد وكيل الأزهر أن سفراء الأزهر الجدد قادرون بوعيهم الديني وحسهم العلمي على إدراك التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تتنظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا، وعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نتحمل الأمانة، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هويتنا، وعلينا أن نكون صورة مشرقة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكم أبناء الأزهر الشريف من مختلف دول العالم فأنتم الأمناء والدعاة إلى الله بالعلم والعمل.

واختتم وكيل الأزهر كلمته برسالة ونصيحة للخريجين، أما الرسالة فطمأنهم جميعا أن الأزهر الشريف بخير، وأن معاهده وكلياته تعيش نهضة حقيقية، ولن تستطيع أي قوى -كائنة ما كانت- أن تنال منه، أو توقف مسيرته، فنحن ماضون -بحول الله وقوته -وكلنا أمل وتفاؤل أن تتحقق الرؤية والرسالة، ويصل الأزهر بمعاهده وكلياته إلى الريادة محليا وإقليميا بتحقيق التميز في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع في إطار ثقافة إسلامية وسطية، وأما النصيحة فإن عدتم لأوطانكم فتذكروا أن رسالة العلم لا تتوقف، وأن أبواب الأزهر مفتوحة لكم ولأبنائكم أبد الدهر، فانقلوا الرسالة التي حملتم أمانتها لبلادكم وأوطانكم فأنتم أبناء الأزهر الشريف.

دكتور محمد الضويني وكيل الأزهر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتور الضويني الدفاع عن الإسلام الأزهر الشریف وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر يشارك في مؤتمر مقاصد القرآن الكريم بجامعة الشارقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن العلماء قد اجتهدوا في تفسير القرآن، وبيان معانيه واستنباط أحكامه، وتوقفوا عند كل لفظة فيه، يستخرجون أسرارها، ولكن هذا المؤتمر يأخذنا إلى أمر أدق من الوقوف عند جزئيات اللفظ الظاهر أو التركيب الباهر، وهي المقاصد العالية لهذا الكتاب الكريم المستفادة من اجتماع جزئياته أو الكامنة في جمله وكلماته.

مقاصد القرآن بين عبودية الخالق وتحديات الواقع

وأكد وكيل الأزهر خلال كلمته التي ألقاها اليوم، بمؤتمر «مقاصد القرآن الكريم بين التأصيل والتفعيل» الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة بالإمارات، أن العلماء القدامى وقفوا عند مقاصد القرآن، ويجد القارئ فيما كتبوه تباينًا بين وجهات النظر، ففريق منهم يقف بمقاصد القرآن عند أساليبه وأقسامه، وفريق يربط بين مقاصد القرآن ومقاصد الشريعة، وكلا الرأيين بعيد، والأقرب أن تكون مقاصد القرآن هي القضايا الكبرى والموضوعات العامة التي عالجتها آيات القرآن، والأصوب أن تكون المقاصد هي ما وراء هذه الموضوعات من غايات وأهداف نزل القرآن لأجلها.

القرآن الكريم يدعو إلى كثير من الغايات والمقاصد

وأضاف، أنّ القرآن الكريم يدعو إلى كثير من الغايات والمقاصد التي تشتد حاجة البشرية إليها، في ظل عالم يموج بالتدافع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتكنولوجي، واختصار هذه الغايات قد لا يتفق مع ما في القرآن من عطاء، مصرحا: "لو كان لي كلمة في تأصيل المقاصد القرآنية فسأردها إلى مقصد واحد رئيس، يمكن أن تتفرع عنه مقاصد كثيرة، ذلكم المقصد الرئيس هو تحقيق العبودية لرب البرية، ولأن العبودية ليست ركعات تؤدى في المساجد بالأبدان فحسب، ولأن العبودية ليست دراهم تطرح بين أيدي المحتاجين فقط، ولأن العبودية ليست طوافا بالبيت العتيق ولا وقوفا بعرفة، ولأن معرفة الله من العبودية، ولأن تزكية النفس من العبودية، ولأن تطهير المال من العبودية، ولأن إصلاح الفكر والعقل من العبودية، ولأن إصلاح القلب والمشاعر والأحاسيس من العبودية، ولأن توجيه العلاقات بين الناس أفرادا وشعوبا من العبودية، ولأن حسن سياسة أمور الناس من حكامهم وملوكهم وأمرائهم من العبودية، ولأن الحرب والسلام من العبودية، ولأن العبودية تخاطب بها الأفراد والمجتمعات والشعوب، وتزكية النفس من العبودية، وتعارف المجتمعات من العبودية، وتقرير كرامة الإنسان من العبودية، لأجل كل هذا وغيره كان تحقيق العبودية لرب البرية المقصد الرئيس من مقاصد القرآن، وكل هذا ينادي به القرآن، وخاصة أننا في زمان غريب ينادي بالتفلت من العبودية مطلقا إما بالإلحاد الصارخ، أو جزئيا بتشويه العبودية وتزيين الشهوات وتهوين معاصي.

وأوضح وكيل الأزهر، أننا إذ نؤمن بأن القرآن هو الرسالة الإلهية الأخيرة للبشرية؛ فمن الواجب أن نفهم أن هذا الكتاب المعجز قد وضع الحلول الناجعة لمشكلات الواقع، ووصف الأدوية الشافية لأدواء النفوس والعقول، وأن تواتر القرآن ليذكرنا بأننا أمة لها تاريخ، ولها هوية راسخة كالجبل الأشم، وأن آياته لتذكرنا بالأخلاق التي يجب أن تكون عليها، وإن أوامره لتذكرنا بأننا أمة العلم والعمل، وإذا كان الواقع يشهد تشويها لكل جميل، ظهرت آثاره عجمة في اللسان، وانحرافا في السلوك، وقتلا لأصحاب الحق في فلسطين الأبية من عصابة مجرمة أثمة يأبى التاريخ أن يقبلها، ونسأل الله أن يأذن بالفرج، وأن يقر أعيننا بنصرة إخوتنا في غزة، وإنه لقريب إن شاء الله.

القرآن الكريم كتاب للقيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية

واختتم وكيل الأزهر كلمته، أنه في ظل هذه الأجواء المشحونة بالآلام يأتي القرآن الكريم كتابًا للقيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية، ومنبعا للآداب والكمالات، وفيضا للجمال والحسن والبهاء، وشارحًا لأسباب العز والنصر والسيادة؛ فعسى أن يفتح لنا هذا المؤتمر أبوابًا من التعلق بكتاب الله؛ ليكون فينا كما أراد الله حبلا متينًا تعتصم به الأمة من الفرقة والشتات، وصراطًا مستقيمًا لا تعوج فيه الخطوات.

1000094944 1000094946 1000094951 1000094947

مقالات مشابهة

  • ما طبيعة الرسالة التي حملها وزير الدفاع السعودي للمرشد الإيراني؟
  • وكيل الأزهر يدعو للتمسك بأسباب النصر التي جاءت بالقرآن لدعم أهل غزة
  • وكيل الأزهر يشارك في مؤتمر مقاصد القرآن الكريم بجامعة الشارقة
  • لدعم أسرتها.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراه لباحثة متوفاة
  • تكريما لها.. جامعة الأزهر تمنح باحثة «متوفاة» درجة الدكتوراه
  • ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبنان؟
  • الكرسي فارغ.. أول صور من مناقشة رسالة الدكتوراه للباحثة المتوفية في الأزهر
  • رئيس جامعة الأزهر: لهذا السبب تمت الموافقة على مناقشة رسالة دكتوراه لباحثة بعد وفاتها
  • وكيل الأزهر الأسبق: ارتداء فنان بدلة رقص عار على مصر وتاريخها
  • المفتي: الأزهر منارة الوسطية وركيزة الوعي الرشيد ودار الإفتاء تشاركه الرسالة