وكيل الأزهر: الألم يعتصرنا لما يحدث لأبنائنا وأطفالنا الأبرياء في غزة جراء المجازر الصهيونية
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
قال فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، أعبر عن اعتزازي لوجودي بينكم في هذه المناسبة الطيبة، التي تغمر نفوسنا بالفخر، لما نرى فيها من وجوه مشرقة، تؤكد أن العلم والحكمة ما زالت تجري في دماء الأمة وعروق أبنائها، وأن عاقبة الصبر على العلم والتحصيل والمذاكرة والمدارسة فرحة تملأ القلب، وتنير الوجه.
وأوضح وكيل الأزهر خلال تخريج دفعة جديدة من الطلاب الوافدين والتي أُطلق عليها دفعة "شهداء غزة" عرفان بالجميل وتضامنا مع الدماء الزكية التي سالت، أنه مع هذه اللحظات الغامرة بهذه الوجوه المشرقة فإن الألم يعتصرنا لما يحدث لأبنائنا وأطفالنا الأبرياء في غزة جراء تلك المجازر الصهيونية التي لا تعرف للرحمة طريقا ولا للسلام عنوانا، وسيبقى الأمل يملأ قلوبنا ما دام صمود الحق في وجه الباطل، وما دامت العقول واعية بالتاريخ، وما دامت القلوب مؤمنة بالله وسنته في خلقه.
وأضاف وكيل الأزهر أن اليوم لدينا سفراء جدد من أبناء الأزهر، تعتمد منهج الأزهر الشريف بوسطيته واعتداله وشموله، وتنقله للعالم أجمع من خلال أبناء مصر من الطلاب الوافدين، مضيفا نعتز بكم جزءا أصيلا من مصر حتى وإن عدتم لبلادكم فإنكم باقون في قلوبنا وحتما ستعودون يوما لاستكمال الدراسة أو ضيوفا أعزاء على وطنكم وأنتم تتقلدون أرفع المناصب في وطنكم الأم.
وتابع الدكتور الضويني أنه إذا كنتم قد قضيتم وقتا في ربوع الأزهر الشريف فأخذتم من عقول رجاله وقلوبهم وعلومهم، فلا بد من أن تحملوا رسالة الأزهر في قلوبكم، وأن تظهر تلك الرسالة في أعمالكم وعلاقاتكم، والأزهر الشريف كما لا يخفى عليكم مؤسسة تعليمية دعوية تقوم على أداء مهمة جليلة، ألا وهي الحفاظ على القرآن الكريم وسنة رسوله ﷺ، واللغة العربية، ولكي يقوم الأزهر بهذه الأدوار المتعددة، فإنه يسعى بخطوات جادة وواثقة نحو تطوير التعليم الأزهري وتطوير المناهج الدراسية بما يتواكب مع متطلبات العصر ورفع المستوى العلمي للطلاب، وتنويع فعالياته بما يجعل العنصر الأزهري متفاعلا مع الحياة وما يدور فيها من حراك.
ولفت الدكتور الضويني أنه من تأمل خطوات الأزهر في الفترة الأخيرة أدرك أن الأزهر الشريف يضطلع بمهام جسام ومسئولية عظمى في الدفاع عن الإسلام ومحاربة الأفكار الشاذة والمتطرفة، والتي تترجمها تلك الهجمات الحمقاء على الثوابت الدينية والثقافية داخليا وخارجيا، وهوما يوجب علينا جميعا أن ندعم الأزهر الشريف بقوة حتى تصل رسالته للعالم أجمع.
وأكد وكيل الأزهر أن سفراء الأزهر الجدد قادرون بوعيهم الديني وحسهم العلمي على إدراك التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تتنظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا، وعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نتحمل الأمانة، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هويتنا، وعلينا أن نكون صورة مشرقة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكم أبناء الأزهر الشريف من مختلف دول العالم فأنتم الأمناء والدعاة إلى الله بالعلم والعمل.
واختتم وكيل الأزهر كلمته برسالة ونصيحة للخريجين، أما الرسالة فطمأنهم جميعا أن الأزهر الشريف بخير، وأن معاهده وكلياته تعيش نهضة حقيقية، ولن تستطيع أي قوى -كائنة ما كانت- أن تنال منه، أو توقف مسيرته، فنحن ماضون -بحول الله وقوته -وكلنا أمل وتفاؤل أن تتحقق الرؤية والرسالة، ويصل الأزهر بمعاهده وكلياته إلى الريادة محليا وإقليميا بتحقيق التميز في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع في إطار ثقافة إسلامية وسطية، وأما النصيحة فإن عدتم لأوطانكم فتذكروا أن رسالة العلم لا تتوقف، وأن أبواب الأزهر مفتوحة لكم ولأبنائكم أبد الدهر، فانقلوا الرسالة التي حملتم أمانتها لبلادكم وأوطانكم فأنتم أبناء الأزهر الشريف.
دكتور محمد الضويني وكيل الأزهرالمصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتور الضويني الدفاع عن الإسلام الأزهر الشریف وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
ضحايا الحرب الأبرياء.. العدوان يقتل أطفال لبنان بلا رحمة
إلى مراكز الإيواء رحّلت الحرب أطفال لبنان، محوّلة مدارس العلم الى مراكز حماية من الصواريخ والقذائف. هؤلاء الصغار خسروا أمنهم وانتزعت منهم أبسط الأمور.. سلبوا طفولتهم والبعض خسر حياته! العدوان الإسرائيلي لا يمّيز بين كبير وصغير، بهمجيّة يشنّ هجماته، يخلّف الكوارث والدمار وينقل الجميع الى جحيم الكوابيس، خاصة الأطفال. أصوات المسيّرات، جدارات الصوت، دوي الانفجارات ومشاهد الغارات التي إن نجا الأطفال جسدياً منها، لن يفلتوا من ندوباتها النفسية.
"جلجلة" أطفل لبنان
لا تقتصر الحرب على الأحداث العنيفة والتطورات المروعة التي نتابعها ونعيشها، بل هي تجربة مؤلمة نمرّ بها ونتعايش مع قساوتها.. إنها الجلجلة الجديدة للكبار؛ فما حال الأطفال؟!
آلة التدمير والقتل الإسرائيلية انتهكت حرمة المنازل ووصلت الى أحلام الأطفال التي باتت تلخّص بـ"العودة الى المنزل"، وهي جملة ترددها لمى، ابنة الثامنة ربيعاً بعدما اضطرت اسرتها من مغادرة منزلهم الكائن في نطاق الضاحية الجنوبية لبيروت الى إحدى مدارس العاصمة. وتروي الطفلة لـ"لبنان 24" أنها تفتقد لعبها وسريرها ومدرستها وزملاءها كثيراً". وتقول إنها تحلم دوماً بالعودة الى بيتها واحتضان جدّتها التي أصبحت في مكان آخر بعيد الآن عن مكان إقامتها.
لمى وبكلّ براءة، تخبر عن منزلها وألعابها. تتكلّم والحزن ظاهر في نظراتها. وتقول والدتها لـ"لبنان 24" إنها لم تألف مركز الإيواء بعد وانها لا تفارقها طيلة الوقت وتجلس بالقرب منها حتى انها لا تغفو الّا إن تاكدت أنها الى جانبها".
وتوضح اختصاصية علم النفس، كاندي أبو سرحال، أنّ "مرحلة الطفولة هي الأهمّ في حياة الانسان، فخلالها ينمو جسد الطفل وعقله ويكسب المهارات متأثراً بكلّ ما يحدث في محيطه، لذا يعتبر الأطفال الأشدّ تضرراً من الحرب من الناحية النفسية".
وتقول في حديثها لـ"لبنان 24" إن "المجريات المحلية والعدوان الحاصل عل لبنان، سيترك آثاراً نفسية عميقة لدى الأطفال بحيث أنهم يشهدون صدمات شديدة بشكل متكرر جراء العنف والدمار الذي يرونه في مختلف المناطق اللبنانية، حتى تلك التي قيل لهم انها آمنة".
الخوف والقلق هو ما يعاني منه أطفال لبنان، تقول أبو سرحال، مشيرة الى أن تزايد المشاهد المتعلقة بالحرب من دمار ودماء يولّد توتراً وحزناً مستمرّاً لديهم، فهم خسروا منازلهم الدافئة، ألعابهم الجميلة واصدقاءهم أو أحد أفراد عائلتهم. وتضيف: "يخشون المزيد من الخسارة، فالموت كثر حولهم وهم غير مستعدّين لتحمّل وفهم مثل هذه الأخبار والأحداث".
ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل ان الأطفال يصبحون أكثر انطواءً وعدائية كما انهم يعانون من الكوابيس نتيجة ما شاهدوه وسمعوه خلال يومهم الدامي.
وبحسب أبو سرحال، وسط كل ما يراه الطفل من عنف وقتل خاصة ان خسر أحد أفراد اسرته، يصبح بناء العلاقات مع الآخرين أكثر صعوبة بالنسبة له؛ لأنّه يفقد الثقة بمن حوله ويخاف خسارة المزيد من المرّبين له. حتّى أن بعض الأطفال يميلون الى الانعزال والتصرف بعدوانية لإبعاد الآخرين عنه. وتكمل: "في مراكز الايواء، يسعى العاملون الاجتماعيون والمتطوعون في الجمعيات الاهلية الى خلق بيئة صديقة للأطفال لدمجهم مع محيطهم عبر حثهم على اللعب والرسم والتعارف ".
الحرب تقضي على الأحلام وتقتل أطفال لبنان
بالعودة الى زمن الحرب والوقائع، قرعت اليونيسف جرس الاستغاثة، يوم الاثنين الماضي، مشيرة في تقريرها الى أنه "خلال الشهرين الماضيين، قُتل في لبنان ما يعادل أكثر من ثلاثة أطفال كل يوم. وأصيب كثيرون آخرون بجروح وصدمات نفسية".
وذكرت المنظمة الأممية ان "مئات الآلاف من الأطفال أصبحوا بلا مأوى في لبنان"، كما انه "على الرغم من الجهود التي بُذلت في أوائل تشرين الثاني لفتح بعض المدارس أبوابها للتدريس، فقد أُغلقت جميعها مرة أخرى، نظرا لتوسع نطاق الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع"، لافتة الى "التشابه المخيف مع غزة من حيث التأثير النفسي الخطير على الأطفال. فقد أصبحت علامات الاضطراب النفسي مقلقة وواضحة بشكل متزايد".
المصدر: خاص "لبنان 24"