الشارقة في 30 أكتوبر / وام / أكد عدد من الناشرين المشاركين في فعاليات الدورة الـ13 من "مؤتمر الناشرين" أن المؤتمر يشكل حدثاً مركزياً لقطاع صناعة الكتاب في العالم منوهين بحجم الفرص التي يتيحها في تجاوز تحديات الطباعة والترجمة وعقود بيع وشراء الحقوق.

واعتبر الناشرون المشاركون للمرة الأولى في المؤتمر أن حضورهم في الشارقة اختصر عليهم سلسلة جهود كبيرة للتواصل مع ناشرين وكتاب ومبدعين من مختلف أنحاء العالم موضحين أن الشارقة باتت مركز صناعة الكتاب عالمياً وجسراً يربط أسواق النشر من الشرق إلى الغرب.

وقال الدكتور خالد البيلبيسي مدير عام دار المنهل ناشرون من الأردن : “ يعدّ مؤتمر الناشرين بمثابة محطة استراتيجية تُسهم في تطور وتطوير صناعة النشر وتحفيز الناشر العربي للارتقاء بصناعة الكتاب إلى جانب كونها فرصة ذهبية للتواصل والاحتكاك مع عدد كبير من كبار ناشري ومنتجي الكتب عربياً وعالمياً لافتا إلى أنّ التنوع الكبير في الحضور يختصر الكثير من المسافات ويقرب الناشر من التعرف بشكل أكبر على منظومة النشر العالمية وهي خطوة في غاية الأهميّة ونأمل من الجميع استثمار هذه الفرصة”.

وأضاف أن العناوين والمواضيع التي يتم طرحها المؤتمر مختارة بعناية وتناقش أهمّ القضايا التي تواجه صناعة النشر عالمياً أو عربياً ويحتاجها كلّ ناشر في مسيرته وإذا ما نظرنا إلى صناعة النشر بشكل عام فهي تواجه بعض الصعوبات والتحديات والتي لا يجب أن تشكّل حجر عثرة في طريقها بل لا بدّ من مُواكبة التطوّر المستمر ونشهد فعلاً المزيد من الإصدارات الجديدة والشاملة وتناميا في الاحتكاك العالمي بين المهتمين وطرح الجوائز العربيّة والعالميّة و جميع هذه العوامل تُعزّز من استدامة تطوير الصناعة وكدار نشر أرى بالفعل أن حضورنا اليوم لهذا المؤتمر يتيح لنا التفاعل وتبادل الخبرات والتجارب وعقد اتفاقيات وعلاقات جديدة مع أصحاب الشأن فهذا النوع من اللقاءات يساهم في بلورة ورؤية كل ناشر وينعكس على توجهاته المستقبليّة.

من جهتها أعربت جورتي كايميندو من أوغندا عن سعادتها للمشاركة والحضور للمرة الأولى لمؤتمر الناشرين في إمارة الشارقة مشيرة إلى أنّها ترى حجم الفرص التي يوفّرها المؤتمر على صعيد التواصل والتفاعل مع دور النشر ومحبي صناعة الكتاب من مختلف أنحاء العالم.

ونوهت إلى أن صناعة النشر في أفريقيا تواجه تحديات كبيرة على صعيد التواصل بين دور النشر بسبب عوامل عديدة ومن خلال هذا المؤتمر استطاعت الشارقة أن تجمعهم تحت سقف واحد لمشاركة تطلعاتهم وتبادل فرص حقوق البيع والشراء والملكية الفكرية والترجمة وغير ذلك الكثير وأكّدت أن الحضور اليوم ما هو إلا البداية لمشاركة مستدامة في المستقبل.

بدورها أكّدت هالة عمر رئيس مجلس إدارة دار هلا للنشر والتوزيع من مصر أنّ التطوّر الذي يشهده قطاع النشر في المنطقة على مدار السنوات الماضيّة يأتي بفعل هذه الجهود الكبيرة التي تقودها إمارة الشارقة مشيرة إلى أنّها تشارك في هذا المؤتمر ومعرض الشارقة الدولي للكتاب عموماً منذ العام 1992.

وقالت: “ نحن أمام مورد هائل من البرامج واللقاءات التي تشكّل إضافة نوعيّة لنا كناشرين من خلال التفاعل مع دور نشر من كافة انحاء العالم وبالتالي دعم جهود تحقيق تحول في نهجنا من الأساليب التقليدية إلى أساليب حديثة ومتطورة”.

وأضافت : “ لم يسبق لي أن حظيت بالمشاركة في جلسة نقاشية واحدة تجمع ناشرين من قارات العالم المختلفة وهو ما وجدته هنا بالفعل لنطرح التحديات ونتبادل الحلول المختلفة ونكتسب الخبرات العديدة التي تفسح لنا المجال لتطوير صناعتنا وأدائنا ولاشك أن هذه التجربة ثرية بالفرص العملية والتعليمية وأتطلع لاستثمارها”.

وقالت بروكي أودونيل نائب رئيس مجموعة "اندبندنت ببلشر جورب" : " مؤتمر الناشرين أحد المؤتمرات المفضّلة لدي كمتخصّصة في مجال النشر وحظيت بفرصة المشاركة فيه مرتين ولمست حجم الفائدة الكبيرة التي يقدّمها فهو يتيح فرصا هائلة للتواصل ولقاء أشخاص لديهم ذات الاهتمامات و أرى في الشارقة مركزاً ديناميكياً جديداً أجد فيه الكثير من الفرص كالتفاعل مع ثقافات أخرى والتعلّم من تجارب جديدة حيث طرح المؤتمر موضوعات متنوّعة وشاملة وذات أهميّة كبيرة سواء في الجلسات الرئيسيّة أو على صعيد النقاشات الفردية والجماعيّة مع مختلف دور النشر المشاركة.

وقال جونغ هوا بارك من كوريا “” هذه المرة الأولى لي هنا في الشارقة وأنا سعيد بهذه الفرصة المهمة بالنسبة لي والتي تتيح التواصل مع المهتمين بصناعة الكتاب والناشرين والتركيز على الجوانب المختلفة في هذه الصناعة وبالتالي فنحن أمام إمكانيات كبيرة لعقد الاتفاقيات والشراكات مع الناشرين والمترجمين من كلّ مكان".

عاصم الخولي/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: صناعة الکتاب صناعة النشر إلى أن

إقرأ أيضاً:

الكتاب ابن الشارقة منذ 100 عام

الشارقة: «الخليج»

الكتاب، هو ابن الشارقة منذ 100 عام، وأكثر، ولأجله، عملت الإمارة منذ قرن من الزمان، على رعايته وإطلاقه للجميع عبر مكتبة ممنهجة، لتحتفظ به وتوفره للجميع في كل زمان ومكان.
لرحلة الكتاب، في إمارة الشارقة قصة طويلة، وإن كان الزمن الحديث لهذه الرحلة يرصدها من العام 1925، إلا أنها أصبحت بعد ذلك، في كنف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يدرك ويعي منذ نعومة أظفاره، قيمة الكتاب، وأهميته ودوره في بناء الأجيال والأوطان.


في الشارقة، تحتفي الإمارة بمتابعة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، هذه الأيام بالتحديد بمرور مئة عام من العطاء الثقافي والمعرفي، بإطلاق احتفالية مئوية مكتباتها العامة، من حصن الشارقة الواقع بمنطقة قلب الشارقة، وتستمر ببرنامج حافل يمتد على مدار عام كامل.
يأتي الاحتفال بمئوية «مكتبات الشارقة» لتسليط الضوء على إرث الإمارة العريق، ودورها المحوري في المشروع الثقافي والحضاري لإمارة الشارقة؛ فمنذ تأسيسها عام 1925 على يد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، في حصن الشارقة تحت مسمى «المكتبة القاسمية»، وحتى انتقالها إلى مبناها الحديث في ميدان الثقافة عام 2011، شكلت المكتبات العامة نواة للنهضة الثقافية والمعرفية في الإمارة.
وأعدت «مكتبات الشارقة» برنامجاً حافلاً بالفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تستمر على مدار عام 2025، بمشاركة أكثر من 13 جهة حكومية، يتوزع على أربعة محاور رئيسية، تتمثل في «البدايات الأدبية»، و«الحضارة الثقافية»، و«آفاق الأدباء والشعراء»، و«الاستدامة الثقافية»، ويشمل البرنامج ندوات، ومعارض تفاعلية، إلى جانب جلسات وورش عمل تستهدف جميع فئات المجتمع، مع التركيز على إبراز تطور المكتبات وتعزيز دورها كمراكز للمعرفة والإبداع.
الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، تقول إن هذه المناسبة تمثل شاهداً حياً على الجذور الراسخة للمشروع الثقافي والحضاري لإمارة الشارقة، الذي انطلق واستمر في التطور ليصبح نموذجاً يحتذى به وعلامة فارقة للإمارة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن المكتبات العامة كانت ولا تزال تمثل ركناً رئيسياً في مسيرة الإمارة الثقافية، حيث لعبت على مدى قرن كامل دوراً محورياً في تعزيز المعرفة، وتوفير الموارد العلمية لجميع أفراد المجتمع.
وأضافت: «تعلمنا من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن مستقبل الأمم يبدأ من الكتاب والمعرفة، وأن النهوض بدور المكتبات هو القاعدة الصلبة التي منها تنهض المجتمعات، وانطلاقاً من هذه الرؤية حرصت الإمارة على تعزيز مكانة المكتبة لتظل جزءاً من مشروع حضاري عالمي يرتكز على الثقافة والعلم».
وأضافت: «إن الاحتفال بـ (مئوية مكتبات الشارقة) يمثل عرفاناً بالجهود العظيمة التي بذلها الآباء والأجداد تجاه ترسيخ مقومات المعرفة في الإمارة، ويسلط الضوء على الإرث الثقافي العريق الذي تحمله المكتبات، وفي الوقت نفسه يجدد التزامنا بدعم هذا القطاع بوصفه جزءاً من أهم أدوات التطوير والتنمية التي ركزت عليها الشارقة في ماضيها وفي حاضرها ومستقبلها».
رحلة مكتبة الشارقة
تأسست أول مكتبة في الشارقة على يد المغفور له الشيخ سلطان بن صقر القاسمي (حاكم الشارقة 1924-1951) وتحديداً في قصره، وأطلق عليها في حينها اسم المكتبة القاسمية، وبقيت في الحصن فترة حكم المغفور له الشيخ صقر بن سلطان القاسمي وحتى عام 1956م، لتنتقل بعدها إلى المبنى الجديد الذي أقيم في ساحة الحصن تحت مسمى المضيف.
ثم انتقلت المكتبة إلى المغفور له الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة آنذاك، وبعده إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله، حيث نقلت في عام 1980 إلى الطابق العلوي لقاعة إفريقيا تحت مسمى «مكتبة الشارقة»، ثم تم نقلها إلى مبنى المركز الثقافي بالشارقة عام 1987 ولغاية عام 1998، لتحل أخيراً في المدينة الجامعية. وفي مايو 2011م افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي -حاكم الشارقة- المبنى الجديد للمكتبة في ميدان قصر الثقافة وتعرف اليوم بـ«مكتبة الشارقة العامة».

مقالات مشابهة

  • نقص الأعلاف .. أسباب وحلول لتجاوز الأزمة| فيديو
  • الشيخة بدور.. قيادة نسائية ملهمة
  • الكتاب ابن الشارقة منذ 100 عام
  • "رسالة في علم الكتابة والأحبار".. ندوة في معرض الكتاب
  • كاكو يتصدر «صناعة الفرص» في «أدنوك للمحترفين»
  • بأسعار رمزية.. سور الأزبكية ينافس دور النشر في معرض الكتاب
  • رئيس اتحاد الناشرين العرب: معرض القاهرة الدولي للكتاب الأهم في المنطقة
  • «جامعة الشارقة» تطلق مؤتمرها الدولي للخريجين
  • «الناشرين العرب»: معرض القاهرة الدولي للكتاب الأهم عالميا بمشاركة عربية واسعة
  • اتحاد الناشرين: معرض القاهرة الدولي للكتاب يؤكد أن المصريين أكثر شعوب العالم قراءة