جريدة الوطن:
2025-11-07@02:56:50 GMT

التهديد الفيروسي القادم!

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

التهديد الفيروسي القادم!

تطرَّقت منظَّمة الصحَّة العالَميَّة قَبْلَ فترة وجيزة بقولها بأنَّ هنالك فرصًا قريبة لتطوُّر وباء أو ربَّما جائحة. وحقيقة، سواء بدأ الوباء الأسبوع المقبل أو العام المقبل، أو ربَّما العقد المقبل، فإنَّ جائحة أخرى في طريقها. ولكن ـ بلا شك ـ لا يستطيع الباحثون التنبُّؤ بدقَّة متى أو كيف يُمكِن أن يبدأَ تفشِّي المرض؟ وهنا يجِبُ أن نعيَ بأنَّ هنالك أكثر من مليون فيروس كامن في الحياة البريَّة للثدييات والطيور في العالَم، ويُمكِن أن ينتقلَ ما يصل إلى نصفها إلى البَشَر حسب الدراسات المُعلَنة.

وهذه مجرَّد فيروسات، بَيْنَما تُمثِّل الطفيليَّات والفطريَّات والبكتيريا مخاطر مُعْدية كبيرة أيضًا!
بطبيعة الحال، يُمكِن للعلماء على الأقلِّ أن يتوصلوا إلى تخمين مدروس حَوْلَ ما قَدْ يحفِّز الحدث الكبير التَّالي! فهناك حسب عدَّة دراسات، ثلاث عائلات رئيسة من الفيروسات، أكثر من غيرها، تجعل العلماء متخوِّفين وهي: فيروسات الإنفلونزا، والفيروسات التاجيَّة (كورونا)، وفيروسات يُطلق عَلَيْها (فيروس باراميكسو). وهذه المجموعات قَدْ نقول إنَّها تُشكِّل مع بعضها ثلاثيَّة الموت التنفُّسي!
ولعلَّ هنا الاستقرار الجيني للفيروسات المخاطيَّة (فيروس باراميكسو) يُمكِن أن يجعلَ التطعيم ضدَّها سهلًا. فإنَّه كما أدركنا سابقًا وخلال الجائحة السَّابقة (كورونا)، تحتاج لقاحات الإنفلونزا والفيروسات التاجيَّة لدَيْنا إلى تحديثات منتظمة ـ كما هو الحال سنويًّا ـ للحفاظ على مواكبة نظام المناعة لدَيْنا للتطوُّر الفيروسي، خصوصًا وأنَّنا نستخدم بشكلٍ أساسي نَفْسَ لقاح الحصبة لأكثر من نصف قرن، ويبدو أنَّ المناعة ضدَّ الفيروس تستمرُّ لعقود. وهكذا هو الحال لفيروس (باراميكسو) المُسمَّى الطاعون البقري، الَّذي كان ذات يوم آفة كبرى للماشية، وأحَد الأمراض المُعْدية الوحيدة الَّتي تمكَّن العلماء من القضاء عَلَيْها على الإطلاق، خصوصًا وأنَّه يصيب في المقام الأوَّل الأبقار المضطربة. مع هذا فالباحثون ما زالوا لا يعرفون بالضبط كيف تنتقل الفيروسات المخاطيَّة تلك إلى أنواع جديدة، أو ما هي الطفرات الَّتي تحتاجها لِتصبحَ أكثر قابليَّة للانتقال بَيْنَنا! والحقيقة أنَّهم لا يعرفون لماذا تثير بعض تلك الفيروسات التهابات الجهاز التنفُّسي البسيطة فقط، في حين أنَّ البعض الآخر يتجوَّل في الجسم بشكلٍ مسعور حتَّى يموتَ المضيف!
الأهمُّ من ذلك، ربَّما نصل بأنَّ العالَم يُمكِن أن يصبحَ أيضًا أكثر عرضة للفيروسات الحصبيَّة، وهي الفصيلة الفرعيَّة الَّتي تشمل الحصبة. فإذا تمَّ القضاء على الحصبة في أيِّ وقت، فقَدْ تضغط بعض الهيئات الصحيَّة من أجْل وضع حدٍّ لحقن الحصبة. وأجزم بأنَّ المُشْكلة ستكُونُ هنا، بنَفْسِ الطريقة الَّتي أدَّى بها انتهاء التطعيم ضدَّ الجدري إلى ترك العالَم عرضة للإصابة بالجدري، فإنَّ انخفاض المناعة ضدَّ الحصبة يُمكِن أن يتركَ فرصة لظهور قريب مثلًا!
ختامًا، لَنْ يكُونَ الوباء القادم بالضرورة فيروس إنفلونزا أو فيروس كورونا. لكن لدَيْها فرصة ممتازة للبدء كما حدَث مع العديد من الأوبئة المعروفة الأخرى، مع انتشار البرامج للأبحاث البيولوجيَّة التسليحيَّة وارتباطها بالحيوانات في أجزاء من العالَم. قَدْ لا نكُونُ قادرين على التنبُّؤ بالكائنات المُسبِّبة للأمراض أو المخلوقات الَّتي قَدْ تكُونُ متورِّطة في تفشِّي المرض الكبير المقبل، ولكن حتمًا سيكُونُ التهديد الفيروسي تقريبًا هو ذلك الَّذي لَمْ يفكِّر فيه أحَد!

د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م

إقرأ أيضاً:

التوعية الشاملة والوقاية المنزلية أساس الحماية من فيروس الجهاز التنفسي المخلوي في الإمارات

تستعد دولة الإمارات، مع اقتراب موسم الشتاء، لمواجهة حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، وهو من أبرز مسببات التهابات الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال والرضّع، حيث تشهد المستشفيات خلال هذه الفترة ضغطاً متزايداً على وحدات العناية المركزة للأطفال، ما يجعل التوعية والوقاية المجتمعية عناصر أساسية للحد من انتشار الفيروس وتأثيره.
وفي هذا الصدد، يوضح الدكتور ماركوس كنوف، رئيس مستشفى الأطفال في مدينة فورمز بألمانيا واستشاري الأمراض المعدية للأطفال في جامعة ماينز، أن الفيروس يمثل أحد أهم أسباب دخول الرضع إلى المستشفيات حول العالم، مشيراً إلى أن التجربة الألمانية أثبتت أن الجمع بين الوعي والتدخل المبكر يمكن أن يحقق نتائج ملموسة، إذ سجلت البلاد انخفاضاً بنسبة ثمانين في المئة في حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب الفيروس بعد تنفيذ برامج توعوية شاملة.
وفي دولة الإمارات، يؤكد البروفيسور وليد أبو حمور، رئيس قسم الأمراض المعدية ومكافحة العدوى في مستشفى الجليلة للأطفال، أن الوقاية تبدأ من المنزل، مشدداً على أن الممارسات اليومية البسيطة مثل غسل اليدين بانتظام، والعناية بالنظافة الشخصية، وتجنب المخالطة مع الأشخاص المصابين بأعراض البرد، تمثل خط الدفاع الأول ضد الفيروس. كما يشير إلى أن التربية الصحية يجب أن تحتل مكانة أساسية في المجتمع، لأن التثقيف الصحي يشكل بحد ذاته أداة وقائية فعالة تسهم في حماية الأطفال من العدوى ومضاعفاتها.
ويؤكد بابتيست دي كلارنس، المدير العام للقاحات في دول الخليج لدى الشركة، أن سانوفي تعمل جنباً إلى جنب مع الخبراء والمؤسسات الصحية في دولة الإمارات لتعزيز ثقافة الوقاية ورفع مستوى الوعي، بما يمكّن العائلات بالمعرفة ووسائل الحماية اللازمة لضمان بداية صحية وآمنة لكل طفل.
وتأتي هذه الجهود تجسيدًا لالتزام مختلف الجهات الصحية والشركاء الدوليين بترسيخ ثقافة الوعي والمسؤولية الصحية، وتطوير برامج وقائية تسهم في تقليل العبء على القطاع الطبي، وتعزيز صحة الأطفال في دولة الإمارات على المدى الطويل.


مقالات مشابهة

  • رضا عبد العال: الزمالك الأقرب للفوز على الأهلي بالسوبر
  • رغم التهديد الإسرائيليّ.. الجيش يرفض إخلاء ثكنة عسكريّة في كفردونين
  • برلماني: مؤتمر إعادة إعمار غزة تتويج للجهود المصرية لإحياء مسار القضية الفلسطينية
  • هذا ما حدث في الحصبة بصنعاء؟ .. واستنفر الشرطة اسبوعين!
  • تحذيرات من عودة فيروس كورونا.. ونصائح لحماية الأطفال من العدوى بالمدارس.. فيديو
  • اكتشاف فيروس يشبه كورونا لدى الخفافيش في البرازيل.. فهل يتكرر سيناريو الوباء؟
  • فيروس إنفلونزا A المنتشر حالياً: تعرف على أسرع طرق العلاج والوقاية
  • التقرير الثاني للجيش غدا على وقع رفع مستوى التهديد الإسرائيليبضربة كبيرة
  • الوقاية من فيروس الجهاز التنفسي المخلوي تبدأ من المنزل
  • التوعية الشاملة والوقاية المنزلية أساس الحماية من فيروس الجهاز التنفسي المخلوي في الإمارات