جريدة الوطن:
2025-03-10@01:50:30 GMT

التهديد الفيروسي القادم!

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

التهديد الفيروسي القادم!

تطرَّقت منظَّمة الصحَّة العالَميَّة قَبْلَ فترة وجيزة بقولها بأنَّ هنالك فرصًا قريبة لتطوُّر وباء أو ربَّما جائحة. وحقيقة، سواء بدأ الوباء الأسبوع المقبل أو العام المقبل، أو ربَّما العقد المقبل، فإنَّ جائحة أخرى في طريقها. ولكن ـ بلا شك ـ لا يستطيع الباحثون التنبُّؤ بدقَّة متى أو كيف يُمكِن أن يبدأَ تفشِّي المرض؟ وهنا يجِبُ أن نعيَ بأنَّ هنالك أكثر من مليون فيروس كامن في الحياة البريَّة للثدييات والطيور في العالَم، ويُمكِن أن ينتقلَ ما يصل إلى نصفها إلى البَشَر حسب الدراسات المُعلَنة.

وهذه مجرَّد فيروسات، بَيْنَما تُمثِّل الطفيليَّات والفطريَّات والبكتيريا مخاطر مُعْدية كبيرة أيضًا!
بطبيعة الحال، يُمكِن للعلماء على الأقلِّ أن يتوصلوا إلى تخمين مدروس حَوْلَ ما قَدْ يحفِّز الحدث الكبير التَّالي! فهناك حسب عدَّة دراسات، ثلاث عائلات رئيسة من الفيروسات، أكثر من غيرها، تجعل العلماء متخوِّفين وهي: فيروسات الإنفلونزا، والفيروسات التاجيَّة (كورونا)، وفيروسات يُطلق عَلَيْها (فيروس باراميكسو). وهذه المجموعات قَدْ نقول إنَّها تُشكِّل مع بعضها ثلاثيَّة الموت التنفُّسي!
ولعلَّ هنا الاستقرار الجيني للفيروسات المخاطيَّة (فيروس باراميكسو) يُمكِن أن يجعلَ التطعيم ضدَّها سهلًا. فإنَّه كما أدركنا سابقًا وخلال الجائحة السَّابقة (كورونا)، تحتاج لقاحات الإنفلونزا والفيروسات التاجيَّة لدَيْنا إلى تحديثات منتظمة ـ كما هو الحال سنويًّا ـ للحفاظ على مواكبة نظام المناعة لدَيْنا للتطوُّر الفيروسي، خصوصًا وأنَّنا نستخدم بشكلٍ أساسي نَفْسَ لقاح الحصبة لأكثر من نصف قرن، ويبدو أنَّ المناعة ضدَّ الفيروس تستمرُّ لعقود. وهكذا هو الحال لفيروس (باراميكسو) المُسمَّى الطاعون البقري، الَّذي كان ذات يوم آفة كبرى للماشية، وأحَد الأمراض المُعْدية الوحيدة الَّتي تمكَّن العلماء من القضاء عَلَيْها على الإطلاق، خصوصًا وأنَّه يصيب في المقام الأوَّل الأبقار المضطربة. مع هذا فالباحثون ما زالوا لا يعرفون بالضبط كيف تنتقل الفيروسات المخاطيَّة تلك إلى أنواع جديدة، أو ما هي الطفرات الَّتي تحتاجها لِتصبحَ أكثر قابليَّة للانتقال بَيْنَنا! والحقيقة أنَّهم لا يعرفون لماذا تثير بعض تلك الفيروسات التهابات الجهاز التنفُّسي البسيطة فقط، في حين أنَّ البعض الآخر يتجوَّل في الجسم بشكلٍ مسعور حتَّى يموتَ المضيف!
الأهمُّ من ذلك، ربَّما نصل بأنَّ العالَم يُمكِن أن يصبحَ أيضًا أكثر عرضة للفيروسات الحصبيَّة، وهي الفصيلة الفرعيَّة الَّتي تشمل الحصبة. فإذا تمَّ القضاء على الحصبة في أيِّ وقت، فقَدْ تضغط بعض الهيئات الصحيَّة من أجْل وضع حدٍّ لحقن الحصبة. وأجزم بأنَّ المُشْكلة ستكُونُ هنا، بنَفْسِ الطريقة الَّتي أدَّى بها انتهاء التطعيم ضدَّ الجدري إلى ترك العالَم عرضة للإصابة بالجدري، فإنَّ انخفاض المناعة ضدَّ الحصبة يُمكِن أن يتركَ فرصة لظهور قريب مثلًا!
ختامًا، لَنْ يكُونَ الوباء القادم بالضرورة فيروس إنفلونزا أو فيروس كورونا. لكن لدَيْها فرصة ممتازة للبدء كما حدَث مع العديد من الأوبئة المعروفة الأخرى، مع انتشار البرامج للأبحاث البيولوجيَّة التسليحيَّة وارتباطها بالحيوانات في أجزاء من العالَم. قَدْ لا نكُونُ قادرين على التنبُّؤ بالكائنات المُسبِّبة للأمراض أو المخلوقات الَّتي قَدْ تكُونُ متورِّطة في تفشِّي المرض الكبير المقبل، ولكن حتمًا سيكُونُ التهديد الفيروسي تقريبًا هو ذلك الَّذي لَمْ يفكِّر فيه أحَد!

د. يوسف بن علي الملَّا
طبيب ـ مبتكر وكاتب طبي
dryusufalmulla@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م

إقرأ أيضاً:

مرض نادر.. إليك ما يجب معرفته عن متلازمة فيروس هانتا الرئوية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلن مسؤولون، الجمعة، أن زوجة الممثل الحائز على جائزة الأوسكار جين هاكمان، بيتسي أراكاوا، توفيت بسبب متلازمة فيروس هانتا الرئوية، الشهر الماضي، في منزلهما بولاية نيو مكسيكو الأمريكية.

ويمكن لفيروس هانتا أن يصيب البشر من خلال الاتصال بالقوارض، وغالبًا من خلال فئران الغزلان في الولايات المتحدة، خصوصًا عند التعرض لبولها أو فضلاتها أو لعابها، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).  

ولا ينتقل الفيروس من شخص لآخر.

وفي الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من نصف الكرة الغربي، يمكن أن تؤدي الإصابة بفيروس هانتا إلى متلازمة فيروس هانتا الرئوية، وهو مرض نادر يمكن أن يؤثر بشدة على الرئتين.

وبين عامي 1993 و2022، تم الإبلاغ عن 834 حالة من متلازمة فيروس هانتا الرئوية في الولايات المتحدة، خصوصًا في الولايات الغربية، وفقًا لبيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

وسجّلت نيو مكسيكو عددًا من حالات الإصابة بفيروس هانتا أكثر من أي ولاية أخرى، وتوفي حوالي 41% من هؤلاء المرضى بسبب المرض. 

ويُعد فيروس يُسمى Sin Nombre (SNV) أكثر أنواع فيروس هانتا شيوعًا في جنوب غرب الولايات المتحدة، وفقًا للدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية لدى المركز الطبي بجامعة فاندربيلت.

ونظرًا لمحدودية العلاجات المتاحة لهذا المرض، فإن أفضل وسيلة للحماية تتمثل بتجنب الاتصال بالقوارض واتخاذ الاحتياطات عند تنظيف أماكن تواجدها، وفقًا لمجموعة "مايو كلينك" الطبية.

وقال شافنر: "إذا كان المكان مليئًا بالغبار، وكان الشخص يقوم بالتنظيف في بيئة ملوثة، فقد تتسبّب حركته في تكوين سحب صغيرة من الغبار، ما يؤدي إلى استنشاق جزيئات الفيروس".

وقد تستغرق الأعراض نحو شهرين للظهور بعد التعرّض للفيروس، وتبدأ غالبًا بالشعور بالإرهاق، والحرارة، وآلام العضلات، ثم تتطور إلى سعال وضيق في التنفس خلال أيام قليلة. 

وقد يعاني بعض المصابين أيضًا من الصداع، والدوار، والقشعريرة، إضافة إلى الغثيان أو مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي.

ونظرا لأنها تؤثر على الرئتين، قد تسبب متلازمة فيروس هانتا الرئوية صعوبات في التنفس، وقد يحتاج بعض المرضى إلى دعم تنفسي مثل التنبيب. 

وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، قد يموت أكثر من ثلث الأشخاص الذين يصابون بأعراض تنفسية بسبب المرض.

قد يتم الخلط بين بعض أعراض متلازمة فيروس هانتا الرئوية والإنفلونزا، أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، ما يجعل التعرض المحتمل للقوارض عاملًا مهمًا يجب أن يكون مقدمو الرعاية الصحية على دراية به ويأخذوه بالاعتبار.

مقالات مشابهة

  • وفاة 10 أطفال في مأرب بسبب الحصبة منذ بداية العام
  • واشنطن: الضغوط القصوى على طهران هدفها إنهاء التهديد النووي
  • ظهر فى تكساس الأمريكية.. قلق عالمي وتحذيرات بسبب فيروس سينتشر خلال الإجازات
  • «علي عبد العال» يصل حفل الإفطار السنوي لأبناء قنا والأقصر والقبائل العربية
  • رضا عبد العال ينتقد أداء نجم الزمالك.. ملوش أي بصمة
  • مرض نادر.. إليك ما يجب معرفته عن متلازمة فيروس هانتا الرئوية
  • واشنطن بوست: وفاة شخصين وإصابة نحو 230 شخصًا بالحصبة
  • تحت التهديد
  • موناكو تحت التهديد في فرنسا!
  • محكمة أمريكية تحمل الصين مسؤولية فيروس كورونا وتطالبها بـ 24 مليار دولار