عاصرتُ انتخابات مجلس الشورى العُماني على مدار العشرين عامًا الماضية، وكُلُّنا لَمسْنا التطوُّرات الَّتي طرأت على عمليَّة التصويت، والنقلة النَّوْعيَّة الَّتي شهدتها انتخابات الفترة العاشرة من استخدام أحدث التقنيَّات الرَّقميَّة والذَّكاء الاصطناعي، الأمْرُ الَّذي انعكس على الناخبِين والمرشَّحين، وسهَّل عمل الجهات الرقابيَّة المسؤولة عن العمليَّة الانتخابيَّة، وضمَن تحقيق معايير عالية من الشفافيَّة والنَّزاهة وتكافؤ الفرص بَيْنَ المتنافسين، واختصار الوقت والجهد وسرعة إعلان النتائج، كما أنَّها أظهرت الوَجْه الحضاري الرَّاقي لسلطنة عُمان.


وهذه ثاني انتخابات إلكترونيَّة لمجلس الشورى تشهدها عُمان، حيث سبَقَ استخدام التقنيَّة الحديثة في الانتخابات السَّابقة وكانت تجربة فريدة من نَوْعها على مستوى المنطقة والعالَم، وحقَّقت نجاحًا منقطع النظير، وتمَّ إدخال بعض التحسينات التقنيَّة في الانتخابات الحاليَّة، بإضافة خواص تجعل الإجراءات الانتخابيَّة أكثر سهولة وموثوقيَّة. المواطن العُماني ينتظر الكثير من مجلس الشورى في دَوْرته العاشرة وينتظر من مُمثِّليه أن يكونوا إضافةً حقيقيَّة تعطي زخمًا ونَفَسًا جديدًا للعمل الوطني المشترك بَيْنَ الحكومة والمجلس؛ لِمَا فيه مصلحة الوطن والمواطن، وأن يمارسَ الأعضاء حقَّهم في التشريع والرقابة، وطرح المشاكل الحقيقيَّة الَّتي تشغل بال المواطنين، وتقديم الاقتراحات والحلول الواقعيَّة للحكومة لِتستطيعَ مواجهة التحدِّيات السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، الَّتي تحتاج تكاتف الجميع، وأن يكُونَ همُّهم الرئيس إعلاء المصلحة الوطنيَّة، والحفاظ على المنجزات الَّتي تحقَّقت على مدار سِني النَّهضة المباركة، وتعظيم المكتسبات الراهنة من أجْلِ مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة.
كنتُ أتمنَّى مشاركةً أكثر للمرأة العُمانيَّة في انتخابات الفترة العاشرة بالقدر الَّذي يتناسب مع مكانتها في المُجتمع، وما حقَّقته من نجاحات في مجالات التعليم والعمل والتمكين الاقتصادي، حيث وصل عدد المترشِّحات (32) امرأة وهو عدد أقلُّ من الانتخابات السَّابقة الَّتي وصل فيها العدد إلى (42) مترشِّحة، وكنت أتمنى ألَّا يقلَّ عدد الناجحات عن الدَّوْرة السَّابقة الَّتي شغلت المرأة فيها مقعدَيْنِ تحت قبَّة المجلس، ولكن للأسف خلا المجلس هذه الدورة من المرأة، ولا أدري سببًا لعدم تحمُّس المرأة لنظيرتها المرأة وإحجامها عن اختيارها والوثوق فيها لتمثيلِها، وإعطاء صوتها بدلًا من ذلك للرجُل، رغم توافر شروط الكفاءة العلميَّة والخبرة العمليَّة في كثير من المترشِّحات، وكون المرأة تُمثِّل تقريبًا نصف عدد مَنْ لَهُمْ حقُّ الانتخاب.
نأمل من المجلس الجديد أن يكُونَ قادرًا على إحداث التغيير والتطوير المنتظَر، واستخدام الأدوات الرقابيَّة والتشريعيَّة بوعي، وأن يصلَ إلى عضويَّة المجلس كوادر وطنيَّة، تتمتع بالكفاءة العلميَّة والمهنيَّة وقوَّة الشخصيَّة، والقدرة على التحليل والتعامل مع البيانات والأرقام والمؤشِّرات المحلِّيَّة والعالَميَّة، وخبرات قانونيَّة قادرة على سَنِّ القوانين وتطوير التشريعات، الَّتي تُلبِّي حاجة المُجتمع وتتواكب مع التغيُّرات السِّياسيَّة والاقتصاديَّة الدوليَّة والإقليميَّة، وتهيئ البيئة والمناخ الصحِّي اللازم لدَوَران عجلة الإنتاج، وتوفير فرص العمل وجذب الاستثمارات.
على مجلس الشورى في فترته العاشرة، مواكبة رؤية «عُمان 2040» والتعاطي مع مراحلها وأهدافها بحضور حقيقي ومشاركة فاعلة، من خلال برامج وخطط على مستوى اللجان النَّوْعيَّة للمجلس وأمانته العامَّة، والعمل وفق قِطاعات حيويَّة تواكب أهداف الرؤية، من خلال تقسيم عمل اللجان لقِطاعات تُعنى بمجالات التشريع والقانون والاقتصاد والتنمية، والتعليم والشَّباب والثقافة والخدمات.

محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أفعال تمنع استجابة الدعاء.. 3 معاصي يقع فيها كثيرون

لا شك أنه ينبغي معرفة ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟ لتجنبها ، حيث إن الدعاء هو سبيل النجاة من البلاء ومصائب الدنيا، كما أنه بوابة الخيرات والبركات والأرزاق والعيش الهنيء، ومن ثم ينبغي معرفة ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟ للبعد عنها.

دعاء الضحى للغنى والرزق.. يزيد المال ويفك الكربدعاء مستجاب في نفس اللحظة بعد العشاء .. ردده وتجنب 5 أفعالهل أفضل صيغة للدعاء من القلب أم القرآن؟.. 7 أسرار ليستجيب الله لكما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن استجابة الدعاء قد تتأخر لأسباب متعددة، ولكن ذلك لا يعني عدم حب الله لعباده أو عدم استجابته لهم.

وأكد “ شلبي” في إجابة سؤال : ما هي الأفعال التي تمنع استجابة الدعاء ؟، على أهمية "حسن الظن بالله"، ويجب أن نثق تمامًا بأن الله يستجيب لدعائنا، وأنه يحب عباده الذين يدعونه بصدق.

وشدد على ضرورة تحقيق شروط الدعاء، مثل أن يكون "مطعم الشخص وشرابه من حلال" وأن يكون مؤمنًا بالله ويؤدي الطاعات، منوهًا بأنه من الضروري أيضًا عدم الاعتداء في الدعاء، بمعنى أن يكون الدعاء مقبولًا ومعقولًا.

وتابع: على سبيل المثال، الدعاء بتفريق بين الأزواج يعد تعديًا، مشيرًا إلى أهمية "التفاؤل والرجاء"، لافتًا إلى أن الشخص يجب أن يكون متفائلًا بأن دعاءه مقبول، وأن الصبر مهم في هذا السياق.

ذنوب تمنع استجابة الدعاء

1- أكل المال الحرام بيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنّ الكسب الحرام من أسباب عدم إجابة الدُّعاء؛ كالتعامُل بالربا، أو أكل أموال النّاس بغير وجه حق؛ كالغش والخِداع والظُلم، فهذا كُلّه من المال الحرام، وهي من الذُنوب التي تمنع إجابة الدُّعاء وتحبسه.

وقد ورد ذلك في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مُسلم: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟)، فبيّن الحديث أنّ المطعم والمشرب والغذاء الحرام سببٌ لمنع استجابة الدُّعاء.

2- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنّ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر من الذُنوب التي تحبس الدُعاء وتمنع إجابته؛ وذلك لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ، أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم)، حيث ذكر أهل العلم أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر سببٌ في إجابة الدُعاء، وتركه من أسباب رد الدُّعاء، وعدم استجابته.

3- التوجه لغير الله بالدعاء نهى الله -تعالى- عباده المؤمنين عن دُعاء غيره؛ لقوله -تعالى-: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ)، وذلك لأن دُعاء غيره هو من أنواع الشرك، وهو مُحبطٌ للعمل، كما أنّه من الذُنوب التي تحبس الدُعاء.

وبيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أن الدُعاء عبادة، ولا يجوز التوجه بالعبادة لغير الله -تعالى- أو إشراك أحد معه فيها، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ ثمَّ قالَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).

4- الدعاء بإثم ، فبينت عددٌ من الأحاديث أنّ من الأسباب المانعة لإجابة الدُعاء ما كان فيه إثم؛ كالدُّعاء على النّفس بالموت أو السُّوء، أو الدُّعاء على الآخرين؛ كالأولاد أو الأموال، أو تمنّي مُلاقاة الأعداء، وورد النهي عن هذه الأدعية في عددٍ من الأحاديث.

وقال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في الدُعاء على النفس بالموت أو غيره: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي).

ونهى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عن الدُّعاء على الأولاد أو الأموال بقوله: (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).

5- الدعاء بقطيعة رحم، حيث ذكر العُلماء أنّ من الأسباب التي تمنع إجابة الدُعاء ما كان فيه قطيعة الرحم، كأن يُقال في الدّعاء: اللهم فرّق بين فُلانٌ وأهله، أو فرّق بينه وبين أُمه أو أبيه، وقد يكون الدُّعاء بالقطيعة بين المُسلمين، كأن يقول: اللهم فرق بين المُسلمين، وفرق كلمتهم أو شملهم، ونحو ذلك من هذه الأدعية.

وورد النهي والتحذير من ذلك في قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (ما مِن رجلٍ يَدعو اللَّهَ بدعاءٍ إلَّا استُجيبَ لَهُ، فإمَّا أن يعجَّلَ له في الدُّنيا، وإمَّا أن يُدَّخرَ لَهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يُكَفَّرَ عنهُ من ذنوبِهِ بقدرِ ما دعا، ما لم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رحمٍ أو يستعجِلْ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ يستَعجلُ؟ قالَ: يقولُ: دعوتُ ربِّي فما استجابَ لي).

6- تعجل الإجابة، فقد ذكر الإمامُ ابن القيم أنّ من الأسباب التي تحبس الدُعاء أن يتعجّل المُسلم الإجابة، أو يستبطئها؛ فيقوم بالتحسُّر والندم على دُعائه، وذلك كمن يقوم بالغرس أو الزرع ولكنه يستبطئ كماله، فيقوم بتركه وإهماله، وعلى المُسلم أن يثق بالله -تعالى- عند دُعائه. حيث إنّ شُروط الإجابة أن يكون المُسلم على ثقة بربّه، وبأنّه الوحيد القادر على إجابة دُعائه، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).

وجاء في الحديث القُدسيّ الذي يُبين الله -تعالى- فيه كمال قُدرته ومُلكه، وأنّ خزائنه لا تنفد أو تنقُص بالإجابة والعطاء: (يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ).

مقالات مشابهة

  • الصحفيون ينتخبون مجلس نقابتهم اليوم
  • العاصمة.. هذه الطرق مغلقة ليلتي الخميس والجمعة  
  • العاشرة صباحا بتوقيت العودة للديار..!!
  • الاحتلال يمنع أحد أعضاء المجلس المركزي من المشاركة في الجلسات
  •  اجتماعات المركزي في أمريكا: قرارات حاسمة لمستقبل الاقتصاد
  • بيان مهم للقوات المسلحة الساعة العاشرة مساًء
  • مجلس عُمان يشارك في جلسة "البرلمان العربي" بالعراق
  • قومي المرأة: النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النادرة
  • تركيا تلقي منشورات على جبال دهوك تطالب فيها العماليين بتسليم أنفسهم
  • أفعال تمنع استجابة الدعاء.. 3 معاصي يقع فيها كثيرون