انتخابات الشورى .. انعكاس للتطور واستشرف لمستقبل عمان
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
عاصرتُ انتخابات مجلس الشورى العُماني على مدار العشرين عامًا الماضية، وكُلُّنا لَمسْنا التطوُّرات الَّتي طرأت على عمليَّة التصويت، والنقلة النَّوْعيَّة الَّتي شهدتها انتخابات الفترة العاشرة من استخدام أحدث التقنيَّات الرَّقميَّة والذَّكاء الاصطناعي، الأمْرُ الَّذي انعكس على الناخبِين والمرشَّحين، وسهَّل عمل الجهات الرقابيَّة المسؤولة عن العمليَّة الانتخابيَّة، وضمَن تحقيق معايير عالية من الشفافيَّة والنَّزاهة وتكافؤ الفرص بَيْنَ المتنافسين، واختصار الوقت والجهد وسرعة إعلان النتائج، كما أنَّها أظهرت الوَجْه الحضاري الرَّاقي لسلطنة عُمان.
وهذه ثاني انتخابات إلكترونيَّة لمجلس الشورى تشهدها عُمان، حيث سبَقَ استخدام التقنيَّة الحديثة في الانتخابات السَّابقة وكانت تجربة فريدة من نَوْعها على مستوى المنطقة والعالَم، وحقَّقت نجاحًا منقطع النظير، وتمَّ إدخال بعض التحسينات التقنيَّة في الانتخابات الحاليَّة، بإضافة خواص تجعل الإجراءات الانتخابيَّة أكثر سهولة وموثوقيَّة. المواطن العُماني ينتظر الكثير من مجلس الشورى في دَوْرته العاشرة وينتظر من مُمثِّليه أن يكونوا إضافةً حقيقيَّة تعطي زخمًا ونَفَسًا جديدًا للعمل الوطني المشترك بَيْنَ الحكومة والمجلس؛ لِمَا فيه مصلحة الوطن والمواطن، وأن يمارسَ الأعضاء حقَّهم في التشريع والرقابة، وطرح المشاكل الحقيقيَّة الَّتي تشغل بال المواطنين، وتقديم الاقتراحات والحلول الواقعيَّة للحكومة لِتستطيعَ مواجهة التحدِّيات السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، الَّتي تحتاج تكاتف الجميع، وأن يكُونَ همُّهم الرئيس إعلاء المصلحة الوطنيَّة، والحفاظ على المنجزات الَّتي تحقَّقت على مدار سِني النَّهضة المباركة، وتعظيم المكتسبات الراهنة من أجْلِ مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة.
كنتُ أتمنَّى مشاركةً أكثر للمرأة العُمانيَّة في انتخابات الفترة العاشرة بالقدر الَّذي يتناسب مع مكانتها في المُجتمع، وما حقَّقته من نجاحات في مجالات التعليم والعمل والتمكين الاقتصادي، حيث وصل عدد المترشِّحات (32) امرأة وهو عدد أقلُّ من الانتخابات السَّابقة الَّتي وصل فيها العدد إلى (42) مترشِّحة، وكنت أتمنى ألَّا يقلَّ عدد الناجحات عن الدَّوْرة السَّابقة الَّتي شغلت المرأة فيها مقعدَيْنِ تحت قبَّة المجلس، ولكن للأسف خلا المجلس هذه الدورة من المرأة، ولا أدري سببًا لعدم تحمُّس المرأة لنظيرتها المرأة وإحجامها عن اختيارها والوثوق فيها لتمثيلِها، وإعطاء صوتها بدلًا من ذلك للرجُل، رغم توافر شروط الكفاءة العلميَّة والخبرة العمليَّة في كثير من المترشِّحات، وكون المرأة تُمثِّل تقريبًا نصف عدد مَنْ لَهُمْ حقُّ الانتخاب.
نأمل من المجلس الجديد أن يكُونَ قادرًا على إحداث التغيير والتطوير المنتظَر، واستخدام الأدوات الرقابيَّة والتشريعيَّة بوعي، وأن يصلَ إلى عضويَّة المجلس كوادر وطنيَّة، تتمتع بالكفاءة العلميَّة والمهنيَّة وقوَّة الشخصيَّة، والقدرة على التحليل والتعامل مع البيانات والأرقام والمؤشِّرات المحلِّيَّة والعالَميَّة، وخبرات قانونيَّة قادرة على سَنِّ القوانين وتطوير التشريعات، الَّتي تُلبِّي حاجة المُجتمع وتتواكب مع التغيُّرات السِّياسيَّة والاقتصاديَّة الدوليَّة والإقليميَّة، وتهيئ البيئة والمناخ الصحِّي اللازم لدَوَران عجلة الإنتاج، وتوفير فرص العمل وجذب الاستثمارات.
على مجلس الشورى في فترته العاشرة، مواكبة رؤية «عُمان 2040» والتعاطي مع مراحلها وأهدافها بحضور حقيقي ومشاركة فاعلة، من خلال برامج وخطط على مستوى اللجان النَّوْعيَّة للمجلس وأمانته العامَّة، والعمل وفق قِطاعات حيويَّة تواكب أهداف الرؤية، من خلال تقسيم عمل اللجان لقِطاعات تُعنى بمجالات التشريع والقانون والاقتصاد والتنمية، والتعليم والشَّباب والثقافة والخدمات.
محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
القومي للمرأة يطلق حملة إعلامية للتعريف بوحدات “المرأة الآمنة”
في إطار حملة ال16 يوم من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة، وضمن جهود المجلس القومى للمرأة المستمرة لحماية النساء والفتيات من العنف والقضاء عليه، أطلق المجلس حملة إعلامية توعوية على وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بـ“وحدات المرأة الآمنة”، تمتد على مدار أسبوعين.
رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة تحتفل مع أطفال دار الصديق بعيدهم ليلى سالم عضوًا في المجلس القومي للمرأة ضمن تشكيله الجديدوتتضمن الحملة مجموعة من المنشورات والفيديوهات علاوة على فيديو انفرجراف للتعريف بالوحدات وآليات عملها وما تقدمه من خدمات.
وشارك فى الحملة نشوى الحوفى ومجموعة من الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعى.