غزة الآن.. لحظة فارقة في التاريخ!
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
غزة الآن.. لحظة فارقة في التاريخ!
والأخطر، مَن في الشرق الأوسط سيقبل بأن تكون "الكلمة الأخيرة" في هذا الصراع هي "كلمة حماس"..؟
مَن في الشعب الإسرائيلي سيبقى ويقبل العيش في "حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة".. وأمامه بدائل أخرى في العودة إلى وطنه الأم؟
"أين الجيش وجهاز شاباك بكل وسائلهما، وطائراتهما المسيرة، وتنصتهما، والذكاء البشري والاصطناعي، وابتزازهما العملاء، وعباقرة وحدة النخبة 8200؟.
."
قال جدعون ليفي إن من بين الإنجازات التي يمكن أن يضيفها نتنياهو لرصيده، قدرته على "إلغاء حل الدولتين" بشكل دائم وإزالة قضية فلسطين برمتها من جدول الأعمال العام.
هناك انفجار سياسي جوهري سيلازمنا (إسرائيل) لوقت طويل.. دولة إسرائيل ستكون بحاجة لقائد بحجم "دافيد بن غوريون" يُعلن أن هدفه هو إقامة دولة إسرائيل مجددا!
مرة أخرى سيقول جدعون ليفى: "إسرائيل ستدفع الثمن، وسيكون أثقل مما يبدو لها الآن.. إسرائيل على وشك دخول حرب كارثية، أو دخلتها فعلا" (ألم أقل لكم إنه رجل خطير)؟!
كيف حصلت "حماس" على هذه المعلومات المرعبة؟ إذا بنينا تصورنا على أن 7 أكتوبر كان "الغداء بهم قبل العشاء بنا".. فهذا قد يفسر حالة الهرولة الغربية الهلوعة إلى هذا التدخل المثير.
* * *
حين قال الرئيس الأمريكي بايدن للعالم من أيام قليلة تعليق على ما يحدث في غزة: "إننا في لحظة فارقة في التاريخ" فقد كان يعنى ما يقول حرفيا وفعليا، والأغلب أن هذه الجملة أُمليت عليه، من مراكز "التفكير" التي تدير المعركة الآن على نطاقها التاريخي الأوسع..
ويعرفون جيدا "حماس" التي قد يكون توصيفها الميداني كحركة مسلحة هو آخر توصيف لها.. فحماس هي امتداد وتطور للحركة الإصلاحية في المشرق العربي من القرن الثامن عشر..
ويصح القول هنا بأن 7 أكتوبر كان "الزلزلة العظيمة" التي أتت على أرضية كل شيء فأظهرت فيه "الحقيقة" كلها على أبين ما يكون ظهورها ومظهرها، فكأنها وُلدت من جديد، وبكل ما تحمله كلمة الحقيقة من حمولات..
هل نقول الإيمان والاعتقاد؟ هل نقول المفاهيم والأفكار؟ هل نقول الفرضيات والوقائع؟ هل نقول الفهم والتصور؟ هل نقول النظرية والمعادلة؟ هل نقول التاريخ وإرادة الإنسان فيه؟ والإنسان والتاريخ اللذان حيرا الفيلسوف الألماني هيغل (ت: 1831م) هما بالفعل الحقيقة الناصعة، التي لا يختلف عليها اثنان.. إنهما يجسدانها تجسيدا أمام أعيننا.
أحد العسكريين المخضرمين قال: ما حدث وجرى تنفيذه في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مع فرقة غزة (لواءين).. يتجاوز النوع البشرى في مثل هذه الأحوال..
وسيحلله لنا الكاتب الإسرائيلي الشهير جدعون ليفي (71 سنة) وصاحب كتاب "منطقة الشفق.. الحياة والموت في ظل الاحتلال الإسرائيلي.. معاقبة غزة" وسيقول لنا في مقال له في جريدة هآرتس يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر:
"أين الجيش وجهاز الأمن الشاباك بكل وسائلهما، وطائراتهما المسيرة، وتنصتهما، وذكائهما البشري والاصطناعي، وابتزازهما للمصادر البشرية (يقصد العملاء)، وعباقرة وحدة النخبة 8200؟.. ألم يكن لدى أي أحد منهم أدنى فكرة؟ إن نجاح حماس حدث استراتيجي رهيبا"..
* * *
لكن المهم هنا على ذكر هذا "الرجل الخطير".. أنه كان قد كتب مقالا في 30 أيار/ مايو الماضي في جريدة "هآرتس" وأنذر فيه بما يحدث الآن!!..
ويبدو أن المعلومات الذي توفرت لديه وبنى عليها رأيه هذا، قد وصلت إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتفسر لنا بعقلانية شديدة، وبحس إيماني ووطني بالغ القوة، في القرار والتنفيذ، ما حدث في "سبتهم الأسود"، ماذا قال جدعون ليفي؟
قال إن من بين الإنجازات التي يمكن أن يضيفها نتنياهو إلى رصيده، قدرته على "إلغاء حل الدولتين" بشكل دائم وإزالة قضية فلسطين برمتها من جدول الأعمال العام.
وقال إن الاهتمام بحل الدولتين لم يعد موجودا داخل وخارج إسرائيل (عباس يا عباس.. أين أنا يا عباس).. وأضاف أن هذا تطور كارثي لأي طرف آخر، وأن التعامل معه باللا مبالاة "كارثة أخرى".. وحذر من حدوث "نكبة ثانية"، حرفيا ذكر ذلك في أيار/ مايو الماضي..!!
واختتم مقاله بالتأكيد على حتمية الوصول إلى تلك النقطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حتى بعد فترة طويلة، وقال إن ذلك اليوم سيأتي، عندما يوجه السلاح إلى رؤوسنا..!!
* * *
لم تمض فترة طويلة.. فقد تم توجيه السلاح إلى رؤوسهم بالفعل، كما توقع الرجل الخطير.. لكن الأخطر، كيف حصلت "حماس" على هذه المعلومات المرعبة؟ إذا بنينا تصورنا على أن 7 أكتوبر كان "الغداء بهم قبل العشاء بنا".. فهذا مما قد يفسر لنا حالة الهرولة الغربية الهلوعة إلى هذا التدخل المثير.
الحصول على المعلومات المؤكدة، بدقة مؤكدة، والإعداد والتنفيذ الفوري بثقة مؤكدة ونجاح كبير.. كيف حدث كل هذا.. وماذا وراءه؟ ومن وراءه؟.. والذي سيجعل د. يوري يوسف، أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة حيفا، يقول تعليقا على ما جرى: إن هناك انفجارا سياسيا جوهريا سيلازمنا لوقت طويل.. دولة إسرائيل ستكون في حاجة إلى قائد بحجم "دافيد بن غوريون" يُعلن أن هدفه هو إقامة دولة إسرائيل مجددا!!
ماذا سيفعل هذا القائد في إسرائيل المجددة؟ يقول: يحدد أهدافا واقعية، ستسود حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة، غير أن مثل هذا القائد سيكون ملزما بإدراك حقيقة أن الأمن لن يتحقق بطائرات إف 15، وإنما بتسوية تستجيب للاحتياجات والتطلعات الفلسطينية (احتياجات وتطلعات؟!).. لقد فات الوقت أيها البرفيسور الكبير، هذا كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر..
لكن الرجل لم يقل لنا مَن في الشعب الإسرائيلي سيبقى ويقبل العيش في "حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة" كما قال.. وأمامه بدائل أخرى في العودة إلى وطنه الأم؟ والأخطر، مَن في الشرق الأوسط سيقبل بأن تكون "الكلمة الأخيرة" في هذا الصراع هي "كلمة حماس"..؟
* * *
مرة ثانية سيقول لنا "جدعون ليفى" في هآرتس، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي: إسرائيل ستدفع الثمن، وسيكون أثقل مما يبدو لها الآن.. إسرائيل على وشك الدخول في حرب كارثية، أوهي دخلتها فع لا.. (ألم أقل لكم إنه رجل خطير).
*د. هشام الحمامي كاتب وطبيب مصري
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين حماس غزة 7 أكتوبر طوفان الاقصى بن غوريون جدعون ليفي حل الدولتين قضية فلسطين دولة إسرائیل تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
متقاعدو الأرجنتين يتظاهرون ضد تدابير التقشف التي فرضها الرئيس ميلي
تجمع عدد من المتظاهرين، بينهم متقاعدون وأعضاء ومؤيدو الأحزاب المعارضة، في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس يوم الجمعة للاحتجاج على تدابير التقشف التي فرضها الرئيس خافيير ميلي.
اعلانبعد عام من توليه منصب الرئاسة، اتخذ ميلي سلسلة من الإجراءات المالية الصارمة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. شملت هذه الإجراءات تقليص الدعم للطاقة والنقل، وتخفيض الأجور والمعاشات التقاعدية بما يقل عن معدلات التضخم، بالإضافة إلى تسريح عشرات الآلاف من موظفي الحكومة وتعليق مشروعات البنية التحتية العامة.
أحد المشاركين في الاحتجاج، ماريا روزا ريفيرو (75 عامًا)، أكدت أن معاشها التقاعدي لا يكفي لتغطية احتياجاتها اليومية، مشيرة إلى صعوبة التنقل بسبب تكاليف وسائل النقل العامة المرتفعة.
وأضافت: "الأوضاع الاقتصادية سيئة بالنسبة لي. لا أستطيع السفر لأن المال غير كافٍ، وهذا سبب مشاركتي في الاحتجاج".
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي يغني في فعالية ترويجية لكتابه الجديد في بوينس آيرس، الأرجنتين، 22 مايو 2024Gustavo Garello/APRelatedقرار حكومي يشعل غضب المتقاعدين في الأرجنتين ويدفعهم إلى الشوارعطلاب الأرجنتين يحتجون في بوينس آيرس ضد فيتو الرئيس ميلي على تمويل الجامعات العامةسياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتينالأرجنتين تحتفل بتقاليدها.. تكريم للأجداد وفرسان الريف وتشبثّ بالقيم النبيلةتعتبر هذه الاحتجاجات رمزًا للمعاناة التي يواجهها العديد من المتقاعدين في الأرجنتين نتيجة الإجراءات التي فرضتها الحكومة، والتي شملت خفض قيمة المعاشات التقاعدية.
متظاهرون للحكومة يشتبكون مع الشرطة خارج الكونغرس بينما يناقش المشرعون مشروع قانون الإصلاح الذي يروج له الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في بوينس آيرس، الأرجنتين، 12 يونيو 2024Gustavo Garello/APفي الوقت نفسه، أظهرت بعض المؤشرات الاقتصادية تحسنًا طفيفًا في البلاد، حيث انخفض التضخم الشهري، وزادت قيمة السندات، وتقلص الفارق بين الدولار في السوق السوداء والسعر الرسمي بنحو 44%.
فيما يخص المخاوف من الأزمة الاقتصادية، وصل مؤشر مخاطر الدولة في الأرجنتين إلى أدنى مستوياته خلال خمس سنوات، مما يشير إلى تحسن نسبي في الأوضاع المالية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بارنييه يكشف خارطة طريق مالية تتضمن ضرائب أكبر على الأثرياء وتأجيل مكاسب المتقاعدين شاهد: اشتباكات بين قوات الأمن والمتقاعدين العسكريين في بيروت الجزائر ترفع الأجور ومعاشات المتقاعدين ومنح البطالة الأرجنتينسن التقاعدالحركة والتنقلمظاهراتأزمة اقتصاديةتضخماعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. صاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة يعرض الآن Next لازاريني: قرار السويد بوقف الدعم الأساسي يعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين في وقت حساس يعرض الآن Next مجلس الشيوخ الأمريكي يمرر مشروع زيادة مدفوعات الضمان الاجتماعي للمتقاعدين في القطاع العام يعرض الآن Next إسرائيل تتوغل جنوبا في العمق السوري.. فما هو "حوض اليرموك" ولماذا يمثل هدفًا استراتيجيًا لتل أبيب؟ يعرض الآن Next استدعاء للسفراء وإصدار مذكرات اعتقال.. ما الذي يحدث بين بولندا والمجر؟ اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومهيئة تحرير الشام ضحايابشار الأسدسورياأبو محمد الجولاني الحرب في سوريااعتداء إسرائيلقطاع غزةعيد الميلادألمانياإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024