الخليج الجديد:
2025-03-20@09:48:47 GMT

غزة الآن.. لحظة فارقة في التاريخ!

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

غزة الآن.. لحظة فارقة في التاريخ!

غزة الآن.. لحظة فارقة في التاريخ!

والأخطر، مَن في الشرق الأوسط سيقبل بأن تكون "الكلمة الأخيرة" في هذا الصراع هي "كلمة حماس"..؟

مَن في الشعب الإسرائيلي سيبقى ويقبل العيش في "حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة".. وأمامه بدائل أخرى في العودة إلى وطنه الأم؟

"أين الجيش وجهاز شاباك بكل وسائلهما، وطائراتهما المسيرة، وتنصتهما، والذكاء البشري والاصطناعي، وابتزازهما العملاء، وعباقرة وحدة النخبة 8200؟.

."

قال جدعون ليفي إن من بين الإنجازات التي يمكن أن يضيفها نتنياهو لرصيده، قدرته على "إلغاء حل الدولتين" بشكل دائم وإزالة قضية فلسطين برمتها من جدول الأعمال العام.

هناك انفجار سياسي جوهري سيلازمنا (إسرائيل) لوقت طويل.. دولة إسرائيل ستكون بحاجة لقائد بحجم "دافيد بن غوريون" يُعلن أن هدفه هو إقامة دولة إسرائيل مجددا!

مرة أخرى سيقول جدعون ليفى: "إسرائيل ستدفع الثمن، وسيكون أثقل مما يبدو لها الآن.. إسرائيل على وشك دخول حرب كارثية، أو دخلتها فعلا" (ألم أقل لكم إنه رجل خطير)؟!

كيف حصلت "حماس" على هذه المعلومات المرعبة؟ إذا بنينا تصورنا على أن 7 أكتوبر كان "الغداء بهم قبل العشاء بنا".. فهذا قد يفسر حالة الهرولة الغربية الهلوعة إلى هذا التدخل المثير.

* * *

حين قال الرئيس الأمريكي بايدن للعالم من أيام قليلة تعليق على ما يحدث في غزة: "إننا في لحظة فارقة في التاريخ" فقد كان يعنى ما يقول حرفيا وفعليا، والأغلب أن هذه الجملة أُمليت عليه، من مراكز "التفكير" التي تدير المعركة الآن على نطاقها التاريخي الأوسع..

ويعرفون جيدا "حماس" التي قد يكون توصيفها الميداني كحركة مسلحة هو آخر توصيف لها.. فحماس هي امتداد وتطور للحركة الإصلاحية في المشرق العربي من القرن الثامن عشر..

ويصح القول هنا بأن 7 أكتوبر كان "الزلزلة العظيمة" التي أتت على أرضية كل شيء فأظهرت فيه "الحقيقة" كلها على أبين ما يكون ظهورها ومظهرها، فكأنها وُلدت من جديد، وبكل ما تحمله كلمة الحقيقة من حمولات..

هل نقول الإيمان والاعتقاد؟ هل نقول المفاهيم والأفكار؟ هل نقول الفرضيات والوقائع؟ هل نقول الفهم والتصور؟ هل نقول النظرية والمعادلة؟ هل نقول التاريخ وإرادة الإنسان فيه؟ والإنسان والتاريخ اللذان حيرا الفيلسوف الألماني هيغل (ت: 1831م) هما بالفعل الحقيقة الناصعة، التي لا يختلف عليها اثنان.. إنهما يجسدانها تجسيدا أمام أعيننا.

أحد العسكريين المخضرمين قال: ما حدث وجرى تنفيذه في 7 تشرين الأول/ أكتوبر مع فرقة غزة (لواءين).. يتجاوز النوع البشرى في مثل هذه الأحوال..

وسيحلله لنا الكاتب الإسرائيلي الشهير جدعون ليفي (71 سنة) وصاحب كتاب "منطقة الشفق.. الحياة والموت في ظل الاحتلال الإسرائيلي.. معاقبة غزة" وسيقول لنا في مقال له في جريدة هآرتس يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر:

"أين الجيش وجهاز الأمن الشاباك بكل وسائلهما، وطائراتهما المسيرة، وتنصتهما، وذكائهما البشري والاصطناعي، وابتزازهما للمصادر البشرية (يقصد العملاء)، وعباقرة وحدة النخبة 8200؟.. ألم يكن لدى أي أحد منهم أدنى فكرة؟ إن نجاح حماس حدث استراتيجي رهيبا"..

* * *

لكن المهم هنا على ذكر هذا "الرجل الخطير".. أنه كان قد كتب مقالا في 30 أيار/ مايو الماضي في جريدة "هآرتس" وأنذر فيه بما يحدث الآن!!..

ويبدو أن المعلومات الذي توفرت لديه وبنى عليها رأيه هذا، قد وصلت إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتفسر لنا بعقلانية شديدة، وبحس إيماني ووطني بالغ القوة، في القرار والتنفيذ، ما حدث في "سبتهم الأسود"، ماذا قال جدعون ليفي؟

قال إن من بين الإنجازات التي يمكن أن يضيفها نتنياهو إلى رصيده، قدرته على "إلغاء حل الدولتين" بشكل دائم وإزالة قضية فلسطين برمتها من جدول الأعمال العام.

وقال إن الاهتمام بحل الدولتين لم يعد موجودا داخل وخارج إسرائيل (عباس يا عباس.. أين أنا يا عباس).. وأضاف أن هذا تطور كارثي لأي طرف آخر، وأن التعامل معه باللا مبالاة "كارثة أخرى".. وحذر من حدوث "نكبة ثانية"، حرفيا ذكر ذلك في أيار/ مايو الماضي..!!

واختتم مقاله بالتأكيد على حتمية الوصول إلى تلك النقطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حتى بعد فترة طويلة، وقال إن ذلك اليوم سيأتي، عندما يوجه السلاح إلى رؤوسنا..!!

* * *

لم تمض فترة طويلة.. فقد تم توجيه السلاح إلى رؤوسهم بالفعل، كما توقع الرجل الخطير.. لكن الأخطر، كيف حصلت "حماس" على هذه المعلومات المرعبة؟ إذا بنينا تصورنا على أن 7 أكتوبر كان "الغداء بهم قبل العشاء بنا".. فهذا مما قد يفسر لنا حالة الهرولة الغربية الهلوعة إلى هذا التدخل المثير.

الحصول على المعلومات المؤكدة، بدقة مؤكدة، والإعداد والتنفيذ الفوري بثقة مؤكدة ونجاح كبير.. كيف حدث كل هذا.. وماذا وراءه؟ ومن وراءه؟.. والذي سيجعل د. يوري يوسف، أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة حيفا، يقول تعليقا على ما جرى: إن هناك انفجارا سياسيا جوهريا سيلازمنا لوقت طويل.. دولة إسرائيل ستكون في حاجة إلى قائد بحجم "دافيد بن غوريون" يُعلن أن هدفه هو إقامة دولة إسرائيل مجددا!!

ماذا سيفعل هذا القائد في إسرائيل المجددة؟ يقول: يحدد أهدافا واقعية، ستسود حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة، غير أن مثل هذا القائد سيكون ملزما بإدراك حقيقة أن الأمن لن يتحقق بطائرات إف 15، وإنما بتسوية تستجيب للاحتياجات والتطلعات الفلسطينية (احتياجات وتطلعات؟!).. لقد فات الوقت أيها البرفيسور الكبير، هذا كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر..

لكن الرجل لم يقل لنا مَن في الشعب الإسرائيلي سيبقى ويقبل العيش في "حالة من الشعور بانعدام الأمن لفترة طويلة" كما قال.. وأمامه بدائل أخرى في العودة إلى وطنه الأم؟ والأخطر، مَن في الشرق الأوسط سيقبل بأن تكون "الكلمة الأخيرة" في هذا الصراع هي "كلمة حماس"..؟

* * *

مرة ثانية سيقول لنا "جدعون ليفى" في هآرتس، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي: إسرائيل ستدفع الثمن، وسيكون أثقل مما يبدو لها الآن.. إسرائيل على وشك الدخول في حرب كارثية، أوهي دخلتها فع لا.. (ألم أقل لكم إنه رجل خطير).

*د. هشام الحمامي كاتب وطبيب مصري

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين حماس غزة 7 أكتوبر طوفان الاقصى بن غوريون جدعون ليفي حل الدولتين قضية فلسطين دولة إسرائیل تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، وثائق استولى عليها الجنود من قطاع غزة، تلقي الضوء على “الاستعدادات التي قامت بها “حماس” قبل هجوم 7 أكتوبر التي تضمنت نقاشات مع “حزب الله” وإيران”.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية “إنه تم نشر تحليل للوثائق على موقع “مركز تراث الاستخبارات”، وهو هيئة تعمل بالتنسيق مع مجتمع الاستخبارات وغالبا ما تساعد في نشر مواد كانت مصنفة سابقا على أنها سرية”.

وذكرت أن “الوثائق التي استخدم بعضها في التحقيق الداخلي في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) حول الإخفاقات التي سمحت بالهجوم المفاجئ على معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات المحيطة بغزة، توثق تبادل الرسائل بين قيادة “حماس” في قطاع غزة وقيادة المنظمة في الخارج، وأحيانا مع “حزب الله” في إيران وإيران، لمحاولة تنسيق الهجوم بينهم.”

وحسب كاتب التحليل، أوري روست، فإنه “يتضح من الوثائق أنه منذ عام 2021، قام كبار قادة “حماس” بتسريع الاتصالات مع إيران، طالبين منها المساعدة في تمويل هجوم يهدف إلى تحقيق هزيمة إسرائيلية”.

ويتضمن تقرير “روست” اقتباسات من “تصريحات علنية ومناقشات داخلية حول تنفيذ خطة التدمير”.

ففي خطاب ألقاه “يحيى السنوار” في مؤتمر عقد في غزة عام 2021 حول “فلسطين بعد التحرير”، تم التعبير عن تقدير بأن “النصر قريب… نحن نرى التحرير بالفعل، ولذلك نستعد لما سيأتي بعده”، وفي المؤتمر، تمت مناقشة أفكار للسيطرة على أراضي إسرائيل بعد احتلالها.

من جانبه، قال “صلاح العاروري”، أحد كبار قادة “حماس” في الخارج، في مقابلات في أغسطس 2023: “أصبحت الحرب الشاملة حتمية، نحن نريدها، محور المقاومة، الفلسطينيون، كلنا نريدها”.

أما أمين عام “حزب الله” “حسن نصر الله”، أعلن بعد “حارس الأسوار” عن معادلة جديدة، مفادها أن “الرد على الاعتداءات على المسجد الأقصى في القدس لن يقتصر على قطاع غزة بل سيكون “حربا إقليمية من أجل القدس”، وبعد عامين، ادعى “نصر الله” أن هناك أملا عمليا لتحرير فلسطين، “من البحر إلى النهر”.

وقال حينها “إن الجبهة الداخلية في إسرائيل “ضعيفة، مهتزة، قلقة، مستعدة دائما لحزم الحقائب والمغادرة”.

وكتب “روست” أن هذه “التصريحات العلنية تجد صدى قويا في الوثائق التي تم الاستيلاء عليها، والتي تشير إلى أنها لم تكن مجرد تفاخر فار”، ويستشهد برسالة من كبار قادة “حماس” في غزة إلى “إسماعيل قاآني”، قائد فيلق القدس، في يونيو 2021، تمت الإشارة فيها إلى “أن الهدف هو النصر الكبير وإزالة السرطان، وكذلك “القضاء على الكيان وإزالته من أرضنا وأماكننا المقدسة”، و”تم تقديم طلب تمويل بقيمة 500 مليون دولار لمدة عامين، لتحضير العمليات العسكرية”.

وفي رسالة أرسلت أيضا إلى المرشد الأعلى الإيراني،”علي خامنئي”، كتب: “هذا الكيان الوهمي (إسرائيل) أضعف مما يظن الناس… بمساعدتكم، نحن قادرون على اقتلاعه وإزالته”.

بعد شهر، كتب “السنوار” إلى “سعيد يزدي”، رئيس قسم فلسطين في فيلق القدس، ووعد بـ”انتصار استراتيجي هائل سيكون له تأثيرات استراتيجية على مستقبل المنطقة بأكملها”. وطلب “من يزدي مساعدة حماس في بناء قدرة عسكرية مستقلة للمنظمة في جنوب لبنان”.

بعد عام، ازدادت خطوات التنسيق بين قيادات “حماس” في غزة وقطر، أرسل “السنوار” رسالة إلى “إسماعيل هنية” الذي كان في الدوحة، وقدم فيها سيناريو استراتيجيا لتدمير إسرائيل.

ووصف “السنوار” ثلاثة سيناريوهات هجومية محتملة:

الأول، والأكثر تفضيلا، هجوم مشترك من “حماس” و”حزب الله”، ويفضل أن يكون في الأعياد اليهودية، لأن إسرائيل “تزيد من أعمال العدوان في الأقصى”.

الثاني، هو هجوم من “حماس” بدعم جزئي من “حزب الله”، سيضع الأساس لتدمير إسرائيل في المستقبل.
الثالث ستقوم “حماس” بالعمل بقوة من غزة والضفة الغربية، مع تلقي الدعم من ميليشيات في الأردن وسوريا، دون دعم مباشر من “حزب الله” أو إيران.

وحسب الوثائق فإن مثل هذا الإجراء لا يتطلب موافقة مسبقة من الإيرانيين، بل فقط تنسيق مع “حزب الله”. وقد طلب “السنوار” من هنية زيارة إيران على وجه السرعة، والدفع نحو إنشاء قوة لـ”حماس” في لبنان.

في 1 يوليو 2022، كتب هنية إلى “السنوار” أنه أجرى اجتماعا سريا مع “نصر الله” من “حزب الله” ومع “يزدي” من فيلق القدس، وتم تقديم السيناريوهات، وكتب “هنية” أن “نصر الله” أيد السيناريو الأول، وأشار إلى أنه سيناقشه مع “خامنئي”.

بعد ستة أشهر، في اجتماع لـ”حماس” في الدوحة، وصف “هنية” التصعيد في إسرائيل مع تشكيل حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، وذكر أن الصراع مع إسرائيل يقترب من نقطة الانفجار، وأشار إلى الاحتجاجات ضد “الثورة القضائية” (التي كانت في منتصف يناير 2023 لا تزال في بداياتها) كعامل يزعزع إسرائيل.

في منتصف يونيو 2023، زارت بعثة “حماس” برئاسة “هنية والعاروري” إيران، والتقت بكبار المسؤولين في النظام، بقيادة خامنئي، أكد “هنية” في المحادثات أن الحركة جاهزة لحملة جديدة ضد إسرائيل. وأشار الإيرانيون إلى أنهم يرون “إمكانية لإزالة إسرائيل من الخريطة”.

وقالت “هآرتس” ما حدث بعد ذلك، للأسف، معروف لكل إسرائيلي: قررت “حماس” في النهاية الهجوم بمفردها، دون تنسيق الموعد مع إيران و”حزب الله”، ونصرالله بعد تردد وأخيرا أمر بمشاركة جزئية من لبنان بشكل سمح لإسرائيل بالدفاع ثم شن هجوم مضاد. ومع ذلك، فوجئت إسرائيل تماما بالهجوم من غزة، وكانت أضراره هائلة.

مقالات مشابهة

  • نصر عبده: المعركة الدبلوماسية التي خاضتها مصر لعودة طابا لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • تحليل لـCNN: لماذا استأنفت إسرائيل حربها على غزة الآن؟
  • مصر أكتوبر: كسر الاحتلال للهدنة يؤكد للعالم أن إسرائيل ليست دولة سلام
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • لحظة بلحظة.. إسرائيل تستنأنف الحرب على غزة
  • توتر في إسرائيل.. خلافات حادة بين نتنياهو ورئيس الشاباك بسبب إخفاقات 7 أكتوبر
  • استنفار في إسرائيل..أنباء عن 7 أكتوبر جديد من حماس
  • بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر