صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-01@21:27:01 GMT

البرهان ولا للحرب !!

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

البرهان ولا للحرب !!

 صباح محمد الحسن

في أول تصريح له بعد إعلان الجيش العودة لمربع التفاوض خيّبَ البرهان آمال الفلول التي كانت تنتظر تصريحا يغيّر وجهة الرياح التي أخذت بالمؤسسة العسكرية إلى جدة
وكانت الفلول عشمها ليس في هزيمة قرار عبرَ البحر دون رغبتها ولكنها كانت تريد أن يقل البرهان مايجعله يبدو أنه ممسكا بالقرار العسكري، أو حتى مايظهره مراوغا بصفته متخصصا في بث سموم الإحباط في نفس كل من يعشم في وقف الحرب
ولكن اثبت البرهان لهم وللجميع أن قرار الكباشي هو قرار الجيش حيث قال إن القوات المسلحة السودانية لن تكون طرفا في أي عملية سياسية مستقبلا ولن تتدخل في إدارة الحكومة الانتقالية المستقلة للبلاد.


جاء ذلك خلال استقباله المبعوث السويسري للقرن الإفريقي سلفاين إستير وذكر بيان صحفي صادر عن المجلس الإنقلابي أن اللقاء تطرق إلى أهمية تشكيل حكومة من المستقلين لإدارة المرحلة الانتقالية وصولا لإجراء الانتخابات العامة
والقارئ بين الحروف لتصريحات البرهان يجد أن القائد تحدث فيما يتعلق بمرحلة مابعد التفاوض أي مرحلة مابعد وقف الحرب في تحول مباشر يكشف عن أن الحرب على الأرض حسمت باللاحسم ، وانتهت بلا نتائج كما أن البرهان يعلن عن مباركته لإستئناف التفاوض بطريقة أخرى

فالرجل لم يتحدث عن الوفد المشارك ولا عن سير عملية التفاوض ولم يقل أرسلنا وفدنا لجدة، وتجاوز البرهان التعليق على هذه النقطة المهمة للغاية (مشاركة الوفد وسير العملية) لأنه ليس صاحب القرار فيها وان الذي تم هو قرار صدر عن المؤسسة ليوافق عليه بعد صدوره
فالإنقلاب الناعم لايجردك من منصبك ولكنه يسلب قرارك، ويحرمك متعة الإحتفاء به إن كان أمام المبعوث أو أمام شعبك الذي ينتظر منك التبشير
وذهب الجنرال لأبعد من ذلك واعلن عن الموافقة (مقدما) على بنود منبر جدة التفاوضي الرامية لإبعاد العسكريين من المشهد السياسي قبل إعلانها

والسؤال الذي طرأ على أفكاري كيف لايكون صاحب قرار المشاركة وهو الرجل الأول في الجيش !! الإجابة لو أن البرهان كان هو صاحب قرار العودة لكان هو الذي أعلن عنها من موقعه وليس كان هناك (لازم) لخروج الكباشي من مخبئه بعد ستة أشهر ليقرر ويعلن بدلاً عنه سيما أنه (الآمن والمستلقي على شاطئ البحر) ولكن تكبُد الكباشي مشقة الخروج جاء فقط لأجل أن يملأ فراغ القرار العسكري ويحرر المؤسسة من قبضة الفلول
وتخيلوا معي أن البرهان وبلا مقدمات تجاوز ميادين المعركة وهمس في أذن المبعوث قائلا : سيتم تشكيل حكومة من المستقلين لإدارة المرحلة الانتقالية وصولا لإجراء الانتخابات العامة ، وكأن البرهان هنا يرحب بما يجري بأديس أبابا من حراك سياسي يضع اللبنة الأولى لتحقيق عودة الديمقراطية عبر حكومة كفاءات

والانقلاب الناعم سيجعل البرهان يكف في مقبل الأيام عن أي خطاب للأجهزة الإعلامية يضر بسير عملية التفاوض ، وسيحول بينه وبين أي إصدار لقرارات عرجاء تلك التي تخدم الحركة الإسلامية وفلولها او تساعدهم على مواصلة المعركة سيجعل تصريحاته تصب في مصلحة التفاوض ووقف الحرب
وأبوابه لن تفتح لتستقبل مؤامرات الفلول لمواصلة المزيد من الحرق و الدمار، ليس لأن الذي بينه وبينهم إنتهى ولكنهم جميعا لايملكون الآن قرار او قدرة أو آلية أو خطة لوقف هذا القطار الذي أطلق صافرته من جدة لذلك أن مكتب البرهان في بورتسودان سيستقبل فقط هذه الأيام المبعوثين والدبلوماسيين وموظفي المنظمات الإنسانية وسيقول الرجل لأجهزة الإعلام خيرا أو يصمت.

طيف أخير:
#لا_للحرب
قرار وصل إلى مكتب احد ولاة الولايات بوقف عمليات الإستنفار بالولاية
الوالي يسأل لكن ليه؟! نحن جاهزين
سؤال يكشف أن عملية (التجهيل) التي مارسها الفلول تجاوزت خطر الدعوة للإستنفار ودخلت مرحلة التبرع بالمستنفرين !!!
نقلاً عن الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفية نسرين مالك، قالت فيه إنّ: "عاصمة السودان أُفرغت من مضمونها وجُرّدت أجزاء منها، ودُهس شعبها تحت وطأة صراع لم ينتهِ بعد"، موضحة: "قبل عشرة أيام، وفي نقطة تحوّل رئيسية في حرب دامت قرابة عامين، استعاد الجيش السوداني العاصمة من جماعة "قوات الدعم السريع" التي استولت عليها عام 2023". 

وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "ما نعرفه حتى الآن يرسم صورة لمدينة مزّقتها فظائع لا تُصدق؛ حيث أدّت الحرب لانزلاق السودان نحو أكبر كارثة إنسانية في العالم، متسببة في إبادة جماعية في غرب البلاد، ومجاعة هناك وفي مناطق أخرى".

وأضاف: "خاضت قوات الدعم السريع -التي تشكّلت رسميا ووُسّع نطاقها من بقايا الجنجويد- والجيش السوداني، الحليفان السابقان في السلطة، الحرب عندما انهارت شراكتهما. وكان الضحايا هم الشعب السوداني، الذي دُهست حياته تحت وطأة الحرب".

"إن مركزية الخرطوم في الحرب، سواء من حيث ازدهارها أو ما تمثله لقوات الدعم السريع كمقر للسلطة، قد جعلت المدينة عرضة لحملة انتقامية شديدة: فقد استولت قوات الدعم السريع عليها، ثم شرعت في نهبها وترويع سكانها لا حكم المدينة، بل جردت المدينة من ممتلكاتها" وفقا للمقال نفسه.

وأكّد: "يشعر أولئك الذين يغادرون منازلهم مترددين لاستقبال جنود القوات المسلحة السودانية بالجوع والعطش والمرض والخوف. يروون حصارا من السرقة والقتل، بينما أطلقت ميليشيا قوات الدعم السريع النار على من قاوموا مطالبهم. وخوفا من حمل قتلاهم إلى المقابر، دفن الناس قتلاهم في قبور ضحلة في شوارعهم وساحاتهم الخلفية. وفي أماكن أخرى، تُركت الجثث لتتحلل حيث سقطت". 

وأبرز: "وردت تقارير عن انتشار العنف الجنسي ضد السكان المدنيين منذ الأيام الأولى للحرب. ويُعد عدم وجود تقدير موثوق لعدد القتلى مؤشرا على الحصار الشامل الذي كانت الخرطوم تعاني منه".

واسترسل: "في مناطق المدينة التي شهدت أشدّ المعارك، فرّ المدنيون، تاركين وراءهم مدينة أشباح. المشاهد مُروّعة. إذ تحوّلت مباني الخرطوم ومعالمها البارزة لهياكل محترقة، واكتست شوارعها بالأعشاب والنباتات. في تجسيد صارخ لقطع شريان الحياة في البلاد، احترق المطار، الذي كان يعمل حتى الساعات الأولى من الحرب، وكانت الرحلات تستعد للإقلاع، حتى تحول إلى هيكل أسود. ولا تزال بقايا الطائرات التي أوقفتها الحرب على المدرج".


ووفقا للتقرير نفسه، فإنّ "الدمار السريع لمطار الخرطوم، يُظهر السمة الأبرز لهذه الحرب -كم كانت مُتسرّعة-. كيف انسلخت السودان من حالتها الطبيعية بسرعة وغرقت في حرب لم تتصاعد بمرور الوقت، بل انفجرت بين عشية وضحاها"، مردفا: "حمل الملايين كل ما استطاعوا من ممتلكاتهم وفرّوا مع تقدم قوات الدعم السريع. وتم نهب ما تركوه وراءهم سريعا".

وأضاف: "ما حدث في الخرطوم هو أكبر عملية نهب لمدينة أفريقية، إن لم تكن لأي عاصمة، في التاريخ الحديث. من التراث الثقافي للبلاد إلى ممتلكات شعبها، لم ينجُ شيء. أُفرغ المتحف الوطني السوداني، الذي يضم قطعا أثرية ثمينة من الحضارتين النوبية والفرعونية. دُمّر ما لم يكن بالإمكان نقله".

"نُهبت المنازل والمحلات التجارية، وسُرق كل شيء من الأثاث إلى المتعلقات الشخصية. حتى الأسلاك الكهربائية لم تسلم: نُبشت وجُرّدت لبيعها. وتُظهر صور من المدينة بقايا سيارات، جميعها بعد إزالة عجلاتها ومحركاتها" وفقا للتقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".

ومضى بالقول إنّ: "حجم السطو والدمار الذي يظهر جليا يُشير إلى نهاية حصار الخرطوم، كلحظة مُبهجة وحزينة في آن واحد. إن التحرّر من آلام الاحتلال الوحشي هو مدعاة للارتياح والاحتفال، لكن حجم الخسائر، وما يتطلبه إعادة البناء، هائل ويمتد لأسس القدرات المادية والإدارية للمدينة".

وتابع: "هناك مسألة بناء الأمة وإنهاء الحرب في جميع أنحاء البلاد. لقد تفكك السودان عسكريا، واحتشد الشعب خلف القوات المسلحة السودانية لاستعادة وحدة أراضي البلاد وتخليصها من قوات الدعم السريع. لكن مسألة إخراج جميع الهيئات العسكرية من الحكم، وهو مطلب أحبطته شراكة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بعد ثورة 2019 التي أطاحت بعمر البشير".

وأبرز: "أصبحت معلقة في هذه العملية، ما دفع السودان أكثر نحو الحكم العسكري وتوحيده تحت قيادة القوات المسلحة السودانية. وتمّ استقطاب الوكلاء والمرتزقة وموردي الأسلحة، وأبرزهم الإمارات، التي دعمت قوات الدعم السريع. لقد أطالت هذه الجهات الفاعلة عمر الحرب وغرقت في الكثير من التكاليف في الصراع لدرجة أن مشاركتها ستجعل على الأرجح الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة السودانية غير حاسمة على المدى القصير".

وأكّد: "لقد تخلى المجتمع الدولي عن السودان تقريبا لمصيره، مع مئات الملايين من الدولارات من المساعدات التي تعهدت بها والتي لم تتحقق أبدا وتفاعلا سياسيا بائسا"، مردفا: "انتقلت ميليشيا قوات الدعم السريع الآن لمعقل في غرب البلاد، حيث تسيطر على كل مدينة رئيسية تقريبا".


وختم التقرير بالقول: "بلغ حجم العنف هناك ضد الجماعات العرقية والقبائل غير المتحالفة مع قوات الدعم السريع حد التطهير العرقي والقتل الجماعي الذي يُعيد إلى الأذهان إبادة الألفية الثانية، وتتحمّل القوات المسلحة السودانية، بقصفها المميت، مسؤولية سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ولها نصيبها من الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

واستطرد: "ما انتهى في الخرطوم وشرق السودان لا يزال مستعرا، وبشدة أكبر، في أماكن أخرى. ربما تكون قوات الدعم السريع قد فقدت جوهرة تاجها، لكن الحرب لم تنتهِ بعد".

إلى ذلك، أكّد: "في غضون ذلك، فإن القدرة على إحصاء الخسائر، بدلا من معايشتها فعليا، هو أفضل ما يمكن أن نتمناه. وما هذه الخسائر، ليس فقط لسكانها، وليس للسودان فحسب، بل لعالم فقد مدينة جميلة وتاريخية وعريقة. لقد تمزقت الخرطوم وتناثرت أجزاؤها في جميع أنحاء السودان. ما تبقى منها يسكن في قلوب أهلها".

مقالات مشابهة

  • كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
  • حميدتي يقر بانسحاب قواته من الخرطوم والبرهان يستبعد التفاوض
  • تأثيرات "طويلة الأمد" للحرب على الجنود الإسرائيليين.. ما هي؟
  • البرهان: السبيل الى وقف الحرب هو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو “على الباغي ستدور الدوائر”
  • البرهان: لا مصالحة مع "الدعم السريع".. وحميدتي: الحرب لم تنته بعد
  • عاجل| نتنياهو: مستعدون للحوار بشأن المرحلة النهائية للحرب التي يتم بموجبها نزع سلاح حماس وإخراج قادتها من غزة
  • السودان.. «البرهان» يتوّعد باستمرار الحرب ويدعو الجميع لـ«تحكيم العقل»
  • تأثيرات "طويلة الأمد" للحرب على الجنود الإسرائيليين.. ما هي؟
  • إعلام عبري: إسرائيل ستواصل التفاوض مع حماس مع استمرار الحرب
  • آثار الدمار الذي لحق بمقر إقامة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالخرطوم – فيديو