الخليج الجديد:
2025-04-27@18:49:40 GMT

لا صوت يعلو فوق خسائر الحرب في إسرائيل

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

لا صوت يعلو فوق خسائر الحرب في إسرائيل

لا صوت يعلو فوق خسائر الحرب في إسرائيل

تتراكم خسائر الاقتصاد الإسرائيلي باستمرار الحرب على غزة وتردد جيش الاحتلال في الهجوم البري وزيادة المخاطر الجيوسياسية والأمنية الناتجة عن الحرب.

يستمر تردي أوضاع الاقتصاد والمعيشة بإسرائيل، وبوادر نقص السلع الغذائية بالأسواق وهروب المستثمرين والسياح، وتهاوي العملة والبورصة وأسواق المال.

دخل الاقتصاد الإسرائيلي حالة شلل جزئي بتعبئة جنود الاحتياط والهجمات الصاروخية الفلسطينية المكثفة، ولم تعد ميزانية 2023-2024 صالحة ولا بد من تعديلها.

يتوقع بنك الاستثمار الإسرائيلي، ميتاف، وصول تكلفة الحرب إلى ضعف تكلفة حرب لبنان الثانية، هذا يعني أن رقم التكلفة سيتجاوز 70 مليار شيكل، أو 17.2 مليار دولار.

* * *

تتراكم خسائر الحرب التي تتكبدها دولة الاحتلال اقتصاديا يوما بعد يوم مع استمرار الحرب على غزة والتردد الملحوظ من قبل جيش الاحتلال في الهجوم البري، وزيادة المخاطر الجيوسياسية والأمنية الناتجة عن الحرب، واستمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية داخل إسرائيل، وظهور بوادر نقص في السلع الغذائية داخل الأسواق، واستمرار هروب المستثمرين والسياح، وتهاوي الشيكل والبورصة وأسواق المال.

فأمس الأربعاء خرج علينا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بتقديرات أولية بالتكلفة المباشرة للحرب على غزة، حيث قدر تلك التكلفة بمليار شيكل (246 مليون دولار) يومياً، أي ما يتجاوز 20 مليار شيكل منذ بداية الحرب.

ويبدو أن هذا الرقم ليس نهائيا حيث قال إنه لم يقيّم بعد التكاليف غير المباشرة للحرب على الاقتصاد الذي دخل حالة شلل جزئي بفعل التعبئة الجماعية لجنود الاحتياط والهجمات الصاروخية الفلسطينية المكثفة، وخلص إلى أن ميزانية 2023-2024 "لم تعد مناسبة" بسبب الحرب وسيجري تعديل بنودها.

وبالطبع فإنه ستتم زيادة بند الإنفاق العسكري في التعديلات، وتخصيص المليارات لدعم الأسر المتضررة، وتعويض الشركات والمصانع والمزارع والأنشطة الاقتصادية المختلفة التي تضررت بشدة من الحرب وتأثيرات صواريخ المقاومة.

تقديرات الوزير الإسرائيلي الخاصة بالخسائر تأتي فقط على مستوى التكاليف المباشرة التي تتحملها موازنة الاحتلال عن أعباء الحرب على غزة، لكن ماذا عن التكلفة غير المباشرة للحرب، هنا يمكنك ضرب رقم المليار شيكل في 10، وربما أكثر نظرا لضخامة خسائر الاحتلال.

دعنا من قفزة الإنفاق العسكري لجيش الاحتلال، فهو أمر متوقع، ودعنا من النفقات الضخمة الناتجة عن استدعاء 360 ألفا من جنود الاحتياط، وما يمثله هذا الحشد من كلف عالية على الدولة. لكن في المقابل فإن هناك خسائر ضخمة أخرى تتضاعف يوما بعد يوم.

خذ مثلا التقديرات الحديثة لبنك الاستثمار الإسرائيلي، ميتاف، والتي توقع فيها وصول تكلفة الحرب إلى ضعف تكلفة حرب لبنان الثانية، هذا يعني أن رقم التكلفة سيتجاوز 70 مليار شيكل، أو 17.2 مليار دولار، تمثل نحو 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي، إذا ما استمرت الحرب لمدة شهرين. وربما يزيد الرقم عن ذلك إذا ما طال أمد الحرب ونفذت إسرائيل هجوما بريا على القطاع.

خد أيضا الخسائر المباشرة للاقتصاد الإسرائيلي في قطاعات حيوية مثل السياحة والطيران والطاقة وإنتاج الغاز الطبيعي، وخسائر أخرى منها التكلفة المباشرة للحرب وما ينتج عنها من التزامات على الموازنة العامة مثل تعويضات جميع المتضررين (الأفراد والشركات) وبقيمة مبدئية تقدر بنحو 17 مليار شيكل (4.18 مليارات دولار)، وهذا الرقم مرشح للزيادة.

إضافة إلى خسارة الدولة عائدات الضرائب بسبب انخفاض الناتج المحلي الإجمالي وغلق الشركات وربما إفلاسها وبقيمة تقدر بنحو 31 مليار شيكل (7.1 مليارات دولار)، وفق تقديرات كبير الاقتصاديين في "ميتاف" أليكس زابيجينسكي، والضرائب مورد مهم للموازنة الإسرائيلية. كما أن الصادرات مرشحة أيضا للتراجع على خلفية المقاطعة واستدعاءات آلاف الجنود وتوقف الإنتاج.

أيضا هناك التأثيرات الناتجة عن خفض وكالة ستاندرد أند بورز التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى سلبي بدلا من مستقر، والصعوبات التي تواجه الدولة في الحصول على قروض خارجية خاصة عبر طرح سندات دولية، واستمرار تهاوي الشيكل، وتعرضه لأطول سلسلة خسائر منذ عام 1984، وخسارته 6% هذا الشهر، وهو أسوأ أداء لعملة على مستوى العالم، وتضرر الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من نصف النشاط الاقتصادي، وهو ما يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الإسرائيلي.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل الشيكل خسائر الحرب خسائر الحرب الاقتصاد الإسرائيلي جيش الاحتلال الحرب على غزة جيش الاحتلال الهجوم البري المخاطر الجيوسياسية الناتجة عن ملیار شیکل على غزة

إقرأ أيضاً:

الدويري: لهذه الأسباب تعتمد المقاومة على الكمائن في هذه المرحلة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تعتمد على الكمائن في المرحلة الحالية بسبب طبيعة تموضع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

وجاء كلام الدويري في سياق تعليقه على تغريدة للناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أبو عبيدة قال فيها: "ما زال مقاتلونا يخوضون معارك بطولية وينفذون كمائن محكمة ويتربصون بقوات العدو لإيقاعها بمقتلة محققة".

وأوضح الدويري أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير اختار مقاربة عسكرية مختلفة، حيث اعتمد على النيران أكثر من اعتماده على القوات، التي تموضعت في المناطق العازلة وعلى أطراف المناطق المبنية.

وأوكل زامير مهمة القتال الرئيسي لسلاح الجو، الذي تسبب في خسائر بصفوف الغزيين بنسبة 90%.

وعلى ضوء تموضع قوات الاحتلال كان لزاما على المقاومة الفلسطينية -يتابع الدويري- أن تطور طريقة إدارة المعركة، وأن تخوض حرب العصابات من أجل استنزاف قوات الاحتلال الإسرائيلي ماديا ونفسيا، وهو ما يجري حاليا.

وأشار إلى أن مقاتلي المقاومة يقومون بما أسماها عمليات الإغارة، وهي نوع من الكمائن، بحسب المفاهيم العسكرية.

إعلان

ولأن خياراتها محدودة في ظل طبيعة إدارة جيش الاحتلال للمعركة في غزة، يتعين على مقاتلي المقاومة -كما يقول اللواء الدويري- أن يجدوا الثغرات المناسبة لإيقاع خسائر في صفوف جيش الاحتلال.

ومن جهة أخرى، كشف اللواء الدويري أن الأعداد الأساسية لكتائب القسام تبلغ 24، وهناك حديث عن إعادة بنائها في 23 كتيبة موزعة جغرافيا، كتائب رفح ولواء خان يونس ولواء مدينة غزة ولواء الشمال، وكل لواء يتكون من كتائب.

عمليات المقاومة

وفي الأيام الأخيرة، أعلنت المقاومة الفلسطينية عن عدة عمليات ضد قوات الاحتلال، فقد استهدفت كتائب القسام السبت الماضي خلال كمين ببيت حانون أطلقت عليه "كسر السيف" جيبا عسكريا من نوع ستورم.

وأعقبه استهداف قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان بعبوة تلفزيونية 3 مضادة للأفراد، ثم استهداف موقع مستحدث لجيش الاحتلال بـ4 قذائف "آر بي جي" وعدد من قذائف الهاون.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، عن مقتل جندي خلال معارك في تل السلطان برفح جنوبي قطاع غزة.

وأعلن جيش الاحتلال مساء أمس مقتل قائد دبابة من الكتيبة 79 في معارك شمال غزة، وكشف أيضا عن إصابة من وحدة يهلوم وجندي من الكتيبة ذاتها بجروح خطيرة.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الجندي القتيل أصيب بنيران قناص في بيت حانون قرب موقع عسكري بالمنطقة العازلة.

وحول خسائر الاحتلال، نقلت صحيفة هآرتس عن وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها إن 316 جنديا وعنصرا من المؤسسة الأمنية والعسكرية، و79 إسرائيليا آخرين، قُتلوا منذ أبريل/نيسان 2024.

مقالات مشابهة

  • عاجل - إلياس حنا: قرار الجيش الإسرائيلي بإلزام الجنود بالبقاء يعكس عجزه عن حسم الحرب في غزة
  • هآرتس: خسائر الجيش تكشف مأزق إسرائيل عسكريا وسياسيا
  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
  • مساعي إسرائيل لإلغاء فئة الـ200 شيكل يثير قلق سكان وتجار غزة
  • خبير عسكري: عملية الشجاعية تكشف تفوق المقاومة في الاشتباكات المباشرة
  • وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث مقترح صفقة شاملة مع إسرائيل
  • النفط يتكبد خسائر أسبوعية بسبب مخاوف إزاء الرسوم الجمركية
  • ماذا بعد ارتفاع خسائر جيش الاحتلال بغزة؟ محللون يجيبون
  • خبير عسكري: المقاومة تقوم بحرب عصابات واستنزاف لجيش إسرائيل المرهق
  • الدويري: لهذه الأسباب تعتمد المقاومة على الكمائن في هذه المرحلة