ذوو الاحتياجات الخاصة في غزة ل ـسانا: تقطعت بنا سبل الحياة في مراكز الإيواء
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
في مراكز الإيواء التي اكتظت بمئات آلاف النازحين والمنكوبين في قطاع غزة المحاصر جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر لليوم الرابع والعشرين، يكابد أكثر من 50 ألف فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة مرارة النزوح، فمنهم من يتنقل على كرسي متحرك، ومنهم من فقد أحد أطرافه أو حاسة السمع أو البصر.
حكايات كثيرة ومؤلمة يرويها ذوو الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم عن فظاعة ما حدث لهذه الفئة التي استشهد الكثير من أفرادها تحت أنقاض المنازل التي قصفها الاحتلال، لعدم قدرتهم على الحركة وعدم تمكن ذويهم من إنقاذهم بسبب كثافة قصف طيران الاحتلال.
ويروي إسماعيل الجبور الموجود حالياً في مركز إيواء تابع للأونروا وسط القطاع معاناته في نقل شقيقه المصاب بإعاقة في السمع والحركة لمراسل سانا: شقيقي يوسف كابد معي العناء عندما حملته على ظهري في ظل عدم وجود مركبات لنقله من منزله الذي تعرض للقصف في بيت لاهيا شمال القطاع، إلى مركز الإيواء في مخيم النصيرات وسطه، لافتاً إلى أن العناء الأكبر ناجم عن شح الطعام والمياه والأدوية، وعدم وجود أمكنة مناسبة لهذه الفئة التي تنام على الأرض بسبب عدم توافر الأسرة والأغطية في مراكز الإيواء.. نعيش كارثة إنسانية والوضع في تفاقم مستمر حتى الملابس غير متوافرة.
ويجلس في زاوية أخرى في مركز الإيواء مسن مقعد على كرسيه المتحرك وقد قارب الثمانين عاماً وعن معاناته يتحدث نجله محمد غبن: لا يتوافر لوالدي مكان لينام فيه في المركز، وهو ينام على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية على كرسيه المتحرك، مركز الإيواء مكتظ بالنازحين والمنكوبين ولا يتوافر طعام ولا شراب لهم.. يعيش والدي على بعض المعلبات كي يبقى على قيد الحياة.
المختص الاجتماعي سعيد أبو رحمة يوضح أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تموت ببطء داخل مراكز الإيواء وحتى في مناطق نزوحهم، حيث لا يتوافر لهم مكان للمبيت ولا الطعام وحتى المستشفيات لا يستطيعون الوصول إليها لكثافة قصف طيران الاحتلال واستهدافه للمستشفيات، مشيراً إلى أن وضع هذه الفئة مروع ومؤلم، بعد أن تقطعت بهم سبل الحياة وفقدوا الأمان جراء العدوان المتواصل ومأساة النزوح، ومؤكدا أن الاحتلال يرتكب جريمة حرب بحق هذه الفئة التي تحتاج رعاية مضاعفة افتقدتها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وباتت تعيش ظروفاً صحية ونفسية تهدد حياتها.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الاحتیاجات الخاصة مراکز الإیواء
إقرأ أيضاً:
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها الاحتلال في غزة
الثورة / وكالات
على مدى العصور الماضية، كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل إفريقيا، ومركزا مهما للعالم ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة ومهدا للديانات والتعايش، من معابد وكنائس ومساجد تاريخية تعكس غنى وعمق الهوية الفلسطينية، كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقبلة للسلام، قبل أن تحوله إسرائيل إلى مسرح للإبادة الجماعية ارتكبتها طوال أكثر من 15 شهراً.
ارتكب جيش الاحتلال أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءاً من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.
خلال فترة الإبادة التي اقترفتها تل أبيب بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023م حتى 19 يناير 2025م، لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال.
وكانت هذه الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.
ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.
738 مسجدا سُويت بالأرض
متحدث وزارة الأوقاف بقطاع غزة إكرامي المدلل، قال للأناضول إن صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجداً بالأرض ودمرتها تدميراً كاملاً من أصل نحو 1244 مسجدًا في قطاع غزة، بما نسبته 79%.
وأضاف: «تضرر 189 مسجدا بأضرارٍ جزئية، ووصل إجرامُ الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلينَ الآمنين».
وتابع: «كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائسَ تدميرا كليا جميعُها موجودة في مدينة غزة».
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضاً 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميراً كلياً و18 جزئياً.
وأوضح أن «استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب».
كما أكد المدلل أن «استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حرب الاحتلال الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية».
وأضاف: «يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر».
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين، وفق المتحدث.
أبرز المساجد والكنائس التي طالها التدمير
المسجد العمري الكبير بمدينة غزة
يُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.
يضم 38 عمودا من الرخام الجميل والمتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، يعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب.
وفي تاريخه الطويل، تحول الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.
وتعرض المسجد لتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض لدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقًا في العام 1925م.
وقال أحد رواد المسجد العمري للأناضول: «المسجد تعرض لأشرس هجمة بشرية»، وأضاف: «تدميره فاجعة لنا، هو جزء من غزة وفلسطين».
مسجد السيد هاشم
يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، والذي ارتبط اسمه بالمدينة «غزة هاشم».
تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر 2023م.
مسجد كاتب ولاية
يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتٌقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.
ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي1341 و1309 ميلادية.
وتعرض المسجد لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023م؛ ما أسفر عن تعرضه لأضرار جسيمة.
المسجد العمري (جباليا)
يعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة يُطلق عليه سكان المنطقة «الجامع الكبير» ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربَي 2008 و2014م، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة.
الكنائس المدمرة:
كنيسة القديس برفيريوس
أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها للقرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس حيث تحتضن قبره.
تعرضت للاستهداف المباشر لأكثر من مرة؛ الأول كان في 10 أكتوبر 2023م ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من ذات الشهر ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، وأدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.
كنيسة العائلة المقدسة
تعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.
كنيسة المعمداني
تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882م ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.
ارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023م أسفر عن مقتل نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.