المطران عطالله حنا لـ"البوابة نيوز": استهداف كنيسة غزة كان ترهيبا لمسيحيي فلسطين
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
قال المطران عطالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس معلقاً على واقعة قصف كنيسة بورفيروس بأنها استهداف للحضور المسيحي في فلسطين ورسالة تهديد ووعيد وترهيب لكل المسيحيين الباقيين في بلدهم ووطنهم تنص على "أحملوا أمتعتكم وغادروا بلدكم"، وجاء ذلك خلال حواره مع “البوابة” الذي سيتم نشره في عداد البوابة الأسبوعي غداً.
وقال المطران عطالله حنا مجيباً على سؤال “ كشفت لنا سابقاً التهديدات التي وجهت لكنيسة "بورفيروس" فبل أن تقصف، حدقنا عن كواليس تلك التهديدات وكيف رأيت هذا القصف؟" :
نعم، في أولى أيام الحرب هناك جهة خارجية طلبت من المطران الكسيوس والأب سيلا بأن يخرجا من غزة من أجل الحفاظ على سلاماتهما وبأنه سوف يتم تأمين عملية الخروج الآمن لهما ولكنهما رفضا هذا العرض وقالا بأننا لن نترك كنيستنا ولن نترك شعبنا وأبناء رعيتنا، نحن هنا باقون رغما عن كل التهديدات والصعوبات والمخاطر.
وإن استهداف كنيسة بورفيروس الأرثوذكسية لغزة هو استهداف للحضور المسيحي في فلسطين ورسالة تهديد ووعيد وترهيب وتخويف لكل المسيحيين الباقيين في بلدهم ووطنهم تنص على "أحملوا أمتعتكم وغادروا بلدكم"، كما أن الإعتداء على هذه الكنيسة التاريخية في غزة هو اعتداء على غزة كلها واعتداء على الشعب الفلسطيني؛ فقد تم الاعتداء على كل شيء في غزة من الأبنية السكنية والمستشفيات والكنائس المساجد؛ فهم يريدون أن يجعلوا من غزة أرضاً محروقة، أبنائنا الذين لجئُوا إلى كنيسة بورفيروس ظنوا أنها مكان أمن ولكن يا للأسف في ظل هذا العدوان الهمجي، لا توجد هناك أماكن فدور العبادة كلها كنائس وجوامع كل شيء في غزة مستهدف من قبل هذه الالات العسكرية المدعومة غربياً وأمريكياً.
تاريخ كنيسة بروفيروس في سطور
يقول سفر أعمال الرسل إن الشماس فيليبُّس كان على طريق غزة عندما التقى موظف ملكة الحبشة وطلب هذا الأخير منه أن يشرح له الكتاب المقدس. ولم يذكر سفر أعمال الرسل هل توقَّف الشماس وبشّر في غزة أم لا. ولكن من المؤكد أن المسيحية دخلت غزة منذ القرون الأولى، وقدّمت الكثير من الشهداء إبان اضطهاد الأمبراطور الروماني ديوكلسيانُس (304-311).
وتشير المراجع التاريخية الكنسية، أن الأسقف الذي قضى على الوثنية في غزة وحوّلها إلى مسيحية هو القديس بورفيريوس، أسقف غزة من 395 – 420، وتم بناء أول كنيسة هناك على اسمه في مطلع القرن الخامس الميلادي، وتوالت بعدها بناء الكنائس هناك.
وبالرجوع إلى كنيسة "بوفيروس" فهى كنيسة أثرية تابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس، تقع في حي الزيتون بمدينة غزة وهي أقدم كنيسة في المدينة، سميت الكنيسة نسبة إلى القديس برفيريوس، وكان له دور في تحويل غزة من الوثنية وتعدد الألهة إلى الإيمان بالمسيحية، ويوجد للقديس برفيريوس قبر في الزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة.
يعود تاريخ البناء الأصلي لكنيسة القديس برفيريوس إلى عام 425 م فوق معبد وثني خشبي قديم، وأما عن بناية الكنيسة الحديثة قام بها الفرنج في خمسينيات أو ستينيات القرن الحادي عشر، وبنيت الكنيسة على طراز البازليكي، وتم تجديد الكنيسة في العام 1856 لكنها تحتوي بعض الأفاريز والقواعد التي تعود إلى الفترة الصليبية.
ويوجد بداخل الكنيسة نقوش التي تزين جدرانها الداخلية، والتراتيل، تروي قصة القديس برفيريوس الذي حارب المعتقدات غير السماوية في غزة، وعمل على نشر المسيحية، إلى أن توفي فيها، وفيها ما زال قبره قائما حتى اليوم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المطران عطالله حنا رئيس اساقفة سبسطية غزة إسرائيل فی غزة غزة من
إقرأ أيضاً:
"القديس يوحنا السلمي.. معلم الحياة الروحية وكاتب "السلم إلى السماء"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد القديس يوحنا السلّمي أحد أبرز الشخصيات الروحية في تاريخ الكنيسة، حيث كرس حياته للزهد والتأمل، وترك تراثًا روحيًا عميقًا من خلال كتابه الشهير "السلم إلى السماء"، الذي يعتبر دليلًا هامًا للنمو الروحي والتدرج في الفضائل.
ولد يوحنا السلّمي في القرن السادس الميلادي، وترهب في دير القديس كاترين بجبل سيناء، حيث عاش في حياة نسكية تأملية، وتعمق في دراسة الكتاب المقدس وتعاليم الآباء، ومن خلال خبرته الروحية الطويلة، الف كتابه الفريد الذي يصور الحياة الروحية كسلم يرتقي فيه الإنسان درجة بعد أخرى، حتى يصل إلى الكمال المسيحي.
يتكون الكتاب من ثلاثين درجة روحية، تعبر عن مراحل النمو في الفضيلة والانتصار على الخطايا، بدءًا من التوبة والاتضاع، وصولًا إلى المحبة الكاملة والاتحاد بالله، ويشبه القديس يوحنا الحياة الروحية بسلم رآه يعقوب في حلمه، حيث تصعد النفوس المجاهدة تدريجيًا نحو السماء.
ويؤكد الكتاب على أهمية الجهاد الروحي والصلاة المستمرة، كما يوضح كيف يمكن للإنسان التغلب على العوائق التي تمنعه من التقدم في حياته الروحية، مثل الغضب، والكبرياء، والكسل الروحي.
وخلال الصوم الكبير، تتجه أنظار الكثيرين إلى كتاب "السلم إلى السماء" كدليل للنمو الروحي، حيث يقدّم خطوات واضحة تساعد الإنسان على التوبة الحقيقية والتقرب من الله من خلال الصلاة، الصوم، والجهاد الروحي المستمر.
ويظل إرث القديس يوحنا السلّمي علامة مضيئة في تاريخ الكنيسة، حيث يدعو الجميع إلى السير في طريق الفضيلة، والتدرج في الحياة الروحية حتى الوصول إلى النعمة الإلهية الكاملة.