القصف الإسرائيلي على غزة يوقع المزيد من الضحايا.. وخروج 25 مستشفى من الخدمة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
وسعت إسرائيل هجومها العسكري بشكل أعمق في شمال قطاع غزة، اليوم الاثنين، حيث أعربت الأمم المتحدة والطاقم الطبي التابع لها عن مخاوفهم من استهداف القصف الإسرائيلي مناطق أقرب إلى المستشفيات، حيث لجأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين إليها كمأوى إلى جانب آلاف الجرحى. وقال عمال الإغاثة إن أكبر قافلة مساعدات إنسانية تصل إلى غزة لا تزال أقل بكثير من الاحتياجات المطلوبة للقطاع.
وارتفعت حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الاثنين، ارتفاع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على غزة إلى 8306 بينهم 3457 طفلا و2136 امرأة. وأكدت وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 329 شخصا منذ بداية العام الجاري.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة، في مؤتمر صحافي إن عدد المصابين جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة زاد إلى 21048 مصابا. وأضاف: «لاحظنا ازدياد استهداف محيط المستشفيات ومنها المستشفى التركي ومستشفى القدس».
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني لـ»العربية» و»الحدث» إن المساعدات التي دخلت قطاع غزة لا تلبي سوى 3% من الحاجة، فيما أعلنت الصحة الفلسطينية خروج 25 مستشفى في قطاع غزة من الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي. وأكد أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 27 مجزرة جديدة خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 304 قتلى غالبيتهم من النازحين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك عائلة واحدة قتل منها 93 شخصا، وهي عائلة الأسطل من مدينة خان يونس، نقلا عن «وكالة أنباء العالم العربي». وطالب متحدث وزارة الصحة، مصر مجددا بفتح معبر رفح، محذرا من كارثة صحية وبيئية في القطاع.
وكانت إسرائيل أنذرت سكان شمال قطاع غزة بضرورة التوجه نحو الجنوب لتجنب عملياتها العسكرية التي تتوسع في الشمال. ولم يمتثل الجميع لهذه التحذيرات، إذ بقي عشرات الآلاف في المنطقة. وكثفت إسرائيل منذ الجمعة نطاق عملياتها البرّية، وأعلنت زيادة عدد قواتها على الأرض. وقالت حركة حماس إن «الاشتباكات العنيفة» متواصلة على الأرض بين مقاتليها والجنود الإسرائيليين.
وشنت حركة حماس في السابع من أكتوبر الحالي هجوما غير مسبوق في تاريخ إسرائيل تسللت خلاله إلى مناطق إسرائيلية، وتسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضا 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف مدمر على قطاع غزة، يترافق منذ أيام مع عمليات عسكرية برية داخل القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه ضرب «أكثر من 600» هدف في قطاع غزة «في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة». وأضاف في بيان «خلال اشتباكات مع إرهابيين في قطاع غزة، قتلت قوات الجيش عشرات الإرهابيين الذين تحصنوا في أبنية وأنفاق وحاولوا مهاجمة قواتنا».
وأشار إلى أن إحدى طائراته استهدفت مبنى «كان في داخله نحو 20 من حركة حماس»، فيما ضربت أخرى «موقعا لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع» في منطقة جامعة الأزهر في مدينة غزة. وأعلنت حركة حماس مساء الأحد أن مقاتليها يخوضون «اشتباكات عنيفة» مع الجيش الإسرائيلي.
وميدانيا، قال تلفزيون فلسطين، اليوم الاثنين، إن دبابات الجيش الإسرائيلي تفصل الآن شمال قطاع غزة عن الجنوب والوسط، وذلك بعدما استهدفت غارات جوية المحافظة الوسطى في القطاع منذ الفجر، فيما تناقلت وسائل إعلام عقب ذلك أنباء عن انسحاب الدبابات الإسرائيلية من شارع صلاح الدين في وسط قطاع غزة، بينما أعلنت حماس أن الدبابات الإسرائيلية أجبرت على التراجع.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا القصف الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی وزارة الصحة حرکة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
لا يمكن الفصل بين لقاء الموفد الأمريكي لمفاوضات وقف إطلاق النار مع وفد حركة حماس، وبين اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر، ففي عالم السياسة تصير الوقائع الميدانية هي صاحبة القرار، وهي التي تفرض الحقائق السياسية، فجاء القرار الأمريكي بلقاء قادة حركة حماس في الدوحة تتويجاً لمرحلة طويلة من المواجهات الميدانية، وحروب الإبادة التي أسفرت عن معطيات ميدانية تؤكد استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، واستحالة التخلص من الفكرة التي قامت عليها حركة حماس، وغيرها من حركات المقاومة.
لقاء المبعوث الأمريكي بوفد حركة حماس استسلام أمريكي لواقع غزة التي ترفض الهزيمة، وترفض التهجير، وترفض الموت على فراش المذلة والانكسار، إنه الخضوع الأمريكي للواقع، ولإرادة الشعوب الحرة، وهذا ليس بالجديد على السياسة الأمريكية الواقعية، والتي ترى مصالحها الاستراتيجية من خلال المعطيات الميدانية، وهي كالأفعى تؤمن بنظرية الدوران 180 درجة سياسية بغرض اللدغ، وتحقيق الهدف، وهدف أمريكا في هذه المرحلة، ولاسيما بعد العناد الذي أبدته قيادة حركة حماس، وبعد الصمود الذي أظهره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هدف أمريكا هو التهدئة في المنطقة العربية المتفجرة، من خلال تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، وهذه السياسة الواقعية تتعارض مع مجمل تهديدات الرئيس الأمريكي بصب الجحيم على رأس أهل غزة، وتهجيرهم من بلادهم، والتي تكشف زيفها، وبانت كتهديدات عرضية، الهدف منها الضغط على الأنظمة العربية، وابتزاز المفاوض الفلسطيني.
هذه السياسة الأمريكية الواقعية نجحت قبل عشرات السنين مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تمثل الإرهاب من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل، وكانت منبوذة دولياً، وكانت محاربة من أمريكا قبل أن تحاربها إسرائيل، حتى إذا جاءت انتفاضة الحجارة 1978م، وركبت قيادة منظمة التحرير على ظهرها، وأوصلت قناعتها إلى السياسة الأمريكية والإسرائيلية، بأن قيادة المنظمة التحرير الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على ضبط الشارع الفلسطيني، وهي الممثل القادر على التساوق مع السياسة الأمريكية، والقادر على تمرير الاتفاقيات التي تستجيب للشروط الإسرائيلية.
وتم التوقيع على اتفاقية أوسلو 1993م في ساحة البيت الأبيض، وصار اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل على حدود 1948م، مقابل الاعتراف الإسرائيلي والأمريكي بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى هذا الأساس جاء قادة منظمة التحرير ومن رضوا عنه إلى الأراضي المحتلة، جاءوا حكاماً وأسياداً ومسيطرين ومنتفعين من مميزات الحكم، حتى وصل بهم الأمر، وبعد أكثر من ثلاثين سنة على اتفاقية أوسلو أن ارتضوا بمهمة المحلل الشرعي للاحتلال، والوكيل الحصري لأمن المستوطنين، وهذا ما يتوجب على حركات المقاومة الفلسطينية أن تنتبه إليه، وأن تأخذه بعين الحذر والانتباه، فأمريكا لا تعطي لقاءات مع حركة تحرر مجاناً، ولا تعترف بمنظمة تصفها بالإرهاب قبل أن تجبي منها الثمن، وأمريكا هي راعية التدجين والترويض في المنطقة، ولا تمد أمريكا بساطها الأخضر مجاناً.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني