الإيمان بالقدرة الذاتية للعرب أولى خطوات فرض السلام العادل
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أظهرت عمليَّة طوفان الأقصى الَّتي نفَّذتها المقاومة الفلسطينيَّة الباسلة في السابع من أكتوبر الماضي، مدى ضعف وهشاشة دَولة الاحتلال الإسرائيلي، رغم ما تملكه من قوَّة عسكريَّة حاولوا تصويرها على أنَّها خارقة، وقادرة على السيطرة على الأوضاع. فكما أنهت حرب أكتوبر 1973 الأسطورة المزيَّفة الَّتي كانت يتغنَّى بها الكيان الصهيوني وحلفاؤه من الغرب، بأنَّه «الجيش الَّذي لا يُقْهَر»، أظهرت عمليَّة طوفان الأقصى مدى الضعف الصهيوني، برغم ما تملكه دَولة الاحتلال من سلاح متطوِّر زعمت قدرته على حمايتها من كافَّة الأخطار، ونسجت دعايا جذبت من خلالها المتطرفين الصهاينة من كُلِّ حدب وصوب نَحْوَ دَولة فلسطين، وسَعَتْ من خلال تلك الادعاءات إلى محاولة تغيير الأوضاع على الأرض، ومدِّ سرطانها الاستعماري.
لذا فمن الطبيعي أن يكُونَ الردُّ الإسرائيلي على العمليَّة بتلك القوَّة الغاشمة الإرهابيَّة، مستهدفًا المَدنيِّين لحفظ ماء الوجْه، ومحاولة ترميم الصورة الَّتي كسرها جنود المقاومة، والَّتي تسعى الحكومة الصهيونيَّة إلى تصديرها إلى مستوطنيها الإرهابيِّين، فطوفان الأقصى أثبتَ عجز الحكومة الإسرائيليَّة عن حماية المستوطنات، رغم بدائيَّة التسليح الَّتي اعتمدت عَلَيْه المقاومة في عمليَّتها العسكريَّة. أقول هذا والكيان الصهيوني يتقدَّم خطوة ويتراجع خطوات عن الاجتياح البَرِّي لقِطاع غزَّة، فبرغم التعتيم الَّذي فرضته دَولة الاحتلال لعمليَّاتها العسكريَّة البَرِّيَّة عَبْرَ قطْع الإنترنت، واستهداف شبكات الاتِّصالات في غزَّة، إلَّا أنَّ ذلك لَمْ يمنع من التعرُّف على الخسائر الأوَّليَّة لتلك العمليَّة البَرِّيَّة الفاشلة.
فبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام العالَميَّة المستقلَّة، فأفخاخ المقاومة كلَّفت القوَّات الإسرائيليَّة خسائر كبيرة في العتاد والجنود، لدرجة أنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قَدِ اعترف بزيادة عدد الأسرى الَّذين وقعوا في يَدِ المقاومة ليصلوا إلى 239 فيما لا يزال 40 آخرون في عداد المفقودين، ناهيك عن عدد القتلى من الجنود الَّذين يتساقطون على أبواب غزَّة، لِيكونَ الردُّ الصهيوني بارتكاب المزيد من جرائم الحرب ضدَّ المَدنيِّين العُزَّل، وممارسة أبشع صنوف الإبادة الجماعيَّة، في محاولة من الحكومة الحاليَّة لمداراة الهزيمة المذلَّة الَّتي تعرَّض لها الجيش الصهيوني على يَدِ أشاوس المقاومة الفلسطينيَّة، برغم الفارق الكبير في التسليح، ورغم الدعم والمساندة الغربيَّة الخفيَّة والمُعلَنة. ولعلَّ أكثر ما يزيد الضِّيق في الصدور، أنَّ بعض المحسوبين على العروبة لا يزالون يروِّجون لقوَّة تلك الدَّولة، ويزرعون الخوف غير المبرَّر، الَّذي يعوق تقديم الدَّعم والمسانَدة المطلوبة لأهلنا في قِطاع غزَّة، فدَولة الاحتلال في أضعف حالاتها منذ إعلان قيامها منذ (75) عامًا مضَتْ، وهي حقيقة يدركها الصهاينة أنفُسُهم، فمشهد الجندي الصهيوني الَّذي يبكي لِمَن أسَرُوه، والَّذي يتعهَّد بمغادرة أرض فلسطين فور إطلاق سراحه، يؤكِّد أنَّ الضعف الصهيوني قَدْ بلغ مداه، وعَلَيْنا نحن أن نؤمنَ بقوَّة وحدتنا لفرض السَّلام العادل والشامل على هذا الكيان الغاصب، خصوصًا وأنَّ الضغط الشَّعبي العالَمي، قَدْ جعل دوَلًا تتراجع عن مسانَدة تلك الدَّولة المُجرِمة.
إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: د ولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية تستهدف مواقع العدو الصهيوني وجنوده في محيط مدينة غزة
الثورة نت/وكالات أعلنت “كتائب المجاهدين” أنّها استهدفت تمركزاً لجنود العدو الصهيوني، في منطقة السودانية، شمالي غربي مدينة غزة، بصواريخ “حاصب” التكتيكية، يوم أمس السبت. ونشرت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أيضاً، مشاهد عن قنص مقاتليها جندياً صهيونيا في مناطق التوغل، جنوبي مدينة غزة. بدورها، نشرت كتائب “شهداء الأقصى”، الجناح العسكري لحركة فتح، مشاهد عن قصفها مواقع العدو الصهيوني المتمركزة في محور “نتساريم”، بقذائف الهاون، وصواريخ قصيرة المدى.