وائل الدحدوح لـعربي21: استهداف الاحتلال لأسرتي بشكل متعمد غير مستبعد
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
على أصوات الطائرات الحربية وأزيز طائرات الاستطلاع "الزنانة" الإسرائيلية تحدث وائل الدحدوح مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة لـ"عربي21"، حول ما دفعه للعودة السريعة للشاشة عقب استشهاد زوجته وبنه وابنته واستشهاد وإصابة عدداً آخراً من أفراد أسرته نتيجة قصف جيش الاحتلال للمنزل الذي نزحوا إليه.
وقال الدحدوح لـ"عربي21، "صحيح أن الحدث جلل والمُصاب عظيم والجرح نازف والوجع ليس بالبسيط، ولكن بالتأكيد اللحظة في نهاية المطاف هي لحظة تاريخية واستثنائية ولا يمكن لأي إنسان أن يتقاعس خلالها مهما كان السبب ومهما كانت المعاناة والوجع، لذلك أردنا أن نعض على الجرح وأن نترك هذا الجرح النازف ونتعالى على الوجع وأن نكون على رأس عملنا في لحظة وفاء لزوجتي وابني وابنتي وحفيدي وأقاربي وكل الشهداء".
وأكد أن "هذه لحظة تاريخية ونحن لدينا التزام أخلاقي كبير من خلال الانحياز لهذا الشعب ولهذه القضية ولهذه المنطقة الجغرافية غزة وفلسطين، كذلك لدينا التزام أخلاقي كبير تجاه هذه المهنة -مهنة المتاعب- وهذه الرسالة الانسانية النبيلة التي لا يمكن أن نتخلى عنها، ولذلك عدنا سريعا".
رغم الوجع وألم الفقد عدنا pic.twitter.com/4EWZRQg75Y — وائل الدحدوح Wael Al dahdouh (@WaelDahdouh) October 27, 2023
وأضاف: "وأما الخيار الآخر كان الجلوس مع النساء والأطفال والمسنين والعجزة في المنزل منتظرا قذيفة هنا أو قذيفة هناك تداهمك وتفعل بك كما فعلت بأسرتك، وهذا خيار لن يكون أبدا، فلا وقت للراحة والقيلولة ولا وقت للعويل والبكاء، بل الوقت هو للعمل وحماية الناس، وهذا هو ما نقدر عليه ونستطيعه، وهو أن نقدم الكلمة والمعلومة والصورة بطريقة مهنية وشفافة لعلنا نقدم شيء لهؤلاء المظلومين".
"#مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح ????. " pic.twitter.com/mPBEfYJk6d — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) October 25, 2023
وحول ما إذا كان هذا الاستهداف المباشر لعائلته متعمد أم لا، قال الدحدوح: "مجرد العودة السريعة رغم الوجع والألم والجرح النازف ومواصلة عملنا، هذا يعتبر رد على الاحتلال وعلى هذا الاستهداف وما جرى من جريمة بشعة بحق أطفال، وما حصل في نهاية المطاف جزء مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر كثيرة ارتكبت، ونحن بالنسبة لنا هذا ما نملكه، أن نقوم بواجبنا على أكمل وجه وبأعلى درجات المهنية ونقدم ما نستطيع تقديمه انحيازا للحق".
وتابع: "للأسف بعض الصحفيين الإسرائيليين تحدثوا عن أن هناك استهداف واضح لأسرة مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح في مكان تواجدها، وهو المكان الذي نزحوا إليه ظنا منهم أنه مكان آمن حسب ما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي للحظة واحدة ظن الناس أن لديه بقايا أخلاق وبالتالي ذهبوا إلى ذلك المكان".
????????????????‼️???? Israel targeted the family of Al Jazeera veteran journalist Wael Dahdouh today.
Axios had reported earlier that US Secretary of State Antony Blinken asked Qatar’s prime minister to "turn down the volume on Al Jazeera's coverage on Gaza". https://t.co/rbY6SmYTXR pic.twitter.com/ZBVRdegx4u — Lord Bebo (@MyLordBebo) October 25, 2023
وأكد أنه "سواء أكان استهداف مباشر أو غير مباشر، فإن ما رأيناه في هذه الحرب من تجاوز لكل الخطوط الحمراء عبر استهداف مستشفيات ومدارس وجامعات وغيرها، كل ذلك يجعل المرء لا يستبعد أي استهداف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهذا شيء مرجّح".
وأوضح الدحدوح أن "استهداف الاحتلال للصحفيين وأسرهم هو رسالة واضحة، مفادها عرقلة التغطية الصحفية والضغط عليك كصحفي من خلال دماء الأطفال والنساء ومن خلال دماء أسرتك وفلذات الأكباد حتى تكف عن التغطية الصحفية".
وأضاف: "نحن كصحفيين في نهاية المطاف لا نقوم بالقتال وليس لدينا سلاح، لكن سلاحنا الصورة والكلمة والمعلومة، وننقل فقط ربما جزء من ما يقع على الأرض، وربما لا نستطيع لا نحن ولا كل امكانيات الصحفيين تغطية ما يجري بالكامل، ولكننا نسلط الضوء والكاميرا والكلمة على بعض ما يجري علَ كل الناس يكونوا على علم واضح بما يجري بحق أهلنا وشعبنا وربعنا هنا في قطاع غزة".
وتابع: "وهذا بالتأكيد هو صميم عملنا نقوم به بكامل المهنية والموضوعية، ونحن تحدثنا في كثير من الأوقات بأننا حتى ونحن نصور ونعمل وسط الجثث والأشلاء والدمار والنار، كل العالم شاهد أننا في قمة المهنية وكنا نختار الصور التي لا تتعارض مع المواثيق الصحفية والدولية".
وحول الوضع الصحي للمصابين من أسرته قال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح لـ"عربي21": "عندي ولد مصاب بالرأس لكن الحمد لله حالته جيدة ومستقرة، وأيضا لدي بنتين مصابتين بحروق وشظايا وكدمات لكن أيضا الحمد لله وضعهن جيد ومستقر، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
مراسل #الجزيرة وائل الدحدوح وزوجته في زمن الحرب قبل أن تغادره في الحرب التي تلتها#حرب_غزة pic.twitter.com/WdA1TyaSg7 — قناة الجزيرة (@AJArabic) October 27, 2023
وكان الاحتلال قد قام بقصف منزل في مخيم النصيرات جنوب قطاع غزة نزحت إليه واحتمت به أسرة الصحفي وائل الدحدوح قبل أيام، وذلك في أعقاب مزاعم الاحتلال من أن جنوب القطاع آمن ويجب النزوح إليه.
ونتج عن هذا القصف استشهاد عدد من أفراد أسرة مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح بمن فيهم زوجته وابنه وابنته، وفي اليوم التالي على الرغم من أنه قام بدفن شهداء أسرته ظهرا إلا أنه عاد مساءا لعمله الصحفي ونقل ما يجري في قطاع غزة من تدمير وقتل للشعب الفلسطيني بآلة الاحتلال الإسرائيلي الحربية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية وائل الدحدوح الجزيرة غزة غزة الجزيرة صحافة وائل الدحدوح سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجزیرة وائل الدحدوح قناة الجزیرة فی قطاع غزة pic twitter com ما یجری
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يُواصل استهداف منظومة صحة شمال غزة
يمانيون../
بشكل يومي وتحت أنظار العالم، يواصل العدو الصهيوني عدوانه على مستشفيات شمال قطاع غزة في استهداف واضح للمنظومة الصحية في القطاع المدمر، وهو ما يسفر عن شهداء وجرحى بين المرضى وأفراد الطواقم الطبية، بالإضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمستشفيات.
وواصلت قوات العدو الصهيوني، الثلاثاء، استهداف مستشفى “كمال عدوان” في شمال قطاع غزة المحاصر، مما أدى إلى إصابة عدد من المرضى والجرحى.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن قوات العدو الصهيوني أجبرت الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، سيراً على الأقدام، وسط قصف مدفعي وجوي مكثّف طال أقسام المستشفى ومحيطه.
وأشارت المصادر الطبية إلى إصابة نحو 20 شخصاً في مستشفى كمال عدوان، إثر عمليات النسف المستمرة في ساحاته، وسط دعوات فلسطينية بتحرك دولي عاجل لحماية المنظومة الصحية ومستشفيات قطاع غزة من العدوان الصهيوني.
وصرح مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش مساء السبت، أن جيش العدو الصهيوني بدأ هجوماً شاملاً على مستشفى “كمال عدوان” شمال القطاع.
وقال البرش: “قوات العدو تطلب من الطواقم إخلاء مستشفى كمال عدوان فوراً، مهددة حياة 80 مريضا”.
وأضاف: “العدو قصف المستشفى أثناء زيارة وفد من منظمة الصحة العالمية، واعتقل مصابا من بين أيدي وفد منظمة الصحة العالمية”.
وشدد على أن “العالم أصبح يتعامل بلا مبالاة مع الفظائع التي يرتكبها الاحتلال بحق الطواقم الطبية والمرضى”.
ولفت مدير مستشفى “كمال عدوان” حسام أبو صفية إلى أن جيش العدو الصهيوني يشن “قصفاً مكثفاً وعنيفاً جداً على المستشفى، بطريقة غير مسبوقة وبدون أي سابق إنذار على قسم الرعاية والحضانة”.
وتابع قائلاً: “يتم القصف بالقنابل والمتفجرات ونيران الدبابات، مستهدفا إيانا مباشرة بينما نحن متواجدون داخل أقسام المستشفى”.
وحمل أبو صفية العالم المسؤولية عما يحدث لهم.. مُطالباً إياهم بتحمّل مسؤولياتهم تجاه معاناتهم التي من غير المقبول أن يبقى العالم صامتا وغير قادر على حماية المنظومة الصحية.
وقال: “نحن نتعرض للهجوم أمام أعين الجميع، بينما يشاهد العالم بأسره، ومع ذلك لا يتدخل أحد في مواجهة هذه الهمجية”.
وفي بداية حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، وقعت مجزرة مستشفى المعمداني التي لاقت حملة تنديد عربية ودولية واسعة، إلى درجة أن العدو الصهيوني نفى مسؤوليته عن قصف المستشفى، متهمًا المقاومة بالقيام بذلك، ثم جاء بعدها الدور على مستشفى الشفاء، وكانت ذرائع الكيان الغاصب بأن حماس تتخذه مقرًا لها.
وعلى الرغم من القوانين الدولية التي تجرم استهداف المستشفيات، وتصنفها جريمة حرب، وأنها منشآت تخضع للحصانة، لكن عدم تطبيق هذه القوانين، دفع الكيان الغاصب إلى تكرار الفعل ذاته.
ومع مرور 446 يوما على بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أصبح استهداف المستشفيات في القطاع أمرًا روتينيًا أمام أعين العالم، دون الحاجة إلى ذرائع للتبرير، وبدا واضحًا أن تدمير المستشفيات، يأتي ضمن سياسة تدمير البيوت والبنية التحتية في غزة، للقضاء على مظاهر الحياة.
ولم يستهدف العدو الصهيوني مستشفى واحدًا بغزة، بل يقصف مستشفيات عدة في الوقت نفسه، فبينما كان ينسف ويفجر المباني في محيط مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، يحاصر المستشفى الإندونيسي ويجبر من بداخله على إخلائه، هذا في حين يقصف مستشفى العودة بقذيفة مدفعية شمال قطاع غزة.
وكان مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، قد أصيب قبل شهر نتيجة القصف الصهيوني على المستشفى، ونشر مقطعًا مصورًا لآلية صهيونية تضع صندوقًا خشبيًا كبيرًا، قال: إنها “روبوتات” تقوم بوضع صناديق لمتفجرات على بوابات المستشفى.
ويحصل كل هذا وسط حصار بالنيران، يفرضه جيش العدو منذ أسابيع على المستشفى، بينما تقدمت الآليات العسكرية تجاهه قبل أربعة أيام.
ولا يختلف الحال كثيرًا في المستشفى الإندونيسي شرق جباليا، فقد أجبر العدو الصهيوني في الفترة الماضية من بداخله، من طواقم طبية ومرضى ونازحين، على الإخلاء الفوري والتوجه لمدينة غزة، وسط إطلاق كثيف للنيران صوب بوابته وقصف على محيطه.
ويشار الى أن المستشفيات الثلاثة، مستشفى كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي تعرضت للاستهداف والحصار، ومستشفى كمال عدوان هو الوحيد المتبقي من مستشفيات شمال قطاع غزة الذي يقدم بعض الخدمات الطبية للمرضى والجرحى.
وقد تسببت العملية الأخيرة شمال غزة في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، وسط نقص حاد في الدواء.
وبدعم أمريكي، يواصل العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,338 مواطنا فلسطينيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,764 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
السياسية – عبدالعزيز الحزي