عربي21:
2024-12-26@07:05:10 GMT

ما تداعيات طوفان الأقصى على علاقة تركيا مع الاحتلال؟

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

ما تداعيات طوفان الأقصى على علاقة تركيا مع الاحتلال؟

تبدو العلاقة بين أنقرة والاحتلال الإسرائيلي مهددة، بعدما تأجج الغضب الشعبي والسياسي التركي، على خلفية العدوان على غزة والمجازر المتواصلة ضد المدنيين في مناطق متفرقة من القطاع.

فبعد أن كانت ردود فعل أنقرة توصف بـ"المتوازنة" في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب في غزة، صّعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خطابه ضد الاحتلال، متهماً إياه بارتكاب مجازر حرب، مؤكداً أن "حماس ليست مجموعة إرهابية، هي مجموعة تحرير تحمي أرضها".



وفي خطاب وصف بـ"الناري" قال أردوغان في فعالية "تجمع فلسطين الكبير" الذي أقيم في إسطنبول السبت، إنه سيكشف للعالم حقيقة الاحتلال بوصفها مجرم حرب، متهماً الغرب بالمسؤولية عن المجزرة التي تجري في غزة.

وقد يكون التحول في الخطاب التركي جاء على خلفية التنسيق مع دول المنطقة، والدعم الغربي والأمريكي غير المحدود للاحتلال، وبعد تيقن تركيا بعدم وجود رغبة لدى الاحتلال بالقبول بالوساطات لوقف إطلاق النار، وهو ما يؤكد عليه مدير مركز "إسطنبول للفكر" باكير أتاجان.

وأضاف لـ"عربي21" أن أنقرة تبحث في كيفية إجبار الجانب الإسرائيلي على القبول بالتفاوض للتوصل لحل سلمي في غزة والقضية الفلسطينية عموماً.


وتابع بأن أنقرة تعتقد أن التوصل لوقف نزيف الدماء في غزة، يمكن البناء عليه لحل جذري للقضية الفلسطينية، وفق القرارات الأممية أي "حل الدولتين"، معتبراً أن "أولوية تركيا اليوم هي وقف الحرب، وإفساح المجال لتقديم المساعدات للسكان".

ورد الاحتلال على الخطاب التركي بإعطاء الأمر للممثلين الدبلوماسيين بالعودة من أنقرة، وقال وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين: "على خلفية التصريحات التركية القاسية، أمرت بعودة الممثلين الدبلوماسيين من تركيا من أجل إعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية التركية".

"أوراق تركية ضاغطة"
وعن الأوراق التي تُمكن تركيا من الضغط على الاحتلال، يشير أتاجان إلى قوة تركيا على الصعيد الإقليمي، وقربها من فلسطين، وعلاقتها الوثيقة مع الدول العربية والإسلامية، وأخيراً إلى عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتابع مدير مركز "إسطنبول للفكر"، بأن تركيا ستستخدم كل ما بحوزتها من أوراق لوقف المجزرة في غزة، وقال: "كما عارضت أنقرة الحرب في أوكرانيا، اليوم هي تسعى لإقناع العالم والأطراف المعنية بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات".

وكان زعيم حزب الحركة القومية وحليف أردوغان دولت بهتشلي، دعا إلى تدخل الجيش التركي لوقف العدوان على غزة، وحذر من انتقال المجازر إلى تركيا، وأكد أتاجان على أن بلاده تتجنب الانخراط في الحرب، قائلاً: "هناك قناعة سائدة في تركيا بأن الحرب تعني الخسارة لكل الأطراف".

وبما يخص شعار "قرن تركيا" الذي رفعه أردوغان في "تجمع فلسطين الكبير" والرسائل التي أراد تصديرها، يقول أتاجان: "يريد أردوغان التأكيد بأن تركيا قد انتهت من حقبة الضعف الذي أصابها عقب انهيار الحكم العثماني"، وقال: "الدولة التي نشأت قبل 100 عام (تأسيس تركيا في 1923)، كبرت الآن".

أما عن الرسائل للاحتلال، يرى باكير بأن أردوغان أراد من خلال الجموع التي شاركت في المظاهرة التضامنية مع غزة، تصدير رسائل للاحتلال تؤكد أن الموقف السياسي التركي الرسمي يدعمه الشارع التركي خصوصاً، والشارع الإسلامي عموماً.

"انتكاسة غير مسبوقة"
وبدأت العلاقات بين تركيا والاحتلال في العام 1949، حيث اعترفت أنقرة رسمياً بدولة "إسرائيل"، ومنذ ذلك الوقت والعلاقات تتذبذب متأثرة بقضايا المنطقة، ومع تسلم حزب "العدالة والتنمية" الحكم في تركيا في مطلع القرن الحالي، بدأت العلاقات تشهد تراجعاً، حتى العام 2021، حيث أسهمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتحسين العلاقات التركية مع الاحتلال.

ويصف يوسف كاتب أوغلو السياسي التركي وعضو حزب العدالة والتنمية، تصريحات أردوغان الأخيرة ضد الاحتلال بـ"الأقوى"، معتبراً في حديثه لـ"عربي21" أن "من الواضح أن العلاقة التركية مع الاحتلال على أعتاب مرحلة جمود، وانتكاسة غير مسبوقة منذ بدء العلاقات الرسمية".

وشدد أن "تركيا لا يمكن أن تبقى على الحياد في ظل المجازر"، كاشفاً عن تجميد التعاون في قضايا الطاقة مع الاحتلال، وقال: "من المتوقع أن تقوم تركيا بطرد سفير الاحتلال من أنقرة، بعد مغادرة البعثة الدبلوماسية لإسطنبول".

ويقول كاتب أوغلو إن مستوى العلاقات التركية مع الاحتلال بات مهدداً على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والشعبي، مستدركاً: "حجم التأثر يرتبط بسلوك الاحتلال، وإن كان المتوقع أن لا يستجيب الاحتلال لجهود وقف إطلاق النار وفتح ممرات لمساعدة المدنيين".

العلاقات إلى قطيعة؟
وبذلك، لم يستبعد كاتب أوغلو أن يتم الإعلان عن قطع العلاقات الاقتصادية ووقف التبادل التجاري بين تركيا والاحتلال، وتعليق الرحلات الجوية، في حال استمرار استهداف المدنيين من قبل الاحتلال.

ويمكن بحسب قراءات مختلفة، أن تسوء العلاقات التركية مع الاحتلال أكثر وتصل إلى مرحلة القطيعة، بسبب زيادة المخاوف التركية من تحول الحرب في غزة إلى مواجهة إقليمية، ترى فيها أنقرة خطراً على أمنها القومي.


لكن في المقابل، تقلل مصادر تركية من المعارضة التركية من احتمال وصول العلاقات التركية مع الاحتلال إلى القطيعة، مرجعة ذلك إلى المصالح الاقتصادية.

وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي التركي جواد غوك لـ"عربي21" إن "حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل يزداد، ولا معنى للشعارات السياسية".

ويتساءل عن سبب عدم إقدام تركيا على طرد السفير الإسرائيلي، ويقول: "نتمنى على تركيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية دعم غزة بشكل حقيقي، لكن للآن لم نر تحركاً بحجم ما يجري في غزة".

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الأربعاء، إلغاء زيارة كان يعتزم القيام بها إلى الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية أردوغان الاحتلال تركيا تركيا أردوغان الاحتلال طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسير لـ 3000 آلاف من خريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس بالحديدة

سبأ:
نظم ثلاثة آلاف خريج من دورات التعبئة العامة المفتوحة ” طوفان الأقصى” من أبناء عزل قمة جبل راس بالحديدة، اليوم، مسيرا شعبيا هو الأكبر في مسار تعزيز الجهوزية لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

وهتف المشاركون في الوقفة والمسير الذي انطلق من قمة جبل رأس إلى أسفل منطقة المسحابة لمسافة ثلاثة كيلو مترات، بشعارات النفير والجاهزية للجهاد إلى جانب أبطال الجيش والقوات المسلحة للدفاع عن سيادة اليمن ونصرة وإسناد الشعب الفلسطيني.

وأكد خريجو الدفعة الثانية من دورات المرحلة الخامسة، أن غطرسة العدو الصهيوني بحق شعوب الأمة، تمثل الخطر الحقيقي على أمن واستقرار دول المنطقة، مشيدين بالضربات التي تنفذها القوات اليمنية في عمق الكيان الغاشم الذي يواصل حرب الإبادة في قطاع غزة.

ووجهوا رسائل تحذيرية للكيان الصهيوني من مغبة التصعيد ومواصلة انتهاك السيادة اليمنية، مؤكدين أن الشعب اليمني لن يتراجع أو يثنيه الإرهاب الصهيوني عن دعم واسناد غزة ونصرة مظلومية الشعب الفلسطيني، والدفاع عن سيادة واستقلال أراضيه.

وجدد الخريجون، مواصلة التحشيد والتعبئة العامة والالتحاق بالدورات العسكرية بوعي إيماني صادق ويقين راسخ مستمد من كتاب الله العظيم للانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني ومناهضة المشروع الاستعماري في المنطقة، حتى نيل الحرية والاستقلال وتحرير أرضهم المغتصبة.

كما هتفوا بالاعتزاز بالموقف اليمني المتعاظم في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني وما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية في التصدي لسفن ومدمرات العدو الأمريكي والبريطاني وتأدية الواجب الديني والأخلاقي والإنساني المتمثل في إسناد المجاهدين في قطاع غزة.

وأكدوا أن التحاقهم بالدورات العسكرية وخروجهم في هذه الوقفات يأتي تأكيدا على مواصلة نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية في ظل صمت وتواطؤ دولي وتخاذل عربي وإسلامي.

ودعا أبناء عزل قمة جبل راس إلى العمل بمشروع الجهاد لإعادة لملمة الشتات والذل التي تعاني منه الدول العربية، واستعادة وحدة الصف الإسلامي لمواجهة ثالوث الشر الصهيوني الأمريكي البريطاني، والخروج من وصايتها والتحرر من الهيمنة والانتصار للكرامة المسلوبة.

وحذروا كل المتربصين، بأن محافظة الحديدة ستظل عصية على الغزاة والمحتلين وأن أي تحركات مشبوهة لمرتزقة العدوان للإضرار بمصالح الشعب اليمني، سيقابل برد أعنف والتفاف شعبي ورسمي منقطع النظير، مؤكدين جهوزيتهم لمواجهة أي تهديدات والتصدي لأي محاولات.

وخلال الوقفة، أكد مدير المديرية مطهر النور ومسؤول التعبئة العامة في المديرية صالح الشريف، السير على خط الجهاد في سبيل الله، والتضحية والعزة والكرامة والانتصار للدين والوطن وقضايا الأمة، معلنين النفير لمواجهة كل قوى الاستكبار والطغيان.

كما أكدا جاهزية أبناء مديرية جبل راس للوقوف إلى جانب الجيش والقوات المسلحة في التصدي لأي تصعيد في حال إقدام العدو الأمريكي البريطاني على ارتكاب أي حماقات باستهداف اليمن، مشددين بأن الجميع طوع أمر قائد الثورة للتصدي لأي تهديدات معادية دون تردد أو تراجع.

مقالات مشابهة

  • إخفاقات مدوية لسلاح الجو الصهيوني في التصدي لهجوم “طوفان الأقصى”
  • أردوغان يستقبل جنبلاط في أنقرة.. ماذا دار بينهما؟
  • أردوغان يستقبل جنبلاط في أنقرة.. ما الحديث الذي دار بينهما؟
  • وقفة ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الصلو بتعز تضامناً مع غزة
  • الحضور التركي بأفريقيا.. كيف نجح أردوغان في حل الخلاف بين إثيوبيا والصومال؟
  • الحضور التركي بإفريقيا.. كيف نجح أردوغان في حل الخلاف بين إثيوبيا والصومال؟
  • كل ساعة يُستشهد طفل.. 45338 شهيدا فلسطينيا في غزة منذ "طوفان الأقصى"
  • كل ساعة يستشهد طفل.. 45338 شهيدا فلسطينيا في غزة منذ "طوفان الأقصى"
  • تدشين المرحلة السادسة للدورات المفتوحة ”طوفان الأقصى” في مديرية المنيرة بالحديدة
  • مسير لـ 3000 آلاف من خريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس بالحديدة