ما تداعيات طوفان الأقصى على علاقة تركيا مع الاحتلال؟
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
تبدو العلاقة بين أنقرة والاحتلال الإسرائيلي مهددة، بعدما تأجج الغضب الشعبي والسياسي التركي، على خلفية العدوان على غزة والمجازر المتواصلة ضد المدنيين في مناطق متفرقة من القطاع.
فبعد أن كانت ردود فعل أنقرة توصف بـ"المتوازنة" في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب في غزة، صّعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خطابه ضد الاحتلال، متهماً إياه بارتكاب مجازر حرب، مؤكداً أن "حماس ليست مجموعة إرهابية، هي مجموعة تحرير تحمي أرضها".
وفي خطاب وصف بـ"الناري" قال أردوغان في فعالية "تجمع فلسطين الكبير" الذي أقيم في إسطنبول السبت، إنه سيكشف للعالم حقيقة الاحتلال بوصفها مجرم حرب، متهماً الغرب بالمسؤولية عن المجزرة التي تجري في غزة.
وقد يكون التحول في الخطاب التركي جاء على خلفية التنسيق مع دول المنطقة، والدعم الغربي والأمريكي غير المحدود للاحتلال، وبعد تيقن تركيا بعدم وجود رغبة لدى الاحتلال بالقبول بالوساطات لوقف إطلاق النار، وهو ما يؤكد عليه مدير مركز "إسطنبول للفكر" باكير أتاجان.
وأضاف لـ"عربي21" أن أنقرة تبحث في كيفية إجبار الجانب الإسرائيلي على القبول بالتفاوض للتوصل لحل سلمي في غزة والقضية الفلسطينية عموماً.
وتابع بأن أنقرة تعتقد أن التوصل لوقف نزيف الدماء في غزة، يمكن البناء عليه لحل جذري للقضية الفلسطينية، وفق القرارات الأممية أي "حل الدولتين"، معتبراً أن "أولوية تركيا اليوم هي وقف الحرب، وإفساح المجال لتقديم المساعدات للسكان".
ورد الاحتلال على الخطاب التركي بإعطاء الأمر للممثلين الدبلوماسيين بالعودة من أنقرة، وقال وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين: "على خلفية التصريحات التركية القاسية، أمرت بعودة الممثلين الدبلوماسيين من تركيا من أجل إعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية التركية".
"أوراق تركية ضاغطة"
وعن الأوراق التي تُمكن تركيا من الضغط على الاحتلال، يشير أتاجان إلى قوة تركيا على الصعيد الإقليمي، وقربها من فلسطين، وعلاقتها الوثيقة مع الدول العربية والإسلامية، وأخيراً إلى عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتابع مدير مركز "إسطنبول للفكر"، بأن تركيا ستستخدم كل ما بحوزتها من أوراق لوقف المجزرة في غزة، وقال: "كما عارضت أنقرة الحرب في أوكرانيا، اليوم هي تسعى لإقناع العالم والأطراف المعنية بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات".
وكان زعيم حزب الحركة القومية وحليف أردوغان دولت بهتشلي، دعا إلى تدخل الجيش التركي لوقف العدوان على غزة، وحذر من انتقال المجازر إلى تركيا، وأكد أتاجان على أن بلاده تتجنب الانخراط في الحرب، قائلاً: "هناك قناعة سائدة في تركيا بأن الحرب تعني الخسارة لكل الأطراف".
وبما يخص شعار "قرن تركيا" الذي رفعه أردوغان في "تجمع فلسطين الكبير" والرسائل التي أراد تصديرها، يقول أتاجان: "يريد أردوغان التأكيد بأن تركيا قد انتهت من حقبة الضعف الذي أصابها عقب انهيار الحكم العثماني"، وقال: "الدولة التي نشأت قبل 100 عام (تأسيس تركيا في 1923)، كبرت الآن".
أما عن الرسائل للاحتلال، يرى باكير بأن أردوغان أراد من خلال الجموع التي شاركت في المظاهرة التضامنية مع غزة، تصدير رسائل للاحتلال تؤكد أن الموقف السياسي التركي الرسمي يدعمه الشارع التركي خصوصاً، والشارع الإسلامي عموماً.
"انتكاسة غير مسبوقة"
وبدأت العلاقات بين تركيا والاحتلال في العام 1949، حيث اعترفت أنقرة رسمياً بدولة "إسرائيل"، ومنذ ذلك الوقت والعلاقات تتذبذب متأثرة بقضايا المنطقة، ومع تسلم حزب "العدالة والتنمية" الحكم في تركيا في مطلع القرن الحالي، بدأت العلاقات تشهد تراجعاً، حتى العام 2021، حيث أسهمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتحسين العلاقات التركية مع الاحتلال.
ويصف يوسف كاتب أوغلو السياسي التركي وعضو حزب العدالة والتنمية، تصريحات أردوغان الأخيرة ضد الاحتلال بـ"الأقوى"، معتبراً في حديثه لـ"عربي21" أن "من الواضح أن العلاقة التركية مع الاحتلال على أعتاب مرحلة جمود، وانتكاسة غير مسبوقة منذ بدء العلاقات الرسمية".
وشدد أن "تركيا لا يمكن أن تبقى على الحياد في ظل المجازر"، كاشفاً عن تجميد التعاون في قضايا الطاقة مع الاحتلال، وقال: "من المتوقع أن تقوم تركيا بطرد سفير الاحتلال من أنقرة، بعد مغادرة البعثة الدبلوماسية لإسطنبول".
ويقول كاتب أوغلو إن مستوى العلاقات التركية مع الاحتلال بات مهدداً على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والشعبي، مستدركاً: "حجم التأثر يرتبط بسلوك الاحتلال، وإن كان المتوقع أن لا يستجيب الاحتلال لجهود وقف إطلاق النار وفتح ممرات لمساعدة المدنيين".
العلاقات إلى قطيعة؟
وبذلك، لم يستبعد كاتب أوغلو أن يتم الإعلان عن قطع العلاقات الاقتصادية ووقف التبادل التجاري بين تركيا والاحتلال، وتعليق الرحلات الجوية، في حال استمرار استهداف المدنيين من قبل الاحتلال.
ويمكن بحسب قراءات مختلفة، أن تسوء العلاقات التركية مع الاحتلال أكثر وتصل إلى مرحلة القطيعة، بسبب زيادة المخاوف التركية من تحول الحرب في غزة إلى مواجهة إقليمية، ترى فيها أنقرة خطراً على أمنها القومي.
لكن في المقابل، تقلل مصادر تركية من المعارضة التركية من احتمال وصول العلاقات التركية مع الاحتلال إلى القطيعة، مرجعة ذلك إلى المصالح الاقتصادية.
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي التركي جواد غوك لـ"عربي21" إن "حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل يزداد، ولا معنى للشعارات السياسية".
ويتساءل عن سبب عدم إقدام تركيا على طرد السفير الإسرائيلي، ويقول: "نتمنى على تركيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية دعم غزة بشكل حقيقي، لكن للآن لم نر تحركاً بحجم ما يجري في غزة".
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الأربعاء، إلغاء زيارة كان يعتزم القيام بها إلى الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية أردوغان الاحتلال تركيا تركيا أردوغان الاحتلال طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: معركة “طوفان الأقصى” أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي
متابعات ـ يمانيون
أكد رئيس المجلس القيادي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمد درويش، اليوم الأربعاء، أن معركة “طوفان الأقصى” كسرت أسطورة الاحتلال الصهيوني التي استمرت 76 عاماً، وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.
وبحسب ما نقلته وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل استقبال الأسرى المحررين من سجون الاحتلال المبعدين إلى خارج فلسطين والمتواجدين حالياً في العاصمة المصرية القاهرة.
وأكد درويش أن صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جعلهم أيقونة عالمية للتحدي والمقاومة.. موجهاً التحية لكل من ساهم في تحقيق هذا النصر، قائلاً: “تحية لكل من شارك معنا في هذا النصر العظيم”.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني حاول إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، لكن النتيجة كانت 15 شهراً من الصمود والتحدي والعطاء اللامتناهي من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وكل مكان.
وقال: “خلال 15 شهراً من النزوح والتشرد والويلات وأطنان من القنابل، برزت بطولات كتائب القسام التي قادت الشعب الفلسطيني نحو النصر والتحرير بإذن الله”
وأكد أن هذه الأيام المجيدة أثبتت أن كيان الاحتلال فشل في كسر عزيمة الفلسطينيين وإيمانهم.. مشيراً إلى أن المقاومة في الأشهر الأخيرة أذاقت العدو مقاومة عنيدة وصلبة.
وأشار درويش إلى أن معركة “طوفان الأقصى” حملت رسائل كبرى، أهمها أن المقاومة الصلبة القائمة على العقيدة والإيمان قادرة على مواجهة العدو النازي.. قائلاً: “التاريخ علمنا أن النصر كان حليف المقاومين في كل مرة، مهما بلغت قوة الاحتلال”.
وأوضحت أن المعركة كشفت زيف القوة الصهيونية، حيث انهارت منظومة رعاية كيان الاحتلال في ساعة واحدة يوم السابع من أكتوبر، ثم هرعت أمريكا بحاملات طائراتها، وترسانتها لتوقف الاحتلال على قدميه.
وأكد أن رسالة الطوفان هي تأكيد أن الشعب الفلسطيني المناضل سيحقق النصر، وأن هذه الملحمة لن تتوقف حتى يعود المسجد الأقصى عزيزاً كريماً.
كما لفت إلى أن المعركة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، حيث أصبحت فلسطين القضية الأولى في العالم.
ووجه درويش دعوة قيادة حركة حماس للفصائل الفلسطينية للالتفاف حول هدف واحد، وهو التحرير من الاحتلال، وقال: “عجيب أمر حوارات المصالحة، حيث نتفق ثم يذهب كل منا في حاله”.
وأوضح أن السلطة الفلسطينية ترفض تشكيل حكومة وحدة وطنية أو لجنة إغاثة لغزة، داعياً إلى توحيد الجهود والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأكد أن الشعب الفلسطيني، رغم صغر عدده، يتمتع بإرادة قوية.. مشيراً إلى أن 300 ألف فلسطيني عادوا إلى مناطقهم في اليوم الأول للعودة إلى الشمال، وتساءل: “هل هذا شعب يمكن تهجيره”؟.
وأشاد درويش بالتضحيات التي قدمتها غزة.. معتبراً أنها أصبحت أيقونة عالمية للصمود.
ودعا رئيس المجلس القيادي لحركة حماس الأشقاء العرب إلى دعم غزة في مرحلة الإغاثة والتعافي.. قائلاً: “تعالوا أيها الأشقاء العرب لندعم غزة لتتعافى ولتكفكف دموعها، ويجب دعمها لنكمل مسيرة التحرير”.
وشكر درويش كل من وقف مع الشعب الفلسطيني في معركته، بما في ذلك حزب الله وأنصار الله وإخوانهم في العراق وإيران.
وأكد أن الشعب الفلسطيني قادر على تحرير وطنه، لكنه يحتاج إلى دعم الأشقاء العرب والعالم.
واختتم درويش كلمته بالتأكيد على أن المستقبل لفلسطين الحرة والقدس العزيزة.. قائلا: “لقد قدم الشعب الفلسطيني التضحية والدرس لكل الإنسانية، وهو يحتاج إلى دعمكم”.