مكوع والزبير وصوفيا الهدار.. شعراء اليمن والقضية الفلسطينية في تونس
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
من زينب علي درويش
مواصلة للجهود التوثيقية النقدية التي يقوم بها الباحث الأكاديمي مجيب الرحمن الوصابي للشعر اليمني المتفاعل مع فلسطين وما يصل من أخبار غزة، قدّم الوصابي في الأمسية التي أقيمت بدار الثقافة " أبو القاسم الشابي" بالوردية يوم أمس-نماذج شعرية منتقاة لشعراء يمنيين استهلها بقصيدة الدكتور "علي الزبير وهو أستاذ في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عدن وناقد معروف وبرغم انشغالاته الأكاديمية وبحوثه وكتاباته الإبداعية القليلة فقد خصّ فلسطين بمقطوعة شعرية حملت عنوان " غَزةُ العزّ" وقال فيها:
يا غزةَ العزِّ، واري بعض أنَّاتكْ
وكفكفي الدمعَ سلسالاً بوجناتكْ
وأسمعي الكونَ طُرًّا ألفَ أغنيةٍ
للنصر، ألحانُها من ذوب آهاتكْ
دعي البرايا تُحاكي لحنَ مأثرةٍ
أنغامُها صُنعت من وهج مأساتكْ
ثم انتقل الوصابي ليعرض تجربة شعرية متميزة نالت استحسان الحاضرين من النقاد والأدباء، للأديبة اليمنية صوفيا الهدار حملت عنوان (حساب)، متحدثا عن السردية الشاعرية والومضات الدلالية المكثفة فيما كتبت:
(1)
واحد، اثنان، ثلاثة، .
رجل يجمع أشلاءه.
(2)
خمسة أجساد تتقاسم رغيفًا واحدًا، التهمتهم قذيفة جائعة؛ تقاسموا كفنًا واحدًا.
(3)
جمعوا كل أشلائه في كيس، أبى صوته أن يبقى في الداخل.
(4)
سبعة إخوة مزقت القذيفة أحدهم؛
أصبح الناجي الوحيد.
(5)
بعد كل ضربة للعدو يتضاعف خوفُه من ضحاياه
أما الجزء الأخير من مداخلة الناقد الوصابي فقد خصصها لشاعر يعده ظاهرة أدبية في دواوينه الشعرية عن فلسطين حيث كتب ثلاث مئة قصيدة عن فلسطين في ثلاثة عشر ديوانا آخرها ديوان "طوفان الأقصى" وهو الأستاذ الدكتور فضل مكوع، ووصف الوصابي شعر مكوع بأنه بسيط وواضح يخلو من الغموض والتعقيد في صوره وتراكيبه وأنه من الشعر الخطابي الذي يفضله في مثل هذه المواضيع وهي قصائد تصلح لكل الأجيال ولكل الناس واستشهد بنماذج من شعره حيث يقول الدكتور فضل مكوع:
روحنا يافا وأقصى والجنينْ
وفلسطينَ لنا دنيا ودينْ
وارتايناها وصارت روحنا
وسلوا آدم عنها والأمينْ
إنها الروح لأسمى أمةٍ
قلبها النباض نورُ المخلصينْ
وبأقصاها ضياءٌ سرمدي
وبه نسمو ونعلو أجمعينْ
غزةُ في العصر هذا كبَّرَتْ
هلَّلت بلْ سطّرَت نصراً ثمينْ
صفَّعَتْ عدوان دولي عالمي
ارهبتْ جبروت جيش المعتدينْ
صفَّعَتْ أوكارَ صهيونَ الغبي
وارهبَتْ مِمَّن أتوا متصهينينْ
صفَّعَتْ بالسيف اوكار العدى
وكر أدواتِ الفسادِ المجرمينْ
صفَّعتْ بالسيفِ امريكا التي
أصبحَتْ رمزَ الطغاةِ الظالمينْ
غزة هذي وهذا طبعُها
وعلى نهجِ الخيارِ الفاتحينْ
شبابها طاروا ابابيلا رموا
أمطروا الأعداء سجيلا وطينْ
واختتم الباحث الوصابي مداخلته بشكر تونس وكل مؤسساتها الثقافية على هذه الفعاليات والأنشطة الثقافية وقال: تعلمنا في تونس الكثير ... تعلمنا معنـــى فلسطين.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
كتاب يدرس خطاب جريدة عُمان ويوثق مسيرتها الثقافية خلال نصف قرن
صدر عن وزارة الإعلام كتاب "عُمان، هذا البلد وهذه الجريدة" بتحرير الباحثين أ.د عبدالله بن خميس الكندي وعبدالرحمن بن سعيد المسكري. يضم الكتاب مجموعة من الدراسات والمقالات لعدد من الأكاديميين والباحثين والكتاب، تناولت جوانب متعددة في مسيرة العمل الإعلامي والثقافي لجريدة عُمان منذ صدورها الأول عام 1972؛ حيث يقدم الكتاب -الذي يقع في 380 صفحة من القطع الكبير- مقاربات منهجية تدرس خطاب جريدة عُمان، كما يوثق مراحل تطور مسارات العمل في الجريدة في مستويات متباينة.
ينهض الإطار المنهجي للكتاب على ركيزتين أساسيّتين، أولهما، رصدُ مراحل التطور التاريخي لجريدة عُمان في المستويات التحريرية والإدارية والفنية خلال 50 عامًا من العمل الإعلامي، وثانيهما، تحليل اتجاهات الخطاب التي انتهجتها الجريدة في تقديم رسالتها الإعلاميّة. وقد غلب على دراسات الكتاب المنهجان الوصفيُّ والتاريخيّ، وذلك عائد إلى هدف الكتاب الرّامي في المقام الأول إلى تقديم دراسات وصفية للتطور المرحلي الذي شهدته الجريدة، في حين اعتمدت بعض الدراسات مناهج تحليل الخطاب لدراسة اتجاهات الخطاب ووصف خصائصه.
يتألف الكتاب من أربعة أبواب رئيسة؛ ضمّ الباب الأول فصلين؛ عُني الأول بتقديم دراسة واصفة للشروط السياسية والاجتماعية التي صاحبت إنشاء جريدة عمان عام 1972م، في إطار تأسيس المشروع الإعلامي العُماني الحديث إبان تسلم السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - مقاليد الحكم عام 1970م، كما تطرق هذا الفصل إلى ملامح العمل الصحفي في جريدة عُمان خلال سنواتها التأسيسيّة الأولى (1972 – 1979م). أما الفصل الثاني، فقدم دراسة تناولت البنى الإدارية والقانونية المنظمة للعمل الصحفي في جريدة عُمان خلال المرحلة الممتدة من (1972- 2022)، وذلك لرصد التحوّلات الإداريّة والهيكليّة التي طرأت على جريدة عُمان خلال نصف قرن من العمل الإعلامي، ووصف الشروط الموضوعية التي دفعت إلى إحداث تغييرات جوهريّة في شكل تمثيلها القانوني، إلى جانب تحليل القوانين واللوائح التي شكلت البيئة التنظيمية للعمل التحريري والإداري فيها. ولأجل ذلك استعانت الدراسة بمدونة القرارات الإدارية وأجرت مسحًا شاملًا للمدونة القانونية العُمانية لرصد المراسيم والقرارات والتوجيهات ذات الصلة بالبنى القانونية والتنظيمية لجريدة عُمان. وقد اعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لمقاربة أشكال البنى الإدارية والقانونية والتنظيميّة لجريدة عُمان خلال مراحل تغيرها وتطورها على مدى 50 عامًا من الإدارة المؤسسية للعمل الصحفي، كما استفادت الدراسة من معطيات نظرية النظم التي تهدف إلى دراسة واقع المؤسسات الصحفية وتحليل الظواهر الإدارية بالنظر إلى الظروف والعوامل المحيطة.
وتركّز الباب الثاني في دراسة خطاب جريدة عُمان السياسيّ والاقتصاديّ والثقافي، حيث قدم الفصل الثالث دراسة تناولت الثابت والمتحوّل في خطاب جريدة عُمان، بالاعتماد على افتتاحياتها خلال شهر نوفمبر عام 2022م، بهدف تحديد ملامح خطاب الجريدة في الشأن الوطني والعربي والدولي. واستخدمت الدراسة منهج التحليل النقدي للخطاب لمقاربة افتتاحيات الجريدة، بهدف اختبار فرضية الثبات النسبي في خطاب الجريدة بشأن القضايا الوطنية والإقليمية والعالمية باستثناء التغيرات المرتبطة بمواكبة الأحداث والقضايا المستجدة. وقدم الفصل الرّابع دراسة في الخطاب السياسي في جريدة عُمان، حرب ظفار أنموذجًا، اعتمدت الدراسة منهج تحليل الخطاب، وأسلوب تحليل مسارات البرهنة، من أجل وصف مسارات البرهنة التي استند إليها خطاب جريدة عُمان لإثبات الأفكار والأطروحات التي ركزت عليها تجاه قضايا حرب ظفار، كما هدفت الدراسة إلى تحليل أدوار القوى الفاعلة في حرب ظفار، وصفات تلك القوى ودرجة أهميتها، إلى جانب تحليل المرجعيّات التي اتكأت عليها الجريدة لتأكيد اتجاهاتها حول حرب ظفار.
وتناول الفصل الخامس دراسة خصائص المضامين الاقتصادية في جريدة عُمان (1972 -2022)، وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التاريخي لرصد التطورات التي مرت بها المضامين الاقتصادية في جريدة عُمان خلال خمسين عاما من تاريخها إلى جانب منهج تحليل المضمون لتحليل خصائص تغطية الجريدة لأزمة انخفاض أسعار النفط في عام 2015م. أما الفصل السادس، فاعتمد المنهج الوصفي لدراسة خصائص الخطاب الثقافي في جريدة عُمان، بالتركيز على تحليل ملحق "شرفات" الثقافيّ، حيث سعت الدراسة إلى وصف وتحليل مستوى حضور المادة المحليّة فيه، إلى جانب توصيف الحالة السجاليّة التي تضمنها الملحق، بالإضافة إلى وصف وتحليل خصائص تبويبه وإخراجه.
أما الباب الثالث، فقد تناول مراحل التطور التي شهدتها الجريدة في مجال الطباعة والإعلان وخصائص جريدة عُمان الإلكترونية؛ حيث تناول الفصل السابع دراسة التطوّرات الفنيّة والتقنية لمطبعة جريدة عُمان ( 1972 - 2022) بالتركيز على توثيق مسار تطور مطبعة جريدة عُمان في آليات التنضيد والجمع، وتحديث آلات الطباعة. ودرس الفصل الثامن خصائص الإعلان الصحفي في جريدة عُمان خلال خمسين عامًا، بالاعتماد على المنهجين الوصفي والتاريخي من أجل تحليل مراحل تطور خصائص الإعلان، وتطور التقنيات المستخدمة في إنتاج الإعلان الصحفي. في حين تناول الفصل التاسع خصائص الموقع الإلكتروني لجريدة عُمان خلال عام 2017م، حيث اعتمدت الدراسة المنهج الكيفي، لتوصيف خصائص شكل الموقع الإلكتروني لجريدة عُمان ومضمونه، من خلال محاور أهمها: خصائص التّغطية، وخصائص الكتابة المستخدمة، واستخدام الوسائط المتعددة، والتفاعلية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكيّة.
واختصّ الباب الرابع بتقديم مقالاتٍ وشهادات لعددٍ من التجارب الصحفيّة التي عملت في مختلف المستويات الإدارية والتحريرية، خلال مراحل متباينة من تاريخ جريدة عُمان، كما تضمن الباب تحريرًا نصيًا لأعمال الجلسة الحوارية التي أقيمت على هامش ندوة الاحتفاء بجريدة عُمان، مع عدد من الشخصيات الصحفيّة التي أسهمت في مسيرة إنجازها الصحفي، بهدف تسجيل شهاداتهم على مراحل العمل التحريري في الجريدة، وتوثيق تجاربهم ومساراتهم المهنية في العمل الإعلامي.