قال السفير القطري في الولايات المتحدة مشعل بن حمد آل ثاني إن وجود المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة لا يعني أن بلاده تؤيد الحركة، واصفا قطر بأنها "الوسيط الصادق" في الشرق الأوسط.

حديث آل ثاني جاء في مقال بصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حماس" في قطاع غزة.

وفي ذلك اليوم، أطلقت "حماس" وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى من غزة عملية "طوفان الأقصى"؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

وتابع آل ثاني أن "قطر لا تريد حربا أخرى في منطقتنا، وأهدافنا واضحة منذ بداية الصراع الحالي وهي: تأمين إطلاق سراح الرهائن، وإنشاء ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات الأساسية للمدنيين الفلسطينيين، وإنهاء سفك الدماء، ومنع المزيد من التصعيد".

وفي 7 أكتوبر الجاري، أسرت "حماس" ما لا يقل عن 230 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

ومنذ بدء الحرب، يقطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعة في 2006.

اقرأ أيضاً

بسبب تعنت إسرائيل في إدخال الوقود.. تعثر مفاوضات الأسرى مع حماس

 

وضع حساس

آل ثاني قال إنه "على مدى العقدين الماضيين، اكتسبت دولتنا سمعة طيبة في التوسط في النزاعات المعقدة. ولا يمكن تحقيق السلام الدائم إلا من خلال بناء الثقة والتفاهم. لقد كان أساس نجاحنا هو قدرتنا على التعامل مع جميع الأطراف".

وأردف: "في أعقاب التصعيد في غزة، تتواصل قطر مع كافة الأطراف وتحث على التهدئة. لقد طلب منا شركاؤنا الدوليون، مثل الولايات المتحدة، التوسط لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن".

وتابع: "تعاملنا مع إسرائيل ودول أخرى وحماس. ويعد إطلاق سراح العديد من الرهائن نتيجة للوساطة القطرية خطوة إيجابية، لكن الوضع لا يزال حساسا".

اقرأ أيضاً

تفوقت على الجميع.. فورين بوليسي: كيف تحولت قطر إلى وسيط لا غنى عنه في حرب غزة؟

مكتب حماس

و"من المقلق للغاية ظهور روايات كاذبة حول قطر في وسائل الإعلام بنية واضحة لتصعيد الصراع"، كما أضاف آل ثاني.

وقال إن "هذه الخطابات تخلق عقبات أمام جهود الوساطة البناءة، وتهدف إلى إخراج المفاوضات عن مسارها".

واستطرد: "بمجرد بدء الصراع تقريبا، أصبحت قطر هدفا لحملة تضليل مستمرة حول طبيعة دورنا كوسيط للسلام في المنطقة".

وأوضح أن "حملات الأكاذيب ركزت على غرض (وجود) مكتب حماس السياسي في الدوحة والمساعدات المالية التي تقدمها قطر للفلسطينيين، إذ يؤكد المعلقون أن قطر هي الممولة والراعية لحماس، وهذا غير صحيح".

وأوضح أن "المكتب السياسي لحماس افتُتح في قطر عام 2012 بعد طلب من واشنطن لإقامة خطوط اتصال غير مباشرة مع حماس. وتم استخدامه بشكل متكرر في جهود الوساطة، مما يساعد على تهدئة الصراعات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ولا ينبغي الخلط بين وجود مكتب حماس وبين التأييد (للحركة)، فالمكتب يُنشئ قناة مهمة للاتصال غير المباشر".

اقرأ أيضاً

بوتيرة أبطأ.. مفاوضات قطر للتهدئة في غزة مستمرة رغم التصعيد

المساعدات القطرية

آل ثاني قال إن "سعي قطر للحوار كان دائما يتم بالتنسيق مع شركائنا الدوليين، وكانت أولويتنا دائما هي السلام والاستقرار في منطقتنا".

وأضاف أنه "يتم تسليم جميع المساعدات الإنسانية من قطر إلى غزة مباشرة إلى الأسر الفلسطينية، في حين يوفر التمويل القطري الإضافي الكهرباء لمنازل سكان القطاع".

وزاد بأنه "يتم توزيع المساعدات القطرية بالتنسيق الكامل مع إسرائيل والولايات المتحدة ووكالات الأمم المتحدة، مثل برنامج الغذاء العالمي والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط. وهي تخضع لضمانات وضوابط صارمة على طول طريقها عبر إسرائيل إلى غزة".

وقال آل ثاني إن "إطلاق سراح العديد من الرهائن، خلال الأسبوع الماضي، يُظهر أن سياسة قطر في التعامل مع جميع الأطراف يمكن أن تسفر عن نتائج إيجابية".

وشدد على ضرورة "تجنب المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين.. وتأمين إطلاق سراح الرهائن أولوية للجميع".

ومنذ بداية الحرب،  قتل جيش الاحتلال أكثر من 8005 فلسطينيين، بينهم 3324 طفلا و2062 سيدة، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما قتل 116 فلسطينيا واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا، وفقا لهيئة البث الحكومية.

وختم آل ثاني مقاله بأن "قنوات الاتصال المفتوحة يمكن أن تؤدي إلى السلام الدائم. وستواصل قطر متابعة هذه المشاركة، بدعم من الولايات المتحدة وشركاء آخرين حول العالم".

((4))

المصدر | وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر إسرائيل حرب غزة حماس مكتب وساطة إطلاق سراح مکتب حماس آل ثانی

إقرأ أيضاً:

مصدر سياسي: إسرائيل مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة شريطة موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة ويتكوف

غزة – كشف مصدر سياسي إسرائيلي أن تل أبيب مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة، شرط موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.

ويأتي هذا التطور في وقت أكدت فيه مصادر إسرائيلية أن حركة الفصائل وافقت لأول مرة على مناقشة إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء دون شروط مسبقة مثل “هدنة” طويلة الأمد.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن تل أبيب مستعدة لدراسة مسألة إدخال الإمدادات إلى غزة، لكنها تشدد على ضرورة ضمان وصولها إلى المدنيين وليس إلى الفصائل المسلحة.

وأضاف المصدر: “من وجهة نظرنا، جميع الأسرى في قطاع غزة في وضع إنساني، ونطالب بضمانات لسلامتهم خلال الهدنة والمفاوضات”.

ورغم هذا الانفتاح، فإن إسرائيل ترفض بشكل قاطع شروط حركة الفصائل لإنهاء الحرب، متمسكة بالمطالب التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الصيف الماضي، والتي تشمل السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، ونزع سلاح حركة الفصائل، إزالة سلطتها في القطاع ووقف التحريض والتعبئة ضد إسرائيل، وإطلاق سراح جميع الأسرى بمن فيهم الجندي هدار غولدين.

ووفقا لخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، فإن إطلاق سراح جميع الأسرى لدى حركة الفصائل، سواء الأحياء أو المتوفين، سيتم على مرحلتين: الأولى عند بدء المحادثات، والثانية عند انتهائها. ويرى ويتكوف أن تقسيم الصفقة إلى مراحل متعددة كما جرى سابقا أدى إلى صعوبات وتعقيدات كبيرة، بسبب ما وصفه بـ “انتهاكات حركة الفصائل المتكررة”.

وأشار ويتكوف إلى أن تجارب الإفراج السابقة شهدت تجاوزات مثل استبدال جثة شيري بيباس، والاحتفالات التي رافقت إطلاق سراح بعض الأسرى، إضافة إلى التعذيب النفسي الذي تعرض له الأسيران غاي غلبوع وإيفاتار ديفيد.

وقال: “لا يمكننا الاستمرار بهذه الطريقة، ولهذا نطالب بإطلاق سراح الأسرى على دفعتين فقط”.

من المتوقع أن تستغرق المحادثات خمسين يوما، حيث سيتم إطلاق نصف الأسرى الأحياء والأموات عند بداية المفاوضات، والنصف الآخر في نهايتها. وإذا سارت المفاوضات بشكل إيجابي، فسيتم الإفراج عن جميع الأسرى.

وفي المقابل، حذرت إسرائيل من أنها ستزيد من الضغط العسكري على غزة في حال لم تستجب حركة الفصائل بشكل إيجابي للعرض المقدم عبر الوسطاء. كما أكدت أن أي إدخال للإمدادات سيتم فقط بضمان وصولها للسكان المدنيين وليس للفصائل المسلحة، مطالبة الوسطاء بضمانات واضحة لسلامة الأسرى خلال أيام التهدئة والمفاوضات.

وأكد مصدر إسرائيلي مطلع حدوث تطور مهم خلال نهاية الأسبوع، حيث وافقت حركة الفصائل لأول مرة على مناقشة إطلاق سراح خمسة أسرى إضافيين دون ربط ذلك بـ “هدنة” طويلة الأمد، وهو ما يمثل تغييرا في موقفها التفاوضي.

ومع ذلك، تصر إسرائيل على أن الإفراج عن الأسرى يجب أن يتم وفق المخطط الذي وضعه ويتكوف، رافضة أي صفقات جزئية أو مشروطة.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • صحيفة (يسرائيل هيوم) تكشف الفجوة بين إسرائيل و(حماس) في المفاوضات
  • يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضات
  • الموافقة على المقترح المصري لـ«إطلاق سراح الرهائن» وإسرائيل تعيّن رئيساً جديداً لـ«الشاباك»
  • حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
  • مصدر سياسي: إسرائيل مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة شريطة موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة ويتكوف
  • نتنياهو: نعمل على تنفيذ الخطة الأمريكية لتسهيل تهجير الفلسطينيين
  • إطلاق سراح أمريكية محتجزة في أفغانستان عبر وساطة قطرية
  • مصدر لـCNN: حماس وافقت على مقترح مصري لوقف إطلاق النار.. وإسرائيل ترد بآخر
  • مفاوضات مكثفة في الدوحة بشأن “هدنة العيد” بغزة
  • مقابل هدنة في عيد الفطر..حماس مستعدة لصفقة جديدة لإطلاق سراح المحتجزين