الصيام المتقطع نظام مثالي لمرضى السكري
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
كشفت أستاذ التغذية بجامعة إلينوي شيكاغو كريستا فارادي، أن الأشخاص المصابين بمرض السكري النوع الثاني ويتبعون نظام الصيام المتقطع، فقدوا دهون البطن وتحسنت لديهم نسبة السكر في الدم بشكل أفضل من أولئك الذين قاموا بحساب السعرات الحرارية؛ وذلك وفقًا لتجربة سريرية عشوائية جديدة تابعت لمجموعة من 75 شخصًا لمدة ستة أشهر.
بحسب ما نشره موقع CNN الاخباري، تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة كريستا فارادي: "تظهر النتائج التي تم التوصل إليها أن تناول الطعام المقيد بالوقت هو بديل عملي للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين سئموا من حساب السعرات الحرارية لفقدان الوزن".
وكانت فارادي أيضًا باحثة رئيسية لدراسة أجريت في شهر يوليو، والتي وجدت أن تناول الطعام المقيّد بالوقت كان له نفس التأثير على فقدان الوزن مثل حساب السعرات الحرارية بين مجموعة متنوعة عرقيًا مكونة من 77 شخصًا تمت متابعتهم لمدة عام.
فإن الأشخاص الذين قاموا بحساب الوقت بدلاً من السعرات الحرارية فقدوا أيضًا بضع كيلوجرامات إضافية ولكن لم تكن أكثر من ذلك بكثير، حيث كان هناك انخفاض بنسبة 3.6% في الوزن عند تناول الطعام وفقًا لتوقيتات زمنية محددة وخسارة بنسبة 1.8٪ عند احتساب السعرات الحرارية بالمقارنة مع المجموعة الضابطة التي لم تقم باتباع نظام غذائي معين.
وقالت فارادي إنه تم اكتشاف "إنه من خلال تحديد فترة تناول الطعام إلى 8 ساعات يوميًا، فإن مجموعة تناول الطعام المقيدة بالوقت تقطع بشكل طبيعي حوالي 300 سعرة حرارية يوميًا"، على الرغم من السماح لهم بتناول ما يريدون.
وقالت فارادي إنه طُلب من المجموعة التي تقوم باتباع نظام السعرات الحرارية، خفض 500 سعرة حرارية في اليوم، وتبين أن تتبع الطعام "ممل للغاية، لذا انتهى بهم الأمر إلى خفض 200 سعرة حرارية فقط في اليوم"، وهو عامل تعزوه إلى الاختلاف في فقدان الوزن.
وأضافت أن "كلتا المجموعتين قامتا بخفض مستوى A1C بمقدار نقطة كاملة تقريبًا (0.9%)، مشيرة إلى أنه "أمر مهم للغاية"، خاصة وأن المشاركين في الدراسة عند بداية التجربة العشوائية كانت مستويات السكر التراكمي لديهم تصل إلى 8، وبعد اتباع نظام الصيام المتقطع أو تقييد السعرات الحرارية انخفض إلى 7، موضحة أن انخفاض القياسات إلى أقل من 6.5 يعني أنهم حققوا الشفاء من مرض السكري."
وقالت فارادي إن كلا المجموعتين فقدتا أيضًا كميات متساوية من الدهون الحشوية الخطيرة في البطن، والتي تساهم في الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وأضافت: "إن التحكم في نسبة السكر في الدم أكثر أهمية بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2، ولكن فقدان الوزن (وخاصة الدهون الحشوية) يؤدي عادة إلى التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم"، موضحة أنه "على الرغم من أن المجموعتين فقدتا كميات مختلفة من الوزن، إلا أنهما كان لهما انخفاض مماثل في الدهون الحشوية ومحيط الخصر".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السعرات الحرارية السكر في الدم الصيام المتقطع دهون البطن فقدان الوزن مرض السكري نظام غذائي السعرات الحراریة تناول الطعام
إقرأ أيضاً:
إطلاقُ المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين لمرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي
العُمانية/ أطلقت وزارة الصحة اليوم المشروع الوطني لفحص اعتلال شبكية العين لمرضى السكري باستخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي الذي سيُسهم في تقليل خطر فقدان البصر وتقديم العلاج في الوقت المناسب، ويستهدف جميع الأفراد الذين شُخِصت إصابتهم بمرض السكري من النوع الأول والثاني تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.
وأكّد سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية في كلمته على أنّ هذا البرنامج الوطني يجسّد الالتزام الراسخ بتحقيق نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية عبر تبني أحدث التقنيات والممارسات العالمية الفضلى إذ يسعى المشروع إلى استيعاب عدد أكبر من المرضى لإجراء الفحوصات سريعًا، وتقليل مدة الانتظار لعيادات العيون، وتوسيع نطاق تقديم خدمة الكشف المبكر في مختلف المؤسسات الصحية.
وقال إنه من المتوقع أن يُحدث هذا البرنامج نقلةً نوعيةً في تحسين جودة حياة مرضى السكري في سلطنة عُمان، حيث يُسهم في تقليل خطر فقدان البصر بالكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري وتقديم العلاج في الوقت المناسب.
وأضاف أنه تمّ تزويد 25 مؤسسة صحية بأجهزة تصوير شبكية العين، موزعة جغرافيًّا لتسهيل وصول المرضى إلى هذه الخدمة المبتكرة حيث سيُسهم المشروع اقتصاديًّا في خفض التكاليف الصحية المرتبطة بعلاجات الحالات المتأخرة.
وتأتي أهمية المشروع في قدرته على التصدي للتحدّيات الكبيرة التي تواجه مرضى السكري في سلطنة عُمان، حيث يُعدُّ اعتلال الشبكية من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر، وتُشير الإحصاءات إلى أنّ 15 بالمائة من السكان البالغين في سلطنة عُمان يعانون من مرض السكري؛ مما يعني أنّ نسبة كبيرة منهم معرضة لخطر الإصابة باعتلال الشبكية.
ويهدف المشروع إلى إنشاء إطار وطني للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري وإدارته، والحدّ من فقدان البصر والعمى الناجم عنه، وتحسين الوصول إلى رعاية عيون عالية الجودة لمرضى السكري، ويستهدف المشروع جميع الأفراد الذين شُخصت إصابتهم بمرض السكري من النوع الأول والثاني، وتُحدد وتيرة الفحص بناءً على شدّة اعتلال الشبكية بسبب السكري.
ويُسهل المشروع عملية الكشف المبكر بتوفير أجهزة تصوير شبكية العين في 25 مؤسسة صحية في المرحلة الأولى، ويعتمد على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي وتحليل الصور الطبية بتعلّم الآلة (Machine Learning) والرؤية الحاسوبية (Computer Vision)، بحيث يُدرب الذّكاء الاصطناعي على مئات آلاف الصور لشبكية العين، فيتعلم الفرق بين الشبكية السليمة والشبكية التي يظهر فيها اعتلال بسبب السكري.
وسيتمُّ استخدام أجهزة تصوير خاصة بشبكية العين، مثل الكاميرات الشبكية، وتفحص التقنيات الصورة الملتقطة بدقة عالية لتحليل كل التفاصيل الدقيقة، لكشف أي تغيير في الأوعية الدموية، أو ظهور بقع صغيرة (مؤشرات اعتلال)، وينبّه النظام الطبيب فورًا.
ويسعى القائمون على المشروع مستقبلا إلى التوسع ليشمل مجمعات صحية ومراكز إضافية، وإضافة برامج فحص جديدة مثل الكشف عن الجلوكوما (المياه الزرقاء) والقرنية المخروطية، وتعزيز مشاريع الطب الافتراضي وربط أجهزة أخرى لتقليل العبء على العيادات التخصُّصية، وإنشاء عيادات متابعة (Observation Clinics) يديرها اختصاصيو بصريات مدربون مدعومون بتقنيات حديثة وأدوات ذكاء اصطناعي، وتطوير محرك ذكاء اصطناعي محلي مدرّب على صور من سلطنة عُمان، مما يُعزز مكانتها عالميًّا في الابتكار الصحي.
ويمثّل مشروع توظيف الذّكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن اعتلال شبكية العين لمرضى السكري قفزةً نوعيةً في مجال طب العيون والرعاية الصحية عامة، ويعكس هذا التوجه الرؤية الطموحة لسلطنة عُمان في مجال الرعاية الصحية بفضل الجهود المتواصلة لوزارة الصحة وتبنيها أحدث التقنيات، مما يضمن حياة أكثر صحة للمواطنين.
يُذكر أنّ سلطنة عُمان تُعدُّ ثالث دولة على مستوى العالم تقوم بهذا المشروع مما يؤكّد مواكبتها للجوانب التقنية والرقمية لتبني أحدث التقنيات وتوظيف الذّكاء الاصطناعي لتعزيز وتحسين دقة التشخيص، وتوفير الوقت والتكلفة، في الكشف عن اعتلال شبكية العين لمرضى السكري إسهامًا في بناء مجتمع تترسخ فيه ثقافة الصحة مسؤولية الجميع مصان من الأخطار ومهددات الصحة.