خالد الشناوي يكتب: شيخ العرب والظاهر بيبرس
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
منذ أيام قليلة دعيت لزيارة القطب الكبير سيدي أحمد البدوي في طنطا حيث مسجده العريق وضريحه الأنور جميل الاشراق_من أحب البقاع إلى قلبي_
و إنني حين أذهب الى هذه الديار زائرا فإنما أذهب اليها من زاويتين فكريتين متناغمتين، الأولى زاوية روحانية تجد فيها روحي مشربها الذي يعينها في رحلة سيرها ويحقق لها التوازن مع عالم المادة الذي جميعنا يعيشه ويحياه .
فأحاول جاهداً أن أطل بنافذتي على عالم الاشراق النوراني والسلام القلبي والروحاني فتهدأ ثورتي وتطيب نفسي واعود إلى حالتي الوجدانية المرتفعة شيئا فشيئا مواصلا رحلتي مع الحياة جهاداً وعملاً وسلوكاً .
بينما الزاوية الأخرى أطل منها على قديم الزمان متذكرا الديار وساكنيها واقفا على اطلالها مستلهما العبر والعظات والعلوم والمعارف فلم أزر مسجدا أو معلما إلا ووقفت على تاريخه الفياض الذي هو امتداد لثقافتنا الفكرية والوجدانية .
حين تدخل من الطريق المعبد نحو المسجد الأحمدي سيرا على الاقدام ترى الجمال المعماري وتصميمه العريق فترى المأذنتين من أعلا يمين المسجد ويساره وكأنهما يدين مرتفعتين بالدعاء لمصر بالحفظ والنصر والتمكين بل وكأنهما يدين من الاحتواء والحماية والعناية الروحانية .
هذه المآذن الساكنة تارة والثائرة تارة أخرى تحت السحب المتحركة في عنان السماء لتحكي جمال الطبيعة المصرية الخلابة و مدى صلابة الدولة المصرية مهما توالت عليها النوائب والمحن .
دلفت إلى المسجد العريق في وسط هذا الزحام البشري المتدافع لزيارة القطب البدوي_علم التصوف في الشرق الاوسط_ و رأيتني اتساءل في ضميري:لماذا مصر تحديدا بهذا الجمال؟ ولماذا هي حاوية لكل الأفكار والمذاهب؟ف لا عصبية قبلية فيها؟ ولا تناحر فكري أو مذهبي؟
ولم البث قليلا حتى كدت أن اسمع صوتا كبيراً بداخلي يقرر لي إنها مصر عنوان للوسطية وتقبل الآخر فهي الجامعة المانعة بحضارتها العريقة واعلام امتها الكبار وهي مختلفة تماما عن سائر بلدان الدنيا ففيها السياحة الدينية والسياحة المعرفية والسياحة الفكرية والسياحة الروحانية فهي قبلة للناس جميعهم من أقصى الأرض إلى أقصاها، أليس الله هو القائل{ادخلوها بسلام آمنين}؟
فليست دولة لقيطة وليست وليدة الصدفة ولم تنشأ بوعد أو ميثاق فهي درة الشرق الأوسط وعروس العالم كانت ولا تزال عبر تاريخها الطويل الضارب في الأرض لأكثر من ٧٠٠٠ آلاف سنة قبل الميلاد مطمعا للعدا وفي ذات الوقت كانت مقبرة لهم .
وفد إلى مصر أعلام الأمة ومصلحيها عبر العصور فعاشوا على ترابها رافعين رايتها ودفنوا في ثراها الطاهر ليدور الزمان مخلدا ذكراهم .
وممن جاءوا إلى مصر القطب الكبير سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه والذي ينتمي اليه الجامع الأحمدي بطنطا صنو الجامع الأزهر الشريف ...
في مسجد شيخ العرب اهداني أحد الزائرين كتابا يتحدث عن صاحب الذكري وبتصفح صفحاته رأيت كيف استرعت دعوة القطب الكبير السيد أحمد البدوي وأتباعه انتباه «الظاهر بيبرس» حاكم «مصر» «فكلف ابن دقيق العيد قاضي القضاة بالديار المصرية » ليتحقق من دعوة «البدوي»، التي كثر حولها الأتباع، ويتأكد من ميوله السياسية والتي خاف منها "الظاهر" لشعبية الرجل في طندتا بعد أن خشي منها على ملكه ..
وبالفعل نزح قاضي القضاة إلى طندتا_طنطا حالياً_ليقف بنفسه على حقيقة الرجل ، فلما التقاه أفزعه احمرار عينى الرجل كأنهما بركانا من الدماء وحدثته نفسه : " أنه ربما بهذا الرجل مس من الجنون"!
وقبل أن يفيق من حديثه الداخلي في طيات سره فوجئ بالسيد البدوى يقول :
مَجَانِيـنُ إِلا أنَّ سِـرَّ جُنُونِهـمْ
عَجِيبٌ عَلى أعْتَابِهم يَسْجُدُ العَقْلُ
وأمام هذه الحال من الكشف النوراني اهتز مضطربا ابن دقيق العيد ثم حاول التماسك قائلا : يا أحمد هذا الحال الذي أنت فيه مخالف للشريعة !
البدوي: وهل أنت على علم بكل الشريعة؟
ـ ابن دقيق العيد : نعم
ـ البدوى :هل قرأت قول الله تعالى :{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ° إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ° وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ° إِلَّا الْمُصَلِّينَ ° الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ° وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ° لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} .
..فهل أنت من المصلين ؟!
ـ ابن دقيق العيد : احسبنى منهم .
ـ البدوى : لست منهم!
فقد طلب إليك أحد تلاميذك ثوباً يستر بدنه وفى خزانة ثيابك أربعون جبة، فلم تعطه سوى خرقة تآكلت أطرافها، فهل أنت من المصلين ؟! ..
"اسكت وإلا أطير دقيقك"
وعلى كل فاذهب يارجل وانشغل بحالك عن أحوال الخلق ، وداوى عيب نفسك ، ولا تنسى أن تصلح خطئين فى نسخة مصحفك!
وجد بن دقيق العيد نفسه فى حضرة رجل يكشف له ما خفى عنه من أحواله ولولا أدب الولاية وسرها الكبير وعهدها المصون لفضحه!
عاد قاضي القضاة إلى القاهرة في رحلة ما أطولها واشقها على نفسه وطول الطريق لم يغب هذا المشهد عن مخيلته وتبقى له أن يتأكد من الخطئين في مصحفه ويقرر في صراعه النفسي لو تأكد لديه صحة ذلك لعاد إلى الرجل يقبل قدميه قبل يديه ...
وصل الرجل إلى داره فزعا ملهوفا عازفا عن الطعام والشراب غير ملتفت لما يدور حوله ثم جعل يتفحص مصحفه ليكتشف خطئين وقع فيهما الناسخ كما أخبر بذلك الشيخ المرابط في عرينه.... !
رجع على وجه السرعة إلى طندتا مرة أخرى وصعد إلى القطب الكبير سيدي احمد البدوي فوق سطح منزله (الجامعة السطوحية) حيث كان القطب الكبير قد اتخذ من سطح منزله الكبير والمرتفع منبراً كبيرا للعلم والفقه والمعرفة والتربية الصوفية تفد إليه أفواج الناس في حلقات من العلم والذكر وتعلية روح الجهاد ترتيبا لصد الهجمات الصليبية البربرية عن الأمة بأسرها
بعد لقاء الرجل بقطب الولاية المحمدية مرة أخرى تتلمذ على يديه سالكا طريق القوم في تجربته الصوفية الفريدة .
وكأن الأقدار نسجت خيوطها وتناغمت حروفها لتبقى كلماتها الرصينة في سجل الخالدين خير دليل هنا وهناك.
إنه بالفعل اذعان الفحول حين تدفعهم الحيادية التامة والحقيقة المجردة بحثاً عن الحقيقة في دنيا الناس.
بدأت عين الظاهر بيبرس تتركز على طندتا والإسكندرية مهبط أبي الفتح الواسطي، وخليفته أبو الحسن الشاذلي، وصديقه العز بن عبدالسلام، وبدأ بيبرس بزيارة الإسكندرية فقابل الصوفي أبا القاسم القباري، ثم مضى لزيارة الشيخ الشاطبي .
والغالب أن بيبرس في لقائه الغامض بهما حصل على معلومات هامة عن التحرك الصوفي في الإسكندرية وما حولها وسمع الشيء الكثير عن البدوي وعزم على التوجه إليه بنفسه سراً .
وفي سنة (662هـ)، سار بيبرس إلى الغربية وكان يسير منفرداً في خفية، ويسأل عن والي الغربية «الأمير ابن الهمام» وعن سيرة نوابه وغلمانه ومباشريه، فذكرت عنه سيرة سيئة، فقبض عليه وأدبه وأقام غيره...
أي أن بيبرس خص منطقة «الغربية» حيث البدوي بزيارته متخفياً، وتصرف بحزم مع واليها وعزله، وأقام والياً جديداً ينفذ السياسة الجديدة التي ارتآها في رحلته السرية!
ثم توجه إلى القطب البدوي وجلس بين يديه مستمعا لعلمه وفقهه وقد رأى بنفسه أحوال الشيخ الكبير فخرج من مجلسه مثنيا عليه بعد أن تيقن من كذب أقوال الوشاة حول الرجل كما تيقن أيضاً أن الرجل بحر في الولاية الربانيه لا يدرك له قرار وأنه ليس من طلاب الدنيا أو الباحثين عن مناصبها الزائلة.
فصارت بينهما صلة روحانية كبيرة ووثيقة لم تمزق عراها الأيام بأي حال من الأحوال.
إن حياة السيد احمد البدوي مليئة بالجهاد والمشاركة الميدانية لنصرة الأمة فلم يكن الشيخ منزويا في زاوية أو متقوقعا في ناحية بل شارك في مقاومة حملة الفرنسيين التي قادها لويس التاسع على مصر، وكان تلامذته يأخذون الأسرى من الفرنسيين، ويقاتلونهم أشد القتال، وشارك في معركة المنصورة، التي أُسر فيها لويس فكان الرجل عالما متبحرا ووليا مربيا ومرشدا وبطلا مقاتلا كيف لا وهو أحد فروع الشجرة الهاشمية الرصينة فقد ورثوا العلم والحلم والفروسية كابرا عن كابر فهم أهل بيت نبوة أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
رأيت كيف اهتم القطب البدوي بتربية الرجال علما وسلوكاً وكيف زرع بداخلهم حب الاوطان وحب الله بلا علة وبلا عباده معلولة بتلك العلة ،بل رأيت كيف مع ضعف الإمكانيات اتخذ الرجل من سطح منزله جامعة سطوحية انطلقت منها حلقات العلم والذكر والفهم السليم لصحيح الدين .
بل كيف اهتم بالأطفال فاحتواهم فكرا وتربية وقصته مع خليفته الاول سيدي عبد المتعال الأنصاري وكيف تكفل بتربيته في مدرسته الصوفية المستنيرة منذ كان طفلا وكيف تولاه بالرعاية إلى جانب غيره حتى صاروا اعلاما يشار إليهم بالبنان .
بل رأيت فلسفة الرجل ونظرته البعيدة حينما لم يكتف بجلوس تلاميذه حوله بل كان حينما يمنح أحدهم عهدا ويتيقن من اكتماله علما يبعث بهم إلى الآفاق والبلدان ولو كان الرجل يبحث عن مظهر أو جمع للناس حوله لاكتفى بوجودهم بجواره كنوع من العصبية والتفاخر!
بل رأيت وصيته الجامعة بإطعام الجوعى والتصدق على المساكين والشفقة على جميع خلق الله لا سيما عاصيهم.
رأيت بالفعل خلاصة مدرسته الفكرية «من انتصر على نفسه انتصر على أعدائه وبالمجاهدة تكون المشاهدة» .
جلست في صحن المسجد العريق أطالع الكتاب مستندا إلى أحد الأعمدة منتشيا بروحانية المكان مختبئا عن كل من يعرفني وأعرفه في وقت هو أشبه بالخلوة سافرت فيه عبر سفينة الزمان المبحرة واقفاً على الأطلال وكأني أراها وألامس أحداثها التي سطرها التاريخ بأحرف من النور عبر صفحاته المجيدة والمتجدده بتقلبات الأحداث جيلا بعد جيل .
رحلة روحانية رأيت أن أضع بعضاً من جوانبها بين يديك_سيدي القارئ_لترى كيف أن مصر بالفعل دولة كبيرة وإن اوليائها لم يكونوا وهما و أساطير كما يزعم البعض زورا وبهتانا بل هم حقيقة كبيرة وتاريخ كبير حافل بالعلم والمعرفة والبطولات وجزء لا يتجزأ من كيان هذه الوطن العظيم .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أوائل الثانوية العامة لـ العرب: التوكل على الله ودعم الأسرة والمدرسة مفاتيح التفوق الدراسي
عبر عدد من أوائل الثانوية العامة عن سعادتهم بما حققوه من إنجاز، مؤكدين في تصريحات لـ «العرب» أن التوكل على الله والاجتهاد ودعم الأسرة ودور المدرسة هي مفاتيح التفوق الدراسي، وأنهم يطمحون لخدمة قطر في التخصصات التي يأملون استكمال رحلتهم التعليمية بها في المستقبل، مشيدين بجهود إدارات المدارس والمعلمين طوال العام الدراسي، والتي كان لها بالغ الأثر فيما حققوه من إنجاز. كما أكد عدد من أولياء أمور الطلاب المتفوقين أهمية تهيئة الأجواء المناسبة للطلاب، وأن تحرص الأسرة على دعم الطالب من الناحية النفسية، الأمر الذي يسهم في تحقيق ما يطمح له من تفوق.
أحمد خالد.. الأول على الثانوية العامة: تنظيم الوقت.. ومتابعة الدروس بشكل مستمر
قال أحمد خالد عبدالله احمد محمود (من مدرسة عبد الله بن علي المسند الثانوية للبنين والأول على الثانوية العامة مسار علمي بمجموع 100 %): أهدي هذا التفوق إلى والديّ العزيزين اللذين حرصا على تشجيعي ومتابعتي طوال عامي الدراسي.
وأضاف: قد كان لتنظيم الوقت ومتابعة الدروس بشكل مستمر والاستعانة بالله قبل كل شيء الدور الأكبر في تحقيق هذا الإنجاز، وهي الأمور التي أنصح كل طالب بهذه المرحلة الهامة بأن يركز عليها.
وأشار إلى أنه رغم ما واجهه من صعوبات وضغوطات نفسية، تمكن - بفضل الله وعونه أولا ثم بدعم والديّه والمعلمين وتحفيزهم له بصورة مستمرة- من التغلب عليها، للوصول إلى هذا التميز الذي اعتز به.
وتابع الأول على الثانوية العامة: اتطلع إلى مستقبل مشرق أواصل فيه مسيرة النجاح والعطاء، وتخصص الطب هو من أهدافي خلال المرحلة المقبلة، وكلي أمل بأن أواصل التفوق في دراسته كما كنت في المراحل الدراسية السابقة.
عمر المرسى: مدرستي تضم معلمين على أعلى مستوى
قال عمر محمد السيد محمد المرسى (من مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية للبنين والأول مكرر على الثانوية العامة بالمسار العلمي بمجموع 100 %): لله الحمد، فما تحقق هو نعمة من الله سبحانه وتعالى، وأشكر والديّ على توفير كل ما أحتاج إليه طوال العام الدراسي.
وأشاد بجهود إدارة ومعلمي مدرسة أحمد بن حنبل، لافتاً إلى أن المدرسة تتميز بمعلمين على أعلى مستوى، يحاولون بصورة مستمرة إيصال المعلومات بشتى الطرق، وأن يشرحوا المواد الدراسية بأفضل طريقة.
وأضاف المرسى: سر التفوق هو علاقة الطالب بالله عز وجل، وأن يحرص على قراءة القرآن والصلاة في أوقاتها، ثم يأتي الاجتهاد والمذاكرة والمواظبة عليها.
من جانبه قال محمد المرسى «والد عمر»: حرصنا في الأسرة على توفير المناخ المناسب لعمر، ليذاكر في هدوء، إضافة إلى الدعم النفسي المستمر، ومن أهم من الأمور التي يتعين على الوالدين أن ينتبها لها ألا يضغطا على الابن في المذاكرة، ويكفي أن يظهرا له أهمية هذه المرحلة في مسيرتهم التعليمية، وسيجني ثماره في المستقبل.
وأشار إلى أهمية الجوانب الدينية الايمانية، وأثرها في تفوق الطالب، التي تشكل دافعا قويا يمكن أن يتكئ عليه الطالب، ويحتاج في مرحلة من مراحل المذاكرة لهذا الأمر، وأنه من المهم أن يحرص الطالب على الصلاة والورد القرآني، وأن كل هذه الأمور تشكل دعماً للطالب، ليجد الثمرة التي يطمح لها من المذاكرة.
حمد العيدروس: أشكر قطر على توفير التعليم المتميز
أكد حمد حسين السيد عبدالله العيدروس (من مدرسة الوكرة الثانوية للبنين والسابع على الطلاب القطريين بالمسار العلمي بمجموع 99.13 %) على الدعم الذي توفره الدولة للطلاب، مقدماً الشكر لدولة قطر على هذا المستوى المتميز من التعليم، والمتمثل في أفضل المدارس والاداريين والمعلمين.
وقال العيدروس: أشكر أسرتي على تشجيعهم لي طوال العام الدراسي، وقد حرصت طوال العام الدراسي على الاجتهاد، وكان نصب عيني دائماً بأن أكون عوناً في تنمية دولة قطر، وأن يكون لي بصمة في الدولة.
وأضاف: أشكر والدتي على دعمها لي في دراستي، وقد كانت دائماً بجانبي، وأخطط خلال الفترة المقبلة لدراسة علوم الحاسوب في جامعة قطر، بمشيئة الله.
من جانبها قالت والدة أحمد: لا شك أن التفوق هو توفيق من الله قبل كل شيء، وقد بدأ حمد من قبل بداية العام الدراسي، وكان الهدف الذي وضعه نصب عينيه أن يكون من الأوائل، وحرص على جمع الكتب الدراسية، والاطلاع على الاختبارات في الأعوام السابقة لأخذ فكرة عنها.
وأضافت: حرص ابني على الدراسة بصورة يومية، فلم يكن يدخر جهداً طوال العام الدراسي، حتى إنه في بعض الأوقات قد يحرم نفسه من بعض الأمور ليكرس وقته للدراسة، فنحمد الله أن وفقه، وكلنا أمل بأن يكون له دور في بناء قطر.
وأشارت إلى أن الدولة وفرت تعليما عالي الجودة وادارات مدرسية متميزة، مقدمة الشكر للقيادة الحكيمة على حرصها للنهوض بالتعليم، وهو ما يتجلى على المستوى المتميز الذي وصلت إليه قطر.
ونوهت إلى أن الأسرة حرصت على توفير البيئة المناسبة لحمد طوال العام الدراسي، إضافة إلى الحرص على تخفيف كافة الضغوط عنه، الأمر الذي يسمح له بالتركيز على التحصيل الدراسي، لافتة إلى أنها كانت تعينه في بعض الأحيان بالمراجعة وتنظيم مذاكرته، خاصةً وأنها معلمة، ولديها طريقتها في تبسيط المعلومات وتقسيمها، منوهة إلى أن الدور الأكبر يظل عليه.
عبدالله ملحم: المدرسة مهيأة بأفضل الإمكانيات
عبر عبدالله أحمد على محمد ملحم (من مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية للبنين والأول مكرر على الثانوية العامة بالمسار العلمي بمجموع 100 %) عن سعادته بالتفوق في المرحلة الثانوية، وقال: هذا بفضل الله سبحانه، فلولا توفيق ربنا لما وصلنا لذلك، كما أن والديّ وفرا لي كل ما أحتاج إليه.
وأضاف: أشكر قطر وقيادتها على توفير أفضل مستويات التعليم في الدولة، فالمدرسة مهيأة بأفضل الإمكانيات، وتضم بيئة مناسبة للدراسة، ومعلمين ذوي كفاءة عالية.
من جانبه قال أحمد ملحم «والد عبدالله»: كل تفوق هو بتوفيق من الله، وقد كنا في الأسرة حريصين على الاستعداد في وقت مبكر، وليس في العام الأخير فقط، وقد كان عبدالله يستعد لهذه المرحلة، حتى قبل أن يلتحق بالمرحلة الثانوية، فكان حريصا على تطوير إمكانياته، أما دورنا في الأسرة فكان بتوفير الأجواء المناسبة، وكلنا آمال بأن يستكمل دراسته في كلية الطب بجامعة قطر، فهو من مواليد قطر ويشعر بانتماء كبير للدولة ويطمح لخدمة قطر.
شيخة الكواري: الوالدان أكبر الداعمين
عبرت شيخة مجلى وليد مجلى الكوارى (من مدرسة أم حكيم الثانوية للبنات والخامسة بمسار الآداب والإنسانيات بمجموع 99.38 %) عن سعادتها بالتفوق في المرحلة الثانوية، لافتة إلى أن التفوق هو بفضل الله ودعم الأسرة، إضافة إلى دور المدرسة في هذا الإنجاز.
وقالت شيخة الكواري: الوالدان كانا أكبر داعمين لي من الناحية النفسية، فكانا حريصين على توفير الأجواء المناسبة طوال العام، الامر الذي ساعدني على التحصيل الدراسي، وإن شاء الله أطمح لاستمرار التفوق في الجامعة، وأخطط لدراسة العلوم السياسية بجامعة قطر.
من جانبها قالت والدة شيخة الكواري: ابنتي طالبة مجتهدة، ومن أول العام الدراسي حرصت على الانتظام بالمدرسة، وقد حرصت الأسرة على ألا تغيب، بما يحقق الاستفادة القصوى من الشرح الذي يقدمه المعلمون في المدرسة، وفي المنزل حرصنا على تهيئة الأجواء المناسبة للتحصيل الدراسي، والهدوء الذي يمكنها من الدراسة والتفوق.
ونصحت أولياء الأمور بالاستعانة بالله وأن يحثوا ابناءهم على الالتزام بالصلاة والأذكار والدعاء، إضافة إلى المواظبة على الحضور المدرسي، وأنه من الأمور المهمة جداً.
شيخة السهلي: لا أنسى فضل عائلتي ودعمها طوال العام الدراسي
قالت شيخة علي خميس علي السهلي (الرابعة على الطلاب القطريين بالثانوية العامة «المسار العلمي» من مدرسة البيان الثانوية للبنات): أشكر ربي على النعمة التي منحني إياها، فهذا كله بفضل الله، ولا أنسى فضل عائلتي ودعمها لي طوال العام الدراسي.
وأشارت إلى أن التفوق في الثانوية العامة يتطلب المواظبة على الصلاة والدعاء والتوكل على الله، إضافة إلى الاجتهاد طوال العام الدراسي، لافتة إلى أنها تطمح لدراسة طب الأسنان في جامعة قطر.
من جانبها قالت والدة شيخة السهلي: عانت ابنتي في البداية، نظراً لخضوعها لعملية جراحية في الصف الثاني الثانوي، إضافة إلى انها أجرت التسارع، فكانت مرحلة حرجة بالنسبة لها، وهو ما أدركته الأسرة جيداً، فكنا داعمين لها طوال الوقت، ولله الحمد، فهي متفوقة من صغرها. وأشارت إلى أهمية دور الوالدين في دعم الأبناء بالدراسة، وأن يوفرا الأجواء المناسبة لهم، وبالنسبة للطالبات، فيجب أن تكون الأم صديقة لبناتها، وأن تستمع لها بصورة مستمرة بكثير من اللطف، واصفة علاقتها ببناتها بأنهن اخواتها، وهو ما يجعلهن قريبات منها.
وعبرت عن فخرها بما حققته ابنتها شيخة، وكذلك ابنتها الثانية علياء، التي حصلت على 97.4 %، وهي من المتفوقات في المرحلة الثانوية.
علي الغالي: تكامل أدوار الطالب والأسرة والمدرسة
قال علي حمد الغالي (الطالب بمدرسة روضة راشد الثانوية للبنين والحاصل على 89.19 %) إن وصفة التفوق الدراسي تتلخص في الاجتهاد من بداية العام الدراسي، والحرص على تنظيم الوقت بصورة مستمرة، الأمر الذي يخفف من الضغوط على الطالب، وإنه حرص على الانتظام في الدراسة والتعاون مع المعلمين، إضافة إلى تخصيص وقت يومياً للدراسة.
وأكد على دور أسرته في مساعدته طوال العام، وتوفير الأجواء المناسبة التي تساعده على تحقيق ما يطمح له، إضافة إلى الراحة النفسية التي حرصت الأسرة على توفيرها له وكان لها دور مهم في تحقيق التفوق، بعيداً عن الضغوط التي تقع على الطلاب في هذه المرحلة المهمة من تعليمهم.
وتقدم علي الغالي بالشكر لإدارة مدرسة روضة راشد الثانوية للبنين على ما وفرته من دعم طوال العام، لافتاً إلى أن المعلمين كان لهم دور بارز في تفوقه، وأنهم كانوا دائماً حريصين على الإجابة على أسئلته وشرح كافة النقاط التي يرى بها صعوبة، الأمر الذي يسر الكثير من الأمور عليه طوال العام الدراسي.
من جانبه هنأ حمد الغالي «والد علي» ابنه بتفوقه في المرحلة الثانوية، مثنياً على اجتهاده طوال العام الدراسي، مشيراً إلى أن ما حققه يأتي بتكامل لجهود الابن والأسرة والمدرسة، وأن المدرسة توفر أفضل مستويات التعليم والتي تتوفر في كافة مدارس قطر، الأمر الذي يعطي الفرصة لكافة الطلاب الحريصين على التفوق بأن يحققوا أحلامهم بالوصول إلى الدرجات المناسبة والتي تؤهلهم لاستكمال دراستهم بالتخصصات التي يطمحون لها. وقال: حرصت طوال العام الدراسي على متابعة ابني، سواء بتوفير الأجواء المناسبة له في المنزل أو المتابعة مع إدارة المدرسة، للتعرف على نقاط الضعف والأمور التي يحتاج إلى تطوير مستواه بها، والعمل على تقويتها بالتعاون مع المدرسة، فالتفوق هو نتاج تعاون الجميع، وكلي أمل بأن يستمر تفوقه في المراحل الدراسية المقبلة، وأن ينفع الله به دولة قطر من خلال التخصص الذي يطمح لدراسته.
علياء السهلي: سعيدة بتفوق أختي أكثر مني
قالت علياء علي خميس علي السهلي (الطالبة بمدرسة البيان الثانوية للبنات والحاصلة على 97.44 % في المسار العلمي): سعادتي بتفوق أختي شيخة وأنها من الأوائل بالثانوية العامة أكبر من سعادتي بما حققته، فلله الحمد، أن واحدة منا كانت من الأوائل في المرحلة الثانوية.
وأضافت: في أغلب الوقت كنت أسأل أختي في المواد الدراسية، وكانت تحرص دائماً على مساعدتي، وخطوتي المقبلة إن شاء الله بدراسة هندسة طيران.
وأشارت إلى دور الأسرة في مساعدتهما طوال العام الدراسي، إضافة إلى الدعم المستمر، الأمر الذي زاد من تحصيلهما الدراسي ووفر لهما البيئة المناسبة.
وتابعت: أرى أن التفوق نتاج لتأسيس دراسي صحيح من المراحل الدراسية السابقة، وأشكر عائلتي كلها على ما وفروه لي ولأختي من دعم في مسيرتنا الدراسية.
مريم تاج السر: أخطط لدراسة إدارة أعمال بجامعة قطر
عبرت مريم تاج السر عبدالرحمن احمد (من مدرسة الأندلس الخاصة للبنات والرابعة على الثانوية العامة بمسار الآداب والانسانيات بمجموع 99.56 %) عن سعادتها بنتائجها بالمرحلة الثانوية العامة، لافتة إلى أنها كانت تحرص على المذاكرة من الكتاب المدرسي، إضافة إلى الحرص على حل الكثير من الاختبارات.
وقالت مريم تاج السر: لا شك أن الحضور إلى المدرسة كان له دور في تثبيت المعلومات، وهو ما كنت حريصة عليه طوال العام الدراسي، وأتقدم بالشكر لأسرتي ولإدارة المدرسة والمعلمين، ممن كان لهم دور كبير في تفوقي هذا العام.
وأوضحت أن المعلمات كن ملتزمات طوال العام بالإجابة على أسئلة الطالبات، إضافة إلى شرح كافة النقاط، منوهة بأنها تخطط لدراسة إدارة أعمال بجامعة قطر.
من جانبه قال تاج السر عبد الرحمن «والد مريم»: التفوق هو توفيق من عند الله، ومريم مجتهدة وتحرص على تنظيم وقتها بصورة مستمرة، وقد كنت أحرص على سؤالها عن مذاكرتها، فتجيب بأن نتائجها ستظهر جهدها بنهاية العام، وهذا يرجع إلى ثقتها فيما تقوم به من جهد.
أحمد رامي: لا مستحيل مع بذل الجهد
قال أحمد رامى احمد عبدالحافظ حمد (من مدرسة علي بن جاسم بن محمد آل ثاني الثانوية للبنين والأول مكرر على الثانوية العامة بالمسار العلمي بمجموع 100 %): الحمد لله الذي أكرمني بهذا الإنجاز العظيم الذي افتخر به كثيراً، وقد كان الطريق مليئا بالتعب والتحديات، ولكن بالاصرار وتنظيم الوقت ودعم العائلة استطعت الوصول لهدفي.
وأضاف: أهدي هذا الإنجاز لكل من دعمني، خاصةً والديّ، بالإضافة إلى مدير مدرستي الأستاذ أحمد الجفيري، والنائب الأكاديمي الأستاذ ياسر عنتر، فقد وفروا لي كل ما يلزم، وحرصوا على دعمي حتى تحقيق هذا الإنجاز، الذي أتمنى أن يكون دافعاً لغيري بأن لا شيء مستحيلا مع الجهد والتوكل على الله سبحانه وتعالى.