عربي21:
2024-09-28@11:19:21 GMT

باب الفتوح.. ومسرحة التاريخ

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

إن ثقافة المؤلف المسرحي المصري محمود دياب، المولود في الإسماعيلية عام ١٩٣٢ والمتوفى في القاهرة عام ١٩٨٣، كانت ثقافة عريضة ضاربة وبعمق في التراث المسرحي العالمي، من شكسبير إلى بريخت، فقد جاء إنتاجه المسرحي بصبغة مميزة وبصمة خاصة به وبمسرحه ككل. ومما كتبه في الفترة من منتصف الستينيات حتى منتصف السبعينيات: الزوبعة، رسول من قرية تميرة، الهلافيت، ليالي الحصاد، رجال لهم رؤوس، أرض لا تنبت الزهور، وأخيرا مسرحيتنا باب الفتوح، التي كتبها في نهاية الستينيات.



ودياب لا يطرح في كل مسرحه قضاياه في أبعادها الواقعية المباشرة، أو الدرامية المتصاعدة، وإنما يطرحها في أبعادها التجريدية ومساحاتها المحايدة، دون انفصال لحظة واحدة عن الحاضر الذي ارتبط به كتاب هذه المرحلة.

ومسرحية باب الفتوح، كانت انعكاسا واضحا للهزيمة العسكرية والسياسية للعرب في حزيران/ يونيو ١٩٦٧، ولقد ظلت ممنوعة من العرض لمدة خمس سنوات، حتى قدمت على المسرح القومي عام ١٩٧١، بعدها قدمت عشرات المرات على المسارح، خاصة مسارح الجامعات المصرية، حيث يعتبرها كثير من شباب المسرحيين أيقونة محمود دياب المسرحية، ذلك لأن أحداثها صالحة لكل زمان ومكان.

مسرحية باب الفتوح، كانت انعكاسا واضحا للهزيمة العسكرية والسياسية للعرب في حزيران/ يونيو ١٩٦٧، ولقد ظلت ممنوعة من العرض لمدة خمس سنوات، حتى قدمت على المسرح القومي عام ١٩٧١، بعدها قدمت عشرات المرات على المسارح
فلقد تناول دياب سمات الصراع العربي الإسرائيلي وأهمها: الاغتصاب سواء بالتحاليل أو التآمر أو القوة، وبيّن أيضا أن الخلاص إما بالقوة، أو بالفكر والقوة معا، أو بالأمل في الجيل الجديد. وبعد هزيمة ١٩٦٧، تطرق دياب إلى أن فكرة تحرير الإنسان هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض، فهو في باب الفتوح يسترجع التاريخ لأول مرة، ولا يكفيه طرح رؤية جديدة للواقعة التاريخية، لكنه يعيد قراءة التاريخ.

فالمسرحية تحكي عن مجموعة من الشباب المعاصر، يعيدون صنع التاريخ كما يأملون، ويدفعون بفارس من وحي خيالهم ليخترق التاريخ ذاهبا إلى صلاح الدين محرر القدس، لتتحد روح الثورة بقوة الجيش المساندة لصلاح الدين ليحررهم أيضا، عن طريق الفارس العصري الثائر أسامة بن منصور، صاحب كتاب "باب الفتوح"، والذي يكلف بمهام صعبة من قبل الشباب المعاصر بإرسال مطالبهم إلى القائد صلاح الدين، والتي تتمثل في الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

والمسرحية تعتمد فكرة التاريخ الموازي، فالتاريخ يكتبه دائما الملوك والقادة والمنتصرون، ويتجاهلون العامة والفرسان والثوار، الذين صنعوا المجد والانتصارات التي خلدت كل هؤلاء.

إذن من الممكن تلخيص مضمون مسرحية باب الفتوح، المُحكمة البناء، في أنها تعيد تشكيل العالم، ليس بفضح آثامه وخلل معتقداته، وإنما بمقاومة ما ينطوي عليه من أكاذيب، وقعت في القرن الخامس عشر على أيدي الصليبيين في فلسطين وبلاد الشام، وأنه بدون المقاومة هذه لا جدوى من إصلاح الخلل، أو الإجهاز على الآثام، إنه يعيد تشكيل ما يرفضه في الواقع والتاريخ والأساطير، على النحو الذي تتحقق به صورة الدولة الفاضلة الطموحة، التي تدرك أن آنيتها القديمة ليست الآنية المثلى للنظم المعاصرة التي يخضع فيها الحكم لإرادة الشعب.

فلا يوجد بلد حر.. إلا بشعب حر..!! كما جاء ضمن عبارات كتاب باب الفتوح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرية النصر الحرية الهزيمة مسرحيات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

غدًا.. “الصحفيين” تعرض مسرحية "وشوش" المأخوذة عن النص المسرحي "لما روحي طلعت"

تنظم اللجنة الثقافية والفنية بنقابة الصحفيين عرض لمسرحية " وشوش " المأخوذة عن النص المسرحي "لما روحي طلعت" الحائزة على عدد من الجوائز للكاتب مصطفى حمدي ومن إخراج مينا مكرم، تُقَدم المسرحية فِرقَة (أفانسيه) المسرحية للهواة.

تعرض مسرحية "وشوش" على مسرح النقابة غدا الخميس 26 سبتمبر الساعة 7 مساءً على مسرح النقابة بالدور الأرضي ضمن فعاليات معرض نقابة الصحفيين للكتاب، والدعوة عامة.

المسرحية  مُعالَجة للنص الأصلي (لما روحى طلعت )، وتدور أحداثها في قالب كوميدي خيالي عن شخص لا يشعر بذاته أو بتقدير المجتمع له ويقرر الانتحار وحينها تتجسد له روحه وتواجهه مُقَررةً الرحيل عنه عقابًا له، ما يقوده إلى رحلة بحث عن روحه بصحبة صديقه وأحد الدجالين الذي يعرض عليه أرواحًا مختلفَة بين روح عضو عصابة وفتاة لعوب وشاب مُدلل وبلطجي، وتتوالى الأحداث.

مقالات مشابهة

  • فنان شهير يكشف سراً عن عمرو دياب
  • طارق أبو الفتوح: جناح الدولة في بينالي البندقية يعزز مكانتها على خريطة السياحية العالمية
  • طارق أبو الفتوح: الجناح الوطني في بينالي البندقية يعزز مكانة الإمارات على خارطة السياحية العالمية
  • مصر تحصد جوائز مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي في دورته الـ14
  • أحمد السقا: سعدت بإطلاق اسمي على مهرجان الإسكندرية المسرحي
  • ‏تهامة تقاوم وسبتمبر لا يموت في حضن الخيانة: التاريخ يصرخ في وجه الخونة
  • طيران الإمارات تلغي رحلاتها بين دبي وبيروت حتى هذا التاريخ
  • غدًا.. “الصحفيين” تعرض مسرحية "وشوش" المأخوذة عن النص المسرحي "لما روحي طلعت"
  • عمرو دياب وأنغام.. نجوم الطرب يستعدون لإحياء حفلات نهاية شهر سبتمبر
  • الاتحاد الإفريقي.. التاريخ سيكتب في استاد المملكة آرينا بين الأهلي والزمالك