"يوم قيامة الذكاء الاصطناعي" قد تصرف الانتباه عن الخطر الحقيقي!
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
يعد التركيز على سيناريوهات يوم القيامة في الذكاء الاصطناعي بمثابة إلهاء، يقلل من المخاطر المباشرة، مثل توليد المعلومات الخاطئة على نطاق واسع، وفقا لخبير رائد في مجال الصناعة.
وقال إيدان غوميز، المعد المشارك لورقة بحثية ساعدت في إنشاء التكنولوجيا وراء روبوتات الدردشة، إن المخاطر على المدى طويل، مثل التهديدات الوجودية للإنسانية من الذكاء الاصطناعي يجب "دراستها ومتابعتها"، لكنها قد تصرف السياسيين عن التعامل مع المخاطر المباشرة المحتملة.
وقال غوميز إن الذكاء الاصطناعي - وهو المصطلح الذي يشير إلى أنظمة الكمبيوتر التي يمكنها أداء المهام المرتبطة عادة بالكائنات الذكية - كان بالفعل مستخدما على نطاق واسع، وينبغي أن تركز القمة على تطبيقاته، خاصة أن روبوتات الدردشة مثل ChatGPT ومولدات الصور مثل Midjourney، أذهلت الجمهور بقدرتها على إنتاج نصوص وصور معقولة من خلال مطالبات نصية بسيطة.
وأضاف: "هذه التكنولوجيا موجودة بالفعل في مليار منتج مستخدم، كما هو الحال في غوغل وغيرها. ويمثل ذلك مجموعة من المخاطر الجديدة التي يجب مناقشتها. يجب أن نركز بشكل مباشر على الأجزاء التي على وشك التأثير على الناس، بدلا من المناقشة الأكاديمية والنظرية حول المستقبل على المدى الطويل".
وقال غوميز إن المعلومات الخاطئة – انتشار المعلومات المضللة أو غير الصحيحة عبر الإنترنت – كانت مصدر قلقه الرئيسي. وأوضح: "إن المعلومات المضللة هي التي تتصدر اهتماماتي. يمكن لنماذج [الذكاء الاصطناعي] هذه إنشاء وسائط مقنعة للغاية، ولا يمكن تمييزها فعليا عن النصوص أو الصور أو الوسائط التي أنشأها الإنسان. وهذا شيء نحتاج إلى معالجته بشكل عاجل.
إقرأ المزيد مسؤول سابق في "غوغل" يحذر من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لخلق "وباء قاتل"ويشارك غوميز في قمة سلامة الذكاء الاصطناعي التي تستمر يومين، وتبدأ يوم الأربعاء القادم، بصفته الرئيس التنفيذي لـCohere، وهي شركة في أمريكا الشمالية تصنع أدوات الذكاء الاصطناعي للشركات بما في ذلك روبوتات الدردشة.
وفي عام 2017، عندما كان غوميز في العشرين من عمره، كان جزءا من فريق من الباحثين في غوغل الذين أنشأوا Transformer، وهي تقنية رئيسية وراء نماذج اللغة الكبيرة التي تعمل على تشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي مثل برامج الدردشة الآلية.
وسيتضمن اليوم الافتتاحي للقمة، مناقشات حول مجموعة من قضايا الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بالمعلومات المضللة مثل تعطيل الانتخابات وتآكل الثقة الاجتماعية. وسيناقش اليوم الثاني، الذي سيضم مجموعة أصغر من الدول والخبراء والمديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لمعالجة مخاطر الذكاء الاصطناعي.
وتتمحور المخاوف بشأن التهديد الوجودي من الذكاء الاصطناعي حول احتمال ظهور ما يسمى بالذكاء الاصطناعي العام - وهو مصطلح يشير إلى نظام ذكاء اصطناعي قادر على تنفيذ مهام متعددة على مستوى الذكاء البشري أو فوق مستوى الذكاء البشري - والذي يمكنه من الناحية النظرية أن يكرر نفسه، أو يتجنب سيطرة الإنسان واتخاذ القرارات التي تتعارض مع مصالح الإنسان.
وأدت هذه المخاوف إلى نشر رسالة مفتوحة في شهر مارس، وقعها أكثر من 30 ألف متخصص وخبير في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك إيلون ماسك، تدعو إلى التوقف لمدة ستة أشهر في تجارب الذكاء الاصطناعي العملاقة.
المصدر: الغارديان
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اختراعات بحوث الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع اللغة العربية مواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي؟
في 18 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للغة العربية، وهو مناسبة أقرّتها منظمة اليونسكو للاحتفاء بهذه اللغة العريقة التي تُعد واحدة من أكثر اللغات انتشارًا وتأثيرًا في تاريخ البشرية. يأتي هذا اليوم لتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية كجسر للثقافة والمعرفة والإبداع، وكذلك لطرح التحديات التي تواجهها في العصر الحديث، خصوصًا في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع وثورة الذكاء الاصطناعي.
اللغة العربية، التي شكّلت ركيزة أساسية للحضارة الإسلامية وكانت لغة العلم والفكر لقرون، تجد نفسها اليوم في مواجهة تغييرات جوهرية فرضتها التكنولوجيا. في هذا الإطار، يبرز السؤال: هل تستطيع اللغة العربية أن تحافظ على مكانتها التاريخية وأن تتكيف مع متطلبات العصر الرقمي؟ وهل يمكنها أن تصبح لغةً فاعلة في منظومة الذكاء الاصطناعي التي تشكل حاضر ومستقبل العالم؟
لطالما كانت اللغة العربية رمزًا للهوية الثقافية ووعاءً للمعرفة والإبداع، لكنها اليوم تجد نفسها في مواجهة عدة تحديات تعيق تقدمها. من أبرز هذه التحديات تعقيد بنيتها النحوية والصرفية، مما يجعل من الصعب تطوير خوارزميات قادرة على معالجتها بدقة. هذا التعقيد يرافقه تنوع اللهجات المحلية، ما يجعل من الصعب بناء أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على فهم جميع أشكال العربية المتداولة.
على الجانب الآخر، نجد أن المحتوى الرقمي باللغة العربية على الإنترنت لا يزال محدودًا مقارنة بلغات أخرى مثل الإنجليزية أو الصينية. نقص هذا المحتوى لا يعكس فقط تراجع استخدام اللغة العربية في المجالات الأكاديمية والتكنولوجية، بل يُظهر أيضًا تحديًا كبيرًا أمام تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على كميات هائلة من البيانات لتعلم ومعالجة اللغة.
رغم هذه التحديات، يحمل الذكاء الاصطناعي فرصًا واعدة لتعزيز مكانة اللغة العربية في العالم الرقمي. يمكن لهذه التكنولوجيا أن تُستخدم لتطوير أدوات تعليمية تُعلم العربية بطريقة مبتكرة وجاذبة، خاصة لغير الناطقين بها. كما يمكن لتقنيات الترجمة الآلية أن تساهم في تقريب المسافات بين العربية واللغات الأخرى، مما يفتح المجال أمام انتشارها عالميًا.
في المجال البحثي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في تحليل النصوص العربية القديمة وتحويلها إلى صيغة رقمية قابلة للبحث والدراسة. هذا لا يسهم فقط في الحفاظ على التراث الثقافي، بل يتيح أيضًا فرصًا جديدة لفهم أعمق للثقافة العربية وتاريخها.
لكن السؤال الذي يظل مطروحًا هو: كيف يمكن للغة العربية أن تستفيد من هذه الفرص دون أن تفقد هويتها وأصالتها؟ هل يمكننا تطوير أدوات تكنولوجية تخدم اللغة العربية دون أن تجعلها مجرد انعكاس للخوارزميات؟ الإجابة تكمن في مدى التزامنا بتطوير محتوى عربي رقمي غني ومتنوع، وفي تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والتكنولوجية لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي باللغة العربية.
في المستقبل القريب، ستحدد قدرتنا على التعامل مع هذه التحديات والفرص مكانة اللغة العربية في العالم الرقمي. فهل سنشهد عصرًا جديدًا تصبح فيه العربية لغة تكنولوجية وعلمية رائدة كما كانت في الماضي؟ أم أنها ستبقى حبيسة التحديات الحالية، مكتفية بدورها كلغة تراثية؟ هذه الأسئلة تظل مفتوحة، لكنها تدعونا للعمل الجاد لضمان مستقبل مشرق لهذه اللغة العريقة.