حزب الله يلعب على حافة الهاوية
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
رفع "حزب الله" كثافة قصفه لمواقع مزارع شبعا اللبنانية المحتلة امس، الامر الذي كان واضحا لدى المراقبين، علما انه حافظ على مستوى التصعيد نفسه عبر الصواريخ الموجهة المضادة للدروع التي استهدف فيها المواقع الاخرى. العمليات العسكرية في مزارع شبعا كانت مختلفة نسبياً عن السابق وهذا ما طرح اسئلة عن امكانية الذهاب نحو تصعيد اضافي خلال الايام المقبلة بالتوازي مع بدء الهجوم البري الاسرائيلي على قطاع غزة.
بحسب مصادر مطلعة فإن "حزب الله" مصر على ان يبقى قراره الميداني غامضا بالنسبة لخصومه، ولذلك فإن أمينه العام السيد حسن نصرالله لا يزال بعيداً عن الاعلام حتى اللحظة، ولن يطل قبل يوم الجمعة المقبل، وهذا الامر يربك اسرائيل بشكل كبير لأنها لا تعرف تحت اي سقف تستطيع ان تعمل لتجنب تدخل الحزب في المعركة، على اعتبار ان الحزب اكد منذ بداية المعركة ان هناك خطوطا حمراء، في حال تم تخطيها، فسيؤدي ذلك الى فتح جبهات اخرى.
بعد الرسالة التي نشرها "حزب الله" بخط يد السيد حسن نصرالله، والتي كان فيها دلالات واضحة، نشرت احدى القنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لنصرالله مدته ١٢ ثانية وهو يمر امام علم الحزب المثبت على الجدار.
عمليا لا يبدو ان في المقطع المنشور اي رسالة حقيقية، خصوصا ان نصرالله لم يواجه الكاميرا بل اعطاها ظهره ولم يكن يوجد اي عبارة او اية قرآنية يمكن البناء عليها.
لكن، أصل نشر هذا الفيديو سيفتح الباب للاسئلة في اسرائيل، عن سبب نشر الحزب له وماذا يريد ان يوصل من رسالة، وهل يمكن ان يكون المقطع لمجرد الدعاية السياسية ورفع الحالة المعنوية؟ ومن هنا تصبح الاسئلة والبحث الذي سيحصل عن سبب نشر الفيديو بحد ذاته عاملا مؤثرا في زيادة الارباك لدى صنّاع القرار في اسرائيل، بمعنى اخر، عدم امكانية حسم حجم اهمية الفيديو يزيد من ارباك تل ابيب في فهم "حزب الله"...
عملياً، لا يمكن لـ"حزب الله" الافراط في ارسال الرسائل والايحاءات بالتصعيد من دون ان يكون ذلك مقروناً بالتنفيذ، في الاصل فإن غياب نصرالله يتماهى مع مسار الحزب الذي كرس عقيدته القائمة على الفعل اكثر من الكلام، او اذا تكلم فعل، لذلك فإن الرسائل التي يوقعها نصرالله بإسمه او صورته لا يمكن ان تكون جرد خطوات دعائية او حرب نفسية، لانها ستفقد اهميتها مع الوقت وتسبب الضرر لصورة الحزب التي رسمها على مدى السنوات الماضية.
من هنا يصبح كل تسريب يصدر عن الحزب له دلالات مرتبطة بالمعركة الحاصلة، وله ما قبله وما بعده، لذلك فإن المرحلة التي قد يفتتحها "حزب الله" قريبا في الميدان ستكون متناسبة مع التطورات العسكرية التي تحصل في غزة، خصوصا ان العملية البرية بدأت وهناك احاديث كثيرة تتحدث عن ان مسار المعركة سيكون طويلا ومتمحورا حولا استمرار التدمير والقصف الجوي مع تقدم بري بسيط ومدروس.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
كتب طوني مراد في" نداء الوطن": تلتقي الأوساط الدبلوماسية الأوروبية والعربية على الإشارة إلى أن الضربة العسكرية لإيران باتت شبه حتمية وقد اتخذ القرار فيها أخيراً، وستكون على الأرجح قبل نهاية آذار المقبل، وقد تواكبها تطورات داخلية، إلا إذا أبدت طهران استعداداً جديّاً وفعليّاً ملموساً لتقديم تنازلات على صعد عدة سواء في ما خص برنامجها النووي أو أجندتها التوسعية وخريطة نفوذها في المنطقة، وهو احتمال طوعي وارد بنسبة محدودة تحت وطأة الضغوط، لأن البديل هو التخلّي قسراً عن تلك الرهانات. وترى الأوساط أن الضربات التي تلقتها إيران في لبنان وغزة وسوريا غير كافية، طالما أن رأس الحربة ما زال يراهن على تعويم أذرعه.يبدو أن "حزب الله" يدرك جيّداً دقائق اللعبة، ويسعى إلى الحفاظ ما أمكن على مواقعه ونفوذه في صلب الدولة اللبنانية، على رغم بعض التباينات في صفوف قيادته بين متماهين كليّاً مع إيران وبين من يسعى إلى نوع من التمايز، إذ من الواضح أن الجانبين يلتقيان على هذه المسألة. من هنا يُفهم استشراس "الحزب" من خلال تركيبة الثنائي، على التمسك بحقيبة المال وحقائب أخرى معينة، وعلى استنفار الموالين له في الإدارات الرسمية والمؤسسات على قضم ما أمكن من مواقع، أو على فرض أمر واقع، تحسّباً للتحوّلات المتوقعة، باعتبار أن ما يمكن أن يحصِّله "الحزب" اليوم قد لا يمكنه تحصيله بعد حين.
يقول عارفون في المعادلة الشيعية إنّ الرئيس نبيه بري يحاول التملّص من الحالة الضاغطة بخلفية دولية على "حزب الله" حكوميّاً، والحالة الضاغطة الموازية التي يمثلها "الحزب"، علماً أن ثمّة تململاً متنامياً وأكثر تجلياً في المناخ المحيط بحركة "أمل" لجهة الانزعاج من رهانات "حزب الله" وما استتبعته من خسائر ونكبات، وتالياً "لم يعد في الإمكان تحمّل المزيد".
من هنا يمكن فهم تمايز "الحركة" في الموقف حيال عراضات الدراجات النارية الأخيرة، على أن هذه العراضات شكّلت "نقزة" كبيرة محليّاً وخارجيّاً، وقد تجلّى ذلك في تقارير دبلوماسية لعدد من السفارات المهمة لعواصمها تلفت إلى محاذيرها وانعكاسها على انطلاقة العهد الجديد وما تعنيه من خطر صدامات داخلية.
يبقى أنه مع تأليف الحكومة العتيدة فإن استحقاقات مهمة تنتظرها، إذا ما كانت التشكيلة على قدر الآمال وتلبّي التطلعات الدولية والعربية إلى إرساء مرحلة مختلفة عما سبق تحت عنواني استعادة السيادة وإطلاق عملية الإصلاح. وفي هذا المجال، تمّ العمل الدؤوب ويتمّ حاليّاً على استكمال مشاريع اتفاقات تعاون مع عدد من الدول العربية والصديقة، ومن بينها اتفاقات مهمّة مع المملكة العربية السعودية، ويبلغ عددها اثنين وعشرين اتفاقاً وينكبّ عليها موظفون في وزارة الخارجية والوزارات والإدارات المعنية، وهي مشاريع اتفاقات لا يمكن أن تبصر معظمها النور إذا لم تكن الحكومة الجديدة أهلاً للثقة.