استقر سعر الجنيه الإسترليني أمام الدولار اليوم الإثنين 30 أكتوبر 2023، حول مستوى 1.21 دولار، وسط توقعات بإبقاء بنك إنجلترا على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم، الخميس.

ومن المقرر أن تتحول الأضواء إلى إصدار توقعات الاقتصاد الكلي المحدثة، حيث تشير التوقعات الحالية نحو استمرار التضخم العنيد، مما يعني ضمناً أن بنك إنجلترا المركزي قد يضطر إلى الاستمرار في وقف الزيادة بأسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات لفترة أطول من نظرائه الرئيسيين.

وأشار محافظ بنك إنجلترا المركزي، أندرو بيلي، في وقت سابق إلى أن أرقام التضخم لشهر سبتمبر كانت متماشية مع توقعات البنك المركزي، وأن الانخفاض الطفيف في التضخم الأساسي كان (مشجعا إلى حد ما).

ووفقًا لبيانات بنك إنجلترا الصادرة اليوم، قام الأفراد في المملكة المتحدة بسداد صافي مبلغ 0.9 مليار جنيه إسترليني على ديون الرهن العقاري في سبتمبر 2023، مقابل صافي اقتراض بلغ 1.1 مليار جنيه إسترليني في الشهر السابق.

ويمثل هذا أكبر مبلغ من صافي الأقساط منذ أبريل، مما يشير إلى مزيد من التباطؤ في سوق العقارات بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض. فيما انخفض إجمالي الإقراض إلى 18.6 مليار جنيه إسترليني في سبتمبر من 19.4 مليار جنيه إسترليني في أغسطس، في حين ارتفع إجمالي السداد إلى 19.5 مليار جنيه إسترليني من 19.0 مليار جنيه إسترليني خلال نفس الفترة.

ومحليًا يسجل سعر الجنيه الإسترليني مقابل نظيره المصري حوالي 37.39 جنيها للشراء و37.57 جنيها للبيع في البنك المركزي المصري.

وعلى جانب أخر، يعقد البنك المركزي المصري الاجتماع السابع للجنة السياسات النقدية يوم الخميس المقبل، وسط ترجيح من مصرفيين بتثبيت أسعار الفائدة.

اقرأ أيضاًبنك مصري يسعى للحصول على قرض بقيمة 450 مليون دولار من تحالف خليجي

موعد اجتماع البنك المركزي المصري.. مصرفي يتوقع قرار سعر الفائدة

البنك الدولي: 411 مليار دولار خسائر أوكرانيا بسبب الحرب مع روسيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدولار الجنيه الإسترليني سعر الفائدة الجنيه الاسترليني مقابل الجنيه المصري سعر الجنيه مقابل الدولار بنك إنجلترا المركزي البنک المرکزی بنک إنجلترا

إقرأ أيضاً:

ما أسباب ارتفاع الدولار أمام الجنيه المصري وما السيناريوهات؟

القاهرة– شهد الجنيه المصري تراجعاً جديدًا أمام الدولار الأميركي متجاوزاً حاجز الـ51 جنيهًا، وسط ضغوط اقتصادية متصاعدة تشمل هروب الأموال "الساخنة" وارتفاع الطلب المحلي على العملة الأميركية.

ويعيد هذا التراجع إلى الواجهة مخاوف من موجة تضخم جديدة قد تُفاقم الأعباء المعيشية للمواطنين، وتؤثر على مستويات الأسعار.

وأظهرت بيانات للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر -اليوم الخميس- أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين بالمدن ارتفع إلى 13.6% في مارس/آذار الماضي مقابل 12.8% الشهر السابق، متجاوزا توقعات المحللين.

تراجع قياسي للجنيه

وفي أول تعاملات الأسبوع، سجّل الجنيه انخفاضًا بأقل من جنيه واحد، ليصل سعر الشراء إلى 51.22 جنيهًا، وسعر البيع إلى 51.32 جنيهًا للدولار.

واستمر هذا التراجع خلال الأيام الماضية، حيث سجّل أحد البنوك صباح أمس أعلى سعر للجنيه عند 51.48 للشراء و51.58 للبيع.

زيادة الطلب على الدولار أحد أهم أسباب التراجع بعد انخفاض عديد السلع والخدمات بالأسواق الأوروبية والآسيوية (الفرنسية)

وجاء هذا التراجع المحلي في ظل تراجع عالمي للدولار، بعد فرض رسوم جمركية من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأيام الأخيرة، مما يبرز الطابع المحلي للأزمة في مصر أكثر من كونه انعكاسًا لتطورات خارجية.

إعلان تعدد الأسباب.. من الاستيراد إلى النقد الأجنبي ضغط الاستيراد وارتفاع الطلب

يرى عدد من المحللين أن أحد أبرز أسباب التراجع هو زيادة الطلب على الدولار من قبل المستوردين المصريين، بعد انخفاض أسعار العديد من السلع والخدمات في الأسواق الأوروبية والآسيوية. وهذا التراجع في الأسعار العالمية شجّع المستوردين ورجال الأعمال على إبرام اتفاقيات جديدة، مما أحدث ضغطًا متزايدًا على العملة المحلية.

خروج الأموال الساخنة

بحسب أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة الدكتور رشاد عبده، فإن خروج عشرات المليارات من الدولارات من الأموال الساخنة -التي عادة ما تتنقل بين الأسواق بحثًا عن عوائد سريعة- ساهم في زيادة الضغوط على الجنيه.

وأشار إلى أن هذه الأموال تسعى إلى تغطية مراكز مالية تعرضت لانكشاف نتيجة الانخفاضات المتسارعة في الأسواق المالية العالمية والإقليمية.

ضعف مصادر العملة الأجنبية

وأضاف الدكتور عبده أن الضغوط على الجنيه مرشحة للتصاعد في المرحلة المقبلة، نتيجة عدة عوامل، منها

التوسع في الاقتراض الخارجي. زيادة الحاجة لمليارات الدولارات لخدمة الديون وفوائدها. تراجع النشاط الاقتصادي محليًا. محدودية قدرة الصادرات المصرية على توفير تدفقات دولارية كافية. اقتراب موسم الحج يمثل عاملًا إضافيًا في زيادة الطلب على الدولار.

ورغم ذلك، يرى الأكاديمي المصري أن التراجع الحالي "تحت السيطرة" حيث لا تتجاوز الفجوة السعرية جنيهًا واحدًا، مما يتيح للحكومة التدخل في الوقت المناسب عبر سياسات تصحيحية.

ضغط صندوق النقد

ويربط أستاذ الاقتصاد السياسي عبد النبي عبد المطلب تراجع الجنيه بزيارة بعثة صندوق النقد الدولي الأخيرة إلى القاهرة، وما نتج عنها من خلافات بشأن الالتزامات المطلوبة من الحكومة.

وأوضح أن الصندوق يتمسك بتنفيذ سياسات مثل التحرير الكامل لسعر الصرف، ورفع الدعم عن المحروقات، وطرح شركات سيادية في البورصة، ويؤكد أن هذه المطالب تزيد الضغوط على الجنيه وتؤثر على ثقة المستثمرين.

إعلان

وأشار عبد المطلب إلى أن خروج الأموال "الساخنة" من السوق المصرية ساهم في تراجع الجنيه، موضحًا أن كل مبلغ مليار دولار يغادر السوق يؤدي إلى انخفاض يتجاوز الجنيه الواحد في سعر الصرف.

كما نبه إلى أن الحديث المتزايد عن تعويم جديد للجنيه يُغذي الطلب على الدولار ويقلل من المعروض.

تضخم وفقر

وحذّر عبد المطلب من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتقلبات سعر الصرف، والتي تشمل زيادة معدلات التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات، الأمر الذي يهدد بمزيد من التدهور في مستويات المعيشة.

ونبّه إلى أن شريحة واسعة من المصريين مهددة بالانزلاق تحت خط الفقر، إضافة إلى تآكل الطبقة الوسطى، وارتفاع حالات الغش التجاري، خصوصًا في سلع حيوية مثل زيت الطعام، نتيجة سعي التجار للحفاظ على هامش الربح، مما قد يعرّض المستهلكين لأضرار صحية جسيمة.

ترجيحات بتبني "المركزي" المصري سياسة حماية احتياطي النقد الأجنبي مع مخاوف من انسحاب إضافي للأموال الساخنة (الأناضول) "المركزي" في موقف دقيق

ويرى الخبير المصرفي وائل النحاس أن وصول الدولار لهذا المستوى القياسي أمام الجنيه، رغم تراجعه عالميًا، يشير إلى أن الأزمة محلية في الأساس، وتنبع من تحديات داخلية هيكلية.

ورجّح أن يتبنى البنك المركزي المصري سياسة نقدية تهدف إلى حماية احتياطي النقد الأجنبي، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية ومخاوف من انسحاب إضافي للأموال الساخنة.

وأضاف النحاس أن أداء الأسواق العالمية المتراجع يزيد من حالة عدم اليقين، مما يضغط على السياسات الاقتصادية.

وأوضح أن خفض قيمة الجنيه قد يكون خطوة ضرورية لتقليل جاذبية تحويل الأموال للخارج، لكن هذا ستكون له كلفة اجتماعية كبيرة خاصة على ذوي الدخول المحدودة، مشددا على ضرورة وجود برامج حماية اجتماعية فعالة لمرافقة أي خطوة نقدية من هذا النوع.

وأكد النحاس أن "المركزي" قد يُؤجل قرار خفض الفائدة مؤقتًا لمراقبة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية، ولفت إلى أن الخفض -إذا تم- سيكون أقل من النسب المتوقعة (2-3%) لتحقيق توازن بين دعم الاقتصاد وكبح التضخم.

إعلان ما بعد الـ51 جنيهًا؟

ويتوقع الخبير الاقتصادي أحمد أبو خزيم أن يستمر التراجع في قيمة الجنيه أمام الدولار، مرجّحًا أن يصل السعر إلى 59 جنيهًا بنهاية العام الجاري، وفقًا لما تشير إليه العقود الآجلة.

وأشار إلى أن الحكومة قد تلجأ لبيع أصول إستراتيجية أو أراضٍ مميزة كما حدث بصفقة "رأس الحكمة" لتوفير السيولة المطلوبة، وأوضح أن الاعتماد المفرط على أدوات الدين المحلي مثل أذون الخزانة بالجنيه المصري يعمق الأزمة، ويجعله عرضة لأي تحركات مفاجئة بالأسواق العالمية.

وشدد أبو خزيم على أن الرهان المستمر على تدفقات الأموال "الساخنة" لسد العجز بالعملة الأجنبية يجعل الاقتصاد المصري في موقع شديد الهشاشة. ومع كل أزمة عالمية، تشهد السوق المصرية نزوحًا سريعًا لتلك الأموال مما يعيد إنتاج الأزمة بشكل متكرر.

واختتم بالقول إن غالبية المصريين -بمختلف طبقاتهم – على موعد مع اختبارات اقتصادية قاسية، تشمل زيادة التضخم، وتراجع القدرة الشرائية، وتدهور مستويات المعيشة، مما يهدد بتوسّع رقعة الفقر في المجتمع المصري بشكل غير مسبوق.

مقالات مشابهة

  • قرار مصيري.. البنك المركزي يستعد لإعلان أسعار الفائدة الجديدة خلال ساعات
  • ما أسباب ارتفاع الدولار أمام الجنيه المصري وما السيناريوهات؟
  • مع تضخم بنسبة 13.6%.. هل يخفض البنك المركزي المصري الفائدة الخميس المقبل؟
  • 116.5 مليار جنيه.. أذون الخزانة المصرية تشهد إقبالاً كثيفاً في عطاء البنك المركزي اليوم
  • متوسط أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه اليوم الخميس 10-4-2025 في البنك المركزي المصري
  • توقعات بخفض سعر الفائدة باجتماع البنك المركزي المقبل
  • «قبل اجتماع المركزي».. أسعار الفائدة على شهادات البنك الأهلي
  • الدولار يتوقف في البنك المركزي عند 51.75 جنيه وسط ارتفاع تعاملات سوق الإنتربنك
  • بكام في البنك الأهلي؟.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء (تحديث مباشر)
  • قبل قرار البنك المركزي.. التأثير المتوقع لخفض أسعار الفائدة على البنوك والبورصة