دعا مؤتمر الرابطة الدولية لإدارة النفايات (ISWA) التاسع والثلاثون الذي انطلق اليوم في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض إلى تسليّط الضوء على الآثار الاقتصادية والاجتماعية المتعددة لمبادرات إعادة التدوير وخفض توليد النفايات وتطوير الأطر التنظيمية والسياسات المتعلقة بالسلامة والصحة والبيئة والتغيّر المناخي، كما ركز على العمل نحو مستقبل بدون انبعاثات، وإلى تقليل توليد النفايات، وزيادة معدلات إعادة التدوير، والحفاظ على الموارد القيمة، وعلى مبادئ الاقتصاد الدائري وإدارة الموارد المستدامة.

افتتح المؤتمر بحضور معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني وعدد من أصحاب المعالي والمسؤولين وبمشاركة واسعة من مجموعة من أبرز قادة مؤسسات قطاع إدارة النفايات الصلبة والعلماء والباحثين، والمبتكرين ورواد الأعمال من مختلف الدول، ويعد المؤتمر الذي استضافته الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة" أول نسخة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

فعاليات المؤتمر

يتضمن المؤتمر العديد من الفعاليات والجلسات الحوارية التي تتناول شعار التوجه العالمي نحو مستقبل صاف من الانبعاثات الصفرية، وأفضل الممارسات في مجال الاقتصاد الدائري وإدارة الموارد المستدامة من قبل خبراء من مختلف القطاعات، حيث اشتمل على أوراق عمل ناقشت حماية صحة الإنسان وجودة البيئة، وورقة عمل تناولت التخفيف والحد من التغيرات المناخية، وحلقة عمل حول الاقتصاد الدائري، وتبني التقنيات الجديدة وتحول القطاع البيئي نحو الاقتصاد الدائري، كما صاحب المؤتمر معرض استعرض فيه التقنيات والأدوات التي تساهم في التحول والتطوير في هذا المجال، كما تم تنظيم جولات فنية وفعاليات اجتماعية تهدف إلى تبادل المعرفة والفرص بين المشاركين، واستكشاف التقنيات المتطورة وأطر السياسات والدراسات الناجحة التي تظهر إمكانات النهج الدائري في إدارة النفايات.

وشارك المركز الوطني لإدارة النفايات "موان" من المملكة العربية السعودية في ركن خاص بالمعرض، وهي جهة تشريعية وتنظيمية لإدارة النفايات في السعودية من ناحية إصدار التصاريح والتراخيص اللازمة في مجال قطاع إدارة النفايات، ويركز مركز "موان" على تعريف الزوار والمشاركين على عمل المركز وتجربة المملكة من ناحية التركيز على مخطط استراتيجي شامل، حيث قاموا بتقسيم 25 منطقة جغرافية بالمملكة لحصر إجمالي النفايات وتتم دراستها وطريقة التخلص الآمن منها، وتعريف المشاركين حول توجه عمل المركز من عملية الهدر إلى الاستدامة، وطرح الفرص الاستثمارية.

التواصل مع الخبراء

وقالت عنود بنت حمد الحسنية مشاركة من شركة افيردا لإدارة النفايات في المعرض المصاحب: تولي الشركة -باعتبارها لاعبًا بارزًا في قطاع إدارة النفايات- أهمية قصوى في المساهمة بفعالية في هذا المؤتمر الشهير عالميًا، وخلال هذا الحدث فإننا حريصون على التواصل مع الخبراء في قطاع إدارة النفايات والصناعات البيئية لتبادل الأفكار حول حلول شاملة ومستدامة لتحدياتنا الحالية بهدف حماية مستقبلنا المشترك، كما نعمل على توسيع مجموعة من خدمات إدارة النفايات الشاملة بدءًا من التجميع وحتى المعالجة وإعادة التدوير والتخلص بطريقة آمنة ومسؤولة، ومن خلال هذا المؤتمر فإننا ندعم ونستثمر في المشاريع والمبادرات المتعلقة بإعادة تدوير النفايات وتحويلها، كما نُوعّي المجتمعات بالأهمية الحيوية للتدوير والاستدامة في عمان وفي جميع أنحاء العالم الناشئ.

الحلول الذكية

وقالت سمية بنت سعيد السيابية من الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة: يعد مؤتمر ISWA بمثابة منصة عالمية لتبادل الخبرات والأفكار ومناقشة أحدث التطورات في مجال إدارة النفايات، فهو يجمع مجموعة متنوعة من الباحثين وقادة الصناعة من مختلف بقاع العالم، كما أن هذا التعرض المباشر للحلول المتطورة يمكّن المشاركين ليس فقط من البقاء على اطلاع بتقدم الصناعة ولكن يمكنهم من تبنّي هذه الابتكارات في بلادهم، ومن خلال حلقات العمل لدينا الفرصة للتعمق في التطبيقات العملية والنتائج المحتملة لهذه التقنيات الجديدة، كما أن المؤتمر يعزز فرص التعرف على أصحاب الأفكار بصورة مباشرة ومناقشة أفكارهم عن قرب، حيث إن الجميع يشتركون في هدف واحد وهو تعزيز ممارسات الإدارة المستدامة للنفايات.

تجربة الأردن

وقال المهندس محمد الحوري أحد المتحدثين في المؤتمر: "ناقشنا اليوم موضوع إعادة التدوير في المملكة الأردنية الهاشمية وكيف أن القطاع الخاص يقود مسار التغيير في قطاع إعادة التدوير، من خلال استعراض تجربة الأردن وكيف استطاعت تقديم مجموعة من الحوافز إلى القطاع الخاص الذي يقوم بجمع ونقل وإعادة تدوير النفايات، واستهداف كبار منتجي النفايات داخل حدود العاصمة عمّان، كما تطرق الحوري إلى أبرز نتائج المشاريع التجريبية التي تم تنفيذها مع كبار منتجي النفايات في مختلف القطاعات مثل الفنادق والمراكز التجارية، والتي كانت من ضمنها القدرة على رفع عملية فصل النفايات عن المصدر من 20% إلى 40%.

الجدير بالذكر أن سلطنة عُمان اُختيرت لاستضافة هذا الحدث العالمي، تأكيدًا على دورها الريادي وخبرتها المهمة في مجال إدارة الموارد بشكلٍ عام، وتشديدًا على دورها كمركز لتبادل المعرفة والحلول المبتكرة في سياق التزامها الدائم بالحفاظ على البيئة وتبنّيها لمختلف البرامج ذات الصلة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع إدارة النفایات الاقتصاد الدائری لإدارة النفایات إعادة التدویر فی مجال

إقرأ أيضاً:

المفتي ضيف شرف مؤتمر كلية طب الأسنان جامعة الأزهر

شارك فضيلة المفتي الدكتور نظير محمد عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- كضيف شرف في مؤتمر كلية طب الأسنان جامعة الأزهر الشريف، والذي يعقد برعاية الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، في الفترة من 15 إلى 17 يناير 2025، تحت شعار «ماضٍ عريق وحاضر رائد ومستقبل مشرق»، وكان في استقبال فضيلته الأستاذ الدكتور وائل المهندس رئيس المؤتمر، عميد كلية طب الأسنان، والأستاذ الدكتور أيمن حجاب نائب رئيس المؤتمر، رئيس قسم جراحة الأسنان، والأستاذ الدكتور معتز الخواص سكرتير عام المؤتمر، رئيس قسم علاج الجذور، والأستاذ الدكتور أشرف رفاعي مقرر اللجنة العلمية للمؤتمر ، والدكتور محمد البابلي المدير التنفيذي للمؤتمر، كما حضر كلمة فضيلته الأستاذ الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات.

وفي محاضرته التي جاءت عن الزكاة وكيفية حساب زكاة المنشآت الطبية وبعض المعاملات المالية التي تحدث في عيادات الأسنان، تحدث فضيلته في عدة محاور:وقد تحدث فضيلته في المحور الأول عن مقصد حفظ النفس في الشريعة الإسلامية مؤكدًا أنه يدخل في حفظ النفس كلُّ ما يعد حفظًا للجسد البشري وبكلِّ وسيلةٍ تؤدي لذلك، كما بين فضيلته أن للوسائل أحكام المقاصد، وأن الإذن بالشيء إذن بما هو من مكملاته، كما بين فضيلته النصوص الشرعية التي جاءت بالحثّ على التداوي والأخذ بأسباب العافية، وأن الشرع الشريف قد أرشد إلى الرجوع في التداوي من الأمراض إلى الأطباء؛ لأنهم أهل الذكر والتخصص في هذا.

وأكد فضيلته في المحور الثاني أهمية الزكاة في الإسلام وأنها ركن من أركانه، وقد جمع الله تعالى بينها وبين الصلاة في مواضع كثيرة من كتابه الكريم، وأوضح جملة من معاني وفلسفة تشريع الزكاة في الإسلام وأنها شرعت لمعانٍ وحكم كثيرة، منها: شكر الله تعالى على نعمة المال، ومنها: كفاية الفقراء والمحتاجين في قوام حياتهم، ومنها: تطهير النفس من داء الشح والبخل، وتعويد المؤمن على البذل والعطاء.

كما بين فضيلته أن الزكاة واجبة على كل مسلم حرٍّ، مالكٍ للنصاب، وحال على هذا النصاب الحول، وكان هذا المال فائضًا عن حاجته وحاجة من يعول.

وفي خصوص زكاة المنشآت الطبية والمعاملات المالية في عيادات الأسنان أوضح فضيلته في المحور الثالث: أن الأصول الثابتة ومنها الأجهزة الطبية ونحوها التي تعد من آلات الحرفة لا زكاة عليها كما قرره الفقهاء، وكذلك المستهلكات مما لا يبقى أثره الظاهر بعد الإجراء الطبي. أما ما يبقى أثره بعد الإجراء الطبي وكذلك المنتجات المعملية مثل التركيبات ونحوها فقد أكد فضيلته أنها تعامل معاملة عروض التجارة، فيقوَّم ما كان موجودًا منها في نهاية الحول مع ضم ما يكون من الأموال السائلة (النقود)، بحيث إذا كَمُل بمجموعهما النصابُ يزكيهما معًا زكاةً واحدةً؛ لأنَّ زكاةَ التِّجَارةِ إنما تتعلق بالقيمة، فكانت مع النقود كالجنس الواحد.

وأوضح فضيلته أن كيفية الزكاة: أن يحتسب ما يوجد مما يدخل في عروض التجارة في العيادة عند نهاية الحول وتقدر قيمته، ويضم إلى الأموال النقدية الأخرى التي حال عليها الحول، فإذا بلغ هذا -بعد خصم الديون- نصابًا (وهو ما قيمته 85 جراما من الذهب عيار 21)، يخرج عن الجميع بواقع 2.5%.

هذا وقد شهد المؤتمر تكريم فضيلة المفتي تقديرًا لدوره في خدمة القضايا الدينية والعلمية، حيث أهدى الأستاذ الدكتور وائل المهندس فضيلتَه درعَ كلية طب الأسنان جامعة الأزهر، كما تلقى فضيلته درعًا مقدمًا من الأكاديمية الشريكة في رعاية المؤتمر من دولة تركيا meet academy قدمته نائب رئيس جامعة إسطنبول.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر الدفاع الدولي 2025 يعقد 16 فبراير
  • “الصناعة” تختتم النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي
  • 200 مشارك في مؤتمر طب التوليد في أبوظبي
  • 89 دولة تجتمع في الرياض لتعزيز مستقبل التعدين واستدامة الموارد
  • 90 دولة تجتمع في الرياض لتعزيز مستقبل التعدين واستدامة الموارد
  • خطط لتحويل النفايات النووية إلى ذهب نادر
  • المفتي ضيف شرف مؤتمر كلية طب الأسنان جامعة الأزهر
  • “وزير الصناعة” يفتتح النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي
  • تدوير.. ريادة في إدارة النفايات وتعزيز الاستدامة
  • “تدوير” .. ريادة في إدارة النفايات وتعزيز الاستدامة