كاتبة فلسطينية: هكذا يميز سكان غزة الصاروخ القاتل من غيره
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
التفكير في الموت في غزة لا ينقطع لحظة واحدة، لأن الغارات الإسرائيلية تأتي في الغالب دون سابق إنذار، مما يؤدي إلى الشعور بأن الموت مؤكد ولا يفصله عنك أي شيء.
ورد ذلك في تقرير كتبته الصحفية الفلسطينية رجاء عبد الرحيم من القدس لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية تسجل فيه شهادات لما يشعر به سكان غزة في هذه الحرب التي لم يسبق لعنفها وقسوتها مثيل.
ونقلت الصحيفة عن الكاتبة الفلسطينية نيروز قرموط -التي تعيش في قطاع غزة- قولها إن سكان غزة كانوا يشعرون خلال الحروب السابقة مع إسرائيل بنوبات من الخوف عندما يسمعون الانفجارات، ولكن بعد ذلك يعود لهم الأمل في وقف إطلاق النار واستمرار الحياة، "لكن هذه الحرب مختلفة".
وقالت نيروز: "لا يمكنك تخيل الشعور، أنت لست آمنا. جميع الأماكن أهداف، لذلك تفكر في الموت في أي وقت".
الخوف بلغ درجة الحمىومع كثافة الغارات الجوية الإسرائيلية في الأيام الماضية، وقطع خطوط الاتصالات في القطاع، تسبب ذلك في انقطاع المعلومات الذي زاد من الذعر.
ونشرت الصحفية في غزة هند خودري على منصة إكس "هذه هي الليلة الأكثر رعبا في حياتي".
ويخشى كثيرون في غزة من أنهم إذا لم يُقتلوا في غارة، فقد يموتون من الجوع أو العطش بسبب الحصار الإسرائيلي الذي تسبب في نقص حاد في المياه والغذاء والوقود وغيرها من أساسيات الحياة.
70 من أقاربها قُتلوا بالغاراتوقالت ألفت الكرد الباحثة الميدانية في منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان في غزة، إن حوالي 70 من أقاربها قُتلوا في الغارات الإسرائيلية منذ بدء الحرب. وبينما يأتي كل يوم بنبأ مقتل قريب أو صديق أو جار، أو في بعض الأحيان مجموعة كاملة منهم في وقت واحد، نجد مناخ الخوف والموت يزداد ويصبح أكثر كثافة.
وتستمر الكرد، التي تتحدث من مخيم بمدينة خان يونس حيث فرت عائلتها، لتقول إن الحرب التي تشن حاليا على غزة هي، في الواقع، ضد المدنيين، "إنهم لا يفرقون بين المقاتلين والمدنيين، لذلك تشعر أن دورك قادم. نحن نعيش آخر أيامنا، نحن فقط ننتظر دورنا"، وفق تعبيرها.
أشعر أن أي صاروخ قادم إلي شخصياوقال مصعب أبو توهة الشاعر وكاتب المقالات ومؤسس مكتبة إدوارد سعيد في غزة إنه عندما يسمع صاروخا يقترب، يبدو الأمر كما لو أنه يأتي مباشرة من أجله.
وأضاف أبو توهة بأن الذين قُتلوا وكان هناك شخص لدفنهم هم المحظوظون، "من يدري ما إذا كان أي شخص سيدفننا، تعكس هذه المشاعر حالة الخوف والهزيمة واليأس التي سببتها الغارات الجوية الهمجية الإسرائيلية".
وفي اليوم الأول من الحرب، قالت الكرد إنها فرت من منزلها في الجزء الشمالي من مدينة غزة وذهبت للإقامة مع عائلتها في جزء آخر لمدة 4 أيام، لكن الغارات لاحقتهم.
مذبحة بعد مذبحةوتضيف الكرد "يقولون (الجيش الإسرائيلي) اذهب إلى مكان آمن، لكنهم بعد ذلك يضربون المكان الذي طلبوا منا الفرار إليه، هذا مقصود، ليس هناك رحمة وهي مذبحة بعد مذبحة والعالم لا يفعل غير مشاهدة ما يحدث".
وقالت كاتبة التقرير إن سكان غزة عندما يسمعون طائرات مقاتلة إسرائيلية في سماء المنطقة ينطق بعضهم الشهادة ويعطون أحباءهم من حولهم ما يمكن أن يكون قبلة وداع، وبدأ الأطفال يكتبون أسماءهم على أيديهم أو أذرعهم حتى يتم التعرف على جثثهم عندما يُقتلون، لكيلا يدفنون في المقابر الجماعية مع جثث مجهولة الهوية.
ونشر أشخاص آخرون الوصايا الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تتضمن تسوية أي ديون أو نزاعات لم يتم حلها وتطلب من الناس الصفح "لتبييض صفحاتهم" في حالة وفاتهم.
صوت الصاروخوقال وليام شومبورغ، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة "عندما ينتهي هذا الصراع، فإن تلك الجروح غير المرئية، تلك الندوب، والصدمات التي ستأتي وتؤثر على الصغار والكبار على حد سواء، ستبرز بشكل مأساوي لفترة طويلة جدا".
وقالت الكاتبة قرموط إنها تعتقد أن الغارات الجوية الإسرائيلية تهدف إلى إلحاق الألم والانتقام من الفلسطينيين، "رائحة الموت معلقة في العديد من الأحياء، مع العديد من الجثث التي لا يمكن انتشالها من تحت الأنقاض. تلك الرائحة نفسها".
وأشارت إلى اعتقاد البعض في مناطق الحرب بأن الشخص لا يسمع صوت الصاروخ الذي يقتله لأنه سيكون قد أصابه ومات على الفور، أما عندما يسمعه فهو لا يزال بعيدا عنه وفي العمر بقية، وتضيف الكاتبة "ربما، رغم كل القسوة، هذه رحمة"، وفق تعبيرها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كاتبة إسرائيلية: فوز ترامب ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل
تُظهر استطلاعات الرأي أن التنافس بين مرشحي الحزب الجمهوري دونالد ترامب والحزب الديمقراطي كامالا هاريس على أشده في اليوم الذي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، فكيف يراها الإسرائيليون؟
تشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى أن أكثر من 60% سيصوتون لترامب إذا أتيحت لهم الفرصة، مقابل 20% فقط لهاريس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيضانات إسبانيا المروعة تكشف: شركات النفط الكبرى تقتلناlist 2 of 2مواطن أميركي يعاون الجيش الروسي في أوكرانياend of listوالإجابة الشائعة التي يحصل عليها المرء من الإسرائيليين المؤيدين للرئيس الأميركي السابق عند سؤالهم عن اختيارهم هي أن "ترامب أفضل لإسرائيل"، وفق ما ورد في مقال رأي بصحيفة جيروزاليم بوست.
وتبدو هذه الإجابة -برأي كاتبة المقال سوزان هاتيس روليف- منطقية تماما في ظاهرها فقط لسببين؛ أولهما أن غالبية يهود إسرائيل اليوم ليسوا ليبراليين ولا تقدميين، وبالتالي فإن كامالا هاريس لا تملك فرصة من حيث المبدأ، في حين أن ترامب المحافظ، "أو بالأحرى غير الليبرالي والرجعي" لديه ميزة أصيلة.
والسبب الثاني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل بشكل واضح ترامب، ولا تربطه علاقة ودية بهاريس.
لكن روليف -التي عملت في السابق باحثة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) ومحاضرة في العلاقات الدولية بالجامعة العبرية في القدس- ترى أن فوز ترامب ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل والولايات المتحدة والعالم الحر على حد سواء.
كما تعتقد أن الفرضية القائلة بأن ترامب هو الأفضل لإسرائيل تتطلب استقصاء أكثر جدية. ومع أنها تقر بأن المرشح الجمهوري يروق لبعض الفئات السكانية "لأنه غير ليبرالي ولمواقفه غير التقدمية"، فإنها ترى أنه "غير لطيف، وفظ، ومبتذل، وعنصري، وكاره للنساء، وكذاب أشر، ومفبرك للأخبار الكاذبة".
وواصلت كاتبة المقال هجومها الشرس على ترامب، موجهة حديثها إلى "أولئك الذين لا يزالون يعتقدون أنه في صالح إسرائيل"، قائلة "مع أصدقاء مثل هؤلاء، من يحتاج إلى أعداء؟"، في إشارة إلى أنه هو نفسه العدو.
وأضافت أن بعض أقوال وتصريحات ترامب تشي بأنه يميل إلى الفاشيين والنازيين، واستندت في ذلك إلى أحداث وقعت إبان رئاسته للولايات المتحدة؛ من بينها دفاعه عن القوميين البيض والنازيين الجدد الذين شاركوا في تجمع "توحيد اليمين" في مدينة تشارلوتسفيل، بولاية فيرجينيا، في أغسطس/آب عام 2017 حيث قُتلت امرأة كانت تتظاهر ضد التجمع.
وعندما يتعلق الأمر بانحياز نتنياهو لترامب في الانتخابات، فإن روليف تورد مسألتين مهمتين لتفسير ذلك. فالأمر الأول، باعتقادها، أن هذا التحيز قد يكون مرتبطا بحقيقة أن نتنياهو نفسه قد يُنظر إليه على أنه "مستبد جديد" في طور التكوين، ويجد أنه من المناسب التعامل مع قادة من النوع نفسه.
والثاني هو أن ترامب ربما يكون قد قطع وعودا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في لقاءاتهما، لم يُفصح عن كنهها للعامة.
ومع ذلك، فهي ترى أنه ليس سرا أن ترامب لديه ميول انعزالية لا تنسجم مع استمرار التورط الأميركي المفرط في دعم إسرائيل في حربها الحالية ضد إيران و"وكلائها".
وأشارت روليف أيضا إلى أن ترامب دعا نتنياهو إلى وضع حد لحربه في غزة ولبنان، والكف عن تبادل الهجمات مع إيران بأسرع ما يكون، قبل أن يتولى منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ترامب (يمين) في لقاء مع نتنياهو عندما كان رئيسا للولايات المتحدة الأميركية (رويترز)وعلى الرغم من أنها هي نفسها والعديد من الإسرائيليين يرحبون بتلك الدعوات من قبل ترامب، فإن نتنياهو وحكومته يعارضون بشكل قاطع إنهاء الصراع قبل أن تحقق إسرائيل "النصر التام".
واعتبرت الباحثة السابقة في مقالها أن الوعد الذي قطعه ترامب للناخبين المسلمين في عدة ولايات محورية بأنه سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط حال فوزه، يثير القلق في دوائر الحكومة الإسرائيلية، ذلك أنه عُرف عن الرئيس الأميركي السابق إيمانه بأن إقامة دولة فلسطينية في النهاية هي جزء من عملية السلام.
كما نوهت إلى تصريحه الذي حذر فيه اليهود الأميركيين من أن فوز هاريس في الانتخابات سيتحملون هم وزره، بل إنه قال أيضا إن "أي يهودي يصوت للديمقراطيين يجب أن يخضع لفحص قدراته العقلية".
ومع أن روليف تتوقع، في ختام مقالها، أن هزيمة ترامب ربما تثير الاضطرابات وحتى العنف في الولايات المتحدة إذا رفض مرة أخرى الاعتراف بنتائج الانتخابات، فإنها -مع ذلك- ترى أن خسارته أفضل من انتصاره.